أدب

خـــواطـــــر عن الحب الحقيقي

الحب الحقيقي هو ما يجعلنا نحيا على هذه الأرض، وهو ما يميزنا كبشر ويجعلنا نتحمل عقبات الحياة ومخاطرها. إنه ليس شيئاً نفعله، بل هو ما نحن عليه. يمكننا الحديث عن المودة والولاء والتعلق والوفاء والسكينة، لكن الحديث عن الحب الحقيقي شيء آخر.

الحب الحقيقي يغير نظرتنا للحياة

يمنحنا الحب الحياة بكل ما للكلمة من معنى. ففي السنوات الأولى من الحياة يساعدنا على النمو، وعلى الإيمان والتعلم، وفي المراحل التالية يجبرنا على التغلب على أعظم المواقف وأسوأ المخاوف، وعندما نشعر أننا على شفا السقوط يرفعنا مرة أخرى. ويعلمنا كيف نواجه واقع الحياة بشجاعة.

في كثير من الأوقات ينتابنا الحزن والألم وتصبح الحياة رمادية باهتة، ونفقد المنظور والدافع والرغبة في العيش بل ويمكن أن يصل الأمر إلى الرغبة في الموت. حتى في العزلة وفي أسوأ أزماتنا نتذكر ما نحب، وبطريقة سحرية لا تفسير لها نخرج من هذه الأزمات، ونبتهج لمجرد التفكير فيمن نحب. إنه يعطي القوة للحياة، ويحول العالم إلى مكان رائع لأنه يغير نظرتنا إلى كل الأشياء. هذا هذا ما يفعله بنا.

اقرأ أيضًا: خواطر حب راقية للتعبير عن مشاعرك تجاه المحبوب

الحب الحقيقي هو ما يعطي لحياتنا معنى

إن الحب هو السعادة والبهجة التي تملأ أرواحنا. فنشعر حين نحب أن لحياتنا معنى وهدف. صحيح أنه لا يمنع الخلافات التي نعيشها يوماً بعد يوم إلا إنه يجعلها خفيفة، ونتذكرها كلما مرت بنا السنوات بضحكة على شفاهنا وتصبح في النهاية أفضل ذكرياتنا. ومن هنا يجب علينا أن يحكم طريقنا طوال وجودنا على هذه الأرض تعاليم الحب الحقيقي. لنجعله حكمة يومية نعمل بها. وبهذه الطريقة يمكننا أن نرى المعنى في حياتنا.

عندما نتعلم السير في طريق الحب سنجده يرافقنا في مصيرنا. لكن السر يكمن في العثور على ذلك الحب الحقيقي، النقي، ففي بعض الأحيان يمكننا أن نقابل ذلك الشخص الذي نشعر معه بشعور لم يحدث لنا من قبل، وفي النهاية نكتشف أنه لم يكن أبداً حباً حقيقياً. فالحب الصادق هو ما يكملنا ويقوينا ويكون بجانبنا دائماً على طول الطريق.

اقرأ أيضًا: حكم وعبر: دع الخوف يذهب بعيداً وتجرأ على الحلم

هناك من يترك بصماته وهناك من يرسم الطريق

الحب فن لا يجيده سوى من يمتلك الموهبة، ولا تنمو الموهبة إلا من خلال التطوير والتطبيق المستمر. ومن هنا يصل إلى الحب الحقيقي الأصيل المصقول الذي يكون أعظم دافع موجود في الحياة. وبدونه تكون الحياة مظلمة لا معنى لها ولا سبب للوجود. وستصبح حياتنا كابوساً، ويتملكنا البؤس والفراغ والإرهاق، وسنكون أمواتاً على قيد الحياة بعد أن تفقد حياتنا جوهرها. لكن من خلاله فقط يمكننا أن نعيش علاقات صحية ونقية وتنمو حياتنا في سعادة حتى في ظل اللحظات المظلمة التي نمر بها جميعاً. إنه يعطينا أقوى دروس الحياة وأفضلها ويقتل بداخلنا الخوف من كل شيء، دعونا نتذكر دائماً أن الحياة تذكرنا أحياناً أن الحب الحقيقي لا يملكه الجميع، فهو امتياز لعدد قليل، ولهذا السبب سنقاتل من أجله!

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!