ذكريات الماضي الجميل: ليتنا لم نكبر أبداً

You are currently viewing ذكريات الماضي الجميل: ليتنا لم نكبر أبداً
أيام الطفولة البريئة

ذكريات الماضي الجميلة تبقى محفورة في الذاكرة مهما طال بنا العمر. ففي بعض الأوقات نرى أطياف ذكريات الطفولة ماثلة أمامنا، فننظر لها بابتسامة حنين ونستعيد تلك الحياة البسيطة التي كنا نحياها. كانت الابتسامة حينها تخرج من القلب بلا هموم. لنخوض معاً رحلة إلى الماضي لنتذكر تلك الأيام.

ذكريات الماضي الجميلة مع الهاتف

تتمثل أطياف ذكريات أيام الطفولة أمامنا حين نختلي بأنفسنا للحظات. هل تتذكر تلك الفرحة التي انتابت جميع مَن في المنزل حينما قرر الوالد أن يأتي إلينا بالهاتف؟ كانت البهجة والسعادة تحوم في كل مكان حولنا حينما اقتحم الهاتف منزلنا الهادئ. وهل تذكر تلك التحذيرات المستمرة من الاقتراب منه. في حين كانت رنات الهاتف تعم المكان بالضجيج إلا أن أحداً منا لم يكن ليجرؤ على كسر تعليمات الأب. ربما لم يعد الهاتف الأرضي ذات أهمية الآن كما كان في الماضي بعد ظهور الهاتف المحمول، إلا أننا عندما نرى أحد هذه الهواتف القديمة تعود بنا إلى تلك الذكريات الجميلة التي لم نستطع نسيانها خلال حياتنا. 


برامج التلفاز

يمكن أن يكون التلفاز وبرامجه الشيقة أحد أكثر ذكريات الماضي الجميل تأثيراً علينا. فهو متعتنا الوحيدة التي كنا نفرح بها ونقضي الكثير من الساعات أمامه. لقد شغفنا التلفاز حباً حين كنا نركض إليه من أجل اللحاق بموعد برامجنا المفضلة. سواء كانت هذه البرامج عالم الكرتون أو الكابتن ماجد، أو عالم الحيوان، أو الكرة في الملاعب، أو نادي السينما أو خلف الأسوار أو بانوراما فرنسية. ولا يمكننا أن ننسى في خضم حديثنا عن ذكريات الماضي الجميلة الفيلم الهندي يوم الجمعة الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر، بل ويضيع يومنا بأكمله خلال مشاهدته.

اقرأ أيضًا: خواطر طويلة عن الحياة والحب والذكريات والأمل

ذكريات الماضي الجميلة مع العائلة

كانت العائلات في الزمن الماضي بسيطة وسعيدة. فرب الأسرة يعود من عمله ليستريح ساعة أو ساعتين ثم يستيقظ ليتناول الطعام معنا. وبعد الغداء يذهب بكوب الشاي إلى شرفة المنزل ليحتسيه وهو يراقب الغادي والرائح عبر النافذة. ثم يأتي إلينا ليبدأ في سؤالنا عن المدرسة وهل ذاكرنا دروسنا أم لا؟ كان الأب يعلمنا القراءة والكتابة والصلوات ويحفظنا القرآن الكريم، ويدعونا إلى التحلي بمكارم الأخلاق. نظرة واحدة منه نفهم منها ما يريده. قرع أقدامه وهو  قادم إلى المنزل يشعر الجميع بالأمان الممزوج بالرهبة. إذا ابتسم في المنزل يكون يوماً مبهجاً وإذا علت ضحكاته في الهواء فهذا يعني أن اليوم عيد. لم يكن أحداً ليجرؤ على التفوه ببنت شفاه إذا كان الوالد نائماً، فحين نومه ينقلب البيت إلى كهف صامت لا نسمع بداخله إلا نقيق الضفادع.

أما الأم فكانت فاكهة المنزل، تداري أسرارنا عن الوالد، ورغم ذلك كنا شديدي الخوف والفزع من فكرة أن تفضح أمرنا إليه فننال عقاباً شديداً. نجلس أمامها في ترقب لكل كلمة تقولها أمام الوالد، وما أن تفرغ من حديثها ونعلم في النهاية أنها لم تبح بأسرارنا نلتقط أنفاسنا في راحة. كانت الأم تشرع طوال يومها في التحضير لإطعامنا وبعد أن تنتهي تجلس لتقضي يومها بين الأطفال في بهجة وسعادة حتى يحين موعد المسلسل التليفزيوني فنلتف جميعاً حول الشاشة أمامنا أطباق السوداني واللب وأكواب الشاي. كان هناك دفء في الماضي قلما يوجد في الحياة العصرية رغم كل هذا التقدم الذي وصلنا إليه.

اقرأ أيضًا: خواطر معبرة وجميلة عن الصداقة والحب والنسيان والسعادة

مدارسنا بسيطة كالحياة نفسها

ذكريات الماضي الجميلة
كنا وكان الزمان

ذكريات الماضي الجميلة الخاصة بمدارسنا مازالت هي الأخرى تطوف في عقولنا. حينما كانت مدارسنا بسيطة كالحياة نفسها. لم تكن هناك وسائل مواصلات إلى المدرسة رغم بعدها عن المنزل، ومع ذلك كنا نذهب إليها سيراً على الأقدام. خلال الطريق نلهو ونلعب بكل شيء يقابلنا في الطريق. نقطف الأزهار وأوراق الأشجار، نلعب بالحصى، ونتسابق مع بعضنا البعض حتى نهاية الطريق. ألم تكن أيام الطفولة أشد بهجة وسعادة؟!

ففي أيام الطفولة لم يكن هناك خوف من شيء. كنا نلعب في الشوارع ونتجول في الحارات دون أدنى خوف أو قلق. حتى الأصدقاء وزملاء الدراسة لم تكن هناك خشية من الوالدين بشأن أصدقاء السوء، فصديق السوء حينها هو الذي يتفوه بالألفاظ البذيئة وكان هذا أقصى ما لديه. أما ما نراه الآن فعلى النقيض من ذلك تماماً. فأصدقاء السوء اليوم في غنى عن التعريف بهم.

كان معلمونا لديهم ضمير وكانوا يتمسكون بتعليمنا كل شيء من عادات القراءة والكتابة وحتى القيم والأخلاق الفاضلة. وعلى الرغم من استخدام المعلمون للعصى إلا أنها كانت ذات فائدة عظيمة فمن خلالها تعلمنا النظام والمسؤولية. حفظنا جدول الضرب والقواعد الأساسية للقراءة والكتابة، حفظنا جزء عم وبعض الأشعار القديمة.

لم تكن تلك العصى التي يستخدمها المعلوم قد أثرت علينا نفسياً بل على العكس من ذلك لقد ساعدتنا كثيراً في الاستمرار في حياتنا العملية. كنا نتعلم وندرس ونحفظ ونؤدي واجباتنا المدرسية دون تدخل من الأهل أو مساعدة من أحد. كما كنا نحصل على أعلى الدرجات دون الحاجة إلى دروس خصوصية أو وعود من الأهل. كنا ننام قريري العين مرتاحي البال بمجرد أن تطفى أضواء الغرفة. تعلمنا بحق، احترمنا الكبير، تقاسمنا اللقمة مع الفقير. كانت ذكريات الماضي الجميلة. كنا وكان الزمان.

اقرأ أيضًا: خواطر عن التفاؤل: لا شيء يدوم إلى الأبد!

مسحة من الطيبة والبراءة

  • في الماضي كان الجيران يمتازون بالطبية والبراءة. حيث كنا يداً واحدة أهلاً وأحباباً، كنا إخواناً في الجوار وفي المشاعر وفي الأفراح والأحزان.
  • في الماضي كانت مسحة الطبية تكسو الوجوه، بينما الابتسامات تُمنح من غير تكلف، وأبواب البيوت دائماً مفتوحة على مصرعيها.
  • في الماضي كنا نتبادل كل شيء من أطباق الطعام حتى المشاعر في الحزن والفرح. بينما الآن فلا نتبادل سوى الشكوك وسوء الظن.

تغيرت معالم حياتنا، وتبدلت النفوس، ومات الجميع، وهذا ما اقترفته يد الحضارة على أنفسنا البريئة الطيبة، حضارتنا ألبستنا أرقى أنواع الثياب لكنها عرتنا من جميع القيم الإنسانية، ولم يتبق لنا سوى ذكريات الماضي الجميلة.

اترك تعليقاً