أهداف الحياة: كيف تحقق أحلامك خطوة بخطوة؟

You are currently viewing أهداف الحياة: كيف تحقق أحلامك خطوة بخطوة؟
أهمية وضع أهداف في الحياة وأمثلة عليها

لا أحد يرغب في أن يحيا بلا أهداف في الحياة، فالحياة بلا هدف هي حياة بلا معنى. لذا من الضروري على كل شخص أن يضع أهدافاً شخصية يسعى إلى تحقيقها. فهذه الأهداف هي تلك الإجراءات التي يجب القيام بها لتحقيق الذات وبالتالي فهي تجسيد لرغبات الإنسان الشخصية. في هذا المقال نتعلم كيفية التعرف على الأهداف الشخصية وأهميتها لمشروع حياتك؟ مع أمثلة محددة يسهل تنفيذها على المدى القصير والمتوسط والطويل.

ماذا تعني أهداف الحياة؟

هدف الحياة أو مشروع الحياة هو الخطة التي نرسمها لأنفسنا لوضع أهداف أساسية للمستقبل، حول ما نريد أن نكون عليه، وماذا نفعل؟ وكيف نحققه؟ لكن القيام بذلك يتطلب معرفة الذات، فهو ليس شيئاً مرتجلاً بناءً على رغبات المرء ونزوات الآخرين، بل على أساس الاحتياجات الشخصية الأساسية. يتضمن هذا النوع من خارطة الطريق الفرص والوسائل أو الموارد التي سنحتاجها لتحقيق كل هدف والإجراءات التي سنقوم بها لجعلها ممكنة. إنه في الأساس دليل نسجل فيه أحلامنا الأكثر طموحاً.

عندما كنا أطفالاً كان لدينا أماني كبيرة، نتخيل أننا أطباء أو مهندسين أو ضباط، ولم يكن هناك شيئاً مستحيلاً في أذهاننا. تمر السنوات، وتظل احتياجاتنا ورغباتنا دائمة في خطة حياتنا، على الرغم من أنها في بعض الأحيان غير ممكنة فقط بسبب نقص التنظيم. يعتبر التفكير في مشروع الحياة طريقة رسمية لتصميم وتنفيذ الإجراءات التي ستقودنا إلى النجاح، وهو الخطوة الأولى لجعل من الممكن أن نعيش كل حلم من أحلامنا.

كيف تحدد أهداف الحياة؟

الغرض من الحياة
ما هو غرضك في الحياة

يمكن تحديد هدف المرء في الحياة بكلمة أو عبارة عليه تحقيقها. ومن الطبيعي أن يكون هذا الهدف الموضوع ذات صلة لتحقيق أهداف أكبر، وبالتالي فأهداف الحياة ما هي سوى تجسيد لمشروع الحياة الشخصية لكل فرد منا. لكن من الضروري وضع تصور لماهية هذا الهدف قبل صياغته، فالهدف الشخصي هو اقتراح واضح لإجراء يتم تنفيذه في وقت محدد. بينما تمثل أهداف وغايات الحياة تحديات لتجاوز الحدود الشخصية. ومن خلال تحقيق هذه الأهداف يحصل الإنسان على مهارات جديدة على مدار حياته تساعده في الحصول على مستقبل أفضل.

يمكن تحديد أهداف الحياة من خلال سؤال نفسك هذه الأسئلة: ما المكان الذي ترغب أن تكون فيه؟ وما الذي تريد أن تعرفه؟ ما هي المهارات التي ترغب في اكتسابها؟ وما مقدار ما يمكنك تحسينه وتطويره لتشعر بالرضا عن نفسك.

ماذا لو..؟

تخيل أن لديك ما يكفي من المال لتلبية جميع احتياجاتك، الآن وفي المستقبل. اسأل نفسك: كيف تعيش حياتك؟ هل تود تغيير شيء ما؟ ماذا ستفعل بالمال؟

تخيل أنك تزور الطبيب ويخبرك أن لديك ما بين 5 إلى 10 سنوات فقط للعيش، ويخبرك أنك لن تشعر بالألم، لكنك لن تعرف وقت وفاتك بالتحديد يمكن أن يكون في السنة الخامسة أو في العاشرة أو فيما بينهما. اسأل نفسك: ماذا كنت ستفعل في الوقت المتبقي لك؟ هل ستغير حياتك؟ كيف؟

تخيل أن طبيبك يفاجئك بخبر أن لديك 24 ساعة فقط للعيش. اسأل نفسك: ما الأحلام التي ستتركها غير محققة؟ وما هي الأحلام التي تريد تحقيقها في الحال؟ ماذا تريد أن تفعل في هذه الفترة القصيرة جداً؟ وماذا ستفتقد؟

هذه الأسئلة هي أدوات قوية لاكتشاف ما تريده من الحياة، عليك بأخذ الوقت الكافي للتفكير في إجابة عليها، وستقودك إجاباتك إلى تحديد بعض الأهداف المهمة والضرورية في حياتك.

هناك تمرين آخر هو أن تكتب 14 كلمة تصف بها نفسك. ويجب أن تكتب بجانب كل كلمة جملة قصيرة تحدد سبب اختيارك لها. على سبيل المثال، إذا اخترت كلمة “فضولي” يجب عليك كتابة جملة تفصيلية مثل “لأنني أحب تعلم أشياء جديدة”. أو ربما تختار كلمة “مستقل” وتكتب بجانبها “أنا اتصرف وفقاً لقراراتي الخاصة”. “اجتماعي” أو “غيور” وهكذا..

الهدف من هذا التمرين هو تحفيز عملية عصف ذهني توضح لك شخصيتك ونقاط قوتك وضعفك، لأن معرفة الذات هي الخطوة الأولى من خطوات تحقيق أهداف الحياة.

الرغبات تسرق السعادة

رغبات الإنسان
ليس هناك هدف بلا رغبة

أن تعيش يعني أن يكون لديك رغبات، والرغبة تتطلب الانتظار، والانتظار بغض النظر عن كونه هماً في حد ذاته، فهو الندم على ما لم يتحقق. وعندما لا تتحقق رغباتنا أو لا تتحقق كما كنا نتوقع نعاني من الألم والحزن. لذا فهذه الرغبات تسرق سعادتنا قبل أن تتحقق، وتسرقها بمجرد تحقيقها.

كان فلان يود أن يحب امرأة تحبه، ورغب آخر في الحصول على ما يكفي من المال حتى لا يضطر إلى العمل، وأراد آخر أن يكون مشهوراً. ومرت الحياة وهم الآن ينظرون بحزن على تلك الرغبات التي لم تتحقق. ولكن ماذا كان سيحدث لو تحققت هذه الرغبات؟ هل يضمن الوصول إلى الأهداف الموضوعة أن يحقق السعادة للمرء؟ لا يمكننا الإجابة على هذا السؤال بشيء من اليقين، فربما شعر الشخص الأول أن حبه هذا جعله سجيناً، وعندها سيشتاق للحرية. ويمكن أن يحقق الآخر ما يكفيه من المال حتى لا يضطر للعمل، ولكنه أصبح تحت رحمة الملل، والخوف من التعرض للسرقة. وربما حقق الأخير الشهرة التي طالما حلم بها، ولكنه عاش منزعجاً من كون الآخرين أكثر شهرة بل وأفضل منه.

ليس الغرض من قول ذلك أن أصيبك بالإحباط، بل لأجعلك تدرك أنه في الأوقات التي ستحقق فيها ما أردت بالفعل ستكون هناك آثاراً جانبية لم تكن في مخيلتك. فهناك بند صغير في عقد الحياة لم تقرأه بالاهتمام المناسب، وهو أنه لا يوجد انتصار كامل أو نهائي، كما أن تحقيق الهدف التي سعيت إليه لا يضمن لك عدم إيقاظ الرغبة في تحقيق هدف جديد. إن طبيعتنا مفطورة على المضي قدماً دائماً، وجزء كبير من نعمة الحياة يكمن في هذا الاختراع المستمر للأهداف، حيث يوجد دائماً شيء معلق لنكرس جهودنا من أجله.

لكل شيء ثمن

الطريق إلى تحقيق الذات
لا شيء مجاني في الحياة

كل مكسب نحصل عليه يأتي مع مشاكل جديدة. كل شيء جديد يتطلب منا أن نكرس له اهتماماً جديداً. امتلاك سيارة أمر رائع، ولكن عليك صيانتها، وغسلها من وقت لآخر، وأخذها إلى الميكانيكي، وفحصها… كل هذا يتطلب الوقت والمال. إننا نعتقد أننا نرغب في القيام بالمزيد من الأشياء، وأنه يجب علينا إثراء بعض جوانب حياتنا التي لم نقم بتطويرها. لذلك ننضم إلى صالة الألعاب الرياضية، وجمعية ثقافية، ومجموعة سياسية؛ أو بدأنا بدراسة شيء آخر، أو التحقنا بمهنة أخرى.

ونحاول في الإجازات القيام ببعض الرحلات التي تستحق أن نحكي عنها عندما نعود. فإذا لم نحشو وقتنا بالأنشطة، فيبدو أننا نضيعه، لدرجة أننا نضحي بالراحة، والصحة، والأفراح اليومية المتواضعة، والملل الممتع المشترك من أجل مشاريعنا. ويحدث في أحد الأيام أن نضيع بعض الوقت للاستلقاء تحت أشعة الشمس، أو اللعب مع ابننا، أو النظر إلى السحب في السماء. وندرك أن لكل نشاط ثمنه، وأننا في كثير من الأحيان لم نأخذه بعين الاعتبار عند الالتزام به.

تقودنا الأمنيات في بعض الأحيان إلى وجهات غير مريحة، كما يظهر ذلك في القصص والأساطير القديمة. لقد أراد ميداس أن يصبح ثرياً، فمنحته الآلهة هدية تحويل كل ما يلمسه إلى ذهب. واتضح له بعد ذلك أنه لا يستطع أن يأكل، وعندما نسي وحضن ابنته تحولت إلى ذهب. لذا توسل إلى الآلهة أن تخلصه من هذه القوة الشيطانية. فهل يمكن تخيل مدى ارتياحه عندما استعاد حياته اليومية؟

معنى وجودك في الحياة

معنى الحياة
كيف تكتسب حياتك معنى؟

بدون الرغبات لن يكن لدينا أهداف، ولن نذهب في رحلة، ولن نقم بمغامرات، ولن تتقدم البشرية. لقد قال سبينوزا أن الرغبة هي جوهر الإنسان. وكان معه حق في ذلك، فالرغبات تضيف لوناً إلى العالم، طالما أنها لا تصبح مهووسة ولا تستعبدنا، طالما أننا نعرف كيف نذكر أنفسنا بأنها ليست ضرورية. من الجيد أن يكون لدينا دائماً شيء لنفعله، لذلك تستمر الحياة في التحرك نحو المستقبل. ولكن إذا كان هذا المستقبل المحتمل، من خلال الاستجابة للرغبة، يمنعنا من الاستمتاع بالحاضر؛ إذا كان ما هو على وشك تحقيقه يحرمنا مما تم إنجازه، فيجب علينا أن نتعلم كيفية وضع حد لذلك، لأن السعادة الحقيقية تكمن في تقدير ما لديك، ومعرفة كيفية الاستمتاع به. ولدينا الكثير! هذا هو العيش بنجاح.

الخطوة التالية قد تكون تركيز انتباهك وإرادتك على مشروع ما، أو هدف ما. فليس هناك ما يساهم في تهدئة العقل أكثر من الهدف الثابت. وسيصبح الهدف هو المحور الذي تدور حوله معنى وجودك في الحياة. يتطلب ذلك الطاقة والإرادة، والنقطة المهمة هي أن يكون لديك شيء تفعله، وأن يكون لديك قناة يمكن من خلالها توجيه الرغبة في الحياة. طوبى لأولئك الذين يسمحون لأنفسهم بأن يمتلكهم هدف ما دون قيد أو شرط، ولديهم القوة للبقاء فيه وحمله حتى النهاية. سيكون لحياتهم معنى، وسيكون لأيامهم شغف، وسيكون لأفعالهم محتوى؛ سيكونون قادرين على التحرك عبر الوجود كوحدة واحدة، وسيشعرون بالرضا عن التقدم والإنجاز الذي ينقذهم من الكرب والاكتئاب.

تصنيف الأهداف الشخصية

أهداف الحياة
تنقسم أهداف الحياة إلى طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى

لا يمكنك وضع تصور لأهدافك في الحياة، وصياغة القرارات والإجراءات التي ينبغي العمل على تنفيذها دون أن تضع في اعتبارك عامل الوقت المخصص لتحقيق كل من هذه الأهداف. لذلك فمن المهم أن تحدد الأهداف وفقاً للوقت. ومن هنا يجب تقسيم الأهداف إلى قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى.

الأهداف قصيرة المدى

لمعرفة ما هو هدفك في الحياة وتحقيقه بنجاح، عليك أن تضع أهدافاً قصيرة المدى، وهي الإجراءات التي تريد تحقيقها في فترة زمنية قصيرة. أي إنها تستلزم وقت تنفيذ أقصر. هذه الأهداف قصيرة المدى ضرورية ولها أولوية قصوى. حيث إنها تساهم في تحقيق أهداف مشروع حياتك. ويمكن تحقيق أهداف الحياة قصيرة المدى في غضون أيام قليلة يمكن أن تصل إلى ستة أشهر. على سبيل المثال، لكي تصبح رياضياً محترفاً في المستقبل، فمن الضروري تحديد هدف ممارسة الرياضة يومياً، مع زيادة شدة التمرينات الرياضية ووقتها ونوعيتها كل فترة.

من هنا نجد أن الأهداف قصيرة المدى هي المسؤولة عن التغييرات الكبيرة التي يمكن ملاحظتها على المدى المتوسط ​​والطويل، لأنها نقطة الثبات في تحقيق هدف عظيم. على سبيل المثال، لا يمكن اعتبار الحصول على درجة الدكتوراه مشروعاً للحياة دون المرور أولاً بدراسات البكالوريوس والتخصص. وسيكون من المستحيل تحقيق ذلك إذا لم تبذل الجهد اليومي أولاً في القراءة والدراسة وحضور الفصول وتحسين التقنيات في مجال عملك. وكل ستة أشهر، ستتمكن من رؤية تقدمك في الدراسة المهنية من خلال مراقبة درجاتك والتقدم إلى فصل دراسي آخر.

أمثلة على الأهداف قصيرة المدى

يجب أن تكون أهداف الحياة قصيرة المدى قابلة للتحقيق في غضون فترة قصيرة، فليس من المنطقي اعتبار أحد الأهداف قصيرة المدى في حين لا يمكن تحقيقه إلا بعد عدة سنوات من العمل. بالإضافة إلى ذلك، يجب قياس هذه الأهداف، على سبيل المثال، هل تريد إنقاص الوزن؟ لذا يجب عليك تحديد عدد الكيلوغرامات التي تريد أن تفقدها أسبوعياً وتدوين ملاحظات عن وزنك الأول، ثم تسجيل النتيجة الأسبوعية بعد محاولاتك لتحقيق هذا الهدف. وفيما يلي قائمة بالأهداف قصيرة المدى يمكنها أن تساعدك في مسعاك:

  • البدء في كتابة يومياتك الشخصية.
  • اقتناء نبتة والاعتناء بها يومياً.
  • تنظيم مكان عملك.
  • رسم جدولاً للأنشطة اليومية، مع التركيز على توزيع الوقت للمهام الجديدة.
  • توفير بعض الأموال يومياً ووضعها في حصالة.
  • تخصيص نصف ساعة كل يوم لقراءة كتاب.
  • التمرن أسبوعياً على لغة جديدة.
  • القيام بزيارة مكان جديد في نهاية كل أسبوع.
  • التأمل يومياً لمدة 15 دقيقة.

ربما يرى البعض هذه الأمور لا يمكن اعتبارها أهدافاً في الحياة، لكنها على العكس من ذلك، إن قيامك بفعل هذه الأمور ستساعدك بصورة لا تتخيلها في تحرير حياتك وتمنحك مرونة أكبر في التعامل مع المواقف المختلفة. كما تساعدك على تقبل التغيير.

الأهداف متوسطة المدى

الأهداف الشخصية متوسطة المدى هي تلك التي يمكن تحقيقها خلال من 6 إلى 12 شهراً. أي إنها تتعلق بتحقيق الأهداف في المستقبل القريب وعلى أقصى تقدير في غضون عام تقريباً. لذا بإمكانك تحديد أهداف جديدة متوسطة المدى للعام التالي بعد إنجازك لأهداف العام الحالي. تمثل أهداف الحياة على المدى المتوسط ​​نقطة تحول في الاتجاه الشخصي. حيث تتوقف على حقيقة وصولك إليها أم لا، وبناءً عليه تتخذ قرارات أخرى ستحدد معنى الأهداف الجديدة على المدى القصير والمتوسط. لذا تحتاج الأهداف متوسطة المدى إلى تقييم صارم، بحيث يعتمد النجاح أو الفشل أيضاً على أهداف قصيرة المدى. لأنه كيف يمكنك التخطيط لعطلات فاخرة إذا لم تكن قد ادخرت يومياً لتحقيق أهداف نصف سنوية لدفع التذاكر والإقامة؟ كذلك تعد الأهداف متوسطة المدى جسراً بين الواقع اليومي للجهود اليومية وتحقيق هدف طويل الأجل أكثر أهمية.

أمثلة للأهداف الشخصية متوسطة المدى

هناك العديد من الأهداف التي يمكن تحقيقها في الفترة الممتدة من 6 إلى 12 شهراً. وهذه الأهداف كفيلة بإحداث تغيرات جذرية في صفاتك الشخصية، مما يسهل عليك تحقيق الهدف الأكبر. لكن تتطلب الأهداف متوسطة المدى المزيد من المثابرة، فإذا تعثرت مرة يجب أن تتحلى بالشجاعة الكافية لاستئناف الأنشطة المحددة على المدى المتوسط.

  • أخذ دروس بلغة جديدة أو الانطلاق في مستوى متقدم من لغة أخرى تعرفها بالفعل.
  • القيام بإنشاء منزل مع شريك حياتك.
  • تسديد ديونك.
  • محاولة إنجاب طفل.
  • الحصول على دورة في الخطابة ولغة الجسد.
  • الذهاب في رحلة إلى بلد ترغب في زيارته.
  • استكمال السنة الأولى من التخصص.
  • الانتقال الي بيت جديد.
  • تعلم العزف على آلة موسيقية.

الأهداف طويلة المدى

تعد الأهداف طويلة المدى هي الهدف الرئيسي لخطة الحياة، لذا فإن هذا الهدف الرئيسي ربما يأخذ الكثير من الوقت لتحقيقه، وفي العادة فإن الأهداف طويلة المدى هي نتيجة للأهداف القصيرة ومتوسطة المدى. لذا تتميز بكونها أهداف قليلة ويمكن أن تكون هدف واحد، لأنها تعني ما يرغب الشخص في القيام به ليظل محفوراً في تاريخه الشخصي. على سبيل المثال، أن تصل إلى أقصى منصب في مجالك المهني. كما يمكن للأهداف طويلة المدى تحقيق تغير جذري في الحياة، على سبيل المثال التغلب على الإدمان وتوفير الأموال لشراء منزل جديد أو تغير العادات الضارة إلى عادات صحية.

أمثلة لأهداف الحياة طويلة المدى

تتعلق أمثلة الأهداف طويلة المدى في الحياة بالأهداف المعقدة التي يتم تحقيقها من خلال تحقيق أهداف صغيرة. وترتبط أهداف الحياة هذه بإدراك الذات والرغبة في تجاوز الحياة.

  • الحصول على درجة الدكتوراه.
  • تقديم مساهمة علمية تتعلق بمجال دراساتك المهنية.
  • كتابة كتاب شيق.
  • الحصول على منصب المدير في العمل.
  • إتقان نطق وقراءة وكتابة أربع لغات.
  • تأسيس شركتك الخاصة.
  • التغلب على الإدمان.
  • جمع الكثير من المال في حسابك المصرفي.
  • شراء العقارات خارج البلاد لقضاء الإجازات.

مشاريع الحياة الكبرى

المشروعات الشخصية
أهداف الإنسان الناجح

يتوقف التخطيط لأهداف الحياة على شخصية كل فرد ومتطلباته، حيث يميل البعض إلى التخطيط لكل شيء؛ لكن معظمنا يرتجل أو لديه مصالح خاصة في كل مرحلة من مراحل الحياة. ربما في سن العشرين، كانت الأولوية هي العثور على حب حياتك وتكوين أسرة، لكن بعد سن الخامسة والعشرين، تفكر فقط في مسيرتك المهنية وتحقيق الازدهار المنشود. باختصار، مشروع خطة حياتك له طابع شخصي وأنت الذي يقرر ما تكرس وقتك وجهدك له وفي أي وقت. سنذكر أدناه الأهداف التي يتم تضمينها في الغالب في خطط الحياة:

أهداف الحياة المهنية

من المرجح أن يكون هذا النوع من الأهداف هو الأول في القائمة عندما تتبادر إلى الذهن فكرة التفكير بجدية في هدف ما، سواء كانت الحاجة لتحقيق ترقية في الشركة التي تعمل بها، أو التقدم والبحث عن تحد مهني جديد وأفضل. باختصار، في هذا المجال من الحياة، نحن دائماً في حالة حركة واكتشاف. ومن بين العديد من الأمثلة على أهداف وغايات مشروع الحياة، يمكن أن يتعلق الأمر بالحصول على شهادة، وبدء عملك الخاص، وتعلم مهارة جديدة، وما إلى ذلك.

أهداف الحياة المالية

ترتبط هذه الأهداف دائماً ارتباطاً وثيقًا بالأهداف المهنية، نظراً لأن العمل هو ما سيسمح لك بتحقيق الأمان المالي الذي تحتاجه أو تطمح إليه. الشيء المهم في هذا النوع من المشاريع هو تحديد أهداف واقعية تتناسب مع وضعك المهني. إنها أهداف تتعلق بالمال، وتحقيق الفوائد المادية ووسائل الراحة، ولهذا السبب فإن تخطيط وتنظيم النفقات والدخل أمر ضروري. ومن الأمثلة على كيفية عمل مشروع الحياة المالية الحصول على زيادة في الراتب، وربما سداد قرض أو الادخار لقضاء إجازة أو للتقاعد، أو اكتساب أصول مادية مثل منزل أو سيارة، وما إلى ذلك.

التطور الشخصي

على الرغم من أن النجاح المهني والمالي يمكن أن يجلب لنا الراحة والأمان، فمن المحتمل ألا نستمتع بهذه الإنجازات إذا كنا لا نعرف كيفية إدارة سلوكنا وعواطفنا. هذا هو السبب في أنه يجب أن يكون لكل شخص الأولوية في أن يصبح شخصاً جيداً، وتعتبر التنمية الشخصية عملية تستمر مدى الحياة ويجب أن نستثمر فيها باستمرار. وترتبط بالعمل على تحسين الذات والثقة تجاه الآخرين، والتغلب على بعض المخاوف، والتدريب على الذكاء العاطفي، وتعلم لغة أو مهارة جديدة، وما إلى ذلك.

تحسين العلاقات

أول علاقة جيدة يجب أن تكون مع نفسك، ومن هنا تأتي أهمية أهداف التنمية الشخصية. إن إدراك صفاتنا وتحسين عيوبنا يجعلنا نطمح إلى علاقات متناغمة ودائمة مع الآخرين، سواء في العلاقات الرومانسية أو العائلية أو الصداقة. وتعد العلاقات جزءً حيوياً من حياتنا ومن الطبيعي تحديد بعض الأهداف لتحقيق أقصى استفادة منها. ترتبط هذه الأهداف بتحسين العلاقات مع العائلة، وقضاء الوقت معهم، وتحسين التواصل كزوجين، وتنمية الصداقات وما إلى ذلك. وعليك أن تعرف أن من أسرار الحياة الطويلة والصحية أن تكون جزءً من المجتمع.

أهمية وضع أهداف الحياة

أهمية الأهداف في الحياة
فوائد وضع أهداف في الحياة

يساهم وضع خطة لأهداف الحياة في تعلم التخطيط وتحديد الأولويات واتخاذ قرارات حقيقية، وتحسين احترام الذات والوعي الذاتي، والاستفادة من الموارد والفرص التي يتم تقديمها لنا، وبالتالي يمكننا توسيع نطاق أنفسنا في مقدار الفوائد التي يمنحها لنا الانضباط في وضع خطة الحياة.

تحديد الاستراتيجيات

عند التخطيط لأي مشروع يقودنا إلى الأهداف المرجوة، يجب أن نضع الاستراتيجيات التي ستقودنا إليه، وهي الطريقة والخطوات التي يجب اتباعها والموارد التي لدينا لتحقيق النجاح في هدف حياتنا. فإذا كان مشروع الحياة المقترح هو دخول كلية الطب، فيجب أن نأخذ في الاعتبار الإجراءات أو الأنشطة التي يجب أن نقوم بها لتحقيق ذلك. سيكون عليك على الأرجح إجراء بعض اختبارات القبول، والتحقيق في الإمكانيات المادية التي يمكنك الحصول عليها لتغطية التكاليف التعليمية وما إلى ذلك.

الوعي الذاتي

لا يمكننا التخطيط لمشروع الحياة الشخصية وتصميمه إذا لم نكن واضحين عقلياً بشأن ما نريده، وإلى أين نتجه وما هي الصفات التي نمتلكها لغرض ما. يقودنا صنع مشروع الحياة إلى التفكير واكتشاف العديد من الجوانب الشخصية التي لم نأخذها في الاعتبار حتى ذلك الحين؛ أي أنه يقودنا إلى عملية معرفة الذات. ومن أجل وضع خطط للمستقبل يجب على كل شخص أن يبدأ من التعرف على سياقه الشخصي وقدراته ومهنته وقيمه.

تطوير المسؤولية

بافتراض أن كل ما ينطوي عليه التخطيط والتنظيم، فضلاً عن المثابرة والجهد في تنفيذ مشروع مهم، يقودنا إلى استيعاب التحذير من أن كل إجراء له عواقب. نحن ندرك أننا المسؤولون الوحيدون عن نجاح أو فشل كل هدف وأيضاً عن تخطي العقبات التي تظهر على طول الطريق. وهذا يعني تطوير المسؤولية عن القرارات والإجراءات الملازمة لما هو هدف حياتك.

تقليل المخاطر

عندما نصبح مسؤولين، فإننا ندرك ونفهم أن هناك سلوكيات محفوفة بالمخاطر يجب علينا تجنبها إذا ركزنا على نجاح هدف الحياة التي حددناه. فالأشخاص الذين يمضون قدماً في خططهم المستقبلية يتجنبون السلوكيات والرذائل والعادات السيئة التي قد تعرض أهدافهم وتطلعاتهم للخطر؛ وهذا يساهم في رفاهية واستقرار الناس في مختلف مجالات حياتهم.

تسريع القرارات

اتخاذ قرار بشأن الدراسة أو تغيير المنزل وما إلى ذلك يجعلنا عرضة للاختيار بين بدائل. وعندما نكون واضحين بشأن ما نريد هذا ينمي من قدراتنا على اتخاذ القرارات. فهناك قرارات مهمة يمكن أن تغير مسارنا في الحياة، ولذلك لا يمكننا تركها في أيدي الآخرين، وقوة القرار تسمح لنا بتمهيد الطريق في المواقف اليومية التي تقودنا إلى المزيد الأهداف.

اكتساب المرونة

لا يُعفى أحد من ارتكاب الأخطاء ومواجهة العقبات أثناء تطوير بعض الخطط الحياتية؛ لكن المرونة أو القدرة على التغلب على المضايقات السلبية التي تأتي على طول الطريق يمكن أن تغيرنا وتحسن التجربة. تساعد الثقة في الخطوات والاستراتيجيات الموضوعة على التعرف على الأخطاء في الوقت المناسب والبحث عن بدائل للتغلب عليها.

خطوات وضع مشروع الحياة

تحقيق أهداف الحياة
من أين تبدأ؟

إن تحقيق أهداف الحياة لا تعتمد فقط على الرغبة الشديدة في القيام بها أو النوايا الحسنة فقط، بل تتطلب الحذر والوعي بالعديد من العناصر التي يجب مراعاتها لتجنب الفشل. هناك خطوات مهمة يجب أن نجريها قبل صياغة مشروع الحياة حتى لا يكون مجرد مشروع وهمي محمل بتطلعات خادعة.

التحقق من الواقع

صحيح أن خطة الحياة تقدم دائماً إنجازاً في المستقبل على المدى الطويل أو المتوسط​​، لكن من الضروري أن تقوم على واقع الحاضر دون افتراضات وأوهام مقدماً حتى لا تصطدم بالتعارض بين ما نريد وما يمكننا تحقيقه. يجب أن نتذكر أن الحياة تعرضنا لتغييرات مستمرة وغير متوقعة في كثير من الأحيان، لذلك من المحتمل أن يتطلب المشروع تعديلات على طول الطريق. إن بيئتنا، والأشخاص من حولنا، وحتى أنفسنا في حالة تحول مستمر، والشيء المهم هو الحفاظ على الجوهر الأولي للهدف المحدد كجزء من هويتنا.

التعرف على الاحتياجات

يمكننا الخلط بين الرغبات والاحتياجات في بعض الأحيان، لذا من الضروري أن نكون قادرين على تحديد الأخيرة بشكل دقيق، لأن عدم وجودها في حياتنا له عواقب مختلفة. يمكن أن تؤثر علينا الحاجة بطريقة قاسية، بل ويمكنها التحكم في استحالة تحقيق الرغبة. توفر لنا الاحتياجات الأساسية الأمان وهي ضرورية للبقاء، كما هو الحال بالنسبة للاحتياجات الفسيولوجية والانتماء والرضا وتحقيق الذات. يعني الكشف عن الاحتياجات التعرف على ما هو ضروري، وإلا فسيكون مجرد رغبة.

تحديد القيم

القيم جزء من تكويننا الثقافي وهويتنا، وهذا هو السبب في أنها تؤثر إلى حد كبير في نهج أهداف الحياة المهمة. يتم التعبير عن القيم في حياتنا اليومية، في سلوكنا واستجاباتنا للمواقف، لذا فإن تحليل قناعاتنا سيسمح لنا بتصميم مشروع يتوافق مع ما نؤمن به ونريده في حياتنا. إن القيام بشيء مخالف لقيمنا، سواء بسبب تأثير خارجي أو تردد، يولد مواجهة داخلية مع ما نحن عليه، وكيف نتصرف وما نعتبره صحيحاً. كل هذا هو سبب الشعور بالذنب والكرب وفشل مقاصدنا.

المشروع الإنساني

إن المشروع الإنساني يتخلله الضعف في كل مراحله. وهذا هو السبب في أنه صعب، وهذا هو السبب في أنه غير محتمل، ولهذا السبب، هناك شيء بطولي فيه. إن تحديد أهداف في الحياة يعني الصعود إلى ما هو شاق، فالعالم يسحبنا إلى الأسفل، ويتمثل ضعفنا في التخلي عن مواجهة مقاومة العالم. لكن هناك صعوبة أخرى يجب أن نتغلب عليها، والتي قد تكون جزءً من الصعوبة السابقة ولكننا نشعر وكأنها جاءت من داخلنا، وهي الميل إلى البقاء في منطقة الراحة الخاصة بنا، لأنها أكثر راحة وأماناً. وفي هذه الحالة يتعلق الأمر بالقتال ضد التيار نفسه، وهذا لا يحتاج سوى للإرادة الداخلية، ومعرفة نقاط القوة والضعف لدينا والعمل عليها.

الإرادة والبصيرة

هناك معارك كثيرة في التاريخ تعلمنا أن الجيش الأكبر لا ينتصر دائماً. لقد استخدم الإسكندر الدافع والذكاء واستطاع القضاء على إمبراطوريات بحفنة من المحاربين. إن معركتنا مع الحياة معركة غير متكافئة، معركة تبدو خاسرة مقدماً بسبب التفوق الوحشي للعدو. وقد رأينا كيف انتصر داود على جالوت بقوة الإرادة والبصيرة مستغلأً ذكائه، ونقاط ضعف الآخر. الحزم هو المفتاح، في بعض الأحيان، يكون الخط الفاصل بين النصر والهزيمة هو الخيط الممدود بين ثقتين في النفس، والفائز هو من يستمر في الاعتقاد بأنه سيفوز، أو من يتوقف عن الاعتقاد أنه يخسر.

هذا فيما يتعلق بالتغلب على الصعوبات، التي تشكل قصة الفعل الإنساني، ذلك التحدي المستمر للضعف. أما بالنسبة للحدود، بغض النظر عن مدى وضوحها، فإننا نحب أن ننساها، وهذا يجعلنا أكثر عرضة للخطر. وكما يقول سينيكا، بغض النظر عن مدى قوتي، سأكون دائماً أقل قوة من الدب؛ فقوتي الطبيعية، مقارنة بقوة الدب، هي نقطة ضعف، وسيكون من الغباء بالنسبة لي أن أواجه شخصاً أعرف أنه سيهزمني.

هناك ظروف يكون فيها التراجع هو الخيار الوحيد، والموت هو التراجع الذي لا يمكن دحضه. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بمعظم شؤوننا، فإن الحدود عادة ما تكون غير واضحة؛ فمعرفتها بأكبر قدر من الدقة هو ما يسمى بالوضوح، وهو في حد ذاته قوة. ولكن في كثير من الأحيان نخدع أنفسنا بشأنها. يشعر الشخص المكتئب بالضيق في زنزانة ضيقة، يبدو كل شيء من الخارج مستحيلاً؛ أما الشخص المخدوع تجعله خيالاته يبالغ في إمكانياته. الاثنان في حيرة متساوية: أحدهما يستقيل مقدماً، والآخر سيسقط مع أول هبة ريح.

الخلاصة

من السهل علينا أن نشعر بأننا في مستنقع من عدم اليقين وأنه من الممكن أن نصاب بالإحباط. من لا يملك الشجاعة لتحمل الموت أو الحياة، ومن لا يريد المقاومة أو الفرار، فماذا سيفعل؟ لقد قدم لنا صن تزو في كتاب “فن الحرب” الإجابة على ذلك قبل ألفين وخمسمائة عام.

معرفة النفس: “عليك أن تجهز نفسك جيداً، وأن تعرف العدو وتعرف نفسك، وفي مائة معركة لن نتعرض لأدنى خطر”.

التزم بما لديك، وكن حذراً: “إذا لم تكن في وضع يسمح لك بتحقيق النجاح، فلا تلجأ إلى القوة المسلحة. وإذا لم تكن في خطر، فلا تقاتل”.

تعلم من النجاحات والإخفاقات، لأن: “هناك مسارات لا ينبغي أن تسلكها، وقوات لا ينبغي مهاجمتها، ومدن لا ينبغي أن تحاصرها”.

احسن اختيار أهدافك: “إن كسب المعركة والحصول على الأهداف المحددة مسبقاً، ولكن دون تحقيق أي فائدة من هذه النتائج، هو نذير شؤم ويسمى مضيعة للوقت”.

تعزيز الهدوء والثبات: “الهادئ، سيكون غير حساس تجاه النكسات… والمتماسك لن يقع في الارتباك”.

كما يخبرنا صن تزو أن علينا أن نتمتع بالجرأة والمثابرة والانتباه واختيار اللحظة المناسبة، علاوة على تعزيز نقاط ضعفنا والاستفادة من نقاط ضعف العدو، والتفكير قبل التصرف.

إن تحديد أهداف الحياة هي الطريقة المثلى لتحقيق مشروع الحياة الشخصية. وبالأهداف الشخصية، يتحكم الفرد في مصيره، ويكون مسؤولاً عن بناء ما يريد أن يكون خطوة بخطوة. فكل هدف شخصي هو خطوة أساسية في العمل على تحقيق تلك الأحلام التي تبقيك مستيقظاً في الليل. ومع كل هذا، يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً أن مشروع حياتنا يمكن أن يفشل، على الرغم من الشغف والجهد الذي نبذله، لأن بعض الظروف ببساطة خارجة عن إرادتنا. وفي هذه الحالات، يجب علينا النهوض والمضي قدماً لإعادة التفكير في طرق جديدة لتنفيذ خطة حياة ناجحة. إنه جزء من الحياة أن نعاني من نوبات الخسارة وخيبات الأمل وسوء الفهم ولكن العالم لا ينتهي.

المراجع

1.    Author: Wangshuai Wang, Jie Li, Gong Sun, Zhiming Cheng & Xin-an Zhang, (12/22/2017), Achievement goals and life satisfaction: the mediating role of perception of successful agency and the moderating role of emotion reappraisal, www.prc.springeropen.com, Retrieved: 04/24/2024.

2.    Author: Michaéla C. Schippers & Niklas Ziegler, (12/13/2019), Life Crafting as a Way to Find Purpose and Meaning in Life, www.frontiersin.org, Retrieved: 04/24/2024.

3.    Author: Ben Thomas, Kayleigh-Ann Clegg, Anne Catherine Holding, and Richard Koestner, (11/23/2021), From the Good Life to Good Living: A Longitudinal Study Investigating the Relationship Between Good-Life Coherence and Motivation, Goal Progress and Subjective Well-Being, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 04/24/2024.

4.    Author: J. Minor Gwynn, (06/01/1951), Philosophy, Goals, and Social Factors, www.jstor.org, Retrieved: 04/24/2024.

5.    Author: Aleksandar Fatic & Ivana Pericin, (01/01/2022), Life plans and life goals in philosophical practice, www.researchgate.net, Retrieved: 04/24/2024.

 

اترك تعليقاً