خالد بن سنان: قصة نبي عربي ظهر قبل النبي محمد
خالد بن سنان هو نبي عربي ظهر في جزيرة العرب قبل قرن من بعثة النبي محمد. وكانت له الكثير من المعجزات أو على حد قول العديد من المؤرخين “الكرامات”. فما هي قصة خالد بن سنان؟ وما صحة قصته؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.
قصة النبي خالد بن سنان
تبدأ قصة خالد بن سنان الذي حفلت به العديد من روايات المؤرخين بالنار العظيمة التي ظهرت في جزيرة العرب. فلقد اشتعلت ناراً عظيمة في شق جبل ولم تنطفئ قط، حتى كاد العرب أن يعبدوها كما يفعل المجوس. لكن تقدم إليهم خالد بن سنان الذي كان معروفاً بكراماته في ذلك الوقت وشرع ينصحهم ويقاوم أفعالهم. ثم دعاهم إلى عبادة الإله الواحد. ولما لم يجد القبول من هؤلاء المشركين حمل هراوة في يده وانطلق إلى مكمن النار في الجبل، ودخل فيها ثم خرج منها سالماً. وبعد أن خرج من النار بدأ لظاها يخفت شيئاً فشيئاً وفي النهاية انطفأت. وبذلك قضى خالد بن سنان على مجوسية كادت تصبغ الجزيرة العربية.
العنقاء
ومن مآثر هذا النبي ما كان في شأن العنقاء، وهي كما يذكرها ابن عباس نقلاً عن النبي:
“إن الله خلق طائراً في الزمن الأول من أحسن الطير، وجعل فيه من كل حسن قسطاً، وخلق له أربعة أجنحة من كل جانب، كما خلق له يدين فيهما مخالب، وله منقاراً على صفة منقار العقاب غليظ الأصل، وجعل له أنثى على مثاله سماها العنقاء.”
وتقول العديد من الروايات أن هذه العنقاء جعلها الله في عصر النبي موسى، وهي من الأشياء التي فضل الله بها بني إسرائيل، فلم تزل العنقاء ترعب أعداء بني إسرائيل في ذلك الوقت وقد أكثر الله من نسلها. حتى إذا مات موسى في التيه انتقل ذلك الوحش إلى أماكن أخرى يأكل فيها البهائم ويرعب البشر، فكان بمثابة لعنة تصيب أية منطقة يحط رحاله فيها. حتى ظهر هذا الوحش في جزيرة العرب. وهنا انطلق العرب إلى خالد بن سنان وشكوا إليه ما تفعل العنقاء بهم وبأطفالهم وبدوابهم. فدعا الله عليها أن يقطع نسلها. فاستجاب الله لدعائه وبقيت صورتها تحكى وكأنها ضرب من ضروب المستحيل.
اقرأ أيضًا: خالد بن الوليد ومالك بن نويرة: القصة المثيرة للجدل في حياة سيف الله المسلول |
موت خالد بن سنان
وتروي الحكايات قصة موت خالد بن سنان. حيث تقول إنه حين اقترب موته جمع قومه وطلب منهم أن يدفنوه في تل من هذه الرمال، وأن يحرسوا قبره أياماً فإذا رأوا حماراً أشهب أبتر يدور حول هذا التل الذي فيه قبره فاجتمعوا وانبشوه واخرجوني إلى شفير هذا القبر واحضروا كاتباً معكم لأملي عليكم ما يكون وما يحدث إلى يوم القيامة.
وحين مات فعل قومه ما أمرهم به وشرعوا في مراقبة القبر حتى مرت أياماً فإذا بذلك الحمار الأشهب يرعى حول هذا التل قريباً من القبر، ولما هم الناس في نبش هذا القبر ثار نفر من ولده وأشهروا سيوفهم قائلين: والله لا نترك أحداً ينبش هذا القبر. تريدون أن نعير بذلك غداً وتقول عنا العرب هؤلاء ولد المنبوش. فانصرف القوم تاركين القبر ولم ينفذوا وصيته.
اقرأ أيضًا: محمد بن أبي بكر: رأس ابن الخليفة تطوف مصر بعد جزها |
تعقيب على قصة خالد بن سنان
هذه القصة التي رويناها آنفاً ذكرت في ثلاثة مواضع من كتاب ” مروج الذهب ومعادن الجواهر” للمؤرخ أبي الحسن علي بن الحسين بن على المسعودي، كما أشار إليها المسعودي أيضاً في كتابه الثاني “أخبار الزمان” كما تحقق من هذه القصة عالم اللغة والأدب الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد عضو مجمع اللغة العربية السابق. هذا بالإضافة إلى أن المفكر الإسلامي محمد إبراهيم الفيومي أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الأسبق قد أشار إلى أن خالد بن سنان كان من الأنبياء الذين لم يتكرر ذكرهم ولكن ذلك لا يلغي وجودهم. ومع ذلك أشار العديد من العلماء إلا أن الأحاديث التي ذكرت هذا النبي ضعيفة، لذا يجب عدم التعويل عليها.
اقرأ أيضًا: عمر بن الفارض: سلطان العاشقين الذي حاول الوصول للحقيقة العليا |
وإلى هنا يسدل الستار عن قصة نبي يدعى خالد بن سنان. وسواء أكان نبياً مرسلاً أم كان رجلاً صالحاً دعا إلى عبادة الله الواحد وكانت له من الكرامات الأمر الكثير إلا أنه في النهاية لابد أن نؤكد على أن الله أعلم في جميع الأحوال.
المصادر: