معلومات عن مخ الإنسان: العضو الأشد تعقيداً في الجسم البشري

You are currently viewing معلومات عن مخ الإنسان: العضو الأشد تعقيداً في الجسم البشري

مخ الإنسان هو أكثر أجهزة جسمه تعقيداً، حيث تعمل أدمغتنا بسرعة مذهلة لتعالج مختلف المعلومات. وعلى الرغم من وصول الإنسان إلى الكثير من المعارف المتطورة التي أوصلته إلى الفضاء الخارجي إلا أن معلوماته عن الدماغ البشري مازالت قليلة. في هذا المقال نستعرض بعض المعلومات المذهلة عن المخ.

وزن مخ الإنسان

يعد مخ الإنسان هو العضو الأشد تعقيداً داخل الجسم البشري، وهو أعظم الأعضاء الموجودة في هذا الكون الشاسع على حد معرفتنا القليلة. وإذا ما افترضنا أن الإنسان مع التقدم العلمي الهائل الذي توصل إليه في الوقت الحاضر أن يخترع جهازاً يماثل الدماغ البشري لاحتاج إلى مساحة مأهولة تقدر بحوالي سبعة أضعاف مساحة الكون المرئي. إلا أن وزن هذا الجهاز الجبار لا يتعدى 1500 جراماً أي ما يعدل كيلو جرام ونصف لدى الشخص البالغ. بينما حجم الدماغ البشري عند الطفل حديث الولادة يكون ربع هذا الحجم تقريباً. والجدير بالذكر أن حجم مخ الإنسان ليست له علاقة من قريب أو بعيد بذكاء الشخص. ومخ الإنسان يختلف من شخص إلى أخر أكثر مما تختلف بصمات الأصابع نفسها. حيث أن مخ الإنسان يحتوي في طياته على شبكة هائلة من الدوائر العصيبة.


عدد خلايا مخ الإنسان

يمتلك مخ الإنسان خلايا لا سبيل إلى حصرها إلا إذا استطاع أحد منا أن يحصي عدد الثواني منذ وجود الكرة الأرضية وحتى وقتنا الحاضر. ونظراً لكل تلك الخلايا بالإضافة على تلك الشبكة المعقدة من الدوائر العصبية فهو المسيطر على كل الأمر داخل الجسم. حيث إنه بمثابة المايسترو الذي ينظم حركة أعضاء الفريق بأكمله. وبجانب قدرته على تنظيم عمل كل أجهزة الجسم فله وظائف أخرى متعددة. فالمخ لديه قدرة هائلة على التفكير والتذكر، كما يمكنه التحكم في جميع الحالات النفسية والعاطفية والعقلية للإنسان. هذا بالإضافة إلى مسؤوليته الكاملة عن كل ما يتعلق بحواس الإنسان الخمس وهي حاسة الشم، وحاسة التذوق، وحاسة السمع، وحاسة الابصار، وحاسة اللمس.

يتولى الجزء السفلي من مخ الإنسان والمعروف باسم “النخاع المستطيل” القيام بكل تلك الوظائف التي دونها لن يصمد الإنسان على قيد الحياة لفترة طويلة على غرار التنفس وحركات القلب والجهاز الهضمي وتوزيع الدم في جميع أنحاء الجسم وضبط درجة حرارة الجسم، وغيرها من الوظائف التي تقوم بها أعضاء الجسم المختلفة، والتي بدون وجود لمخ الإنسان لما استطاعت هذه الأعضاء أن تقوم بمهامها على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: فوائد خروج العرق من الجسم: كيف يمنع العرق احتراق الإنسان؟

طريقة عمل مخ الإنسان

تقوم مهام الدماغ البشري على استقبال الإشارات وإصدار الأوامر لتنفيذها. فهو يتسلم من جميع أجزاء الجسم أكثر من مائة مليون إشارة كل ثانية. فيهمل الإشارات غير المؤثرة، ويصدر قراراته بشأن الإشارات المهمة في خلال أجزاء من الثانية. بينما يصدر تعليماته إلى الأجهزة المختلفة فتهب عضلات جسم الإنسان لتنفيذها في الحال وتتحرك تبعاً لذلك أجزاء الجسم المختلفة.


تركيب مخ الإنسان

مخ الإنسان عبارة عن جسم شبه هلامي كثير التجاعيد. لديه ميكانيكية دقيقة خاصة بالدفاع البيولوجي، هذه الميكانيكية هي التي توفر له الحماية. كما أن المخ البشري ليس لديه إحساس من أي نوع، لذا إذا كان هنالك قطع أو إصابة في أي منطقة من مناطق المخ فإن الإنسان لا يشعر بها مطلقاً.

الجمجمة

إن جهازاً في أهمية مخ الإنسان لابد وأن تحيطه حماية عظيمة فبدونه لا يستطيع الإنسان البقاء على قيد الحياة. ولذلك نجد أن المخ محاط بثلاثة أغشية هي الأم الجافية والأم العنكبوتية والأم الحنونة. ليس هذا فحسب بل هناك أيضاً جدار عظمي صلب يحيط بالأغشية الثلاثة وهو ما يعرف باسم “الجمجمة”. هذا بالإضافة إلى أن الدماغ يطفو فوق سوائل عديدة من أجل التخفيف من الصدمات التي يمكن أن يتعرض لها في حالة ارتداده داخل الجمجمة.

ونظراً لتلك الأهمية الكبرى لمخ الإنسان فإنه يعد جزء لا يتجزأ من الجهاز العصبي للإنسان، وهو يسيطر مع الحبل الشوكي على جميع وظائف الجسم المختلفة. فليس هنالك حركة إرادية كانت أو لاإرادية إلا ولابد من أن يصدر الأمر بها من المخ. لذا ونظراً لأهمية المخ والحبل الشوكي داخل جسم الإنسان وضعهما الله في أكثر الأماكن الآمنة داخل جسمه، فالمخ داخل الجمجمة والحبل الشوكي داخل العمود الفقري.

مخ الإنسان والنخاع الشوكي

يتكون مخ الإنسان من ثلاثة أجزاء. أهمها الجزء الأمامي وهو أكبرها حجماً ويحتوي على مراكز الذكاء والعبقرية والمراكز المسيطرة على عضلات جسم الإنسان ويتكون هذا الجزء من فصين كبيرين. ويشير العمل والتناسق بين المخ والنخاع الشوكي إلى تناغم رائع. حيث تخرج الأعصاب من الثاني، وعددها واحد وثلاثون، وتمتد إلى جميع أجزاء الجسم لتحرك العضلات وتنقل الإحساس إلى الجلد. فلكي تتحرك يد الإنسان يرسل المخ إشاراته التي تنطلق في خيوط رفيعة تمتد كأسلاك التليفون لتصل إلى النخاع الشوكي، ومنه إلى الأعصاب المتجهة إلى الذراع ثم إلى عضلات اليد فتتحرك تبعا للإشارات الواردة إليها.

اقرأ أيضًا: معلومات عن شعر الإنسان لم تسمع بها من قبل

كم يحتاج الدماغ من الأكسجين

من المعلومات المذهلة عن مخ الإنسان إنه يحتاج إلى حوالي 25% من الأكسجين الذي ينقله الدم إلى جميع أجزاء الجسم. وهذه النسبة الكبيرة من الأكسجين يحتاجها المخ نظراً لأهميته الكبرى. لذا في حالة لم تصل هذه النسبة إلى المخ فهذا الأمر يؤدي إلى التسبب في تلف أنسجة المخ وخلاياه التي لا يمكن تعويضها مطلقاً.

أما إذا حدث هبوط حاد بالدورة الدموية بسبب نزيف حاد أو لأي سبب أخر – وبالتالي نقص الامدادات من هذا الغاز الحيوي – فإن جدران الأوعية الدموية للمخ تتسع ويزداد ضخ الدماء. بينما إذا حدث هبوط للضغط في الشرايين إلى حد القصور في الدورة الدموية الخاصة بالمخ ففي هذه الحالة تنتقل إشارات عصبية بسرعة إلى الجهاز العصبي فتضيق الأوعية الدموية ويرتفع ضغط الدم ويتدفق الدم مرة أخرى إلى المخ. هذا على الرغم من أن هذا الإجراء السريع قد يتسبب في خفض الضغط في بعض مناطق الجسم الأخرى إلى الصفر. ولكن خلايا المخ تكون قد نجت بأعجوبة. فخلايا الجسم الأخرى يمكن تعويضها إلا أن خلايا المخ التي تفقد لا تعوض أبداً.


مراكز الذكريات في مخ الإنسان

من المعلومات المذهلة كذلك عن مخ الإنسان إنه مخزن هائل للذكريات، إذ إنه يستطيع استيعاب أكثر من مليار معلومة تملأ تلالاً من الكتب. فالمخ يستقبل جميع معلوماته من خلال الحواس التي تختلف في تعاملها مع الأحداث والمؤثرات. حيث يتم تسجيلها لتصير معلومات يمكن الرجوع إليها في أي وقت.


وفي الختام وبعد أن استعرضنا هذه المعلومات عن مخ الإنسان لابد من القول إنه برغم التقدم العلمي الهائل الذي وصلت إليه البشرية فإن الإنسان لازال جاهلاً بشأن هذا الجهاز المعقد. ومازال يفكر في كيفية حفظ مثل هذا الكم الهائل من المعلومات في المخ؟ وكيف يتم حفظ تلك الذكريات التي تشتمل على الحروف والكلمات والصور والأصوات والأحداث والروائح وغيرها في داخله؟ وكيف يتم ترتيب هذه المعلومات المأهولة ليسترجعها المخ كيفما يشاء ووقتما يشاء؟


المراجع

  • جسمك كله عجائب – تأليف فريق من الاخصائيين.
  • الحقيقة أغرب من الخيال – أندره كسبار.
  • العلم – أكاديمية البحث العلمي – العدد 227 ص 45.

اترك تعليقاً