طائر الطنان: ما لا تعرفه عن الجوهرة الطائرة
طائر الطنان هو أصغر طائر موجود على سطح الكرة الأرضية، حيث يبلغ طوله حوالي خمس سنتيمترات فقط، أما وزنه فلا يتعدى ثلاثين جراماً. حاول أن ترمش بسرعة كبيرة. كم مرة تعتقد أنك تستطيع أن تفعل ذلك في ثانية واحدة؟ مرتين، ثلاث، أربع مرات. يمكن أن تكون سريع جداً، لكن هذا لا شيء بالنسبة للطائر الطنان، فهو يستطيع أن يرفرف بجناحيه ما يصل إلى 100 مرة في الثانية الواحدة. وهذا ما يجعله أسرع الطيور في مملكة الطيور. دعونا نتعرف على أغرب المعلومات عن طائر الطنان بمزيد من التفصيل.
سرعة الطائر الطنان
الطيور الطنانة هي أصغر أنواع الطيور على الإطلاق، وهي فصيلة من الطيور الصغيرة والسريعة التي تضم أكثر من 100 جنس وأكثر من 340 نوعاً. يتميز طائر الطنان بسرعته العالية. فهو يحرك جناحيه أثناء طيرانه بمعدل ستين مرة في الثانية، وقد تصل إلى مائتي مرة، ولذلك لا يرى الإنسان جناحي هذا الطائر الصغير إلا حينما يكون واقفاً. بينما يندفع طائر الطنان أثناء طيرانه بسرعة تصل إلى تسعين كيلو متراً في الساعة. ويساعده قلبه في الوصول إلى هذه السرعة وبذل هذا المجهود الشاق. حيث تبلغ سرعة نبضاته حوالي 1200 نبضة في الدقيقة الواحدة. وهذا الطائر يستهلك في اليوم كمية من الطعام قد تصل إلى ضعف وزنه لإمداده بالطاقة اللازمة. وهو يصطاد الحشرات الصغيرة ويفضل بيض العنكبوت وصغار العناكب[1].
كيف يطير الطائر الطنان؟
يمكن للطائر الطنان أن يطير إلى أي جانب، وكذلك بإمكانه أن يرتفع وينخفض ويثبت في الهواء بسهولة تامة. كما بإمكانه أن يهبط بسرعة فائقة دون أن يتعرض للارتطام. وينفرد هذا الطائر الرائع بين الطيور بالقدرة على الطيران إلى الخلف. كما إنه يجيد الهروب ببراعة شديدة. ومن الصعب الإمساك بهذا الطائر الصغير. وعلى الرغم من صغر حجمه فبإمكانه إخراج الطيور الكبيرة من الأماكن المتواجدة فيها من خلال الطنين المستمر.
يتميز طائر الطنان بجناحيه الطويلان والرفيعان في الوقت ذاته. كما يمتاز بألوانه المبهرة التي تجذب الانتباه إليه. وهذان الجناحان يتمتعان بصلابة شديدة. لذا تساهم هذه الأجنحة بصورة كبيرة في تمتع هذا الطائر بتلك السرعة الرهيبة. أما بالنسبة لعضلات صدر هذا الطائر التي تتولى تحريك الجناحين فهي بالنسبة لحجمه تفوق جميع الطيور الأخرى[2].
أين تعيش الطيور الطنانة؟
تعيش الطيور الطنانة حصرياً في الأمريكتين الشمالية والجنوبية، وتفضل العيش في شبه الصحاري، ومناطق الغابات المحيطة بنهر الأمازون، وفي المناطق المعتدلة في الغابات النفضية المعتدلة في تشيلي. يعيش حوالي 130 نوعاً من طيور الطنان من بين 340 نوعاً بالقرب من خط الاستواء، ويعيش حوالي عشرة أنواع فقط في أمريكا الشمالية شمال المكسيك، معظمها في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا يأكل طائر الطنان؟
يتغذى طائر الطنان على رحيق الأزهار، فهو الغذاء الأساسي له. كما أن لسان هذا الطائر الخلاب فريد من نوعه فعلى الرغم من إنه في سمك الخيط الرفيع، إلا إنه أجوف. لذا بمجرد أن يضع الطائر منقاره المدبب قرب الرحيق داخل الزهرة يبادر على الفور بقذف لسانه إلى الرحيق الذي يمر خلاله إلى المريء مباشرة.
يزود رحيق الزهور هذه الطيور السريعة بالطاقة التي تحتاجها للقيام بهذا المجهود الشاق في الطيران. ويلتهم الطائر الطنان ثلاثة أضعاف وزن جسمه من الرحيق في يوم واحد، ويزور ما يصل إلى 2000 زهرة. لكن استمرار التحليق في الهواء بهذه السرعة أمر مرهق ويستنزف قوة وطاقة الجسم، لذا تضطر الطيور الطنانة إلى تناول الطعام باستمرار. حيث تحتاج إلى الأكل كل 15 دقيقة على الأقل، وبعد ساعتين بدون طعام تتضور هذه الطيور جوعاً.
الطيور الطنانة والزهور
الطائر الطنان يتغذى على رحيق الزهور، ولكن ما الفائدة التي يقدمها للنباتات؟ تترابط جميع الكائنات الحية الموجودة في الطبيعة مع بعضها البعض، بما في ذلك الطائر الطنان والزهور. فعندما يمتص الطائر الطنان الرحيق من الزهور بمنقاره الطويل، تلتصق به حبوب اللقاح، وإذا طار بعد ذلك إلى الزهرة التالية، فإنه ينقل حبوب اللقاح أثناء تناوله ويتم تخصيب الزهرة، مما يعني أن النبات يمكنه تكوين البذور والتكاثر. لذا تعمل الطيور الطنانة كملقحات.
كيف ينام؟
الطيور الطنانة هي طيور نشطة جداً ولا تنام مطلقاً أثناء النهار. لكن بعد أن يحل الليل بظلامه، يبحثون عن مكان آمن ثم يدخلون في حالة من السبات. وهو نوع من النوم العميق. بينما تستطيع الطيور الطنانة عبر هذا النوم العميق أن توفر طاقة أجسامها حتى يحل نهار اليوم الجديد. وبعد شروق الشمس في اليوم الجديد يخرجون من هذا السبات لتبدأ رحلة البحث عن الغذاء على الفور. لكن الغريب في الأمر أن هذه الطيور إذا لم تستطيع الحصول على سعرات حرارية كافية في اليوم السابق فإنها لا تستطيع الاستيقاظ في اليوم الجديد[3].
كيف تتكاثر الطيور الطنانة؟
يحاول ذكور طيور الطنان إثارة إعجاب الأنثى للتزاوج من خلال استعراض مهاراتهم في الطيران، وألوان ريشهم الخلابة. حيث يُطلق على الطيور الطنانة أيضاً اسم “الجواهر الطائرة” لأن ريشها يتلألأ أحياناً مثل الأحجار الكريمة اعتماداً على زاوية الرؤي. ثم يؤدي الذكور رقصة التودد. وبعد التزاوج، تبني الإناث عشاً صغيراً مصنوعاً من شبكات العنكبوت أو صوف النباتات أو الطحالب، وتحاول الأنثى أن يكون العش مخفياً في شجيرة أو شجرة على ارتفاع منخفض.
تضع الأنثى بيضتين بفارق يومين. يستمر التكاثر من 14 إلى 19 يوماً. ثم تقوم الأنثى بإطعام الصغار ما يصل إلى 140 مرة يومياً لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع. وعندما يكتمل نضج الصغار تنطلق لتسافر مسافات طويلة بسرعة فائقة[4].
معلومات مذهلة عن طائر الطنان
- لدى الطيور الطنانة شعر صغير على ألسنتهم لمساعدتهم على رفع رحيق الأزهار.
- الطيور الطنانة لا تمتلك حاسة شم، ولكن يمكنها أن تسمع أفضل بكثير من البشر.
- تنجذب الطيور الطنانة إلى جميع الألوان الزاهية، وخاصة اللون الأحمر.
- ترى الطيور الطنانة في الأشعة فوق البنفسجية، ويمكنها أن ترى أبعد من الإنسان.
- تتمتع الطيور الطنانة بذاكرة رائعة – فهي تتذكر كل زهرة، وكل وحدة تغذية زارتها، والمدة التي ستستغرقها زهرة لإعادة ملئها[5].
- تشكل أدمغة الطيور الطنانة 4.2٪ من وزن الجسم. من الناحية النسبية، لديهم أكبر أدمغة من مجموعة الطيور البرية.
- الطيور الطنانة هي الطيور الوحيدة التي يمكنها الطيران لأعلى ولأسفل وللجانبين وللأمام وللخلف.
- تعد الطيور الطنانة ثاني أكبر عائلة من الطيور، وتضم أكثر من 300 نوع.
- الطيور الطنانة لها أقدام ضعيفة – فهي تستخدمهم بشكل أساسي للجلوس فقط.
- تطير الطيور الطنانة بمتوسط سرعة 25 – 30 ميلاً في الساعة، وهي قادرة على الغوص بسرعة تصل إلى 50 ميلاً في الساعة.
- يبلغ طول منقار بعض الطيور الطنانة أكثر من 10 سم. وهذا يعني أن طول المنقار يقارب طول الطائر الطنان نفسه.
- لا تأكل الطيور الطنانة في الليل، وعندما يكون الجو بارداً، لذا تدخل في نوع من السبات لتنبض قلوبها 40 نبضة بدلاً من 400 مرة في الدقيقة.
- الألوان المتلألئة هي العلامة المميزة للطيور الطنانة، وهي ناجمة عن جيوب هوائية في الريش تنكسر وتعكس ضوء الشمس. ويعتمد مقدار وميض الريش على زاوية سقوط أشعة الشمس.
- يتراوح متوسط عمر الطيور الطنانة ما بين أقل من عام إلى خمسة أعوام.
- يضع طائر النحلة الطنان أصغر بيضة في العالم، ويبلغ طولها أقل من 10 ملم، ووزنها 0.365 جرام.
المراجع
[1] The awesome strength of a hummingbird.
[4] From Tiny Egg to Fledgling: Amazing Facts About How Hummingbirds Grow.
هل هو أسرع طائر موجود
الطنان هو أصغر طائر، لكن الأسرع هو صقر الشاهين الذي تتجاوز سرعته 200 ميل في الساعة