الإسقاط النجمي هو نشاط خارق للطبيعة يدعي البعض قدرتهم على تنفيذه، وهو عبارة عن قيام الشخص بإخراج روحه من جسده بطريقة متعمدة للهروب من الأماكن المغلقة. لذا يمكن اعتباره الوجه الآخر لتجربة الاقتراب من الموت. فما هو الإسقاط النجمي ؟ وكيف يعمل؟ وهل هناك دليل علمي عليه؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
ما هو الإسقاط النجمي؟
يعني الإسقاط النجمي انفصال الوعي أو الذات أو الروح – على اختلاف المسميات – عن الجسد المادي، ومن ثم يستطيع الوعي المنفصل أن يسافر إلى أي مكان في الكون. إنها طريق لوصف الوعي البشري حينما يغادر الجسد المادي مؤقتاً ليفعل ما يرغب به دون أن يكون محكوماً بجسده الفاني. وربما سمع الكثير عن تجربة الخروج من الجسد التي خاضها العديد من الناس في أماكن متفرقة من العالم أثناء لحظات الاقتراب من الموت. يشبه الإسقاط النجمي هذه التجربة إلى حد كبير، والاختلاف الوحيد هو أن الأخير يفعله الشخص متعمداً.
تاريخ الإسقاط النجمي
الإسقاط النجمي ليس شيئاً جديداً. بل كان موجوداً في العصور القديمة. كما كان منتشراً في مختلف الثقافات والأديان والحضارات. وربما كان أخر ظهور له في العصور القديمة داخل الفلسفة الصوفية الروحية التي تدعى الثيوصوفية. تلك الفلسفة التي تدعي أن لدى الإنسان سبعة أجساد تتدرج من أدنى الأجساد وهي الأجساد المادية وصولاً إلى المراحل الأعلى وهي الأجساد الروحية والعقلية.
البزوغ مرة أخرى في الغرب
اختفى الإسقاط النجمي لفترة طويلة من الوقت حتى عاد مجدداً خلال القرن التاسع عشر على يد المهاجرة الروسية هيلينا بلافاتسكي التي هاجرت إلى أمريكا عام 1875م وساهمت في تأسيس الجمعية الثيوصوفية هناك. ولدت هيلينا لعائلة ثرية مما ساعدها في السفر إلى كثير من بلدان العالم لتستقي منها المعتقدات الدينية المختلفة. وبعد رحلتها الطويلة عادت مجدداً إلى أمريكا وحاولت إعادة إحياء الفلسفة الروحية الثيوصوفية من جديد. كما أعادت تعريف الإسقاط النجمي وقدرة الجسد النجمي على تجاوز الجسد المادي. كان المغزى من تجربة خروج الروح من الجسد كما اعتقدت هيلينا هو فهم المغزى الأعمق لما يكمن وراء هذا العالم. أو الذهاب إلى أماكن لا تستطع الأجساد المادية أن تذهب إليها. وفي بعض الحالات يستخدم هذا الأمر في التواصل مع كيانات غير مادية مثل أرواح الموتى أو الآلهة.
اقرأ أيضًا: النجوم في السماء: حقائق لا تستوعبها عقولنا |
دليل علمي
ربما يكون الإسقاط النجمي مجرد ادعاءات من البعض. وربما يتم تصنيف ضمن الخوارق للطبيعة، أو ضمن العلوم الزائفة. إلا أن إثبات حقيقة هذه التجربة في غاية البساطة. حيث يمكنك وضع صندوق على سبيل المثال في مكان ما، وتذهب لتطلب من المدعي بقدرته على السفر بوعيه إلى أي مكان أن يذهب إلى هذا المكان ويصف لك محتويات الصندوق. هذه تجربة في غاية البساطة وقد تم تجربتها بالفعل مع العديد من هؤلاء المدعين. وتم إثبات أن الاسقاط النجمي كان مجرد خيالات. لكن ربما يكون حقيقة بالنسبة للشخص الذي يمارسه. يشبه هذا الأمر كثيراً فكرة الأحلام. لكن هذه التجربة لا تعكس الواقع بأي شكل من الأشكال. فلا يوجد دليل علمي على أن الوعي أو العقل أو الذات يمكن لأياً منهم أن يوجد منفصل عن الجسد المادي.
اقرأ أيضًا: إليزابيث باثوري كونتيسة الدم: هل كانت مصاصة دماء حقيقية؟ |
كيف تعمل أدمغتنا؟
تشير العديد من الأبحاث النفسية إلى أن الإسقاط النجمي ما هو إلا تجربة من صنع الدماغ، فإذا كان الدماغ لا يعمل بصورة طبيعية أو يعاني من إصابة على سبيل المثال أو أصيب المرء بحالات من حالات الصرع أو نقص الأكسجين فإن الدماغ تخلق نموذجاً للواقع بناءً على المعلومات الواردة التي تعد خاطئة نظراً لتلك الإصابات. حينما تصاب الدماغ فإن الأداء غير الطبيعي لمنطقة تسمى التقاطع الصدغي الجداري، يؤدي إلى جعل الدماغ يجمع الإشارات من حواس متعددة ليخلق نموذجاً لأنفسنا في العالم، وعندما يكون هناك خلل يؤدي ذلك إلى تجربة غير عادية للوعي، تجربة يبدو فيها الوعي منفصلاً عن الجسد المادي.
ومع ذلك يمكن لأي شخص أن يقوم بتحفيز جزء من الدماغ الذي يبني هذا النموذج من الإسقاط النجمي عبر تدريب حواس الجسد. وبغض النظر عما يحدث في أدمغتنا إلا أنه ربما يكون وسيلة من وسائل التأمل التي نسعى من خلالها لاستكشاف ذواتنا العميقة.
اقرأ أيضًا: حادثة ممر دياتلوف الغامضة: رحلة اللا عودة إلى جبل الموت |
في الختام نؤكد أن الإسقاط النجمي ما هو إلا خيالات أو أوهام، وقد أكد العلم مراراً وتكراراً على أنه أحد العلوم الزائفة التي تدخل ضمن الخوارق. هذا على العكس تماماً من تجربة الاقتراب من الموت التي خاضها العديد من البشر في أنحاء متفرقة من العالم. لكن مع ذلك فلا دليل على خروج الروح من الجسد عبر مثل هذه التجارب الخارقة للطبيعة.