مراجعة فيلم The Visitor: قصة غير عادية عن شخصيات عادية

You are currently viewing مراجعة فيلم The Visitor: قصة غير عادية عن شخصيات عادية
تحليل فيلم "الزائر"

يناقش فيلم The Visitor محنة المهاجرين غير الشرعيين في أمريكا بعد 11 سبتمبر بقدر كبير من المصداقية والجدية والموضوعية والعمق دون أية أجندات خفية. كما يُظهر قوة العلاقات الإنسانية بعيداً عن الأيدلوجيات والأعراق المختلفة. تكمن قوته في بساطته، لكن قبل الاسترسال في الحديث عنه دعونا نتعرف على قصة فيلم The Visitor ثم نستعرض مراجعة الفيلم بمزيد من التفصيل.

معلومات عن فيلم The Visitor

  • البلد: الولايات المتحدة.
  • اللغة: الإنجليزية | الفرنسية | العربية.
  • تاريخ الإصدار: 7 سبتمبر 2007.
  • المخرج: توماس مكارثي.
  • الكاتب: توماس مكارثي.
  • وقت العرض: 104 دقيقة.
  • النوع: دراما.
  • التصنيف: (PG-13) يجب إرشاد الآباء، غير مناسب لمن هم دون سن 13 عام.
  • فريق التمثيل: ريتشارد جينكينز | هاز سليمان | داني جوريرا | هيام عباس.
  • التقييم: 7.6.

قصة فيلم The Visitor

تدور أحداث الفيلم حول والتر فيل – ريتشارد جينكينز – وهو أستاذ جامعي جاد يعيش في عزلة منذ وفاة زوجته. يعمل في الجامعة طوال الوقت تقريباً، وفي أوقات فراغه يأخذ دروساً في العزف على البيانو، وربما يتعلم العزف على هذه الآلة كنوع من الحداد على زوجته الراحلة التي كانت عازفة بيانو، لكن ليس موهوباً في العزف، ومن هنا يتخلى عن هذا الأمر.

ذات يوم تلد زميلته في الجامعة طفلاً، ويقع والتر في مشكلة، لأن الورقة البحثية التي كتباها معاً يجب أن تُعرض في مؤتمر في نيويورك. فما كان عليه سوى الذهاب إلى نيويورك ليقوم بمناقشة الورقة البحثية بمفرده. توجه والتر إلى شقته الثانية التي لم يستخدمها منذ وفاة زوجته ليجد زوج وزوجته من المهاجرين غير الشرعيين يسكنان شقته.

بعد المشاجرات الأولية يعلم والتر أن محتال واسع الحيلة قام بتأجير الشقة الفارغة سراً إلى هذين الزوجين. يطلبان منه أن يتركهما يغادران دون ضجيج. وبعد مغادرتهما لم يجدا مكاناً يذهبان إليه، وهذا الوضع لم يكن مريحاً لوالتر، لذا عرض عليهما العيش معه حتى يجدا شقة أخرى.  

عاش طارق – هاز سليمان – وهو مسلم سوري يعمل كعازف طبول، وزوجته زينب – داني غوريرا – وهي مسلمة سنغالية تعمل في بيع الحلي التي تصنعه بنفسها. وبمرور الوقت يستمتع والتر بصحبة الزوجين ويكتشف شغفه بقرع الطبول، فيعرض عليه طارق تعليمه. ومن هنا يبدأ الأرمل الوحيد في استعادة رغبته في الحياة تدريجياً.

كانت الأمور تسير على ما يرام حتى ألقت الشرطة القبض على طارق في محطة القطار وأودعته السجن لترحيله، لتبدأ محاولات والتر وبذل ما في وسعه لمساعدة صديقه، وهنا تظهر والدة طارق منى – هيام عباس – التي تأتي من ميتشجان إلى نيويورك للاطمئنان على ولدها الذي لم يجب على اتصالاتها منذ خمسة أيام. تتعرف منى على والتر ويعملان معاً لإنقاذ طارق. إلى هنا تنتهي القصة فإلى مراجعة فيلم The Visitor.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم narcosis: قصيدة سينمائية عن الحزن والحداد

مراجعة فيلم The Visitor

قصة فيلم The Visitor
مشهد من فيلم The Visitor

يقدم لنا المخرج توماس مكارثي من خلال فيلم The Visitor قصة بسيطة وساحرة عن التعاطف والصداقة والحب والعلاقات الإنسانية. كما يتطرق الفيلم إلى موضوع المهاجرين غير الشرعيين، ولكن في جوهره يدور حول سد الفجوة بين الثقافات. يتساءل المخرج: كيف يمكن للقيم العالمية مثل الرحمة والصداقة والعاطفة والحب أن تضييق أي فجوة بين الثقافات والأيدلوجيات المختلفة. وعلى عكس العديد من أفلام هوليوود الأخرى لا يصور هذا الفيلم المسلمين على أنهم إرهابيون. حيث يظهر مكارثي فهماً مثيراً للإعجاب للثقافة العربية والأفريقية ويعرض جمالها في فيلمه.

إعادة اكتشاف الحياة

يبدو فيلم The Visitor في البداية وكأنه فيلماً عن الأرمل والتر الذي يعيد اكتشاف حبه للحياة، وهذا يعني التورط في شيء ما. وعلى الرغم من الجرعة الهادئة من الفكاهة والدراما إلا أن الفيلم يأسرك من خلال إنسانيته. فهو نداء للتعايش الرحيم وضد الاقصاء والعزلة. ومع ذلك، يمثل نقداً سياسياً ضد ظروف الترحيل في الولايات المتحدة ومعاملة المهاجرين المسلمين بعد 11 سبتمبر. إنه دراما ليست مدهشة، لكنها تُظهر الناس وحياتهم ببساطة. فلا يتعلق الأمر بامتلاك القوة والوسائل لتغيير شيء ما، بقدر ما يتعلق بالاهتمام.

أمريكا بعد صدمة 11 سبتمبر

إن القصة البسيطة التي تتمحور حول والتر وأصدقائه الجدد من المهاجرين غير الشرعيين تتطرق إلى موضوعات اجتماعية وسياسية في أمريكا اليوم. تفعل القصة ذلك بطريقة بسيطة بلا تحذلق، فابتسامة والتر الخجولة هي ابتسامة أمريكا التي تعافت بشكل خجول من صدمة 11 سبتمبر، ولكنها لم تعد تدرك ما يضيء أمام أعينها، ولا تفهم كيف يمكن أن يؤدي الخوف إلى إنكار تلك المبادئ التي تحاول أن تجسدها من خلال رموزها التي تتكرر في الفيلم مثل العلم الأمريكي أو تمثال الحرية.

يصور توماس مكارثي بفاعلية كبيرة بفضل التواضع والتقدير اللذين يلخص بهما قصته الحقائق التي لن يبليها الزمن. من مشاعر الذل التي تبدو على وجه زينب، إلى الحب الذي يولد وينمو بين والتر ومنى، ومن الحماسة الخجولة لبطل الفيلم الذي يشارك طارق في قرع الطبول إلى مرارة المعاملة السيئة في المعتقل، وصولاً إلى الترحيل القصري. كل هذه المشاعر العالمية التي تتناوب بين العواطف والابتسامات والمرارة والصدق يحملها لنا المخرج بصورة رائعة دون الحاجة إلى ساعات من الخطابة.

طاقم الفيلم

طاقم الفيلم الرائع والممتاز يجعل القصة مكثفة. حيث يقدم ريتشارد جينكينز أداءً قوياً أثبت استحقاقه للترشح لجائزة الأوسكار. ومن الرائع أن نرى الممثل الذي يستحق الكثير يلعب دوراً رئيسياً ينصف قدراته، بعد مشوار طويل من لعب الأدوار الداعمة. كذلك لابد من الإشادة بدور الممثلة الفلسطينية هيام عباس التي تألقت في دور الأم التي تهتم بشؤون ابنها، وفي نفس الوقت هي السيدة الجميلة التي تربطها مع والتر علاقة حب. إن الكيمياء بين الاثنين جاءت على قدر عال من الروعة، وقد دعم هذا الأداء هاز سليمان وداني جوريرا.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم The Wave: كيف يمكن التلاعب بالعقول؟

إن أهم ما يميز فيلم The Visitor هو مدى مصداقية هذه العلاقات. فهو لا يأخذ المسار السهل على غرار أفلام هوليوود الأخرى. لكنه ينتقد بمهارة سياسة الهجرة الأمريكية وينتهي برسالة حيوية. والعلاقات ليست مبتذلة وليست مجرد قصص حب كاذبة ولا تنتهي بنهاية سعيدة مصطنعة. ربما لا يكون لفيلم The Visitor أسعد النهايات، لكنه ببساطة فيلم شاعري استثنائي مبهج ورائع عن الروح البشرية والتعايش بين البشر يحكي قصة غير عادية عن شخصيات عادية.

اترك تعليقاً