أهمية حاسة الشم في بقاء الإنسان على قيد الحياة

You are currently viewing أهمية حاسة الشم في بقاء الإنسان على قيد الحياة
أهمية حاسة الشم عند الإنسان

حاسة الشم واحدة من الحواس الأساسية للإنسان. وأنف الإنسان أحد أهم أعضاء الجسم وهو بوابة الجهاز التنفسي الذي بدونه لن تستمر حياة الإنسان. حيث يمكن للإنسان أن يحيا عدة أيام دون طعام أو ماء ولكنه لن يستطيع العيش لحظة دون هواء. فما أهمية حاسة الشم عند الإنسان؟

تشريح أنف الإنسان

أنف الإنسان عبارة عن تجويف يتكون من شطرين متشابهين تماماً يفصلهما حاجز عظمي. بينما لكل شطر منهما فتحة من الأمام وأخرى من الخلف أعلى الفم. وعلى جانبي الحاجز العظمي ثلاث عظام صغيرة اسطوانية الشكل بعضها فوق بعض. يمر الهواء خلال فتحتي الأنف وهو ما يعرف بالشهيق حوالي 23500 مرة في اليوم بمعدل 17 – 18 مرة في الدقيقة الواحدة. وذلك على مدار اليوم سواء كان الإنسان نائماً أو مستيقظاً. ويعمل الجهاز التنفسي دون تدخل من الإنسان، وهذا الأمر رحمة من الله بالإنسان فلو توقف تنفس الإنسان عليه لما وجد وقتاً للعمل أو النوم.

يفرز الأنف يومياً حوالي لتر من الماء من أجل زيادة رطوبة الهواء المار خلاله. وذلك لحماية الجزء العلوي من الجهاز التنفسي من الجفاف والالتهاب، خاصةً وإنه يمر عليه خلال اليوم الواحد أكثر من عشرة آلاف لتر من الهواء يقوم الأنف بتنقيتها من الأتربة العالقة بها بواسطة الشعيرات الموجودة في بدايته. أما ذرات الأتربة القليلة المتبقية فتترسب على غشائه المخاطي الذي يتكون من خلايا دقيقة تحمل كل خلية منها حوالي ثماني شعيرات صغيرة تتحرك إلى الأمام والخلف بمعدل 25 مرة في الدقيقة الواحدة.

وتقوم الغدد المنتشرة في أغشية الأنف بإفراز المخاط الذي يكسو تجويفه وشعيراته. كما يكسو سطح الحنجرة والبلعوم، وقد يمتد إلى المعدة ويعمل هذا الكساء المخاطي الذي يتجدد كل عشرين دقيقة على حماية الرئتين من الشوائب والميكروبات العالقة بالهواء. أما البكتريا فتلقى خارج الأنف بواسطة الشعيرات المنتشرة به.

اقرأ أيضًا: أهمية حاسة التذوق: كيف نشعر بمذاق الأطعمة؟

أهمية حاسة الشم لدى الإنسان

لحاسة الشم المسؤول عنها أنف الإنسان أهمية قصوى في حياته. ففي حالة الإصابة بعدوى في الأنف أو بنوبة برد شديدة فإنه على الرغم من تحول الإفرازات الأنفية من الحمضية التي تفتك بالبكتريا إلى القلوية التي تساعد على نموها وتسبب أمراض التنفس الحادة إلا أن الشفاء لا يحتاج أكثر من الراحة والنوم فهما يعطلان نمو البكتيريا ويساعدان على تحول إفرازات الجهاز التنفسي من القلوية إلى الحمضية مرة أخرى.

ودون وجود الأنف لن يتمتع الإنسان بحاسة الشم وهي واحدة من أهم حواس الإنسان الضرورية لبقائه على قيد الحياة. حيث تعتمد حاسة الشم على نوع من الخلايا الموجودة داخل الأنف وتعرف بالخلايا الشمية ويبلغ عددها حوالي عشرة ملايين خلية يستطيع الإنسان بواسطتها التمييز بين أكثر من عشرة آلاف نوع من الروائح المختلفة. والأنف عادة يتعرف على الروائح التي تصل إليه بعد ذوبانها في الغشاء المخاطي. ولذلك يفقد الإنسان حاسة الشم عند إصابته بالبرد حيث ينتفخ الغشاء المطاطي ويصعب على الروائح الوصول إلى الخلايا الشمية. والأنف يمنح صوت الإنسان الجمال والرنين وبواسطته تتخلص العين من الزائد من الدموع عن طريق قناة تربط بينهما. كما إنه يلعب دوراً رائعاً في تذوق الطعام.

اقرأ أيضًا: أهمية حاسة اللمس: خط الدفاع الأول عند الإنسان

من هنا ندرك أهمية حاسة الشم التي لا غنى عنها للإنسان، وندرك كذلك دور الأنف المسؤول عنها، لنعلم أن الله منح الإنسان نعماً لا تعد ولا تحصى إلا أن اعتياد الإنسان عليها جعله لا يتفكر فيها.


المراجع:

  • وظائف الأعضاء من الألف إلى الياء – بوريس فيدورفيتش – ترجمة د. عبد الرحمن محمد البردي.
  • وفي أنفسكم أفلا تبصرون – د. محمد رشاد الطوبي.
  • الشم.. السمع والكلام – د. سيد الفولي.

اترك تعليقاً