سخرية الأقدار – الجزء الثاني
تزاحمت الأفكار في رأسه. عاد ليتفحص نبض الفتاة لعلها مازالت على قيد الحياة. خاب رجاؤه، لقد وافتها المنية. أسرع يلهث إلى الخارج كالمجنون، وقد عقد العزم على المضي من حيث أتى، وكأنه لم يأت إلى هنا من قبل.
تزاحمت الأفكار في رأسه. عاد ليتفحص نبض الفتاة لعلها مازالت على قيد الحياة. خاب رجاؤه، لقد وافتها المنية. أسرع يلهث إلى الخارج كالمجنون، وقد عقد العزم على المضي من حيث أتى، وكأنه لم يأت إلى هنا من قبل.
اقترب من الفراش أكثر في محاولة لإيقاظها بلطف، لكنها لم تستيقظ. هز جسدها بقوة أكثر، فلم تُجبه. شرع ينادي عليها، ولمّا لم يجد استجابة، رفع عنها الغطاء فلاحت له الدماء في كل مكان. جحظت عيناه من هول ما يرى، وتسمرت قدماه فلا استطاع حراكاً.
وفي تلك اللحظة حدث أن أغمض عينيه من فرط نشوته بحديثها وهو يتخيل ما سيحدث، وحينما فتح عينه فجأة تفاجأ بشبح شخص يقف وسط الطريق.
كان عليها أن تُدرك أن الأحجام لا تتضاعف من تلقاء نفسها، وأن على المرء أن يُدرك حجمه جيداً قبل الخوض في أية تجربة، لأن السقوط الحر دوماً ما يكون النهاية الحتمية لمثل هذه العلاقات.
كنت أحيا وسط إناس يرتدون ثياب الحملان، لكن بداخل نفوسهم تغفو ذئاب مفترسة. سقطت الأقنعة من الوجوه، فظهرت الحقيقة وسط العتمة. ما قدمته لتلك الأرواح الأنانية أدفع ثمنه الآن من العزلة والوحشة.
سقط الطفل شهيداً وهو يعانق لُعبته بعد أن أحاط الموت الخلاء كله، وأغرقت الدماء الشوارع. أما اللعبة فمازالت صامدة بين يديه وقد اكتست بالغبار والدماء.
أمنيات كثيرة تدور في أروقة النفس تبحث عن حلم طال انتظاره. إنها في أشد الحاجة إلى الصراخ. بينما تتلهف إلى لقاء. ترنو إلى دفء حضن يساوي لديها كنوز الكون. فجأة بدا لها طفلها يجلس أريكة من استبرق....