الخفاش: كائن غريب يجمع بين عالمين

You are currently viewing الخفاش: كائن غريب يجمع بين عالمين
أغرب المعلومات عن الخفاش

الخفافيش لها سحر خاص بالنسبة لنا نحن البشر. إنها كائنات غريبة تجمع بين عالمي الحيوان والطيور معاً، فهي من الحيوانات الثديية التي تلد وترضع صغارها، وتستطيع الطيران في الوقت ذاته. كما تفعل الكثير من الأشياء الفريدة من نوعها: ترى بآذانها، وتطير بأيديها، وتنام ورؤوسها للأسفل، وهي ليست عمياء كما يعتقد البعض. تحمل الخفافيش في جعبتها الكثير من الغرائب في الطبيعة، دعونا نستعرض سوياً معلومات غريبة عن الخفاش ربما لم يسمع عنها الكثير.

وصف الخفاش

صفات الخفاش
شكل الخفاش عن قرب

تمتلك الخفافيش فرواً كثيفاً وحريرياً في العادة، وتتراوح ألوانه من البني إلى الرمادي أو الأسود. ويكون البطن في جميع الأنواع أخف من الظهر. كما تتميز الخفافيش بآذانها المدببة الواضحة للغاية، ورؤوسها الشبيهة بالكلاب (على الرغم من وجود أنواع تختلف بشكل كبير عن هذا المظهر). تمتلك الخفافيش عيوناً كبيرة مع شبكية عين الخاصة جداً.

الخفافيش هي الثدييات الوحيدة التي يمكنها التحليق في السماء، حيث يمتلكون أجنحة ولكن بلا ريش، إنهم يطيرون عملياً بأيديهم. يمتلك الخفاش ما يسمى بغشاء الطيران، وهو عبارة عن طبقة من الجلد تمتد بين عظام الأصابع الممتدة حتى الرقبة ومن الرجلين الخلفيتين حتى الذيل، ولا يستثنى من هذا إلا الإبهام، فلا يدخل ضمن جلد الطيران، ويستخدمه الخفاش للتمسك بالأسطح غير المستوية. بينما تعمل الأجنحة عند الصيد كشباك هبوط كذلك، وبالتالي يزداد معدل الصيد. بينما تساعده الأطراف الأمامية والأصابع الأربعة الممدودة على شد غشاء الطيران، كما تساعده مخالب الأصابع الخفاش في تعليق نفسه على الفروع أو الصخور أثناء الراحة أو النوم.

الخفافيش حيوانات ليلية، تنشط في الليل، وتنام بالنهار. حيث تتدلى الخفافيش رأساً على عقب عند النوم أو الراحة، لكن عندما يتعرضون لتهديد ما فإنهم يتركون أنفسهم يسقطون، مما يسمح لهم بالهروب بسرعة. ولذلك تتميز أقدام الخفاش بأنها تتجه إلى الخلف وليس إلى الأمام كما هي العادة، وهذا ما يجعل التعلق على الجدران أسهل، وتساعد هذه الآلية إلى بقاء الخفافيش ملتصقة بالأشجار أو الجدران حتى أثناء البيات الشتوي وحتى عند الموت. وتقع الخفافيش ضحايا للحيوانات والطيور المفترسة، مثل القطط والطيور الجارحة والبوم، ولكنها أكثر عرضة للتهديد من قبل البشر لأنها تهدد موائلها.

أنواع الخفافيش

معلومات عن الخفافيش
تتعدى أنواع الخفافيش 1400 نوعاً

تتعدى أنواعها 1400 نوع، وتشترك معظمها في الكثير من الصفات، إلا إنها تختلف في الحجم، وأكبرها هو الخفاش ذو وجه الشبح، حيث يبلغ طوله 14 سم، ويبلغ طول جناحيه 60 سم، ويزن حوالي 200 جرام. بينما أصغر الأنواع حجماً هو الخفاش الطنان الذي يبلغ حجمه 3 سم ويزن جرامين فقط.

لا تختلف الأنواع المختلفة من الخفافيش في حجمها فحسب، بل يمكن التعرف عليها بشكل خاص من خلال وجوهها. حيث تمتلك بعض الأنواع أنوفاً ذات هياكل خاصة تعمل على تضخيم أصوات الموجات فوق الصوتية التي تصدرها الحيوانات، كما تساعد في ذلك أيضاً الآذان الكبيرة.

بعض أنواع الخفافيش لا تطير فحسب، بل يمكنها أيضاً التحرك بمهارة على الأرض بشكل مدهش. ويمكن لعدد قليل منها السباحة والانطلاق في الهواء من الماء. كما تتميز العديد من أنواع الخفافيش بالصيادين المهرة الذين يصطادون فرائسهم، مثل الحشرات، أثناء الطيران.

أين تعيش الخفافيش؟

تنتشر الخفافيش في جميع أنحاء العالم تقريباً ماعدا المناطق القطبية، تفضل الخفافيش العيش في الكهوف والمباني المهجورة والشقوق الضيقة، كما تعيش في الغابات والصحاري والمزارع. أي إنها منتشرة في جميع أنحاء العالم تقريباً. لكنها تفضل العيش في المناطق الاستوائية.

الخفافيش لها أماكن صيفية وشتوية، وإذا أرادت النوم فإنها تتراجع إلى الكهوف أو الشقوق الصخرية أو تجاويف الأشجار أو الملاجئ التي من صنع الإنسان أو منافذ الجدران أو الأنفاق الجبلية. وتعيش بعض الأنواع معاً في مجموعات، والبعض الآخر يعيش منفرداً[1].

السبات الشتوي

حيوانات ليلية
تلتف الخفافيش أثناء النوم والسبات الشتوي بجلدها

تتجمع الخفافيش معاً في الشتاء في أماكن شتوية لتدخل في سبات، حيث تتباطأ عملية التمثيل الغذائي بشكل كبير خلال هذا الوقت للحفاظ على الطاقة، وتنخفض درجة حرارة الجسم إلى بضع درجات. لكن قبل الدخول في السبات الشتوي[2] تأكل الخفافيش الكثير من الطعام، لتخزين الدهون اللازمة للسبات، وتستهلك منها فقط من 20 إلى 30 بالمائة من وزن الجسم يومياً.

تشرع الخفافيش في البحث عن الكهوف وأماكن الاختباء الأخرى التي لا تزيد درجة حرارتها عن درجة أو درجتين. وتشرع في تعليق نفسها رأساً على عقب، ويلفون أنفسهم بغشاء طيرانهم مثل البطانية أثناء النوم العميق حتى يفقدوا أقل قدر ممكن من الحرارة، وبالتالي ينخفض ​​معدل ضربات القلب من 500 إلى 80 نبضة في الدقيقة فقط. كما تنخفض درجة حرارة الجسم إلى بضع درجات مئوية، ويتباطأ التنفس بشكل ملحوظ. وتستيقظ الخفافيش مرة أخرى في الربيع، ليكون الهدف الأول لهم اصطياد فريسة لإعادة شحن بطارياتك. ويمكن أن تعيش الخفافيش حياة طويلة، حيث يتراوح متوسط عمر الخفاش ما بين 20 إلى 30 عاماً.

ماذا يأكل الخفاش؟

تتغذى العديد من أنواع الخفافيش على الحشرات. لكن هناك بعض الأنواع التي تعيش في المناطق الاستوائية تتناول الفاكهة كغذاء أساسي لها. هذا بالإضافة إلى أن هناك أنواعاً أخرى تتغذى على الطيور والفئران. أما بالنسبة للأنواع التي تتغذى على الدماء فهي المعروفة باسم “مصاص الدماء” وهذا النوع من الخفافيش يتواجد في جنوب ووسط أمريكا.

يمتلك النوع المسمى مصاص الدماء أسنان أمامية شديدة الشبة بالإبرة، وهو يستخدم هذه الأسنان في عمل قطع صغير في جسم ضحيته ليلعق كمية من الدماء ثم يفر هارباً. بينما يتغذى أيضا بمساعدة لعابه على دم الإنسان أثناء نومه. حيث يحتوي لعابه يحتوي عل مادتين الأولى تحول دون إحساس الضحية بالألم فيظل نائماً. أما الثانية فهي مادة كيميائية تمنع الدم من التجلط فيستمر الحيوان في لعق الدماء السائلة[3].

الخفاش يلد أم يبيض

عالم الحيوانات والطيور
تجتمع الأمهات لترعى صغارها في “الحضانات”

الخفاش يلد، ويحدث التكاثر غالباً في سبتمبر خلال فترة السبات الشتوي. حيث يوقظ الذكر الأنثى للتزاوج عن طريق عضها في رقبتها. وهنا لا يلعب الولاء دوراً كبيراً؛ فالأنثى عادة تتزاوج مع العديد من ذكور الخفافيش. ومع ذلك، لا يتم تخصيب البويضة مباشرة بعد التزاوج، بل يحدث هذا فقط بعد انتهاء فترة السبات في شهر مارس.

تتراوح فترة حمل الأنثى ما بين 40 و70 يوماً اعتماداً على نوع الخفافيش وإمدادات الغذاء، وبعدها يولد حيوان صغير واحد فقط. يجتمع حوالي 50 إلى 70 من الأمهات معاً فيما يسمى بالحضانات لتربية نسلها، وفيها تتم رعاية الصغار لمدة تتراوح من ستة إلى ثمانية أسابيع تقريباً قبل أن تنضج وتتعلم اصطياد الحشرات من أمهاتهم[4].

هل الخفاش أعمى؟

تنشط الخفافيش أثناء الليل، وتنام خلال النهار. وربما يتعجب الإنسان من هذه القدرة الخارقة التي يمتلكها الخفاش. فكيف لهذا الحيوان أو الطائر أن يتعرف على طريقه في الظلام بوضوح تام. وقد ساد الاعتقاد لدى الإنسان أن الخفاش أعمى لا يرى. إلا أن الأمر لم يكن كذلك فالخفافيش تمتلك عيون تختلف حجمها باختلاف أحجامها نفسها. لكنها لا تستخدم عيونها في التعرف على الطريق بل يعتمد اعتماداً كلية على حاسة السمع لديه وليس حاسة الابصار.

كيف يرى الخفاش في الظلام؟

الخفاش يلد أم يبيض
قدم الخفاش التي يتعلق بها على الجدران

إن حاسة السمع لدى الخفاش قوية جداً، بل تعد أقوى حاسة لديه. فهو يرسل أصواتاً ذات موجات عالية التردد تصطدم بكل ما يعترض طريقه فترتد في صورة صدى إلى أذنه. فيستطيع بهذه الطريقة تحديد مواقع الأجسام المختلفة في الظلام، وهي نفس النظرية التي استخدمها الإنسان في صناعة أجهزة الرادار. ويعود الفضل في اكتشافها إلى هذا الحيوان الغريب.

أما كيف يستخدم الخفاش حاسة السمع لديه فهي كالتالي: لكي يرسل الخفاش موجاته الصوتية من خلال حلقه تتمدد أحباله الصوتية مثل الأوتار التي تهتز لإحداث الأصوات. بينما يستعين في ذلك بهواء الرئتين الذي يندفع مثل الاعصار فيحدث صفيراً عالياً عند تردد يصل إلى 150 ألف هرتز. وهو ما لا تستطيع الأذن البشرية التقاطه، ويكون ضغط الهواء الخارج من حلق الخفاش مساوياً لضعفي ضغط غلاية بخار، وذلك على الرغم من إنه قد يكون من الأنواع الصغيرة التي تزن من 10 – 30 جراماً فقط. كما يمكنه تحديد أماكن الأشياء الصغيرة جداً التي يبلغ قطرها 0,1 مم فقط. وهو يعتمد في ذلك على حساب الوقت بين نهاية الإشارة التي أرسلها، وأول أصوات الصدى المنعكس. وهو ما يمكنه من تحديد المسافة من الهدف المقصود[5].

مرجع صدى الصوت

يستعين الخفاش في هذا الأسلوب بجهاز داخله يطلق عليه “مرجع صدى الصوت” وبواسطة الموجات الصوتية المنعكسة إليه يستطيع اصطياد البعوض والفراشات والحشرات الليلية أثناء طيرانها بعد الحصول على معلومات عن مكانها واتجاهها والسرعة التي تطير بها بمساعدة هذا الجهاز العجيب. لذا فإن الخفاش يعد صياداً ماهراً للحشرات والفراشات.

لكن من الممكن أن تكون هذه القدرات الخارقة للخفافيش وسيلة لهلاك وانقراض بعض أنواع الفراشات التي لا تستطيع صد هجمات الخفافيش. لذا كان لابد من وجود وسيلة دفاعية تحملها هذه الفراشات كي تستطيع الدفاع عن نفسها. وقد منح الله هذه المخلوقات الضعيفة وسيلة دفاعية أكثر قوة. حيث يغطي جسم تلك الفراشات الشعر القصير اللين والزغب الكثيف الذي يمتص الموجات فوق الصوتية فيصعب على الخفاش اكتشافها. نظراً لعدم وصول صدى الصوت إليه. كما تمتلك بعض الحشرات الليلية الأعضاء السمعية شديدة الحساسية للموجات فوق الصوتية تخبرها في الوقت المناسب أنها داخل صدى صوت الخفاش فتندفع هاربة من مناطق الخطر.

كيف يصطاد الأسماك؟

هناك بعض الأنواع من الخفافيش تحب أكل الأسماك، لكن كيف يستطيع الخفاش صيد الأسماك؟ هذا الأمر مرتبط كذلك بذلك الرادار العجيب الذي يمتلكه الخفاش. فخلال طيرانه فوق سطح الماء يرسل الإشارات الصوتية المعتادة. وحينما يصل إليه صدى الصوت ينطلق ليغمس أرجله في الماء فيلتقط السمكة. لكن في كثير من الأحيان يرتد إلى الخفاش صدى الصوت دون أن يكون هناك وجود للأسماك. حيث أن أجسام الأسماك شديدة الشبه بماء البحر فأجسامها تتكون من 80% من الماء. لكن اتضح فيما بعد أن مثانة العوم – وهي عضو داخل الأسماك العظمية يشبه الرئتين إلى حد كبير – المملؤة بالغاز ترشد عن الأسماك فيكتشف الخفاش مكانها بسهولة.

هل الخفافيش مهددة بالانقراض

هناك العديد من أنواع الخفافيش مهددة بالانقراض، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى البشر، حيث يدمر البشر الموائل الطبيعية لهم، ويساهم التكثيف الزراعي في هذا التهديد. بينما يشكل الاستخدام المتزايد للمبيدات الحشرية في الزراعة، وفي الحدائق المنزلية، تهديداً كبيراً للخفافيش. وهذا لا يؤدي فقط إلى تدمير موطن العديد من الحشرات التي تتغذى عليها الخفافيش، بل تكون الحشرات الباقية ملوثة بالسموم التي تتناولها الخفافيش مع الحشرات[6].

معلومات مذهلة عن الخفاش

  • رادار الخفاش شديد الحساسية إلى درجة إنه يستطيع التمييز بين القطع المتماثلة من القماش والخشب فكل جسم يعكس الموجات الصوتية بطريقته الخاصة.
  • جناحي الخفاش يستجيبان تلقائياً للإشارات الصوتية وصداها، وهو ما يساعده على تغيير مساره فجأة أثناء طيرانه فلا يصطدم بأي شيء.
  • تعيش أكبر مستعمرة خفافيش معروفة في كهف براكن بتكساس. حيث يعيش فيها 20 مليون من خفافيش البلدغ المكسيكية. وهي أكبر مجموعة من الثدييات في مكان واحد.
  • الخفافيش لديها حاسة مغناطيسية. حيث يمكنهم إدراك المجال المغناطيسي للأرض واستخدامه لتوجيه أنفسهم أثناء الطيران.
  • هناك أكثر من 1400 نوع مختلف من الخفافيش، إلا أن هناك ثلاثة أنواع فقط من الخفافيش مصاصة الدماء.
  • تحمل الخفافيش العديد من الفيروسات المختلفة التي يمكن أن تنتقل إلى البشر، لذا احذر من لمسها بيدك.
  • يمكن أن تحمل الخفافيش مصاصة الدماء داء الكلب، مما يجعل لدغاتها خطرة.
  • الخفافيش ليست عدوانية، ولا تعض إلا عندما تشعر بالتهديد الشديد.
  • تلد معظم أنواع الخفافيش مولوداً واحدة فقط في السنة.
  • تعتبر الخفافيش مهمة جدًا للطبيعة: فهي تضمن بقاء عدد الحشرات متوازناً.
  • يمكن للخفاش الواحد أن يأكل ما يصل إلى 1000 حشرة في الليلة الواحدة.

المراجع

[1] Long-term field studies in bat research: importance for basic and applied research questions in animal behavior.

[2] Hibernate or Migrate – Bats.

[3] Common vampire bat.

[4] Reproductive Biology of Bats.

[5] Bats use different inner ear structures to help navigate the world through sound.

[6] Are we hunting bats to extinction? Worldwide patterns of hunting risk in bats are driven by species ecology and regional economics.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    كنت اعتقد أن الخفافيش عمياء

اترك تعليقاً