فن

فيلم I Care a Lot: كوميديا سوداء أم إثارة عنيفة؟!

فيلم I Care a Lot أحد الأفلام الجريمة والإثارة التي تتمتع بحس فكاهي، الفيلم من بطولة روزاموند بايك التي قدمت أداءً نارياً وقوياً والرائع بيتر دينكلاج. إلا أن هناك شيء مفقود تماماً يجعل من الصعب ابتلاعه.

قصة فيلم I Care a Lot

تدور أحداث الفيلم حول مارلا جرايسون (روزاموند بايك) التي تعمل هي وشريكتها فران (إيزا غونزاليس) في الوصايا على كبار السن والمرضى بأمر المحكمة. تعمل مارلا مع شبكة من الأطباء المحتالين ودور رعاية المسنين من أجل وضع كبار السن وتحديداً من ليست لهم عائلة أو أقارب تحت رعايتها. وبصفتها الوصي القانوني لهم تقوم بالتحايل من أجل الحصول على أموالهم. مارلا قاسية وشرسة بلا قلب أو عاطفة وكل ما يهمها هو الحصول على المال.

تخبرها إحدى الأطباء المتواطئة في لعبتها أن لديها فريسة سهلة وهي امرأة بلا عائلة أو أهل أو أبناء وفي ذات الوقت ثرية للغاية. من هنا تقوم مارلا بإصدار أمر من المحكمة برعايتها بعد أن قامت بتزوير تقارير طبيبة تفيد بأن جينيفر تلك السيدة العجوز مصابة بالخرف وليس لديها أسرة أو أبناء لرعايتها.

تنقل مارلا السيدة إلى دار الرعاية حيث يتم تخديرها وتسحب هاتفها وتمنع اتصالها بالعالم الخارجي، وفي النهاية تحصل على أموالها. لقد قامت ببيع منزلها وانطلقت إلى حسابها البنكي والمفاجأة كانت أنها وجدت بعض الألماس في خزانتها. تتعقد الأحداث حينما يظهر أحد رجال المافيا رومان لونيوف (بيتر دينكلاج) لنعلم أنه ابن تلك السيدة. يرسل محامياً إلى مكتب مارلا، وينظر المحامي إليها بازدراء مثير ويصفها بالاحتيال. ومن ثم يعرض عليها مبلغ 150 ألف دولار للسماح لجنيفر بالرحيل، موضحاً أنها إذا لم تبرم صفقة، فستتبعها عواقب مشؤومة.

مراجعة فيلم I Care a Lot

أفلام الجريمة والإثارة
روزاموند بايك بطلة فيلم I Care a Lot

يبدأ فيلم I Care a Lot بشكل قوي إلى حد ما. لكنه يطلب الكثير من جمهوره، على غرار مع من ستقف في صف مارلا تلك الفاسدة المحتالة أم في صف ذلك الشرير رجل المافيا. يطلب الفيلم كذلك من الجمهور مشاهدة الانتهاكات المنهجية للمسنين التي تحدث كجزء من مؤامرة تبدأ بالجشع والظلم وتتحول إلى قصة مثيرة تشبه المطاردة مع التقلبات غير المتوقعة وعمليات الخطف ومحاولة القتل. لذا فهو أحد أفلام الجريمة والإثارة ذات الطابع الفكاهي المسلي.

رسالة الفيلم

من المؤكد أن الرسالة القائلة بأن النظام فاسد مهمة. لكن لا يوجد وقت كافٍ لاستكشاف ما يعنيه ذلك بالضبط بخلاف تقديم بعض التفاصيل حول الأفعال والهياكل المرعبة التي تدعم مثل هذه الإساءات. في حالة الفيلم، لا يوجد شر أدنى. حيث يلعب الجميع دوراً في استغلال إساءة معاملة كبار السن. لقد تم خلق شخصية مارلا وهي في وضع قتالي. حيث لا تغيير في الشخصية وهذا يقوض قصة الفيلم. علاوة على ذلك، تتأرجح نغمته بشكل كبير من كونه كوميديا ​​سوداء إلى فيلم إثارة عنيف، لذا فهو غير واضح تماماً بشأن ما يريد أن يكونه.

فيلم I Care a Lot هو قصة مثيرة مبنية على عملية احتيال معقولة في البداية. لكنها ساذجة في النهاية. وبطلة فعالة للغاية في قسوتها الشيطانية بحيث لا يمكنك أن ترفع عينيك عن وهجها الشرير غير الأخلاقي. تلعب روزاموند بايك دور محتالة تشع ذكاءً. تقف في المحكمة مشعة بشعاع من التعاطف الواضح. وتجادل بأن المواطن المسن لم يعد قادراً على الاعتناء بنفسه. وبالتالي يجب وضعه تحت رعايتها. ثم تصبح وصية عليهم – وتضعهم في دار الرعاية، حتى تتمكن ببطء ولكن بثبات من امتصاص ممتلكاتهم. إنها بطلة الفيلم، لكنها لا تتمتع بالشجاعة التي ظهرت عليها في الفيلم بل هي معتلة اجتماعياً، مفترسة سترمي حياة شخص ما في سلة المهملات بابتسامة مزدوجة من الفخر.

إن مشاهدة جنيفر محاصرة في سجنها الذي يساعد في العيش يجعلنا نتساءل عن النظام بأكمله الذي يتم من خلاله نقل كبار السن إلى دور الرعاية. لكن حقيقة أن مارلا تحقق كل هذا من خلال المحاكم لهو أمراً يستحق وقفة. إن فيلم I Care a Lot لا يثير التعاطف مع أياً من أبطاله لكنه يثير التعاطف مع جينيفر تلك السيدة العجوز التي وضعت رغم أنفها في دار الرعاية. ربما يعجب هذا الفيلم المشاهد الذي يبحث عن بعض التسلية والترفيه، على الرغم من أن فكرة الفيلم كانت قوية إلا أنها قد تم استخدامها بصورة سطحية وساذجة للغاية.

الأداء

ربما يكون أداء روزاموند بايك يحمل قدر عال من الجودة. إنه بالفعل أداء رائع ويبدو أنها تستمتع بعمل أدوار شريرة ماكرة. فهذا الدور يشبه تماماً دورها في فيلم gone girl فهي أعادت إحياء الشخصية إلا أنها في النهاية تحولت إلى شخصية كرتونية من نوع ما، من خلال التقلبات والالتواءات والحبكات الفرعية.

أما بيتر دينكلاج فكان أداءه سطحي بصورة كبيرة. فهذا الرجل الذي يعد من رجال المافيا الأقوياء يبدو للمشاهد وكأنه أبله مع الكثير من الغضب غير المبرر. ربما يكون أداء دينكلاج في هذا الفيلم هو الأسوأ على الإطلاق.


ربما لم يكن هذا الفيلم يستحق كل تلك الدعاية التي انتشرت حوله. إلا إنه مع ذلك يظل أحد أفلام الجريمة والإثارة المسلية والمثيرة للاهتمام.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!