أدب

جورج برنارد شو: سيرة حياة الكاتب الذي رفض جائزة نوبل

جورج برنارد شو أحد أشهر كتاب المسرح الإنجليز. له العديد من الأعمال المسرحية التي من أهمها مسرحية سيدتي الجميلة، كما له مؤلفات في النقد الأدبي والموسيقي. وتحتوي مؤلفاته على الكثير من أقوال برنارد شو الساخرة. وهو واحد من الكتاب الذين رفضوا جائزة نوبل. وعلاقة برنارد شو بالإسلام كانت محل جدل. فمن هو برنارد شو؟ ولماذا رفض جائزة نوبل؟

سيرة حياة جورج برنارد شو

ولد الكاتب المسرحي جورج برنارد شو في دبلن بإيرلندا عام 1856. بينما فقد والده عندما كان صغيراً، وكان والده مدمناً على الكحول وفقط وظيفته نتيجة لذلك، ومن هنا اضطرت الأسرة للعيش في فقر مدقع. وعلى الرغم من التحاق جورج برنارد شو بالعديد من المدارس المختلفة إلا إنه لم تستمر في واحدة. واستطاع أن يحصل على تعليمه من خلال قراءته لأعمال ويليام شكسبير والإنجيل.

عندما بلغ العشرين من عمره انتقل إلى لندن، حيث علمته والدته الغناء. كان الشاب جورج مفلساً ولكنه مسلح بالكثير من الأفكار. بينما في هذه السنوات مال نحو الاشتراكية بعد قراءة كتاب رأس المال لكارل ماركس. ثم انضم بعدها إلى “جمعية فابيان” وهي مجموعة من المثقفين الاشتراكيين الذين يهتمون بمشاكل المساواة الاجتماعية أكثر من اهتمامهم بمشاكل الصراع الطبقي. كما حاول الظهور الأدبي لأول مرة كروائي، لكنه لم ينجح.

في عام 1885 أصبح ناقداً أدبياً لجريدة “بال مول”، ثم ناقداً فنياً لجريدة “إل موندو”، بين عامي 1888 و1890 كان أيضاً ناقداً موسيقياً لمجلة “النجم”. ثم أصبح أحد أفضل النقاد في ذلك الوقت. ومن هنا كرس نفسه للمسرح، أولاً كناقد مسرحي ثم ككاتب مسرحي.

تزوج جورج برنارد شو من شارلوت باين تاونسند، وهي وريثة إيرلندية خففت من مخاوفه المالية وسمحت له بتفرغ كامل للمسرح. بينما تضاعف إنتاجه من الأعمال الدرامية مثل “قيصر وكليوباترا” و “الإنسان والسوبرمان” و “الرائد باربرا” “، هذا بالرغم من أن أشهر أعماله كانت مسرحية ” بجماليون” التي تناولت بعض موضوعاته الرئيسية، من تحرير المرأة إلى أفكاره حول اللغة.

وفي عام 1925 حصل على جائزة نوبل للآداب. لكنه رفض تحصيل أموال الجائزة. بينما توفي في التسعين من عمره وبالتحديد في 2 نوفمبر 1950 بعد سقوطه أثناء مطاردة فراشة في منزله.

اقرأ أيضًا: فرانز كافكا: نظرة على حياة وأعمال أكثر الكتّاب سوداوية

برنارد شو وجائزة نوبل

سيدتي الجميلة
صورة لجورج برنارد شو

ألف برنارد شو العديد من الأعمال سواء الأدبية منها أو السياسية، وكذلك بلغ عدد مسرحياته ما يقارب الستين مسرحية لعلها أشهرها مسرحية سيدتي الجميلة التي حصل بمقتضاها على جائزة نوبل في الآداب. لكنه رفض تلك الجائزة، وكان أول كاتب يرفض تلك الجائزة المرموقة.
حيث قال عن مؤسسها:

” إنني أغفر لنوبل اختراعه للديناميت، ولكني لا أغفر له تأسيس هذه الجائزة ” .

نعم لقد رفض الجائزة في عام 1925 لكنه برغم ذلك استلمها في العالم التالي، وعندما تم سؤاله عن رفضه لجائزة نوبل أجاب بأن القائمين على الجائزة أبخسوه حقه طوال سنوات عديدة، بينما كانت الجائزة تمنح لكتاب مغمورين لم يقدموا  شيئاً للبشرية.

وقال عن الجائزة أيضاً:

” هذه الجائزة بمثابة طوق النجاة لشخص قد وصل إلى بر الأمان “

اقرأ أيضًا: رواية 1984: الثمن الذي يدفعه الجنس البشري للمجتمعات المثالية

الدفاع عن الإسلام

الجدير بالذكر أن برنارد شو أحد الكتاب المرموقين الذين دافعوا عن الإسلام ورسوله محمد. حيث أنه قال في معرض حديثه عن الإسلام إنه الديانة الوحيدة الصالحة لإنقاذ العالم. فهو دين الديمقراطية والحرية والمساواة، وأن العالم في حاجة ماسة لمثل النبي محمد. فبلا أدنى شك إنه الشخص الوحيد القادر على إحلال السلام في هذا العالم. لذا كانت علاقة برنارد شو بالإسلام محل جدل نظراً لأقواله عن الإسلام.


 أهم أعمال برنارد شو

لبرنارد شو العديد من الأعمال المسرحية التي نالت شهرة عظيمة في جميع أنحاء العالم. بينما من أهم هذه الأعمال:

  • سيدتي الجميلة.
  • بيوت الأرامل.
  • الرائد باربرا.
  • السلاح والرجل.
  • بيت القلب الكسير.
  • الإنسان والسوبر مان.
  • بجماليون.
  • مهنة السيد وارين.
  • مقالات في الاشتراكية الفابية.
  • المتمردة.
  • مولع بفاجنر.
  • رجل المقادير.
  • تابع الشيطان.
اقرأ أيضًا: من هي لويز جلوك الفائزة بجائزة نوبل في الأدب لعام 2020

أقوال برنارد شو المأثورة

كاتب بحجم برنارد شو لابد وأن يترك ورائه إرثاً عظيماً من الحكم والأقوال التي أثرت عقول الناس في العالم أجمع، بينما معظم أقوال برنارد شو تحمل الكثير من السخرية اللاذعة إلا أنها تعد من أجمل الأقوال المأثورة، ومن هذه الأقوال:

  • عند قراءة سيرة ذاتية، تذكر أن الحقيقة لا تصلح للنشر أبداً.
  • الأدب آلة غريبة تبتلع، تمتص كل الملذات، كل أحداث الحياة. الكتاب مصاصو دماء.
  • كل الحقائق العظيمة تبدأ بالتجديف.
  • سعيد لمن له مهنة تتناسب مع هوايته.
  • الرجل الذي يستمع إلى العقل ضائع. فالعقل يستعبد كل من لا يتمتع بالقوة الكافية للسيطرة عليه.
  • هناك مأساتان في الحياة: الأولى عدم تحقيق ما يتوق إليه القلب والأخرى تحقيقه.
  • امنح الرجل الصحة والأهداف التي يجب تحقيقها ولن يتوقف عن التفكير فيما إذا كان سعيداً أم لا.
  • تستخدم المرايا لرؤية الوجه. بينما الفن لرؤية الروح.
  • الشعراء يتحدثون إلى أنفسهم والعالم يسمعهم.
  • الحياة المليئة بالأخطاء أكثر نفعاً وجدارة بالاحترام من حياة فارغة من أي عمل.
  • تعلمت منذ زمن ألا أتصارع مع خنزير أبداً، لأنني سأتسخ أولاً، ولأنه سيسعد بذلك.
  • الناجح لديه خطة وبرنامج. بينما الفاشل فلديه تبريرات.
  • عندما يكون الشيء مثيراً للضحك ….. فابحث جيداً حتى تصل إلى الحقيقة الكامنة وراءه.
  • كثيراً ما يلوم الناس ظروفهم لما هم فيه. بينما أنا لا أؤمن بالظروف.
  • طالما لدي طموح فلدي سبب للحياة. بينما القناعة تعني الموت.
  • السعادة مثل القمح ينبغي ألا نستهلكه إذا لم نساهم في إنتاجه.
  • الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يُثير رعبي. بينما لا يُشكل الأسد الشبعان أي أذى؛ فليس لديه أي مذاهب أو طوائف أو أحزاب.

هناك الكثير من الكتاب والمفكرين الذين أثروا البشرية بأعمالهم الخالدة. بينما واحد من هؤلاء كان جورج برنارد شو. لقد رحل عن عالمنا تاركاً من وراءه علماً غزيراً، وأدباً خالداً لن يُمحى.

المراجع

1.       Author: Biography.com Editors, (4/2/2014), George Bernard Shaw Biography, www.biography.com, Retrieved: 9/18/2022.

2.       Author: Stanley Weintraub, (5/4/1999), George Bernard Shaw, www.britannica.com, Retrieved: 9/18/2022.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!