يوم أسود في تاريخ البشرية – الجزء الثاني
هذه الشياطين تصرخ من الألم، فقرونهم تؤذيهم، وتؤلمهم بشدة، إنهم يصلون من أجل الموت، ولكن لقد حُكم عليهم بالعيش متألمين إلى الأبد، ولكن لا أحد يقتلهم ولهذا يصرخون .. تعال معي سأوريك.
هذه الشياطين تصرخ من الألم، فقرونهم تؤذيهم، وتؤلمهم بشدة، إنهم يصلون من أجل الموت، ولكن لقد حُكم عليهم بالعيش متألمين إلى الأبد، ولكن لا أحد يقتلهم ولهذا يصرخون .. تعال معي سأوريك.
تعالت الصيحات المكبوتة. تجمد الدم في العروق. صفرة الموت تعلو وجوه الناس. تفاصيل الوجوه مسكونة بكل الخيبات. توقف الزمان، تعطلت عقارب كل ساعات العالم. تعانقوا مودعين بعضهم البعض في انتظار الموت.
وضعتها في حقيبة السيارة ثم اتجهت إلى الغابة. حفرت لها قبراً يليق بها ثم دفنتها هناك. كنت أفعل ذلك بقلب مطمئن مستشعراً عناية سامية من السماء، وأنا مُدرك مدى الغاية التي من أجلها مضيت في مهمتي المقدسة.
في تلك اللحظة عادت مصابيح الإضاءة تخفت. ثم بعد مرور ثواني قليلة ضرب البرق زجاج نوافذ الغرفة فتناثر شظايا الزجاج على الأرض، وأغلق باب الغرفة بشدة. ثم ساد الظلام، انتاب الاثنان الفزع والرعب من هول المفاجأة، وصرخ المساعد في تلك العتمة: ما هذا؟!
أرسلتك لتُحضر المياه، وقابلت قديس مجهول، قتلني، ونهضت مجدداً ونظرت بعينين مختلفتين. كل ما وقع عليه بصري كان مصدر لأعجوبة.
على البعد لمحنا كوخاً أعلى جبل صغير، يقطن فيه ذلك المعالج. دلفنا إلى الداخل. كان يجلس حول النار شيخاً بلغ من الكبر عتياً. تحوطه الكثير من المخطوطات العتيقة، وشرع يتحدث المعالج مع صديقي بلغة بائدة عفا عليها الزمن، وكأن الأساطير السحرية القديمة قد تؤجل موته.
تعود الحكاية إلى الساكن الأخير الذي ترك المنزل بعد أن قتل زوجته بطريقة غامضة؛ وقد حضرت الشرطة إلى هنا بعد سماع صرخات عظيمة تصدر من المنزل، لكنها لم تجد أحداً فيه، ولا حتى جثة الزوجة. لكن الغريب في الأمر أن كل مَن دخل هذا المنزل لم يخرج منه.
ذهب إلى خزانة الطعام. فتحها ونظر فيها ملياً، ففزع مما رأه. بعد أن رأى جثة شخص بداخل الخزانة. ولهذا لم يُحرك ساكناً. حيث وقف مشدوهاً لبرهة من الزمن. بينما شُل تفكيره، لا يعلم ماذا يفعل؟