الحرية هي أهم حق من حقوق الإنسان، لذا نجد على مدار التاريخ شخصيات عظيمة ناضلت طويلاً من أجل الحصول على هذا الحق. لكن ما الذي يعنيه حقاً أن تكون حراً؟ أن تكون حراً يعني القدرة على أن تكون على طبيعتك، وأن تفعل ما تريد وتفعله عندما تريد. في هذا المقال نقدم العديد من الخواطر عن الحرية القصيرة منها والطويلة لنعرف أنها أفضل ما يمكننا الحصول عليه في الحياة.
خواطر قصيرة عن الحرية
لكي تشعر بالحرية، يجب أن تتعلم التفكير بنفسك ورؤية العالم من منظور واسع. فإذا كانت لديك رغبة في الحرية وتريد أن تشعر بها، فإليك بعض الخواطر القصيرة التي تجعلك تعرف معنى الحرية وقيمتها.
- من الأفضل أن تموت وأنت تناضل من أجل الحرية بدلاً من أن تكون سجيناً في كل يوم من حياتك.
- من الصعب تحرير الحمقى من السلاسل التي يعبدونها.
- يمكننا الحصول على الحرية، لكن لا يمكن استردادها أبداً إذا ضاعت مرة أخرى.
- أولئك الذين يستطيعون التخلي عن حريتهم في الحصول على أمان مؤقت لا يستحقون الحرية ولا الأمان.
- سر السعادة هو الحرية، وسر الحرية هو الشجاعة.
- إذا كنا لا نؤمن بحرية التعبير للأشخاص الذين نحتقرهم، فإننا لا نؤمن بها على الإطلاق.
- الحرية ترف لا يستطيع الجميع تحمله.
- يولد الإنسان حراً وفي كل مكان يتم تقييده بالسلاسل.
- إذا كنت تريد الطيران، فعليك التخلي عن الأشياء التي تثقل كاهلك.
- التعليم هو المفتاح لفتح الباب الذهبي للحرية.
- الحرية هي دائماً لأولئك الذين يفكرون بشكل مختلف.
- حقيقة كون المرء حراً لا يعني التخلص من القيود، بل العيش بطريقة تحترم حرية الآخرين.
- الحرية لا تتمثل في فعل ما تريد، ولكن في فعل ما يجب عليه.
- بمجرد أن تبدأ الحرية في الترسخ، فإن نموها لا يمكن إيقافه.
- أنت فقط تريد الأمان التام، اذهب إلى السجن إذن. هناك سيطعمونك، يكسونك، يقدمون لك الرعاية الطبية. لكن الشيء الوحيد المفقود هو الحرية.
اقرأ أيضًا: أقوال عدمية عن الحب والصداقة والوحدة والدين والحياة |
خواطر طويلة عن الحرية
الحرية مطلب صعب المنال ولا يمكن الحصول عليها إلا بالجهد والنضال، لكن حينما تحصل عليها تشعر بالسلام النفسي والتوازن في الحياة. ومن هذا المنطلق نقدم بعض الخواطر الطويلة عن الحرية لنعرف قيمتها الحقيقية.
العصفورة الحبيسة
لاذت العصفورة الحبيسة بالصمت أياماً طويلة. لم تعد تشدو بأعذب الألحان. وكأن نوبة من اليأس والكآبة قد حامت حول حياتها البائسة في ذلك القفص الصدئ. لاحظ سيدها ما حل بعصفورته الحزينة. لكنه على الرغم من ذلك لم يفكر فيما أصابها. بل اعتقد في قرارة نفسه أنها قد هرمت ولا مكان لها في هذا القفص. أخرجها وألقي بها إلى الخارج، وآتى بغيرها.
انزوت العصفورة تحت ظل شجرة تبكي، وتراقب من مكانها أقرانها من الطيور وهي تُحلق عالياً في الفضاء الشاسع. كانت تنظر إليهم في حزن، تتمنى أن تفعل مثل فعلهم. ظلت على تلك الحال طويلاً حتى رق قلب الطائر الأبيض العظيم لحالها. هبط من عليائه وتوقف بجانبها. ولحظات قليلة حتى شجعها على الطيران.
في البداية لم تستطع، حاول معها مجدداً. وكلما ارتفعت قليلاً سقطت. شرع اليأس يتسرب إلى نفسها الشريدة، لكن الطائر العظيم دفن يأسها وساعدها كي تطير. وفي نهاية المحاولات، استطاعت أن تُحرك جناحيها وأسلمت روحها للنسيم العليل. أخيراً حلقت العصفورة الحبيسة وارتفعت فوق مدن البؤس والقهر والسجن.
حلقت باسطة جناحيها بثقة عظيمة، وهمة عالية حتى بلغت أسراب الطيور الأخرى التي ترفرف في المدى البعيد الواسع. وفي النهاية شعرت العصفورة بالطمأنينة عندما وجدت الأمان، وعادت الابتسامة تكسو وجهها الصغير. حينها قد عرفت نفسها وأدركت مَن تكون بعد أن حصلت على الحرية.
اقرأ أيضًا: خواطر عن التفاؤل: لا شيء يدوم إلى الأبد! |
قيود وأغلال
رغم سجنه وقيوده التي تكبله. وبرغم أنه لم يتنسم نسيم الحرية سوى لبعض الوقت إلا أن فلسفة الوجود في عقله تكسبه لوناً متفرداً. لم يكن مجرد سجين كباقي السجناء. إنه سجين الحرية، سجين النضال. ملامحه تنضح بالعزة والكرامة. لا وجود للبؤس إطلاقاً على ملامح وجهه. مازالت العزة تخط على الوجه الأبي خيوط من عرق، بينما قسمات الوجه تعطيه قوة متفردة. له أسلوباً في الصمود لن يفهمه باقي البشر، ولن يتقنه سوى من يحترف الوجود.
خلف جدران السجن يقبع بعزة نفس قلما تعتري مَن في مثل حاله، وبرغم سجنه وقيوده إلا أن الشمس مازالت تشرق في فؤاده. القمر المنير يضيء عتمة ليله. ذلك الفارس الذي لم يترجل قط عن فرسه. بينما ينظر من خلال عتمة الليل على حوائط سجنه فيرسم صورة للوطن القادم عبر صفحة صبح سيولد من رحم ثورة. ليرى النور حينها بلونه الحقيقي. ليرى الوجه الحقيقي للوطن الذي اغتالته الأيادي الآثمة. بينما نظر إلى جلاده وابتسم بإعماقه وهو يقول:
“كم أنت أحمق أيها الجلاد! تحاصر بقضبانك صموداً لا تقهره قيود وأغلال”
اقرأ أيضًا: خواطر عن الموت: الأحباب يتساقطون كأوراق الشجر! |
طائر شريد
منذ صغري وأنا أشعر بمتعة عظيمة في متابعة الأشياء البسيطة التي تفعلها حيوات أخرى في عوالم غير عالمنا. ذات مرة جلست بعيدا أتأمل طائر شريد هبط من سمائه على الأرض كي يلتقط فتات الخبز. ورأيت تلك النملة وهي تغدو وتروح من وإلي بيتها تحمل قشا أو قطعة سكر، وتقف أمام قطرة ماء تظنها بحراً. توقفت أتابع نحلة تمتص رحيق الزهور في بهجة. تابعت أسراب الطيور وهي تحلق في السماء كل يوم في نفس الموعد بلا كلل أو ملل.
كل تلك الصداقات القديمة كانت قوية الأواصر، حتى كبرت في العمر ولم أعد أفعل ما كنت أفعله من قبل. وتخليت عن أصدقائي القدامى. وفي ذات يوم وأنا أقف على شرفة منزلي رأيت فراشات زاهية الألوان وهي ترقص طرباً حول زهرة فعادت بي مشاهدتها إلى زمن مضى حيث أحلام الطفولة التي اندثرت، والبراءة التي سلبت مني في خضم الحياة. كل تلك الصداقات خرجت من القلب فذهبت إلى القلب، فكانت أرقى من كل علاقاتي مع البشر.
اقرأ أيضًا: خواطر وحكم وعبر: هل يمكننا تغيير العالم؟ |
في الختام وبعض أن قدمنا لكل الأحرار في العالم هذه الخواطر عن الحرية نرجو أن نكون قد تعرفنا على قيمة الحرية التي تعد من أهم وأفضل القيم التي يمكن للإنسان الحصول عليها.