فيلم Prisoners هو أحد أفلام الجريمة والغموض التي تتمتع بمكانة كبيرة وسط هذه النوعية من الأفلام، فهذا الفيلم الذي قام ببطولته كل من هيو جاكمان وجيك جيلينهال وأخرجه دينيس فيلنوف يطرح قضية غاية في الأهمية هي قضية العدالة، في هذا المقال نخوض معاً رحلة شيقة من خلال مراجعة فيلم Prisoners.
قصة فيلم Prisoners
تدور أحداث الفيلم حول عائلتين هما عائلة دوفر كيلر – هيو جاكمان – وعائلة الأخرى بيرش – تيرينس هوارد. هاتان العائلتان تقطنان إحدى الأحياء الراقية، وهما على علاقة وطيدة ببعضهما البعض. لكن خلال عيد الشكر وأثناء احتفال الجميع خرج الأبناء الصغار من أجل اللعب في ساحة منزل بيرش، وبعد مرور الوقت اكتشف الأزواج أن الابنة الصغرى لكلا العائلتين واللتان تبلغان من العمر ست سنوات قد اختفتا فجأة.
هرول الجميع للبحث عن الفتاتين، وأدعى الابن الأكبر لدوفر أنه رأى عربة سكن متنقلة تقف بالخارج وقد حاولت الفتاتان اللعب بجانبها، وبعد البحث الطويل لم يتم العثور على أي منهما. لذا قام رجلا العائلتين بإبلاغ الشرطة عن اختفاء الفتاتين. قاد التحقيق المحقق لوكي – جيك جيلينهال – ليلقي القبض على سائق الشاحنة لاستجوابه. لكن يدرك أن أليكس جونز – بول دانو – هو شاب معاق وغريب الأطوار من ذوي الذكاء المنخفض، ومع نقص الأدلة الواضح تم إطلاق سراحه. لكن دوفر مازال متأكداً أن هذا الشاب المعاق هو الذي اختطف ابنته، ولما علم بأنه تم إطلاق سراحه انطلق ناحيته ليمسك به ويلقي به على الأرض، وفي ذلك الوقت همس أليكس في أذن دوفر وقال له: إنهما لم يبكيا إلا عندما تركتهما.
التعذيب
هنا تأكدت شكوك دوفر بأنه الفاعل، لكن رجال الشرطة قد أحالت بينه وبين أليكس وألقوا القبض على دوفر. وعندما رحل أليكس تم إطلاق سراح دوفر. في هذا الوقت استمر دوفر في مراقبة أليكس حتى جاء الوقت المناسب ليلقي القبض عليه ليلاً، ويحمله إلى منزله القديم. وهناك يقوم بتعذيبه من أجل أن يعترف بمكان الفتاتين. لكن أليكس لم يعترف بأي شيء.
انطلق دوفر إلى صديقه وجاء به إلى المنزل القديم الذي يحتجز فيه أليكس ليطلعه على الأمر، وعندما شاهد بيرش آثار التعذيب على وجه أليكس أصابه الضيق وأخبر دوفر أن ما يفعله لا يصح، ولابد له أن يترك الأمر للشرطة. إلا أن دوفر اقنع صديقه أن الشرطة لن تفعل شيء، وأنه إذا مضى ثلاثة أيام على اختفاء الفتاتين فلن يعودا مطلقاً. امتثل صديقه في النهاية إلى ما يفعله دوفر على مضض.
متهم أخر
تستمر الأحداث ليكتشف المحقق لوكي أن هناك شخص مريب يشتري من المتجر ملابس للأطفال على الرغم من أنه ليس لديه أطفال، وبدأت الشكوك تتسرب إلى المحقق الذي راح يراقب هذا الشخص حتى حصل عليه، وعندما بحث في منزله وجد العديد من الحقائب المغلقة. قام بكسر الأقفال فإذا بها تحتوي على ثعابين كثيرة بالإضافة إلى ملابس أطفال عليها آثار دماء. وبعد القبض عليه وعرض صور هذه الملابس على الأزواج ليتعرفوا على ملابس الفتاتين، تم التأكد بالفعل من أنها ملابسهما. وأدركوا أنهما ماتتا. إلا أن دوفر لم يستطع تقبل هذا الأمر. وشرع يبحث عن الفتاتين.
المتهم الحقيقي
يقوم الشخص المتهم بقتل نفسه في مركز الشرطة، وفي ذلك الوقت تظهر ابنة بيرش، وعندما يتم سؤالها عن الفتاة الأخرى لم تعرف. من هنا انطلق دوفر ليبحث عنها لدى والدة أليكس، وفي تلك اللحظة هددته والدة أليكس بأنها سوف تقتل ابنته، فإذا كان يريد أن يرى ابنته مرة أخرى فعليه أن يمتثل لأمرها. وهو أن يلقي بنفسه داخل سرداب في ساحة منزلها. هذا السرداب على عمق كبير جداً. وبعد تهديده بالسلاح امتثل لأمرها، ورمى نفسه داخل هذا السرداب.
بعد أن اكتشف المحقق الحقيقة ذهب إلى منزل والدة أليكس ليجدها تحقن الطفلة الأخرى، وفي تلك اللحظة التي شعرت بوجوده واكتشاف أمرها أطلقت عليه النار وفعل المحقق كذلك، فماتت المرأة على الفور، وحمل الطفلة إلى المستشفى، ونعلم في النهاية أن أليكس المعاق لم يكن ابن هذه السيدة بل قد اختطفته هي وزوجها منذ زمن بعيد، فهما كانا يحاربان الله عن طريق خطف الأطفال وقتلهم. لينتهي الفيلم ومازال دوفر في السرداب ولا يعلم أحد عنه شيئاً.
مراجعة فيلم Prisoners
بعد استعرضنا لقصة فيلم Prisoners لابد لنا من الإشارة إلى إنه يمكن لأي شخص أن يكتب قصة. لكن ترجمة الكلمة المكتوبة إلى السينما تتطلب الكثير؛ لا، ليس المال أو الموارد التي يتطلبها الفيلم دائماً، ولكن الحرفة لخلق إحساس بالجو؛ القدرة على إثارة رد فعل عاطفي؛ الثبات المطلق خلال رحلة الشخصيات في الفيلم. ولقد استطاع المخرج الرائع دينيس فيلنوف أن يفعل كل هذه الأمور مع تلك القصة البسيطة. فهناك الغموض الأخلاقي الذي يتلاعب به الكاتب والمخرج. فهناك والد إحدى الفتيات المفقودات، وهناك شرطي يحقق في القضية، وهناك عالم متأثر بمحنة مرعبة. أنت تعرف دائماً كيف يمكن أن ينتهي الفيلم، لكن الأسئلة الأخلاقية التي يطرحها الفيلم في رحلته حتى النهاية هي ما يجعل الفيلم متماسكاً حقاً.
التصوير في فيلم Prisoners
ومع ذلك، فإن روح الفيلم هي التصوير السينمائي لروجر ديكنز. وسواء كانت الإطارات مظلمة أو مضاءة بالشعلة أو مضاءة بالمصابيح الأمامية أو اللقطات المحجوبة بالصقيع أو الأمطار، يجب أن يُنسب الإحساس المستمر بالغموض إلى روجر ديكينز. في كل مرة أشاهد فيها فيلماً صوّره، لا يسعني إلا الشعور بأنه حقاً أحد أعظم المصورين السينمائيين على الإطلاق.
نظراً لأن الشخصيات في فيلم Prisoners تتساءل وتتصرف بناءً على دوافعها الخاصة والفضائل الإنسانية التي تمتلكها، فإنك تشكك في بوصلتك الأخلاقية أيضاً. فهذا الفيلم لا يناسب الجميع، وهذا ليس فقط بسبب إراقة الدماء أو الجوانب المرعبة من القصة. بل في حقيقة الأمر أنك إذا تركت نفسك تنجذب إلى العالم الذي يصنعه الفيلم، فسوف تطرح أسئلة على نفسك أيضاً.
قصة مقنعة
إنها قصة مقنعة بفرضية لا تُقاوم. حيث يتعامل فيلم السجناء مع موضوع “العدالة” بشكل قاطع وبطريقة متمايزة: فلا يترك فيلنوف أدنى شك في أن أفعال كيلر، والقسوة السادية التي يهاجم بها جونز، ليست خاطئة فقط من الناحية القانونية ولكن أيضاً من وجهة نظر أخلاقية. ومع ذلك، فهو يُظهر تفهماً للرجل ويجعلنا نفهم وجهة نظر في فعل ما فعله. فهو ذلك الرجل الذي يعظ ابنه ليكون دائماً مستعدًا لجميع الاحتمالات، وأن يواجه الأسوأ دائماً وأن يسلح نفسه للدفاع عن كل ما هو مقدس للحياة. ثم يصيبه القدر بحدة شديدة ويمسك به، وربما ما يشير إلى هذا الأمر هو تجهيز قبو منزله لما بعد نهاية العالم.
عندما نصب كميناً لجونز وخطفه، كان يستجوبه ويضربه بإصرار حتى يدرك أنه يجب عليه اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، ورغم ذلك يصبح عجزه مرئياً، فهو لا يريد أن يفعل ذلك. لكنه غير قادر على الانزلاق إلى السلبية والأمل في الشرطة. هذا الرجل هو شخصية مفعمة بالحيوية ومتعددة الأوجه، وليس قالباً لنقل رسالة فقط.
العنف
لا يدور فيلم Prisoners حول العدالة فحسب، فهو يدور أكثر حول العنف بشكل عام، وكيف ينتقل من جيل إلى جيل. فليس من قبيل المصادفة أن الأمر كله يتعلق بإساءة معاملة الأطفال. لدى فيلنوف نظرة انتقادية للغاية حول كيفية معاملة الأطفال في عالمنا. ويظهر أن الأطفال الذين عانوا من العنف يصبحون أنفسهم عرضة لاستخدام العنف ضد الضعفاء. فهناك العديد من ضحايا الإساءة في الفيلم، وجميعهم يركزون بشكل غير صحي على الأطفال. فكيلر بلا شك هو الأب الصالح، وهو مثال جيد على هذه التنشئة المعيبة وما يمكن أن تسببه. حيث تركت كلمات والده بصمة لا تمحى عليه. وهو بدوره ينقل رسالة والده إلى ابنه الذي سيتعامل بهذه الطريقة في المستقبل. معها بطريقته الخاصة في المستقبل.
في الختام وبعد مراجعة فيلم Prisoners لابد من التنويه بأن هذا الفيلم لا يصلح للجميع فإذا كنت من محبي أفلام الجريمة والغموض التي تتمتع بالكثير من الحركة، فهذا الفيلم ربما لن يعجبك، أما إذا كنت من هواة أفلام الجريمة التي تحمل في طياتها جرعة درامية فربما هذا الفيلم هو الأنسب لذوقك.
فيلم مثير وفيه حبكة درامية عالية سعدت بمشاهدته يحمل الكثير من المعاني
معك حق أستاذة رانيا.. فيلم يستحق المشاهدة بالفعل.. أجمل تحياتي
أستل
هل في جزء ثاني أم لا بعد إصدار الصوت لأب الطفلة
حتى الآن لم يشير صناع العمل إلى جزء ثاني من الفيلم.. أطيب تحياتي
ماذا حدث بعد أن ألتفت إلى السيارة آخر الفلم prisoners
أستلذ كلامك كامل صحيح بس بالآخر سيد دوفر يصدر صوت صافرة وبالتالي يؤدي لمغرفة مكانه
كلامك مظبوط .. تحياتي إليك
هو ف الاخر دوفر لما عمل ب الصفاره ولوكى سمعو هل هينقذو ولا اي اللى هيحصل؟
معنى إن لوكي سمع صوت الصفارة يعني هينقذه بس الفيلم وقف عند سماعه للصفارة.