فيلم Mr. Harrigan’s Phone هو تكييف آخر لقصة من قصص كاتب الرعب الشهير ستيفن كينج. وعلى الرغم من تقديمه لنا كفيلم رعب، إلا إنه أقرب إلى الدراما المثيرة منه إلى الرعب. في السطور التالية نتعرف على قصة الفيلم ثم نستعرض مراجعة فيلم Mr. Harrigan’s Phone بمزيد من التفصيل.
معلومات عن فيلم Mr. Harrigan’s Phone
- البلد: الولايات المتحدة.
- اللغة: الإنجليزية.
- تاريخ الإصدار: 5 أكتوبر 2022.
- المخرج: جون لي هانكوك.
- الكاتب: جون لي هانكوك | ستيفن كينج.
- وقت العرض: 104 دقيقة.
- النوع: دراما | غموض | رعب.
- التصنيف: (PG-13) يجب إرشاد الآباء، غير مناسب لمن هم دون سن 13 عام.
- فريق التمثيل: دونالد ساذرلاند | جايدن مارتيل | جو تيبيت.
- التقييم: 6.0.
قصة فيلم Mr. Harrigan’s Phone
تدور أحداث الفيلم حول السيد هاريجان وهو ثري مسن يعيش منعزلاً في قصره داخل بلدة أمريكية صغيرة. ويقيم في نفس المدينة طفل صغير يدعى كريج مع والده بعد وفاة والدته منذ فترة قصيرة. ذات يوم كان الطفل كريج يقرأ فصلاً من الكتاب المقدس في الكنيسة، وعندما سمعه السيد هاريجان طلب من الصبي الصغير زيارته ثلاث مرات في الأسبوع وقراءة الكتب له، لأن نظره لم يعد كما كان، وسيحصل في المقابل على مبلغ من المال.
يبدأ الطفل في زيارة السيد هاريجان بانتظام، ويتعلم منه الكثير عن الحياة، وبعد مرور سنوات تقوى العلاقة بينهما. يتعلق الطفل بالرجل، حتى إنه لم يتوقف عن زيارته بعد أن شب. يقدم كريج للرجل العجوز هاتف خلوي كهدية، وكان الثري حديث العهد بالهواتف المحمولة. يرفض الهدية في البداية، ولكن سرعان ما يشعر بسعادة غامرة عندما يكتشف عالماً جديداً لم يكن على دراية به من قبل. فبعد أن كان ينتظر معرفة الأخبار من الصحف، أصبح يطلع عليها أول بأول عبر الهاتف. لكن الوقت يمر وتأتي النهاية الطبيعية للسيد هاريجان العجوز. يموت الرجل، وفي الجنازة يفعل كريج شيئاً سيطارده طوال حياته. حيث يضع هاتف السيد هاريجان في جيبه داخل التابوت.
ذات يوم يتعرض كريج للتنمر في مدرسته على يد أحد زملائه، وعندما حل الليل كانت لديه رغبة شديدة في الحديث عما جرى، ولم يجد أمامه سوى الاتصال برقم السيد هاريجان، ويتحدث مع بعد سماع الرسالة الصوتية. لكن الغريب في الأمر هو تلقي رسالة من رقم الهاتف المدفون في القبر. ثم يكتشف بعد ذلك وفاة زميله المتنمر، لتنقلب حياته رأساً على عقب.
| اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم The Green Mile: قصة غارقة في الرموز الدينية |
مراجعة فيلم Mr. Harrigan’s Phone
فيلم Mr. Harrigan’s Phone هو أحدث إنتاجات نتفليكس المستوحاة من قصص ملك الرعب الأشهر في العالم ستيفن كينج. تستند حبكة الفيلم على قصة قصيرة كتبها كينج وتحمل نفس الاسم. قصة كينج لها تداعيات نفسية واجتماعية مثيرة للاهتمام، ويعرف ذلك جيداً المخرج جون لي هانكوك الذي استطاع أن ينقل لنا أجواء القصة، لكنه لم يستطع التعامل معها بشكل كامل.
تتميز أعمال ستيفن كينج بسرد قصص الرعب دون إفراط، ويتطرق دائماً إلى القيم الأخلاقية، ويجعلك تفكر بشكل أعمق في الرسائل المخبأة بداخل رواياته. فلا يقتصر الرعب على تقديم شخصيات مخيفة تفاجئنا دائماً، فالرعب ليس مجرد عامل جذب مثير من البداية إلى النهاية، وقصص الرعب التي تحمل رسالة أخلاقية هي الأفضل، والطريقة التي ينتهجها ستيفن كينج رائعة للغاية فهي تمنح كل قارئ الحرية في فهم ما ينقله لنا الكاتب.
إن طريقة الإعلان عن فيلم Mr. Harrigan’s Phone أعطت المشاهد انطباعاً بأنه سيشاهد فيلماً مخيفاً، مستوحى من أعمال ستيفن كينج، لكنه ليس فيلم رعب، ولا يحتوي على ما نتوقعه من فيلم رعب، فهو يستخدم الفكرة المركزية لإثارة حيرة المشاهد وإزعاجه ولكن ليس لإخافته. لذلك يمكن ألا يعجب محبي أفلام الرعب، ولكنه سيعجب بالتأكيد عشاق ستيفن كينج.
قصة ضعيفة
دعونا نقول إن تكييف المخرج جون لي هانكوك لقصة ستيفن كينج كان أقل من التوقعات، على الرغم من إنه التزام بالقصة دون تعديل. فلا يكف نقل قصة قصيرة توضح عبقرية ستيفن كينج الأدبية إلى الشاشة الكبيرة أو الصغيرة إذا لم تكن هناك رغبة في غرس رؤية سينمائية تحمل بصمة المخرج. ولهذا السبب جاءت لغة هانكوك السردية هنا متعبة وعامة وعادية، وخالية من أي وميض أو براعة. وهذا أمر مؤسف بالتأكيد، نظراً لسخاء الموضوعات التي تتناولها القصة، والأداء المتميز من بطلي العمل. لننظر إلى تكييف المخرج العظيم ستانلي كوبريك لقصة “البريق” التي كتبها ستيفن كينج. لقد أخرج لنا تحفة فنية تحمل بصمته كمخرج على الرغم من عدم إعجاب الكاتب نفسه بما فعله المخرج بالقصة.
الأشياء التي تملكنا
قال الكاتب الأمريكي هنري ديفيد ثورو: “إننا لا نمتلك الأشياء، بل الأشياء هي التي تمتلكنا”. هذه العبارة التي ذكرت في فيلم Mr. Harrigan’s Phone هي انعكاس للطبيعة الأدبية والفلسفية التي تدور حولها الفكرة الرئيسية. حيث يقدم ستيفن كينج فحصاً دقيقاً للعلاقة التي أنشأناها مع الأجهزة الإلكترونية. فالهواتف الذكية أصبحت مع التقدم التكنولوجي السريع امتداداً حقيقياً لوجودنا.
تعتبر الهواتف المحمولة هي الأداة التي نستقي من خلالها معارفنا في عصر ما بعد الحداثة. وهي الأداة التكنولوجية التي حلت منذ فترة طويلة محل السحر الأبدي والخالد للصحف الورقية والكتب المتربة. إن كل ثقافة من الثقافات ما هي إلا معلومات عن العالم وعنا، وهو أمر يدركه السيد هاريجان بسرعة عندما يبدأ في استخدام جهاز الآيفون الذي قدمه له كريج. نظر إليها هاريجان على أنها أداة شيطانية ومثير للجدل أخلاقياً، ثم حولها ستيفن كينج أولاً ثم المخرج هانكوك إلى كائن شيطاني يتحدث من داخل القبر.
يضع الشاب كريج جهاز الآيفون في جيب السيد هاريجان المتوفي، وسرعان ما يدرك أن الهاتف يرسل له رسائل نصية شبحية غير متوقعة، ليبدأ التساؤل عمن يستخدم هاتف مدفون على عمق ثلاثة أمتار تحت الأرض؟ هل سرقه أحدهم وشرع في العبث معه؟ هل هو زميل دراسته الذي يتنمر عليه باستمرار ويريد تخويفه؟ أم إنه شبح السيد هاريجان الذي يواصل من وراء قبره إقامة حوار بينه وبين صديقه ويساعده على حل العديد من مشكلات حياته بأكثر الطرق المثيرة للصدمة وغير المتوقعة؟ يمكن الإجابة على هذه الأسئلة بالعديد من الطرق إذا كان الكاتب شخص آخر غير ستيفن كينج، لكن مع كاتب الرعب الأشهر أعتقد أن الإجابة واضحة نوعاً ما.
زوج من الأبطال الأقوياء
ورغم عيوب الفيلم إلا أن الحكم على البطلين إيجابي بلا شك: فدونالد ساذرلاند – حتى لو كان دوره محدوداً بعض الشيء مقارنة بدور جايدن مارتيل من حيث المساحة – ينضح بالكاريزما ويجذب الانتباه في كل مرة يدخل فيها المشهد. جايدن مارتيل مناسب أيضاً بشكل خاص لدور كريج: فهو يتمكن من أن يكون حاداً ومقنعاً في اللحظات الأكثر دراماتيكية.
| اقرأ أيضًا: أسئلة عامة عن السينما العالمية |
في الختام لا يسعنا سوى القول بأن Mr. Harrigan’s Phone هو فيلم ممتع تفوح منه أجواء ستيفن كينج، ويحمل في طياته حواراً رائعاً، لكنه لم يكن على مستوى التوقعات كعادة أي تكييف لقصص ستيفن كينج على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة حتى الآن.
