مراجعة فيلم Don’t Make Me Go: هكذا هي الحياة!

You are currently viewing مراجعة فيلم Don’t Make Me Go: هكذا هي الحياة!
مراجعة فيلم Don't Make Me Go

يتناول فيلم Don’t Make Me Go قصة أب أعزب يكتشف إصابته بمرض عضال، ويقرر أن يأخذ ابنته المراهقة في رحلة بحثاً عن ماضي لا تعرف عنه شيئاً. لا شيء مختلف عما رأيناه عدة مرات من قبل. أليس كذلك؟! فما الجديد إذن؟ دعونا نتعرف على ذلك من خلال مراجعة Don’t Make Me Go بشيء من التفصيل.

معلومات عن فيلم Don’t Make Me Go

  • البلد: الولايات المتحدة.
  • اللغة: الإنجليزية.
  • تاريخ الإصدار: 15 يوليو 2022.
  • المخرج: هانا ماركس.
  • الكاتب: فيرا هربرت.
  • وقت العرض: 109 دقيقة.
  • النوع: دراما.
  • التصنيف: (R) للكبار فقط | يحتوي على بعض المشاهد الفاضحة والسباب.
  • فريق التمثيل: جون تشو | ميا إسحاق | جوش طومسون.
  • التقييم: 6.7.

قصة فيلم Don’t Make Me Go

قصة فيلم Don't Make Me Go 2022
مشهد من فيلم Don’t Make Me Go

تدور أحداث الفيلم حول الأب الأعزب ماكس – جون تشو – وابنته المراهقة والي – ميا إسحاق – البالغة من العمر خمسة عشر عاماً. يعاني الأب من صداع متكرر، وعندما يذهب للكشف الطبي، يعلمه الطبيب أنه مصاب بورم في رأسه، ولن يعيش أكثر من سنة. يقرر ماكس أن يأخذ ابنته في رحلة برية بالسيارة عبر الولايات الأمريكية للعثور على والدتها من أجل الاعتناء بها بعد موته، ولكن دون أن يخبر ابنته بالأمر.

يحاول ماكس خلال الرحلة الوفاء بواجبه الأبوي تجاه ابنته في الوقت القصير المتبقي له، من خلال تعليم والي كل ما تحتاج إليه في حياتها. وفي الوقت نفسه يحاول أن يعثر على والدتها لكي تعتني بها. أما بالنسبة للفتاة فهي مقتنعة بأن والدها يأخذها معه إلى حفل جمع الشمل لأصدقائه في المدرسة. يصل ماكس أخيراً لمكان الأم. ويترك ابنته في السيارة ويذهب للحديث معها، لتغضب منه وتخبره أنها لن تعتني بابنتها فهي الآن مرتبطة بشخص آخر ولديها طفل صغير.

تغضب الابنة عندما يصارحها الأب بالحقيقة. وبعد فترة تحاول أن تتفهم الأمر، وتدرك أنها ليس لديها وقت طويل مع والدها لذا ترغب في استغلال ذلك الوقت والاستمتاع به قبل وفاته. لكن يحدث أمر غير متوقع في النهاية. يمكننا التوقف عند هذا الحد حتى لا نساهم في حرق النهاية.

اقرأ أيضًا: فيلم Kiss Me: دراما رومانسية سويدية تقليدية ومألوفة

مراجعة فيلم Don’t Make Me Go

مراجعة فيلم Don't Make Me Go
مشهد من الفيلم

“لا أعتقد أنك ستحب نهاية هذه القصة، ولكني أظن أنك ستحب القصة”

يبدأ فيلم Don’t Make Me Go بهذه الافتتاحية، فهو يقول لنا سأخبرك بما يحدث وستجلس هناك وتشاهد كيف وصلنا إلى هذه النقطة لتدرك أن كل شيء سيحدث كما تخيلته وتتأكد أنه سيتحقق بالفعل. هناك العديد من الأعمال الفنية التي تستخدم هذه الحيلة، بعضها مباشر جداً، والبعض الآخر مليء بالتحولات والمنعطفات لدرجة أننا ننسى في نهاية المطاف أننا نرى شيئاً نعرفه مسبقاً. هذا هو الحال مع فيلم Don’t Make Me Go الذي يحذرنا من أننا لن نحب الطريقة التي تنتهي بها القصة، لكننا سنحب القصة نفسها.

منظور جديد للحياة

يشعرك هذا الفيلم بالسعادة، فهو لا يخلو من اللحظات الممتعة والمحببة. ولكن القصة درامية للغاية، وعلى الرغم من أن الرحلة البرية كانت تجربة ممتعة، إلا أن العبارة الأولى في بداية الفيلم لا تزال تُلقي بظلالها على الرحلة. ومع ذلك يجعلك الفيلم تدرك دائماً بأن الحياة ليست واضحة تمام الوضوح. هذه هي الرسالة التي يحمل الفيلم في طياته. وتطلب منك المخرجة هانا ماركس أن تستمتع بالأشياء الصغيرة، وأن تجرؤ على الحلم. وقبل كل شيء عليك أن تتمتع بروح المخاطرة في الحياة. فالحياة ثمينة ولن تعرف أبداً متى تنتهي، لذا استفد منها إلى أقصى حد.

يتناول الفيلم العديد من المواضيع مثل أهمية الأسرة، وما يمكن أن تفعله خسارة شخص تحبه، وقيمة الحياة. ورغم أنها موضوعات ليست جديدة ومثيرة إلا أن فيلم Don’t Make Me Go يمنح منظوراً جديداً للقصص المحيطة بالمرض. فلا يوجد مرضى في هذا الفيلم، بل أب قلق، وفتاة مراهقة متمردة، يحاول كلاهما أن يتقرب من الآخر خلال الظروف القاسية. لذا فهو ليس فيلماً يجعلك تذرف الدموع كما يحدث في القصص المشابهة لهذا النوع من أفلام الدراما، لكنه يحاول أن يمنحك منظوراً جديدة للحياة.

اكتشاف الذات

يشتمل الفيلم بشكل أساسي على قصتين: ماكس الذي يحاول بدافع الشعر بالذنب والقلق إعداد ابنته الصغيرة لبقية حياتها، ووالي المراهقة التي تسعى للحصول على مكان بين أقرانها. يبدو من الناحية المنطقية أن هذين الأمرين لا يسيران معاً بشكل جيد. لكن البنية الجميلة للفيلم تقرب بين الأب وابنته. أما ما يجعل هذا الفيلم مثيراً للاهتمام هو أن المشاهد ليس متأكداً تماماً من القصة التي يشاهدها. حيث تتغير وجهات النظر باستمرار.

ربما يبدو الفيلم بطيئاً نوعاً ما في بعض اللحظات، إلا أنه بالتأكيد يستحق أن يستمر معه المشاهد حتى النهاية، حتى لو كان يعتقد أنه يعرف كيف ستنتهي القصة. فلا يتعلق الأمر بالواجهة بقدر ما يتعلق بالطريق إليها. Don’t Make Me Go هو فيلم طريق مع القليل من التقلبات الداخلية، والقليل من الشخصيات، والقليل من المواقف الصدامية. ولكن مع ذلك فهناك رابطة متينة وعميقة بين الأب وابنته حتى وإن بدا أنها غير موجودة. وحتى لو اتسمت العلاقة بينهما باضطرابات وعدم استقرار مرحلة المراهقة. وكما يحدث في مثل هذه العلاقات فهي فرصة للتعلم من شخصية الآخر، لاكتشاف أجزاء من الذات لم يكن المرء يعرف حتى أنه يمتلكها. هذا بالإضافة إلى صنع ذكريات سيحملها المرء دائماً طوال حياته.

المخاطرة في الحياة

عندما يبدأ الفيلم بقوله للمشاهد أن نهايته لن تعجبه، فإن ذلك يبدو وكأنه تحدي يتعين على المشاهد مواجهته، ليدرك أن كل شيء مختلف تماماً عما توقعه. لقد كان هناك عدد غبر قليل من النهايات المثيرة للجدل في تاريخ السينما، ولكن لم يثر أي منها ردود فعل قوية مثل هذه النهاية.  

تقودنا افتتاحية الفيلم إلى الافتراض الذي استندت عليه الحبكة، وهي وجود ورم في عظمة قريبة من الدماغ، وليس هناك فرصة للشفاء إلا إذا أراد الأب المخاطرة بكل شيء من أجل إجراء عملية نسبة نجاحها 20%. لقد تجاهل ماكس هذا القرار بالفعل وفضل عدم المخاطرة وقضاء السنة المتبقية له مع ابنته. لكن حينما تعلم المخاطرة من ابنته خلال رحلتهما، قرر في النهاية أن يخاطر عندما لم يكن لديه ما يخاف عليه.

اترك تعليقاً