سكان جوف الأرض: رحلة إلى عالم مجهول

You are currently viewing سكان جوف الأرض: رحلة إلى عالم مجهول
سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال

تخيل أنك سافرت إلى القارة القطبية الجنوبية، وهناك وجدت جداراً ضخماً ومهيباً من الجليد. يعيش خلف هذا الجدار سكان جوف الأرض، وهم مخلوقات غريبة جاءت من أقاصي الكون وسكنت كوكب الأرض في عصور ما قبل الطوفان. ولا تزال هذه الكائنات محتجزة هناك بعد نهاية العالم التي أحدثها اصطدام نيزك بالأرض. ذلك النيزك الذي قضى على الديناصورات. هل يبدو لك هذا الأمر حقيقي أم يبدو وكأنه رواية من روايات الخيال العلمي؟ قبل أن تجيب على هذا السؤال سأقص عليك قصة سكان جوف الأرض منذ البداية، وسأعلمك عن نظرية الأرض المجوفة وبوابات جوف الأرض والحضارات الجوفية التي تنتشر عبر شبكة واسعة من الأنفاق المترابطة عبر كوكب الأرض، ثم بعد ذلك نتحدث عن أصل هذه الأسطورة وكيف انتشرت؟ وما عليك في النهاية إلا تجيب على السؤال الذي طرحته عليك بنفسك: هل سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال؟

مملكة أجارثا

سكان جوف الأرض
صورة تخيلية لمملكة أجارثا – موطن سكان جوف الأرض

تبدأ قصة سكان جوف الأرض في مملكة تسمى أجارثا[1] موجودة داخل الأرض. يتفوق سكانها على البشر في جميع النواحي، كما أنهم على اتصال مع الكائنات الفضائية الصديقة. وكانت عاصمتهم الذهبية شامبالا مكاناً للسعادة. يمتلك سكان جوف الأرض آلات متطورة جداً، ووسائل طيران على شكل أطباق طائرة. وكان الرهبان البوذيون يعرفون الطرق السرية للوصول إلى هذه المملكة منذ قرون. ولا يرى سكان جوف الأرض الظلام أبداً، فلديهم شمس ثانية في وسط الكرة الأرضية، وهي تضيء الأرض الداخلية بأكملها دون انقطاع.

يخرج سكان جوف الأرض من مخبأهم ويتجولون في الأرض كيفما يشاؤوا. وهم يفعلون ذلك منذ قرون. وقد تمكنت مجموعة من الألمان النازيين بما في ذلك أدولف هتلر نفسه من الهروب إلى الأرض المجوفة بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية. وقد ساعدتهم في ذلك الأطباق الطائرة التي تولد طاقة غير محدودة. تلك الأطباق التي صنعها الألمان في تلك الحقبة.

يمكن الوصول إلى أجارثا من خلال فتحتين كبيرتين عند القطبين الشمالي والجنوبي. أو عبر الأنفاق أو بوابات جوف الأرض المنتشرة في جميع أنحاء الكوكب مثل أنفاق كويفا دي لوس تايوس في الإكوادور، أو البوابات التي تقع في جبال الأنديز، وجبال الهيمالايا، وصحراء جوبي، وتركيا. كذلك يمكن الوصول إليها عبر بوابات المحيط مثل مثلث برمودا أو مراكز الطاقة مثل ستونهنج وهرم خوفو.

سكان جوف الأرض

سكان جوف الأرض
الرماديون – سكان جوف الأرض

تعرف أقوى الحكومات في العالم بأمر سكان جوف الأرض، لكنها لا تفعل شيئاً حيال ذلك. كما أن لدى وكالة ناسا أدلة وصور الأقمار الصناعية للمداخل القطبية إلى جوف الأرض لكنها تحجبها عن البشر. ويزعم البعض أن سكان جوف الأرض من الزواحف أو الأنوناكي، وهم كائنات ذكية بأجسام زواحف، وهم المسيطرون والمتحكمون على العالم. أما بالنسبة لأصلهم فهم كائنات تطورت قبل وقت طويل من ظهور الجنس البشري.

إن وجود سكان جوف الأرض من شأنه أن يفسر سبب وجود مشاهدة الكثير من الناس للأطباق الطائرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، على سبيل المثال حادثة روزويل الشهيرة. كما تفسر كذلك لماذا كانت الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية متقدمة جداً، وقادرة على بناء الأهرامات دون أن نعرف حتى اليوم كيف فعلوا ذلك؟

يؤمن بهذه الفكرة الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم مع اختلاف بعض التفاصيل. لكن قبل المضي قدماً دعونا نرى من أين جاءت فكرة الأرض المجوفة وسكان جوف الأرض.

أصل نظرية الأرض المجوفة

أصل نظرية الأرض المجوفة
شكل خيالي للأرض المجوفة

يعود نشأة نظرية الأرض المجوفة[2] إلى عام 1690، عندما اقترحها عالم الفلك والفيزيائي الإنجليزي إدموند هالي – الذي درس المذنب الذي يحمل اسمه – على الجمعية الملكية في لندن كتفسير لسبب تغير اتجاه الأقطاب المغناطيسية للأرض باستمرار، وعدم إشارة البوصلات دائماً إلى القطب الشمالي الجغرافي، وهي ظاهرة تُعرف باسم الانحراف المغناطيسي.

افترض إدموند هالي من هذه الملاحظة أن عالمنا يحتوي على طبقات داخلية متحدة المركز يبلغ سمكها كيلومتراً واحداً تحيط بالنواة. وأن الانحراف المغناطيسي كان بسبب تحرك هذه الهياكل في اتجاهات مختلفة. ولكن هذا لم يكن كل شيء. لقد كان يعتقد أيضاً أنه يوجد في الفضاء بين الطبقات عالم غير معروف للبشرية.

البحث عن بوابات جوف الأرض

سكان جوف الأرض
صورة رمزية لبوابات جوف الأرض

أظهر الضابط الأمريكي جون كليفز سيمز جونيور[3] خلال عام 1826 إيمانه بنظرية إدموند هالي. وحاول تتبع أصولها إلى أن توصل في النهاية إلى الاعتقاد بأن هناك عالم كامل تحت الأرض أطلق عليهم سكان جوف الأرض. يقول سيمز:

أنا أعلن أن الأرض جوفاء وصالحة للسكن من داخلها. فهي تحتوي على عدد من الكرات الصلبة متحدة المركز، واحدة داخل الأخرى، وهي مفتوحة عند القطبين بزاوية 12 أو 16 درجة؛ إنني أتعهد بحياتي لدعم هذه الحقيقة، وأنا على استعداد لاستكشاف الجوف، إذا كان العالم سيدعمني ويساعدني في هذه المهمة.

لم يتوقف الأمر على ذلك فحسب بل أطلق حملة وطنية لجمع المال اللازم من أجل رحلة استكشافية للقطب الشمالي بهدف البحث عن مدخل إلى عالم جوف الأرض. وحينما لم يستطع جمع هذا المال أرسل اقتراحاً إلى الكونجرس الأمريكي للحصول على مساعدة مالية حكومية من أجل إيجاد هذا المدخل.

رحلة استكشافية إلى القطب الشمالي

البحث عن بوابات جوف الأرض
القطب الشمالي

وافقت الحكومة الأمريكية على تمويل تلك الرحلة. لكن لسوء حظه، فلقد تُوفي قبل أن تخصص الحكومة التمويل اللازم لتلك البعثة. وفي عام 1838 غادرت البعثة الأمريكية دون أن يكون سيمز معها. لكن لماذا وافقت الحكومة الأمريكية على ذلك الاقتراح؟ هل كانت تؤمن بالفعل بحقيقة وجود الأرض المجوفة أم أن تلك البعثة كانت لها أغراضاً أخرى؟

في واقع الأمر فإن الحكومة الأمريكية لم توافق على ذلك التمويل والقيام بتلك الرحلة من أجل استكشاف عالم سكان جوف الأرض، بل كانت لها أهدافاً خفية. تتمثل تلك الأهداف في محاولة معرفة أهمية الأرض الوحيدة التي لم يغزوها أحد في العالم من قبل، وهي المنطقة القطبية. حيث كانت القوى العالمية الكبرى في ذلك الوقت تحاول السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الموجودة في العالم ووضعها تحت سيطرتها. استمرت البعثة حوالي أربع سنوات تحت قيادة تشارلز ويلكس. وساعدت هذه الرحلة الحكومة الأمريكية على اكتشاف الامتداد الجغرافي الواسع للمنطقة القطبية الشمالية. ولكن لم يتم العثور على أية علامة تشير إلى وجود ممر إلى الأرض المجوفة.

ريتشارد بيرد.. مغامر مهووس

الأدميرال ريتشارد بيرد
ريتشارد بيرد

ذكر العديد من الكتاب قصة ريتشارد بيرد الذي ادعى أنه رأى عوالم بأكملها خلف الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية. ولكنه لم يكن مجنوناً، بل كان أميرال في البحرية الأمريكية ولديه قناعات علمية وعسكرية راسخة. وقد أكد في مذكراته وجود مناطق مخبأة داخل القشرة الأرضية. كما تحتوي أعماق الأرض على مملكة عظيمة تسمى أجارثا تتوسطها شمس (وهي تعادل نواة الأرض) ويمكن الوصول إليها عبر أنفاق واسعة تقع في القطبين.

لكن الحقيقة هي أن شخصية ريتشارد بيرد بعيداً عن القصة الخلابة التي كتبها عنه مؤلفون آخرون. حيث كتب عنه تلك القصص القديمة كتاب أرادوا مزيد من الإثارة على قصة مغامر مهووس بالأراضي غير المستكشفة التي لم يزرها سوى عدد قليل جداً من البشر. ولعل أكثر من حافظ على أسطورة الأرض المجوفة وسكان جوف الأرض هو الكاتب الإيطالي ف. أماديو جيانيني الذي نشر في عام 1958 كتابه “عوالم ما وراء القطبين[4]. وقد ادعى فيه أن ريتشارد بيرد حلق بطائرته إلى القطب الشمالي، واخترق أكثر من 2300 ميل داخل الأراضي القطبية. وهناك شاهد ماموثاً حياً، وتحدث مع كائن من عالم آخر. لكن في عام 1996 تم العثور على مذكرات بيرد[5] الحقيقية، ولم يظهر فيها أي مما زعمه الكاتب الإيطالي.

عملية الوثب العالي

البحث عن سكان جوف الأرض
عملية الوثب العالي

كانت عملية الوثب العالي[6] عبارة عن برنامج أطلقته البحرية الأمريكية في القطب الجنوبي عام 1946. يهدف هذا البرنامج لنشر قوة عسكرية ضخمة في القارة المتجمدة مكونة من 13 سفينة و4700 رجل وعدة طائرات. وكان ريتشارد بيرد هو منظم العملية، لأنه كان يتمتع في ذلك الوقت بخبرة قوية في أراضي القطب الجنوبي. كان الهدف هو اختبار المعدات العسكرية في الظروف الجوية القاسية، وكذلك استكشاف المنطقة جيولوجياً وجغرافياً ومناخياً وكهرومغناطيسياً بهدف إنشاء قواعد دائمة في المستقبل.

كان من المتوقع أن تستمر الرحلة ما بين ستة وثمانية أشهر. ولكن بعد ثمانية أسابيع تم إلغاؤها وعادت جميع الفرق إلى ديارهم بعد أن اختفى البعض دون سبب واضح. وقد أدى هذا إلى انتشار المزيد من أفكار المؤامرة، على الرغم من أنه في الواقع يمكن أن يكون لها تفسير بسيط إلى حد ما: كان الطقس شديد القسوة ومعاكساً لدرجة أنه لم يكن بمقدور أي عسكري الصمود لفترة طويلة في هذه المنطقة.

يوجد الآن في القارة القطبية الجنوبية عشرات القواعد العلمية الدائمة من بلدان مختلفة. لكن يتركز معظمها على السواحل. فلو كان العيش في هذه الظروف القاسية بهذه السهولة، لكانت القوى العظمى في العالم قد سارعت بالفعل إلى استيطان هذه الأراضي غير المكتشفة.

الأرض المقعرة

هناك نظرية أخرى صاغها الأمريكي سايروس تيد[7] الذي ادعى في عام 1869 أن الأرض مجوفة، لكننا لا نعيش في الخارج (الجانب المحدب)، ولكن في الداخل (الجانب المقعر). نحن نعيش داخل أرض مقعرة والشمس في مركزها وجميع الكواكب تدور حولها، داخل قبة كبيرة. شرع تيد في تأسيس أفكاراً جديدة حول نظرية الأرض المجوفة. ومن ثم أسس كنيسة وظل أتباعها نشطين، ويدافعون عن هذه أفكار تيد حتى عام 1982 على الأقل. ومن الغريب أن معظم نظريات الأرض المجوفة لا تسعى إلى اكتشاف شكل الأرض، بل تسعى إلى تبرير وجود جميع أنواع الكائنات التي تعيش داخلها.

أقوى المنظمات السرية التي تحكم العالم في الخفاء
قصة الكونت دراكولا الحقيقي: حكاية أغرب من الخيال
الظواهر الخارقة للطبيعة: هل هي حقيقة أم مجرد خدع عقلية؟
أسرار الكائنات الفضائية في مصر القديمة

نظريات عفا عليها الزمن

كان من الممكن الدفاع عن هذه الأنواع من النظريات منذ قرون مضت، عندما لم تتوافر الطرق العلمية والتكنولوجية المتطورة التي يمكن من خلالها معرفة شكل باطن الأرض. لكن في عصرنا الحالي لدينا كل الوسائل الضرورية التي توضح ذلك. لقد أظهرت لنا صور الأقمار الصناعية والمحطات الفضائية الأرض من جميع الزوايا، ولا يوجد ثقب في القطبين، ولا أي شيء يتصل بالداخل. لكن أصحاب نظرية المؤامرة لديهم الرد: هناك مؤامرة بين الحكومات والزواحف أو سكان جوف الأرض حتى لا يعرف الناس الحقيقة. إنها مؤامرة تتورط فيها وكالة ناسا وجوجل إيرث وما إلى ذلك. حتى أن هناك مجموعة سرية تسمى المتنورون وهي إحدى المنظمات السرية التي تحكم العالم تحاول بشتى الطرق إخفاء هذه الحقيقة.

الأرض ليست جوفاء

سكان جوف الأرض حقيقة أم خيال
صورة رمزية للأرض المجوفة

لقد أكد العلماء منذ قرنين من الزمان أن الأرض ليست مجوفة عندما اكتشف نيوتن الجاذبية. فلو كانت الأرض مجوفة، لكان على أي شخص يعيش بداخلها أن يطفو بموجب قانون الجاذبية، وسوف ينجذب إلى تلك الشمس الداخلية المفترضة. علاوة على ذلك، فإن قشرة الأرض نفسها ستنهار بسبب جاذبية الشمس أو النجوم الأخرى.

الكواكب والنجوم هي مجالات صلبة ومدمجة لأن المجال الصلب هو الطريقة المثلى للحفاظ على التوازن الهيدروستاتيكي. إن التوازن الهيدروستاتيكي هو الذي يضمن أن الغلاف الجوي للأرض يطفو فوق رؤوسنا. وهذا ما يجعل الإطارات قادرة على تحمل وزن السيارة بفضل الهواء الموجود بداخلها.

دليل آخر هو المجال المغناطيسي للأرض (المسجل بواسطة البوصلات). ولا يمكن أن يوجد إلا إذا كانت هناك كتلة كبيرة من المواد الموصلة للكهرباء داخل الأرض. إن الطريقة الحالية الأكثر دقة لإثبات أن كوكبنا ليس مجوفاً هي الموجات الزلزالية، والتي تتغير اعتماداً على المادة التي تمر عبرها، ويمكن قياسها. سواء تلك الناتجة عن الزلازل داخل الأرض، أو تلك التي يمكن إنشاؤها بشكل مصطنع باستخدام المتفجرات. وبفضل كل هذه التقنيات نعرف أنه يوجد داخل الأرض طبقات من الصخور المنصهرة ومواد مختلفة، تصل درجة الحرارة في القلب إلى 6700 درجة مئوية. بينما أقصى عمق وصل إليه الإنسان هو 12 كيلومتراً، عبر بئر كولا العميق في روسيا، وقد وصلت درجات الحرارة بالفعل إلى 180 درجة.

أما بالنسبة للثقوب الموجودة في القطبين، فإن آلاف الصور ومقاطع الفيديو التي التقطتها الطائرات والأقمار الصناعية والمركبات الفضائية الحكومية والخاصة من عشرات الدول المختلفة، لم تجد أي نوع من الثقوب في القطبين، أو في أي مكان آخر.

الأرض ليست مسطحة

نظرية الأرض المسطحة
الأرض المسطحة

هناك من يقول إن الأرض جوفاء. وقد أثبتنا أنها ليست كذلك آنفاً. لكن هناك من يؤمن أن الأرض مسطحة وليست كروية. فحتى لو افترضنا أن المؤامرة الكبرى صحيحة، وأن الحكومات ووكالة ناسا والكائنات الفضائية تخدعنا، فيمكن لأي شخص التحقق من كروية الأرض، دون الحاجة إلى إطلاق صاروخ.

نحن جميعا نعرف اختبار القارب. اذهب إلى الميناء وشاهد سفينة تبحر بعيداً. إنها لا تصبح أصغر فأصغر فحسب، بل إنها تغوص في الأفق، أولًا الهيكل ثم الصاري. على العكس من ذلك، عندما تقترب من الميناء، يمكنك رؤيتها تخرج من الأفق، أولاً الصاري ثم الهيكل. دليل على أن الأرض ليست مسطحة. هل تريد المزيد؟

أثناء خسوف القمر، يكون ظل الأرض على القمر مستديراً. هناك نجوم لا تُرى إلا في نصف الكرة الشمالي، وأخرى لا تُرى إلا في نصف الكرة الجنوبي. لو كانت الأرض مسطحة لكانت تبدو كما هي. يكون لظل الجسم نفسه في أماكن مختلفة خلال الانقلاب الصيفي أطوال مختلفة. ويمكننا الاستمرار هكذا لساعات. إذا سافرت على متن طائرة على ارتفاع حوالي 10000 متر، وبزاوية الرؤية الصحيحة، ستتمكن من رؤية انحناء الأرض.

مدينة أتلانتس المفقودة: أسرار الاختفاء الغامض!
أوكيغاهارا: ما وراء أسطورة غابة الشيطان الملعونة
كشف ألغاز تجربة فيلادلفيا الغامضة
قصة مدينة بومبي: كيف تكون الجحيم على الأرض؟

سكان جوف الأرض في الأساطير

الأرض المجوفة في الأساطير
أساطير الأرض المجوفة

تعد الأساطير قديمة قدم الإنسانية نفسها. وداخل هذه الأساطير نجد الكثير حول الكائنات التي تسكن أعماق الأرض. تقول الروايات المسيحية على سبيل المثال أن الشياطين تسكن جوف الأرض، وأن عالم جوف الأرض هو الجحيم. في المقابل، يؤمن البوذيون في آسيا الوسطى بالأرض الرائعة التي تقع تحت أقدامنا والتي تُعرف باسم أجارثا والتي يُفترض أنها مكاناً تكون فيه الكائنات أكثر جمالاً وأكثر حكمة منا ولديها ملك لديه القدرة على قراءة الروح البشرية.

روى لنا رجال الديانة البوذية في التبت منذ آلاف السنين الكثير من الحكايات عن العالم الداخلي. وإنهم على اتصال بـ “ملك العالم الداخلي” أو “الحاكم الأعلى” للكوكب بأسره، والذي يمثله الدالاي لاما للعالم الخارجي. كما تحدثوا وكتبوا أيضاً عن الأنفاق التي تربط التبت بالعالم الداخلي (الذي يحمونه)؛ قائلين إن هناك العديد من الأنفاق الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء الأرض. مثل تلك الموجودة تحت الأهرامات العظيمة في مصر وأمريكا الجنوبية.

ويقال أيضاً أن بوابات جوف الأرض موجودة حول حوض الأمازون الشاسع. كما يُقال إن عاصمة هذا العالم الداخلي – وبالتالي العالم بأسره – هي مدينة تسمى شامبالا التي يقيم فيها ملك العالم ويعلم بلاطه من الكائنات المتقدمة بعض البشر عن العلم والفن والدين والفلسفة.

سكان جوف الأرض في الأدب

ترك لنا الأدب أيضاً أعمالاً رائعة يُفترض فيها مثل هذا العالم الرائع الذي يقيم فيه سكان جوف الأرض. وهكذا، يروي إدغار آلان بو، في روايته “حكاية آرثر غوردن بيم من نانتاكيت” التي نُشرت عام 1833 لقاءً مرعباً بين البطل ورفيقه مع كائنات من داخل الأرض. كذلك وضعت الكاتبة الأوكرانية الغامضة هيلينا بتروفنا بلافاتسكي بصمته على أسطورة أجارثا لتخرج لنا قصة جديدة مبتكرة. لكن ربما يكون جول فيرن هو المؤلف الأكثر تميزاً في روايته “رحلة إلى مركز الأرض” التي صدرت عام 1864، حيث عثر أبطال الرواية على ديناصورات ووحوش عملاقة وكائنات أخرى في الجزء الداخلي من الكوكب متصل بالخارج من خلال فوهات البراكين وينابيع المياه الحارة.

إن قصص الأرض المجوفة وسكان جوف الأرض هي مجرد أساطير لا يمكن دعمها علمياً، لكنها قصص خيال علمي نقدرها ونحبها لأننا جميعاً مفتونين بفكرة وجود ممالك وكائنات مخيفة داخل الأرض. لقد حول هذه الفكرة الكاتب الرائع جول فيرن إلى فكرة عالمية. ولكن هذا هو المكان الذي يجب أن تبقى فيه: مخيلتنا.

المراجع

[1] The Kingdom of Agarttha: A Journey into the Hollow Earth.

[2] Hollow Earth: A Journey Through 3 Centuries of Conspiracy Theory.

[3] Hollow and Habitable Within: Symmes’s Theory of Earth’s Internal Structure and Polar Geography.

[4] F amadeo giannini-worlds beyond the poles.

[5] Alone: The Classic Polar Adventure.

[6] Operation Highjump.

[7] Fantastically Wrong: The Legendary Scientist Who Swore Our Planet Is Hollow.

This Post Has 3 Comments

  1. غير معروف

    شيطان

  2. Ornina

    ربما يكونون اليوفو الاطباق الطائره الكائنات الفضائيه ليسو فضائيون بل كائنات عاقله كالبشر يسكنون تحت الارض و ي كرهون الاحتكاك بالبشر

    1. وائل الشيمي

      كل شيء وارد، فهناك الكثير من الأسرار في الكون لا نعلم عنها شيئاً

اترك تعليقاً