الأفيال: أغرب المعلومات عن دبابات العالم القديم

You are currently viewing الأفيال: أغرب المعلومات عن دبابات العالم القديم
أغرب المعلومات عن الفيلة

الأفيال هي أحد عجائب المخلوقات في الطبيعة، فهي تتمتع بالعديد من الخصائص الجسدية الفريدة: خرطوم طويل، وأذنان كبيرتان، وأرجل سميكة، وجسد ضخم جداً. ويتفق العلماء على أن الفيل هو الحيوان الأقرب شبهاً بالإنسان، حيث يمتلك مجتمع الأفيال العديد من السمات الاجتماعية التي تشبه حياة الإنسان بشكل عام. في هذا المقال نستعرض سوياً كافة المعلومات عن حياة هذه الحيوانات الرائعة.

وصف الفيل

وصف الفيل
شكل الفيل من قريب

الأفيال هي أضخم الحيوانات التي تعيش على سطح اليابسة في وقتنا الحالي. تنتمي الفيلة إلى رتبة الخرطوميات، وتمتلك فصيلة الفيلة قاسماً مشتركاً هو هذا الشكل النموذجي الذي يتكون من الجسم القوي، والأذنان الكبيرتان، والجذع الطويل بالإضافة إلى الأرجل الأربعة التي تشبه الأعمدة والتي يتكون باطنها من حشوة سميكة تعمل كممتصات للصدمات، وتساعد على تحمل الوزن الهائل لهذه الحيوانات الضخمة.

هناك ثلاثة أنواع من هذه الحيوانات المهيبة: الفيلة الأفريقية، والفيلة الأسيوية، وفيلة الغابات، ويدرج العلماء فيلة الغابات كنوع فرعي ضمن الفيلة الأفريقية[1]، أما الفيلة الآسيوية فتتضمن العديد من الأنواع الفرعية الأخرى. يصل ارتفاع الفيلة الآسيوية إلى ثلاثة أمتار، ويصل وزنها إلى خمسة أطنان، ويتراوح طولها بين 5.5 إلى 6.5 متر من الرأس إلى الذيل. بينما يصل طول الذيل إلى متر ونصف، وينتهي بشرابة من الشعر. وتمتلك الفيلة في العادة خمسة أصابع في أقدامهم الأمامية، وأربعة في أقدامهم الخلفية.

يصل ارتفاع الفيلة الأفريقية إلى 3.20 متراً، ويصل وزنها إلى خمسة أطنان، ويبلغ طولها من ستة إلى سبعة أمتار. بينما يبلغ طول الذيل حوالي متر واحد، ولديهم أربعة أصابع في أقدامهم الأمامية وثلاثة فقط في أقدامهم الخلفية. أما أفيال الغابات فهي أصغر الأنواع. حيث يصل ارتفاعها إلى 2.40 متراً فقط. والجدير بالذكر أن الإناث دائماً أصغر من الذكور في جميع الأنواع.

تعيش الأفيال فترة طويلة من العمر يتراوح ما بين الثمانين عاماً والمائة والعشرين عاماً. وهذه الحيوانات قليلة الإنجاب حيث تضع الأنثى مولوداً واحداً يزن حوالي 115 كيلو جرام بعد فترة حمل تمتد إلى حوالي 646 يوماً. وهي أطول فترة حمل أنثى حيوان.

جلد الفيل

جلد الفيل سميك للغاية، حيث يصل سمكه إلى ثلاثة سنتيمترات، لكنه رغم ذلك لا يحمل رصيداً من المواد الدهنية، وهو حساس للغاية، ويكون الجلد عند صغار الأفيال أكثر كثافة بالشعر، وكلما كبرت الحيوانات، كلما زاد فقدانها لهذا الشعر، لذا لا نجد هذا الشعر عند الحيوانات البالغة سوى على عيونها وفي نهاية الذيل فقط. ونظراً لذلك لا يتحمل الفيل درجات الحرارة الباردة، فكان من الطبيعي أن تعيش الأفيال في الأماكن معتدلة الحرارة. هذا بالإضافة إلى أن جلده يخلو تماماً من الغدد العرقية وهو ما يحول دون فقد الحرارة فلا يشعر بالبرد[2].

خرطوم الفيل

شكل الفيل
يتميز الفيل بأذنيه الكبيرتين وخرطومه الطويل وأنيابه القوية

أهم ما يميز الفيل هو الخرطوم. حيث يعد الخرطوم امتداداً لأنفه وشفته العليا. بينما يتراوح طوله بين المتر والمترين. يقوم خرطوم الفيل بوظيفة الذراع واليد، ويحتوي على حوالي 40 ألف عضلة تمثل حوالي 70 مرة ضعف عدد عضلات الإنسان. كما بإمكان الفيل أن ينتزع الأشجار التي تزن حوالي 4 أطنان من الأرض بواسطة ذلك الخرطوم.

عضلات الفيل

يتميز الفيل بفكه القوي الذي تقدر قوة عضلاته بحوالي 750 كيلو جراماً. كما يتمتع بأنياب قوية جداً، لكن لا تمتلك جميع هذه الحيوانات المهيبة بالأنياب. والجدير بالذكر أن أنياب إناث الفيلة الأفريقية أصغر بكثير من الذكور. بينما في الفيل الآسيوي، لا تمتلك الإناث أنياب بل يمتلكها الذكور فقط. يمتلك الفيل كذلك أربع أرجل ضخمة حتى يمكنها حمله، والقائمتان الأماميتان أقوى من الخلفيتين نظراً لأنها تحملان رأسه الضخم الثقيل.

أذن الفيل

تتمتع الأفيال بحواس قوية جداً لها العديد من الوظائف على سبيل المثال التواصل بين قطعان الأفيال، لكن السمة المميزة لهذه الحيوانات هي الأذنين: فهي أكبر بكثير في الأفيال الأفريقية مقارنةً بأقاربها الآسيويين، ويمكن أن يصل طولها إلى مترين. يستخدم الفيل أذنيه الكبيرتين في تبريد حرارة جسمه، وإبعاد الحشرات عن عينيه. بينما يتمتع بحاسة سمع قوية ويمكنه التمييز بين حوالي 27 أمراً يصدرها إليه الإنسان، وهو ما لا تستطيع فعله معظم الحيوانات الأخرى. كما يمتلك حاسة شم قوية تمكنه من شم رائحة الإنسان من مسافة تبعد حوالي نصف كيلو متر.

أين تعيش الأفيال؟

معلومات عن الأفيال
تعيش الأفيال في الغابات في أفريقيا وآسيا

توجد الفيلة الأفريقية في المقام الأول في جنوب أفريقيا، وفي الغابات الموجودة في حوض الكونغو. ولا تزال هناك أعداداً صغيرة من الأفيال الآسيوية البرية تعيش في الهند وتايلاند وبورما وأجزاء من إندونيسيا. وتهاجر الفيلة الأفريقية إلى السافانا والسهوب في أفريقيا، بينما تعيش فيلة الغابات -كما يوحي اسمها- بشكل أساسي في غابات غرب أفريقيا. الجدير بالذكر أن الفيلة الآسيوية نادرة للغاية في البرية، ومع ذلك فهي توجد بشكل أساسي في مناطق الغابات[3].

ماذا يأكل الفيل؟

الفيلة هي حيوانات عاشبة تتغذى على الأوراق والعشب والجذور واللحاء. ونظراً لأن نظامهم الغذائي فقير نسبياً بالعناصر الغذائية، يحتاج الحيوان البالغ إلى ما يصل إلى 200 كيلوجرام من الطعام يومياً. ولذلك تقضي الأفيال حوالي 16 ساعة يومياً في البحث عن الطعام وتناوله. كما أنهم يحتاجون إلى كميات هائلة من الماء؛ فالحيوان البالغ يشرب ما يصل إلى 100 لتر يومياً. وإذا لم تجد الفيلة مصادر مياه كافية في أوقات الجفاف، فإنها تحفر بأنيابها وجذوعها حفراً يصل عمقها إلى متر للحصول على الماء.

كيف تعيش الأفيال؟

الفيل الأفريقي والفيل الآسيوي
تعيش الأفيال في قطعان تتكون من 20 إلى 30 حيوان

تعتبر الفيلة من أكثر الثدييات ذكاءً، وهي حيوانات اجتماعية تعيش معاً في قطيع. يتراوح عدد الحيوانات في القطيع الواحد ما بين 20 إلى 30 حيواناً. تقود القطيع الأنثى الأكبر سناً والأكثر سيطرة، وهي التي تجلب القطيع إلى أفضل أماكن التغذية والسقي. تُعرف الأفيال بسلوكها الاجتماعي: فالقطيع يحمي صغار الحيوانات، كما تعتني “عمات الأفيال” أيضاً بصغار الإناث الأخرى بإخلاص كبير. كما تتمتع الحيوانات المصابة أو الكبيرة في السن بحماية القطيع ورعايته. ويبدو أن الأفيال تبكي على رفاقها الموتى.

تتمتع الأفيال بذاكرة قوية للغاية، لذا فهم لا يعرفون فقط من ينتمي إلى القطيع، بل يمكنهم أيضاً أن يتذكروا مثيري الشغب أو الأشخاص الذين ارتكبوا خطأً بحقهم بعد سنوات. وتبتعد الأفيال البالغة عن القطيع وتنضم فقط إلى الإناث للتزاوج. كما يتعين على الذكور الأصغر سناً مغادرة القطيع عند عمر 15 عاماً تقريباً ثم العيش معاً في البداية في “مجموعات عازبة” حقيقية.

يمكن للفيلة استخدام خراطيمها للإمساك بشكل ممتاز، وقطف أوراق وأغصان الأشجار من ارتفاع يصل إلى سبعة أمتار. وبفضل الشعيرات اللمسية الحساسة الموجودة على طرف خرطومها، يمكن للأفيال أن تشعر جيداً بخرطومها. وعند الشرب تمتص عدة لترات من الماء يصل ارتفاعها إلى حوالي 40 سم، وتغلق النهاية بإصبع جذعها وتضخ الماء في أفواهها، ونظراً لأن مساحة سطح جسم الفيلة صغيرة بالنسبة لكتلة جسمها، فإنها لا يمكنها إطلاق سوى كمية صغيرة من الحرارة. لهذا السبب، لديهم آذان كبيرة جداً تحتوي على إمداد دم قوي، وتسمح لهم بتنظيم درجة حرارة الجسم. وعندما يحركون آذانهم – أي يهزونها – فإنهم يطلقون حرارة الجسم. تحب الأفيال أيضاً الاستحمام ورش الماء على نفسها، كما يساعدها الاستحمام في الماء البارد أيضاً على خفض درجة حرارة جسمها في الحرارة المرتفعة.

تسافر قطعان الأفيال البرية أحياناً لمسافات طويلة للعثور على ما يكفي من الطعام. حيث يمشون عبر السافانا والغابات بسرعة حوالي خمسة كيلومترات في الساعة. ومع ذلك، عند التهديد، يمكنهم الوصول إلى سرعة تصل إلى 40 كيلومتراً في الساعة.

كيف تتكاثر الأفيال

كيف تتكاثر الأفيال
فيل يقف على قدميه الخلفيتين

توجد خصى ذكور الأفيال داخل التجويف البطني العالي الحرارة. وهذا الأمر يمنع إنتاج الحيوانات المنوية عند الدرجة المثلى لنموها. ولذلك تصعد الذكور في موسم تزاوج الحيوانات فوق قمم الجبال، حيث الجو البارد حتى تكون قادرة على الإنجاب. وخلال فترة الحمل تبحث الأنثى عن نوع معين من الأشجار لتتناول أوراقه. هذه الأورق ليست الغذاء الأساسي لأنثى الفيل وهي عادة لا تأكلها، مما جعل المراقبون يتعجبون لهذا الأمر. لكن عندما تم فحص هذا السلوك أكدت الأبحاث أن هذه الأوراق تحتوي على مادة طبيعية تساهم في ولادة سهلة وسريعة.

وتعتبر أنثى الفيل هي الوحيدة في عالم الحيوان التي تلد صغارها أثناء وقوفها، ولذلك تلاحظ مع اقتراب موعد الولادة وقد راحت تبحث عن أحد مصادر الماء لتضع صغيرها وهو ما يحفظه من تهشم عظامه أو موته. يمكن للفيلة أن تتزاوج على مدار السنة، وفترة الحمل طويلة جداً، فلا تلد أنثى الفيل صغارها إلا بعد عامين من التزاوج. ويزن الدغفل – اسم صغير الفيل – عند الولادة أكثر من 100 كيلوجرام، ويبلغ ارتفاعه متراً واحداً. وبعد وقت قصير من الولادة، تندفع الفيلة الصغيرة للوقوف على أقدامها، مدعومة بجذع أمهاتها، ويمكنهم المشي بعد ساعتين أو ثلاث ساعات فقط.

يحصل الدغفل على حليب أمه فقط في البداية. حيث يمص حلمات الأم الموجودة بين رجليها الأماميتين بفمه. ثم يبدأ في نتف العشب بجذعه بعد ذلك. وعندما يصل إلى عمر عامين يأكل الفيل الصغير الأطعمة النباتية. وتبدأ الأنياب في النمو فقط بين السنة الأولى والثالثة من حياته. تنمو الفيلة بشكل كامل فقط بين سن 12 و20 عاماً، وعندها فقط تصبح ناضجة جنسياً. ويمكن لأنثى الفيل أن تلد ما يصل إلى عشرة صغار خلال حياتها.

ذكاء الأفيال

معلومات غريبة عن الفيل
الأفيال من الحيوانات شديدة الذكاء

دارت حول الأفيال الكثير من الحكايات التي توضح مدى ذكائهم. وقد استخدمها الإنسان على مدار التاريخ سواء كان ذلك من أجل الترفيه أو من أجل الحروب. فإذا نظرنا إلى التاريخ القديم نجد أن الفرس كانوا يستخدمون الأفيال في ساحات المعارك. فهي كانت بمثابة دبابات العالم القديم. كما استخدمها أبرهة الحبشي الذي حاول هدم الكعبة بأفياله كما أشارت بذلك قصة أصحاب الفيل. لذا ساد الاعتقاد بين العديد من البشر أن هذه الحيوانات من أذكى الحيوانات على سطح الكرة الأرضية. إلا أن الأمر لم يكن كذلك، فالذكاء مسألة نسبياً نوعاً ما. فالأسد على سبيل المثال هو عبقري في كونه أسداً. أي أن كل حيوان قد تطور ليتناسب مع مكانته وما يفعله. فهو قد يكون ذكياً جداً فيما يستطيع فعله، وغبياً جداً فيما لا يستطيع فعله[4].

ذاكرة الأفيال

تمتلك الأفيال بالفعل ذاكرة قوية وطويلة إلى حد كبير. فهي تأكل مجموعة متنوعة وهائلة من الأطعمة، وتنطلق في مسافات شاسعة للحصول على هذه الأطعمة. لذا كانت الأفيال في حاجة إلى تذكر كل تلك الأنواع من الأطعمة، بالإضافة إلى ضرورة تذكر الطرق والمسافات التي قطعوها كي يعرفون إلى أين يذهبون في أي وقت من السنة. كذلك تمتاز الأفيال بتذكر الأصوات والروائح المختلفة التي مرت عليهم. لذا فهم بارعون اجتماعياً. وفيما يخص المثل الشهير الذي يقول: “الأفيال لا تنسى” ربما يكون صحيحاً إلى حد كبير[5].

يظهر هذا الأمر كذلك في حجم وتطور أدمغتهم التي تشكل نسبياً 0.08٪ من وزن الجسم. بينما يبلغ وزن الحصان 0.02٪ من وزن جسمه. كما أشارت العديد من الأبحاث العلمية أن أدمغة الأفيال والبشر معقدة للغاية. مما يزيد من مساحة سطح الدماغ. هذا بالإضافة إلى أن الخلايا العصبية المغزلية تلعب دوراً هاماً في تطوير السلوك الذكي. وقد تم العثور على هذه الخلايا المغزلية في أدمغة كل من البشر والقردة العليا والدلافين والفيلة. لا يتوقف الأمر على ذلك فحسب، فهناك أيضاً العديد من السلوكيات التي تظهرها الأفيال مثل الحزن واللعب والتقليد واستخدام الأدوات المختلفة. مما يشير إلى أن عقولهم مرنة وقوية بصورة كبيرة.

التواصل في مجتمع الأفيال

حجم الفيل مقارنة بالإنسان
طريقة تواصل الأفيال

تتواصل الأفيال بشكل مكثف من خلال “لغة” معقدة تشمل جميع حواسها. يتضمن الاتصال المرئي في البداية وضع الرأس والجذع. وعلى الرغم من أن هذا الاتصال المرئي مازال عصياً على الفهم إلا أن العلماء أشاروا إلى ما لا يقل عن عشرين موقفاً يبدأ من العدوان وحتى الخضوع. فعلى سبيل المثال نجد أن الموقف الأكثر عدوانية للفيل هو وضع التخويف. حيث يواجه الفيل خصمه مباشرة، ويرفع رأسه، ويمد أذنيه بزاوية قائمة على رأسه، مما يجعله يبدو أكبر بكثير. بينما في بعض الأحيان الأخرى، يهز رأسه ذهاباً وإياباً، مما يتسبب في اصطدام أذنيه بحدة على رأسه، وكذلك هناك البوق بصوت عالٍ، وإلقاء الغبار والشجيرات، وغيرها من المواقف.

أما النوع الثاني من الاتصال هو الاتصال الشفهي. حيث يمكن للفيلة أن تصنع ما لا يقل عن ثلاثين صوتاً مختلفاً، بما في ذلك الأبواق، والقرقرة، والأصوات منخفضة النبرة بحيث يصعب على البشر سماعها. أما تصنيف هذه الأصوات فتعبر عن التالي: الهيمنة، والإثارة الجنسية، والإثارة الاجتماعية، وديناميات المجموعة والتنسيق، والخوف الاجتماعي، والمفاجأة، والضيق.

أما النوع الثالث من التواصل بين الأفيال فهو التواصل الحسي. فليست كل الاتصالات “لفظية” – فمعظمها ملموس. حيث تتلامس الأفيال بشكل متكرر ولأسباب عديدة. ففي بعض الأحيان تكون هذه اللمسات عدوانية. حيث تتنافس الفيلة على امتيازات التزاوج في مباريات دفع قوية، ولكنها نادراً ما تكون ضارة. بل ربما يكون الأمر ممتع في كثير من الأحيان. ويمكن كذلك أن تكون هذه اللمسات حنونة تشير إلى صداقة من نوع ما. فعلى سبيل المثال عندما يلتقي اثنان من الفيلة بعد انفصالهما، فإنهما يمتدان ويلامسان أطراف جذوعهما معاً على سبيل المصافحة. وعندما يكونون معاً، فإنهم يداعبون بعضهم البعض ويداعبونهم بجذوعهم وأقدامهم الأمامية[6].

عاطفة الأمومة

عاطفة الأمومة عند الفيلة
أنثى الفيل مع صغيرها

تمتاز قطعان الأفيال بالمودة والحنان. لكن العلاقة الأكثر حناناً هي العلاقة بين الأم ووليدها. فبعد فترة وجيزة من التزاوج، تلد أنثى الفيل وهي محاطة بقريباتها من الإناث اللاتي يتجمعن حول الوليد ويصدرن أصواتاً لطيفة ويحاولون لمس الوليد والتقاطه. بينما تنغمس أمهات الأفيال بشكل استثنائي في تربية ورعاية الوليد، حيث يحتضنن دائماً أطفالهن وينغمسن في كل احتياجاتهم. وهناك العديد من قصص البطولة والتضحية عن أمهات الأفيال لحماية أطفالهن.

لكن الأمومة يمكن أن تكون مهمة مرهقة في كثير من الأحيان. حيث تحتاج الأم إلى فترة راحة من هذه المهام الثقيلة. وهنا يأتي دور الفيلة الصغيرة في القطيع. وتتمثل وظيفة هذه الأفيال في متابعة الصغار ومراقبتهم وإيقاظهم عندما يتحرك القطيع إلى مكان أخر. كذلك يقومون بمساعدتهم إذا ما علقوا في الوحل أو الأدغال. كما يركضون لمساعدتهم إذا أطلقوا نداء استغاثة. هذا بالإضافة إلى مطاردتهم وإعادتهم إلى القطيع إذا ما تجولوا بعيداً. وعندما تصل هذه الأفيال الصغيرة إلى مرحلة النضج في سن الرابعة عشرة تقريباً، يتم تعليم الإناث رعاية الأطفال ويتم طرد الذكور من القطيع.

المواساة عند الموت

وإذا كانت مسألة الولادة تحمل عاطفة غزيرة بالنسبة للفيلة فإن الموت كذلك. وعلى العكس من الحيوانات الأخرى يبدو أن الأفيال لديها وعي بموتها. ففي بعض الأحيان تحدث الولادة والموت معاً، فإذا ولد الصغير ميتاً، ينتظر القطيع بينما تقف الأم الثكلى بمفردها لمدة يوم أو يومين، وهي تحمل طفلها الميت على أنيابها. بينما إذا مات فيل بالغ – سواء مات ميتة طبيعية أم بسبب شيء آخر – فإن الآخرين يقفون بجانب جثته لفترة طويلة يداعبونها بأقدامهم أو بجذوعهم، وأحياناً يبكون بالدموع. ثم يعودون في اليوم التالي للتعبير عن احترامهم، ومن ثم يدفنون الجثة بتغطيتها بالتراب أو الأغصان.

إن للأفيال تنظيم اجتماعي معقد، ونظام تواصل متطور، وهذا الأمر هو ما جعل العديد من المراقبين[7] يشيرون إلى أوجه التشابه الكبيرة بين حياة هذا الحيوان الرائع وبين حياة الإنسان. وبالتحديد بعد تزاوج الأفيال ورؤية عاطفة الأمومة لديها.

مراجع عربية

  1. غرائب العالم – ميشال مراد.
  2. كل شيء عن الأدغال – أرمسترونج سبيري – ترجمة د. علي المرسي.
  3. أغرب الحقائق عن عالم الحيوان – نادية فريد عبد الرحمن.
  4. الجانب الإنساني عند الحيوان – فانس باكار – ترجمة سعد غزال.

مراجع أجنبية

[1] Evolution and taxonomy of African elephants.

[2] How Elephants Stay Cool.

[3] How many elephants are left in the world? The status of elephant populations.

[4] THE INTELLIGENCE OF ELEPHANTS.

[5] Do elephants really ‘never forget’?

[6] Elephant Communication.

[7] Long-term field studies of elephants: understanding the ecology and conservation of a long-lived ecosystem engineer.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    مقال شيق يمتلئ بالمعلومات.. شكراً لك

اترك تعليقاً