الإسقاط النجمي: أسرار الرحلات الأثيرية عبر الكون

You are currently viewing الإسقاط النجمي: أسرار الرحلات الأثيرية عبر الكون
الإسقاط النجمي بين الوهم والحقيقة

الإسقاط النجمي أو السفر النجمي أو تجربة الخروج من الجسد كلها مسميات لنشاط خارق للطبيعة يزعم البعض قدرتهم على تنفيذه. وتتمحور فكرة الإسقاط النجمي حول قيام الشخص بإخراج روحه (وعيه) من جسده بطريقة متعمدة، والتجول في العديد من الأماكن ثم العودة مجدداً للجسد. لذا يمكن اعتبار السفر النجمي الوجه الآخر لتجربة الاقتراب من الموت. دعونا نخوض رحلة شيقة نتعرف من خلالها على ماهية الإسقاط النجمي؟ وكيف يعمل؟ وما هي أضراره؟ وهل هناك دليل علمي عليه؟

ماذا يعني الإسقاط النجمي؟

يعني الإسقاط النجمي انفصال الوعي أو الذات أو الروح – على اختلاف المسميات – عن الجسد المادي، ومن ثم يستطيع الوعي المنفصل أن يسافر إلى أي مكان في الكون. إنها طريق لوصف الوعي البشري حينما يغادر الجسد المادي مؤقتاً ليفعل ما يرغب به دون أن يكون محكوماً بجسده الفاني. وربما سمع الكثير عن تجربة الخروج من الجسد التي خاضها العديد من الناس في أماكن متفرقة من العالم أثناء لحظات الاقتراب من الموت. يشبه الإسقاط النجمي هذه التجربة إلى حد كبير، والاختلاف الوحيد هو أن الأخير يفعله الشخص متعمداً[1].

يزعم العديد من الأشخاص أنهم استطاعوا فصل روحهم عن أجسادهم، وخاضوا رحلات أثيرية عبر الكون. تسمى هذه الرحلات بالرحلات النجمية، لكن لايزال هناك جدل شديد حول ما إذا كان السفر النجمي حقيقة أم لا، فهو يرتبط بالأنشطة الخارقة للطبيعة، وعلى الرغم من وجود العديد من النصوص القديمة التي تدعم هذه الفكرة بشدة، إلا أن العلم لديه تفسير أكثر منطقية لتجارب لخروج من الجسد. لكننا سنتعمق في هذه النقطة لاحقاً.

تاريخ الإسقاط النجمي

خروج الروح من الجسد؛ الإسقاط النجمي
صورة متخيلة لخروج الروح من الجسد

الإسقاط النجمي ليس شيئاً جديداً. بل كان موجوداً في العصور القديمة. كما كان منتشراً في مختلف الثقافات والأديان والحضارات. وربما كان أخر ظهور له في العصور القديمة داخل الفلسفة الصوفية الروحية التي تدعى الثيوصوفية[2]. تلك الفلسفة التي تدعي أن لدى الإنسان سبعة أجساد تتدرج من أدنى الأجساد وهي الأجساد المادية وصولاً إلى المراحل الأعلى وهي الأجساد الروحية والعقلية.

اختفى الإسقاط النجمي لفترة طويلة من الوقت حتى عاد مجدداً خلال القرن التاسع عشر على يد المهاجرة الروسية هيلينا بلافاتسكي[3] التي هاجرت إلى أمريكا عام 1875 ميلادية وساهمت في تأسيس الجمعية الثيوصوفية هناك.

ولدت هيلينا لعائلة ثرية مما ساعدها في السفر إلى كثير من بلدان العالم لتستقي منها المعتقدات الدينية المختلفة. وبعد رحلتها الطويلة عادت مجدداً إلى أمريكا وحاولت إعادة إحياء الفلسفة الروحية الثيوصوفية من جديد. كما أعادت تعريف الإسقاط النجمي وقدرة الجسد النجمي على تجاوز الجسد المادي. كان المغزى من تجربة خروج الروح من الجسد كما اعتقدت هيلينا هو فهم المغزى الأعمق لما يكمن وراء هذا العالم. أو الذهاب إلى أماكن لا تستطع الأجساد المادية أن تذهب إليها. وفي بعض الحالات يستخدم هذا الأمر في التواصل مع كيانات غير مادية مثل أرواح الموتى أو الآلهة.

سمات الإسقاط النجمي

مظاهر الإسقاط النجمي
صورة رمزية توضح السفر النجمي

تتميز كل رحلة نجمية بصفات مختلفة، فلا يتم تحفيز هذه الرحلات جميعها بنفس الطريقة. حيث نجد أن بعضها مجرد تجارب طبيعية تأتي من خلال التأمل، أو الأحلام، والبعض الآخر ينتج عن المهلوسات مثل “آياهواسكا” وهو مشروب مهلوس ذو تأثير نفسي، يغير من وعي الإنسان لمدة 10 ساعات تقريباً. تستخدم هذا المشروب بعض القبائل الهندية بأمريكا في الطقوس الدينية لخلق رؤى روحية وصوفية معينة.

الوعي

 تتعلق السمة الأولى للإسقاط النجمي بحالة وعي الأفراد الذين يختبرون السفر النجمي. هذا التغير في الوعي يجعل الإنسان يبتعد عن كل ما هو منطقي ويمنحه واقعاً مختلفاً عما يعيشه لبضع دقائق. يشير بعض الروحانيين إلى أن الوعي يمر عادةً بمراحل مختلفة اعتماداً على نوع الإسقاط النجمي الذي ينغمس فيه الشخص. وبعبارة أبسط: يرغب الكثير من الناس في تجربة الإسقاط النجمي لمجرد معرفة ما يحدث.

خارق للطبيعة

السمة الثانية التي تميز الإسقاط النجمي هي أنه نشاط خارق للطبيعة، بغض النظر عما إذا كانت تجربة غير مقصودة مثل تجربة الاقتراب من الموت، أو متعمدة مثل الإسقاط النجمي. وهناك العديد من الأشخاص الذين زعموا أنهم تمكنوا من رؤية أنفسهم في حياة أخرى وفي أماكن أخرى. وربما أبسط مثال لهذه السمات هو ما ظهر في مسلسل نتفليكس الشهير ” Behind Her Eyes” والذي تقوم فيه أديل – إحدى بطلات المسلسل – برحلات متعمدة لكي تراقب من بعيد ما يحدث مع الأشخاص الأقرب إليها.

أعراض السفر النجمي

ظواهر خارقة للطبيعة
ماذا يحدث للجسد والروح خلال رحلات السفر النجمي

إذا كنت تتساءل في هذه المرحلة التي وصلنا إليها هل السفر النجمي حقيقي؟ لا يسعنا إلا أن نجيب على ذلك بحسب المرشدين الروحيين[4]، على الرغم من أن العلم يعتقد خلاف ذلك. لكن دعونا نتعرف أولاً عن هذا العالم الغامض، ثم ننتقل إلى رأي العلم فيما بعد. حيث ينتاب الفضول الكثير من الناس لمعرفة ما هي المظاهر التي يتعرض لها الأشخاص الذين يغوصون في المياه العميقة للإسقاطات النجمية. سنقوم أدناه بعرض بعضاً منها.

  1. الشعور بالسقوط

    ليست كل الإسقاطات النجمية متشابهة، فهناك أنواع مختلفة منها، لكن في بعضها تكون العلامة الأكثر شيوعاً هي الشعور بالسقوط. هل حلمت من قبل أنك تسقط من ارتفاع عظيم، لتستيقظ عندما ترتطم بالأرض؟ هذا هو نفس شعور الإسقاط النجمي، وهو إحساس قوي، لأنه يجعل الجسد يدرك أنه ينفصل عن الروح.

  2. شلل النوم

    يرتبط مصطلح “شلل النوم” بهذه العلامة، وهو الشعور بعدم القدرة على الحركة، على الرغم من أنك تريد الحركة ولكنك لا تستطيع. تفسير ذلك هو أن الجسم النجمي ينفصل عن الجسدي ولا توجد سيطرة عليه. ففي شلل النوم، يمر الأفراد بنوع من النشوة التي تمنعهم من إدراك ما يحدث داخل أنفسهم.

  3. الطفو فوق الجسد

    يرى بعض الخبراء أن هذا هو أحد الأعراض الحقيقية لحدوث “السفر النجمي“. يشبه هذا الأمر ما يحدث في تجربة الاقتراب من الموت. حيث أخبر العديد ممن خاضوا هذه التجربة أن أرواحهم كانت تطفو في الهواء وينظرون عن كثب إلى جسدهم الملقى على الأرض.

  4. الاهتزاز

    هناك نوع من الإسقاط النجمي يعرف باسم “الميكانيكي“، ويتم إنتاجه عادةً عن طريق تلامس المجالات الكهرومغناطيسية مع الجسم. لقد تم تسجيل أنه في هذه العمليات، يمكن للجسم تجربة نوع من تجربة الخروج من الجسم المرتبطة بنمط الاهتزاز. وبعبارة أبسط، يبدأ جسم الإنسان بالاهتزاز عندما تبدأ الرحلة.

  5. الطيران

    أحد أعراض الإسقاط النجمي هو الشعور بالطيران. وينجم هذا العرض في بعض أنواع السفر النجمي عن الهلوسة. وفيه يشعر الشخص بإنه يطير في الهواء بعد تناول مادة مهلوسة أو مخدرة. ومثال على ذلك المواد التي تؤخذ من ضفدع علجوم صحراء سونورا[5] والمعروفة بتأثيرات الهلوسة الهوية المنبعثة من سمه، والتي تجعل الإنسان يشعر بأنه يسافر طائراً. تأتي هذه المادة من الغدد الموجودة خلف رأس الضفدع، ثم يتم تجفيفها، وتدخينها. ولقد أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن هذه المادة موجودة بجرعات مخفضة في الدماغ البشري نفسه.

أنواع الإسقاط النجمي

السفر بالوعي
أنواع الرحلات النجمية

ذكرنا من قبل أن رحلات السفر النجمي مختلفة عن بعضها البعض، ولا تكون كل الرحلات طوعاً، ومن الممكن أن يحدث الإسقاط النجمي دون إرادة من الشخص، لذا فهناك مجموعتان كبيرتان من الإسقاطات النجمية: الإسقاطات النجمية العفوية، والإسقاطات النجمية المستحثة. دعونا نتعرف عليهما.

الإسقاطات النجمية العفوية

هذا النوع من الرحلات غير طواعية، أو غير مقصودة. يمكن تجربتها قبل النوم أو أثناءه أو بعده. ومع ذلك، لا بد من توضيح أن الأشخاص الذين خاضوا رحلة نجمية ذكروا أنهم كانوا في السابق منغمسين في عمليات عقلية قوية مثل التوتر والاكتئاب أو حتى القلق.

شلل النوم

ضمن مجموعة الإسقاطات النجمية التلقائية يوجد شلل النوم، وهو يعرف بأنه حالة لا يستطيع فيها الفرد الحركة وتحدث قبل النوم أو عند الاستيقاظ. ترتبط الأعراض بحاجة جسمك إلى التصرف ولكنه لا يستجيب. عقلك منفصل عن الجسد المادي، ولهذا السبب، فهو غير قادر على اتباع التعليمات.

تجربة الاقتراب من الموت

يحدث هذا الأمر في اللحظات الخطيرة مثل الحوادث الكبرى، وفي منتصف العمليات الجراحية، حيث شهد عدد كبير من الأشخاص السفر النجمي. لقد أصبحت تجربة مغادرة جسدك ومشاهدته وهو يذهب إلى مكان آخر حقيقة لم يتمكن العلم من دحضها أو الاعتراف بها.

الإسقاطات النجمية المستحثة

عند الحديث عن الإسقاطات النجمية المستحثة، فهي تلك التي تكون طوعية. ويمكن للناس استخدام تقنيات مختلفة لتحقيق ذلك، فكما ذكرنا في بعض الفقرات السابقة، من الأمثلة الواضحة على ذلك الخضوع لاحتفالات مثل آياهواسكا أو تدخين مادة مهلوسة.

الحث الكيميائي

إن الدافع للشعور بوجود حياة بعد المستوى الأرضي والحاجة إلى مواصلة الاكتشاف يدفع الآلاف حول العالم إلى اختيار الحث الكيميائي لتجربة الإسقاط النجمي. بعض المواد الكيميائية الأكثر استخداماً في ذلك هي: الكيتامين، والدكستروميتورفان، والفينسيكليدين. ولكن هناك أفراد يختارون المزيد من المهلوسات “الطبيعية”، معتقدين أن تأثير أفضل بكثير. بينما يوصي المعلمون الروحيون بالبحث في جميع التأثيرات والتأكد من الآثار الجانبية.

الحث الميكانيكي

يحدث الحث الميكانيكي كما قلنا من قبل عندما يتعرض الجسم المادي للموجات الكهرومغناطيسية، لكن حتى الآن هناك عدد قليل ممن خاض تجربة الإسقاط النجمي عبر الحث الميكانيكي.

كيفية القيام برحلة نجمية؟

الإسقاط النجمي حقيقة أم خيال
طريقة تنفيذ الإسقاط النجمي

ترتبط تكتيكات كيفية تنفيذ الرحلة النجمية بمعنى الانقسام النجمي، وهي التقنيات اللازمة لتحقيق تجربة رؤية الجسد النجمي يغادر الجسم المادي. حيث ينفصل جزء من الوعي عن الجسم أثناء الرحلة النجمية الموجهة. ويتم استكشاف الأبعاد والمجالات من عوالم أخرى. وبمجرد أن يغادر الوعي الجسم، يمكنه النظر إليه من الأعلى. وفي هذه الحالة، يبدو كل شيء خفيفاً، حيث ينعدم الوزن، ويطير الوعي ويتحرك عبر الجدران[6]. يمكن تحقيق هذه التجربة أثناء النوم أو في حالة النشوة. لذلك أثبت التأمل فعاليته في السفر النجمي.

  1. قبل أن تبدأ، يجب عليك التخلص من الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون والأشخاص الآخرين. ثم حرر نفسك من الضغوط اليومية. يجب أن تكون الغرفة مظلمة لهذا الغرض. حضر نفسك إلى حالة من الهدوء والاسترخاء.
  2. اتخذ وضعية الاستلقاء، ويفضل أن تكون على الأريكة. الآن أغمض عينيك. خذ شهيقاً عميقاً من خلال أنفك إلى معدتك، ثم أخرجه من خلال فمك المفتوح. عد إلى ثلاثة أثناء الشهيق وعد إلى ستة أثناء الزفير. افعل ذلك ثلاث مرات متتالية.
  3. انتبه جيداً لجسمك. انتبه إلى ذراعيك وساقيك وقدميك وبطنك وظهرك. اشعر بالسطح الذي تستلقي عليه. حاول أيضاً التركيز على المنطقة خلف جفونك. تتبع كل ما يحدث بوعي.
  4. سيشعر جسمك بثقل متزايد أثناء التأمل. في هذه المرحلة، من المهم أن تظل مستيقظاً بوعي وألا تتحرك. سيقع الجسم فيما يعرف بشلل النوم، وهو أمر ضروري للسفر النجمي.
  5. قد تسمع أصواتاً عالية في هذه الحالة. سوف يرتعش الجسم ويهتز أيضاً. ومع ذلك، لا شيء يمكن أن يحدث لك. حافظ على هدوئك وانتظر حتى تتوقف ردود الفعل الصوتية والجسدية.
  6. الآن تخيل أن وعيك ينفصل عن جسدك. افعل ذلك عن طريق الضغط ذهنياً على جسدك على الأريكة وتحرير وعيك منه.

هل الإسقاط النجمي حقيقي؟

الإسقاط النجمي هل هو حقيقي
حقيقة الإسقاط النجمي

ربما يكون الإسقاط النجمي مجرد ادعاءات من البعض. وربما يتم تصنيف ضمن الظواهر الخارقة للطبيعة، أو ضمن العلوم الزائفة. إلا أن إثبات حقيقة هذه التجربة في غاية البساطة. حيث يمكنك وضع صندوق على سبيل المثال في مكان ما، وتذهب لتطلب من المدعي بقدرته على السفر بوعيه إلى أي مكان أن يذهب إلى هذا المكان ويصف لك محتويات الصندوق. هذه تجربة في غاية البساطة وقد تم تجربتها بالفعل مع العديد من هؤلاء المدعين. وتم إثبات أن الاسقاط النجمي كان مجرد خيالات. لكن ربما يكون حقيقة بالنسبة للشخص الذي يمارسه. يشبه هذا الأمر كثيراً فكرة الأحلام. لكن هذه التجربة لا تعكس الواقع بأي شكل من الأشكال. فلا يوجد دليل علمي على أن الوعي أو العقل أو الذات يمكن لأياً منهم أن يوجد منفصل عن الجسد المادي. دعونا نرى بعض الدراسات العلمية.

التفسير العلمي للسفر النجمي

خوارق الطبيعة؛ الاقتراب من الموت
كيف تفسر عقولنا تجربة الإسقاط النجمي

أراد العلم تفسير ما يعرف بالسفر النجمي على مدار سنوات عديدة، ومع ذلك، لم يكن من السهل التوصل إلى نتيجة نهائية. لكن قبل الخوض في الدراسات العلمية التي تتحدث عن الإسقاط النجمي وفي هذا القسم سنخبركم عن بعض الدراسات التي تتحدث عن الإسقاط النجمي.

كيف تعمل أدمغتنا؟

تشير العديد من الأبحاث النفسية[7] إلى أن الإسقاط النجمي ما هو إلا تجربة من صنع الدماغ، فإذا كان الدماغ لا يعمل بصورة طبيعية أو يعاني من إصابة على سبيل المثال أو أصيب المرء بحالات من حالات الصرع أو نقص الأكسجين فإن الدماغ تخلق نموذجاً للواقع بناءً على المعلومات الواردة التي تعد خاطئة نظراً لتلك الإصابات. حينما تصاب الدماغ فإن الأداء غير الطبيعي لمنطقة تسمى التقاطع الصدغي الجداري، يؤدي إلى جعل الدماغ يجمع الإشارات من حواس متعددة ليخلق نموذجاً لأنفسنا في العالم، وعندما يكون هناك خلل يؤدي ذلك إلى تجربة غير عادية للوعي، تجربة يبدو فيها الوعي منفصلاً عن الجسد المادي.

ومع ذلك يمكن لأي شخص أن يقوم بتحفيز جزء من الدماغ الذي يبني هذا النموذج من الإسقاط النجمي عبر تدريب حواس الجسد. وبغض النظر عما يحدث في أدمغتنا إلا أنه ربما يكون وسيلة من وسائل التأمل التي نسعى من خلالها لاستكشاف ذواتنا العميقة.

في دراسة[8] نشرت على موقع Live Science، أوضح العلماء أنه من الصعب تحديد خروج الروح من جسد شخص ما، وأنها ليست تجربة تحدث في دماغه فقط. وتسلط الدراسة الضوء على ما يلي:

“على الرغم من أن ممارسي الإسقاط النجمي يصرون على أن تجاربهم حقيقية، إلا أن أدلتهم غير مؤكدة، تماماً كما قد يكون الشخص الذي يتناول عقار إل إس دي مقتنعاً حقًا بأنه تواصل مع الله، أو الموتى، أو الملائكة أثناء وجوده في حالته المتغيرة. إن الإسقاط النجمي هو هواية مسلية وغير ضارة، وقد تبدو عميقة، وفي بعض الحالات، قد تغير حياة الإنسان. ولكن لا يوجد دليل على أن تجارب الخروج من الجسم تحدث خارج الجسم وليس داخل الدماغ”.

تجربة غريبة

هناك دراسة أخرى[9] تصف الإسقاط النجمي بأنه “تجربة غريبة تحدث في الاضطرابات الانفصامية“. تشرح الدراسة أن تجارب الخروج من الجسم تحدث عموماً عند الأشخاص الذين عانوا من الصدمات أو يخضعون لنظم علاجية مكثفة، أو يتعاملون مع أمراض مثل الصداع النصفي والصرع، وعلى الرغم من قلة الأدلة المرتبطة بالاضطراب الانفصامي، تعرض هذه الدراسة تجربة غريبة.

“في هذا التقرير، نعرض حالة مريض يبلغ من العمر 15 عاماً، وصف تجربة غريبة وجد فيها نفسه يطفو خارج جسده بينما كان يتخيل جسده من منظور الشخص الثالث. وبعد إجراء المزيد من التقييم، تم تشخيص اضطراب الهوية الانفصامية والشرود الانفصامي. وقد أظهر المريض تحسناً بعد خضوعه للتدريب على الانفصال والتنويم المغناطيسي والاسترخاء إلى جانب العلاج النفسي الداعم”.

الجدير بالذكر أن الاضطرابات الانفصالية تحدث نتيجة للصراع الداخلي عندما يكون الشخص غير قادر على قمع تجربة مؤلمة بنجاح، أو عندما تترك الذاكرة أو التجربة المكبوتة الحاجز المحمي، مما يؤدي إلى تغيير في السلوك.


في الختام نؤكد أن الإسقاط النجمي ما هو إلا خيالات أو أوهام، وقد أكد العلم مراراً وتكراراً على أنه أحد العلوم الزائفة التي تدخل ضمن الخوارق. هذا على العكس تماماً من تجربة الاقتراب من الموت التي خاضها العديد من البشر في أنحاء متفرقة من العالم. لكن مع ذلك فلا دليل على خروج الروح من الجسد عبر مثل هذه التجارب الخارقة للطبيعة.

المراجع

[1] Astral Projection: An Intentional Out-of-body Experience.

[2] Theosophy, Race, and the Study of Esotericism.

[3] Spiritualism, Science, and the Mysterious Madame Blavatsky.

[4] Astral Travel: A Beginners Guide to Having an OBE Astral Projection.

[5] This toad can get you high—really, really high. Poachers have taken notice.

[6] Astral Travel: A Mini Guide to Understanding Astral Projection.

[7] Voluntary out-of-body experience: an fMRI study.

[8] Astral projection: Facts and theories.

[9] Astral Projection: A Strange Out-of-Body Experience in Dissociative Disorder.

This Post Has 8 Comments

  1. غير معروف

    وما اكثر الخرافات التي يصدقها الناس

  2. غير معروف

    هل هذا الفعل حلال ام حرام؟

    1. وائل الشيمي

      لم يُثبت علمياً أن الإسقاط النجمي ممكن، لذا فإن الأمر كله لا يعدو مجرد تسلية، ولا علاقة له بالحلال والحرام.

  3. غير معروف

    موضوع شاف

  4. غير معروف

    جربت الخطوات ولم يحدث شيء

    1. وائل الشيمي

      اعتقد كما يرى العلماء أن هذا الأمر مجرد نوع من العلوم الزائفة

اترك تعليقاً