مشكلة الفقر: البحث عن عدالة التوزيع المفقودة
الفقر وباء يؤثر على الملايين من الناس على كوكبنا. حيث يعاني أكثر من مليار شخص من الفقر المدقع، وما يقرب من 900 مليون شخص من الجوع وسوء التغذية وندرة مياه الشرب، وغيرها من الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم. أسباب الفقر كثيرة ومتنوعة، لكن أسوأ ما في الفقر هو أنه يضر بحقوق الإنسان ويؤثر بشكل لا يمكن إصلاحه على المستقبل، لأنه يؤثر على نوعية حياة الناس وسلامتهم الأخلاقية. فأولئك الذين يعيشون تحت تأثير الفقر ليس لديهم وقت أو طاقة أكثر من النضال من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والسكن والرعاية الطبية؛ أما باقي الضروريات فهي مجرد ترف.
“بالنسبة لمن هم في القمة، فإن الحديث عن الطعام هو مضيعة للوقت. وهذا أمر مفهوم، لأنهم أكلوا بالفعل” – الشاعر الألماني برتولت بريشت.
الفقر والثروة
معالجة مسألة الفقر أمر صعب للغاية، فهي ظاهرة معقدة ومتعددة الأسباب وترتبط بشكل نهائي بالمجال الاقتصادي، ولكنها لا تنتهي عند هذا الحد، بل تتقاطع مع العديد من المجالات الأخرى. نحن نربط الفقر بالنقص المادي، وقلة الموارد، ويمكن القول إن تاريخ البشرية برمته هو صراع مستمر ضد هذا الشبح المخيف، وبحث دائم عن إشباع الاحتياجات الأساسية التي تسمح لنا بالبقاء على قيد الحياة، وهو أمر لم تستطع البشرية حتى الآن تحقيقه مع كل الإمكانات التقنية والعلمية التي وصلنا لها. يُنتج الآن ما بين 40 إلى 50% من الغذاء الضروري لتغذية سكان العالم بأكمله، لكن الجوع لا يزال أحد الأسباب الرئيسية لوفاة جنسنا البشري، في حين أن النشاط الذي يدر الربح الأكبر هو إنتاج الأسلحة! بمعنى آخر: الموت هو محور حياتنا.
مشكلة الفقر المعقدة
يظهر مفهوم الفقر عندما تكون هناك نقاط للمقارنة: مجموعة اجتماعية فقيرة بالنسبة إلى أخرى تعتبر غنية. يمكن للناسك، رغم أنه عارٍ أن يكون أكثر ثراءً من الناحية الروحية مقارنةً مع حياة مواطن حضري مثقل بديونه. لذا فإن فكرة الفقر لا ترتبط بحالة العوز الأصلية التي يجب إشباعها كل يوم، ولا تتعلق بكمية وسائل البقاء، بل بطريقة الاستيلاء عليها وتوزيعها اجتماعياً. فمن المؤكد أن حياة العامل العادي في أي بلد صناعي أصبحت اليوم أكثر ثراءً، من حيث الوصول إلى السلع المادية، مقارنةً بما يمكن أن تكون عليه حياة فرعون مصري. ولكن هناك فرق جوهري بين حياة المواطن الحالي وحياة الملك. من هو أغنى؟ بالمناسبة، من الصعب إجراء المقارنة.
نريد إذن أن نضع فكرة الفقر – وبالتالي نقيضها: الثروة – باعتبارها منتجات تاريخية واجتماعية. يتمتع الملك، أو الزعيم، أو الكاهن الأعلى للقبيلة، وما إلى ذلك، بحصة من السلطة أعلى بالتأكيد من تلك التي يتمتع بها الموظف الحديث الذي يتمتع بإمكانية الوصول إلى الراحة المادية التي ولدتها الصناعة في المائة عام الماضية، وعلى الرغم من كل الخيرات المادية، فهو أفقر من حيث العلاقات السياسية. وربما يكون من الحماقة أن نسأل أيهما أغنى أو أيهما أفقر. وعلى أية حال، فإن هذا يوضح لنا مرة أخرى مدى تعقيد الموضوع.
الفقر والطبقات الاجتماعية
إن القيام بقراءة تاريخية لمفهوم الفقر يعني ضمناً القيام برحلة هائلة عبر تاريخ البشرية. رحلة ينبغي أن تأخذ في الاعتبار اللحظات المختلفة فيما يتعلق بتنمية القدرة الإنتاجية، والطريقة التي تم بها توزيع منتج تلك القدرة اجتماعياً.
“لطالما كان هناك فقراء”. هكذا تقول النظرة المبسطة للأمور. يمكن للمرء أن يتحدث عن الفقراء، كفئة اجتماعية، بقدر ما تظهر أضدادها: الأغنياء. فالمجتمعات المنقسمة بوضوح إلى طبقات اجتماعية يظهر فيها الفقراء. هناك انقسام واضح بين أولئك الذين يملكون وأولئك الذين لا يملكون. وقد أدى هذا الانقسام إلى ظهور أفكار ومواقف وثورات وأعمال مختلفة لا تعد ولا تحصى في التاريخ العالمي، دون أن يتم التغلب على المشكلة حتى الآن، لأنه لا يزال هناك فقراء ولا يزال هناك أغنياء. وبالنظر إلى الطريقة التي تسير بها الأمور، فلا يوجد ما يشير إلى أن هذا سوف يختفي في أي وقت قريب. ولا يبدو أن النظام الرأسمالي في طريقه إلى السقوط.
الثورات الاشتراكية
إن الثورات الاشتراكية الأولى، وهي خطوة نحو عالم مستقبلي خالٍ من الطبقات الاجتماعية، حدثت في بعض أنحاء العالم قبل قرن واحد فقط؛ وهي اليوم في تراجع، لكن لا شيء يشير إلى أن التاريخ قد انتهى، وأن النظام الرأسمالي الحالي (بأغلبية فاحشة الثراء وأغلبية فقيرة للغاية!) أبدي. وإلا فلماذا يدافع عن نفسه بكل قوته بأسلحة أيديولوجية وثقافية ومادية؟
وطالما أن هناك توزيعاً غير عادل وغير متكافئ للناتج الاجتماعي، فهناك فقراء. وبعبارة أخرى: الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج (الأرض، وأدوات العمل، والمال) تنشئ طبقة تستولي على غالبية تلك الثروة (الأغنياء) وجماهير من العمال (الصنّاع، والزرّاع، والموظفون) الذين ينتجون تلك الثروة، ولا يحصلون منها إلا على جزء صغير.
لماذا يمتلك البعض المزيد ويفتقر البعض الآخر؟ هذا هو المحور الأساسي لفهم ظاهرة الفقر: هناك من يملك القليل لأن آخرين يملكون أكثر. أليس الأمر بسيط؟! إنه التوزيع غير العادل للثروة، وليس هناك تفسير آخر. إذا فهمنا الأمر بهذه الطريقة، فإن الفقر هو ظاهرة إنسانية واجتماعية بالكامل.
الرأسمالية وثقافة الاستهلاك
نحن اليوم محاطون بالكامل بالمنطق التجاري الرأسمالي الذي يمكن للبعض أن ينظر إليه على أنه نظام طبيعي يستند على ثقافة الاستهلاك بأي ثمن، ومن هنا نفهم أن الفقر في علاقة لا تنفصم مع العوز. تتلخص الفكرة الأساسية في الاستهلاك المادي، وينتهي الأمر بتقييم الحياة من حيث ما تملكه من أشياء لا حصر لها. وفي هذا السيناريو الذي فرضه الاقتصاد الرأسمالي الأوروبي في مختلف أنحاء العالم، فإن كونك فقيراً يعني عدم امتلاك كل الأشياء التي تستطيع الإنتاجية البشرية الحديثة أن تقدمها.
إن العولمة الاقتصادية تعزز نموذجاً للإنسانية يقوم على النزعة الاستهلاكية. لقد ربط البشر البحث عن السعادة بشراء واقتناء النماذج الجديدة التي يفرضها الإعلان. نحن ندمر الكوكب – بما في ذلك البشرية – والعواقب واضحة: الاحتباس الحراري، والتلوث، وانقراض الأنواع، والعنف، والهجرة، وما إلى ذلك. ومن ناحية أخرى، فإن تراكم الموارد في أيدي قلة من الناس هو أمر يدمر الأغنياء أيضاً، ويجردهم من إنسانيتهم.
ليس هناك شك في أن الطريقة التي يتم بها بناء المجتمع العالمي بين المتقدم والمتخلف، بالإضافة إلى كونها غير عادلة من الناحية الأخلاقية، فهي غير مستدامة على الإطلاق كمشروع إنساني. حيث يستهلك 20٪ من السكان 80٪ من إجمالي الناتج العالمي. ولهذا تتسع الفجوة بين الأغنياء المتقدمين والفقراء الناميين بشكل صارخ. ومن بين الولادات الثلاث التي تحدث كل ثانية في العالم، تحدث اثنتان منها في حي هامشي في مدينة كبيرة مزدحمة في العالم الثالث.
عدالة التوزيع المفقودة
في عام 1820، كان أغنى 20% من سكان العالم يملكون ثلاثة أضعاف ما يملكه أفقر 20%؛ وبحلول عام 1913، كان أغنى 20% يكسبون 11 مرة أكثر من أفقر 20%. وفي عام 1997، ومع النمو الهائل في الإنتاجية من الناحية التاريخية، تمكن أغنى 20% من السكان من الوصول إلى 74 ضعفاً من الثروة المنتجة مقارنة بأفقر 20% من السكان. والفجوة مستمرة في الاتساع. يمتلك 6% من سكان العالم 59% من إجمالي ثروة الكوكب، ويعيش 98% من هؤلاء الـ 6% من السكان في أغنى البلدان، وهم الذين يقررون فعلاً مسار العالم (هذه ليست نظريات مؤامرة!). يستهلك الأمريكان وحدهم الآن ضعف ما كانوا يستهلكونه في خمسينيات القرن الماضي. وإذا استهلك الجميع كما تفعل هذه الأمة، فسوف تُستنفد موارد الكوكب في غضون أسبوع.
إحصاءات تقشعر لها الأبدان
يستهلك كلب من أسرة متوسطة في دولة أوروبية شمالية من اللحوم الحمراء في المتوسط سنوياً أكثر من أي فرد من سكان العالم الثالث. ولا يحصل مليار شخص على مياه الشرب، في حين يعيش 1.3 مليار شخص على أقل من دولار واحد يومياً. هذا بغض النظر عن الخدمات الاجتماعية التي لا تتوافر للفقراء في دول العالم الثالث.
تشير تقديرات المنظمات الدولية أن التكلفة السنوية الإضافية لتحقيق حصول الجميع على الخدمات الاجتماعية الأساسية في جميع البلدان النامية تبلغ 15 مليار دولار (التعليم الأساسي والمياه والصرف الصحي للجميع)، بينما في الولايات المتحدة تنفق 8 مليارات دولار سنوياً على مستحضرات التجميل، ويتم إنفاق 11 مليار دولار سنوياً في أوروبا على الآيس كريم. ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فإن 358 شخصاً تتجاوز أصولهم مليار دولار، وهي أموال تتجاوز الدخل السنوي المجمع للدول التي يعيش فيها أكثر من نصف سكان العالم.
هذه البيانات تقشعر لها الأبدان بالفعل، ويمكننا أن نرى هذا النمو في الفقر مع مؤشرات أخرى ليست أقل إثارة للقلق. حيث يتم تخصيص حوالي 500000 مليون دولار سنوياً للمخدرات (أحد أكثر الأنشطة الاقتصادية ربحاً للجنس البشري اليوم) وأكثر من مليار سنوياً في النفقات العسكرية (البند الأكثر ربحاً). إن إنفاق هذه الأرقام الفلكية على الآيس كريم ومستحضرات التجميل والمخدرات والأسلحة يخبرنا أيضاً أن الفقر يزداد، فهل انتحار 800 شخص كل يوم في العالم ليس بسبب الفقر؟
إن إنفاق مبالغ هائلة على الآيس كريم والحيوانات الأليفة ومستحضرات التجميل والمخدرات والأسلحة، إلى جانب الأشخاص الذين يأكلون مرة واحدة في اليوم، أو لا يأكلون على الإطلاق، لا يشكل ثروة من الناحية الإنسانية، بل يظهر فقراً وجودياً عميقاً مثيراً للقلق والكآبة. مشكلة الفقر ليست مسألة موقف أخلاقي، أو محبة للمحرومين، بل تعني باختصار: الظلم.
أسباب الفقر
الفقر الاقتصادي ليس واحداً من الشرور الكبرى التي تعاني منها البشرية فحسب، بل هو أصل العديد من الشرور الأخرى: المجاعة، وسوء التغذية، والأمية، والهجرة، والبطالة، وما إلى ذلك. الفقر الاقتصادي شر يجب أن نتجنبه. ومن ناحية أخرى، فإن كثرة الأغنياء وإهدارهم للموارد وسطحية حياتهم، هي أيضاً شر يهلكهم، لأنه يجعلهم عبيداً لممتلكاتهم. لذلك، إذا كان علينا أن نكافح الفقر الاقتصادي الذي يقضي على غالبية السكان، يجب أن نقضي أيضاً على الفقر الروحي أو الإنساني الذي يقيد هؤلاء الأثرياء ويمنعهم من التكاتف لحل مشكلة الفقر في العالم.
الشركات العابرة للقارات
تعتبر الأسباب التاريخية للفقر هي الاستعمار والحروب والعبودية والغزوات. وهذا يعني أن حالة الفقر التي يعيشها جزء من سكان العالم، وهي ظاهرة تطورت خلال فترات مختلفة من التاريخ. لكن يكمن الخطر في عصرنا الحديث في ظهور الشركات الكبيرة العابرة للقارات، والتي تستخدم الموارد والعمالة الرخيصة من البلدان النامية والفقيرة. وهو ما لا يساهم في اقتصادها، بل يزيد من فقرها. حيث تستخدم العديد من الشركات العمال من هذه الدول لخفض التكاليف وتحقيق فوائد اقتصادية أكبر، مما يؤثر بشكل مباشر على تنمية البلاد. وتشير منظمة أوكسفام إلى أن الموارد المخصصة للجوانب الاجتماعية غالباً ما تنتقل إلى أيدي القطاع الخاص – ومن بينها ما يسمى بالمنظمات غير الحكومية – التي تستخدمها لمصلحتها الخاصة، مما يؤدي إلى عدم وجود توزيع عادل في المجتمع.
التغير المناخي
حالات الجفاف الناجمة عن تغير المناخ هي السبب الأكثر شيوعاً لنقص الغذاء. حيث تعاني المزيد من الأراضي الخصبة من التآكل والتملح والتصحر. كما تؤدي إزالة الغابات من قبل البشر إلى تسارع التآكل مما يجعل من الصعب زراعة وحصاد الغذاء. يسلط تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الضوء على أن الظواهر المناخية تلعب تأثيراً أساسياً في هذه الدراما، ولا سيما التغيرات المناخية الشديدة مثل الجفاف المفرط أو الفيضانات التي لا يمكن السيطرة عليها. إلا أن الصراعات وحالات الحرب والغزوات وغياب السلام، وكذلك الأزمات الاقتصادية، بما يترتب عليها من فقر وتهميش، لها آثار هائلة.
درجات الحرارة الشاذة، مع الميل للارتفاع، وتأخر هطول الأمطار مع ما يترتب على ذلك من آثار مباشرة على الزراعة، يشكل سبباً أساسياً لسوء التغذية. ومن الواضح أن البيانات التي تم الكشف عنها تلقي بظلال من الشك الكبير على إمكانية التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرها المجتمع الدولي، والتي تصورت تحقيق “القضاء على الجوع” في العالم في عام 2030.
الحروب أهم أسباب الفقر
تجبر الحروب السكان على الهروب من أماكن إقامتهم أو العيش كلاجئين في البلدان المجاورة. فالحروب تلحق الضرر بالبنية التحتية، وتحد من الإمدادات الأساسية مثل المياه أو تمنع زراعة الحقول، وبالإضافة إلى ذلك، نهدر كل عام أكثر من 1.3 مليار طن من الغذاء في جميع أنحاء العالم، وبربع الطعام الذي نهدره يمكننا إطعام أكثر من 800 مليون جائع. ولكن الدول المتقدمة لا تبالي عندما يتعلق الأمر باتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الفقر.
تشير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إلى أن ما يقرب من مليار شخص يعانون من الجوع على هذا الكوكب، وتشير التقديرات إلى أن هذا العدد في تزايد. ومنذ عام 2008، أدت الأزمة المالية والأزمات الغذائية المتكررة إلى تفاقم الوضع. ووفقاً لبيانات البنك الدولي، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في السنوات الأخيرة بنسبة 36 في المائة.
عواقب الفقر
يمكن تعريف الفقر بأنه الحالة التي لا يستطع فيها الناس تلبية احتياجاتهم الأساسية أو احتياجات أسرهم، وخاصة فيما يتعلق بالغذاء والمسكن والتعليم. يؤدي هذا النقص إلى إصابات جسدية وعقلية لمن يعانون منه. وعلى الرغم من معرفة أن الجهل والبطالة وسوء التغذية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بآثار الفقر. إلا أن عواقب الفقر أكثر شمولاً وتسبب مشاكل اجتماعية لا حصر لها.
نقص الغذاء وسوء التغذية
الجوع وانعدام الأمن الغذائي هما أكثر العواقب المباشرة للفقر والتهميش في العالم. إن عدم تناول الطعام المغذي هو معركة يومية تواجهها العديد من العائلات، خاصة في البلدان المتخلفة. بينما يؤدي نقص الغذاء إلى تغيير النظام البيولوجي للإنسان. ويؤدي إلى مشاكل صحية جسدية وعاطفية وسلوكية.
يرتبط نقص الغذاء وسوء التغذية بأسباب الفقر المدقع. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 780 مليون شخص في العالم يعيشون بأقل من 1.90 دولار في اليوم، وهو أقل من كاف لقوت يومي صحي في أي بلد. كما أن عدد كبير من وفيات الأطفال يرجع إلى نقص الموارد اللازمة للحصول على طعام كافٍ ومغذٍ. فضلاً عن مياه الشرب والرعاية الطبية. ووفقاً للأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، حتى عام 2018، كانت 45٪ من وفيات الأطفال على كوكب الأرض ناجمة عن أسباب تتعلق بسوء التغذية.
تفشي الأمراض نتيجة الفقر
إن العيش في مواجهة ظروف صعبة مثل نقص التغذية الجيدة، والظروف غير الصحية بسبب عدم وجود بعض الخدمات العامة؛ فضلاً عن ظروف السكن غير الملائمة؛ تؤثر على صحة الأطفال والبالغين. لقد ثبت أن الأسر التي تعيش في فقر الأكثر في معدلات الوفيات وخطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك الصحة العقلية مثل الاكتئاب واضطرابات تعاطي المخدرات. كما أن الإجهاد الناتج عن محاولة البقاء على قيد الحياة؛ يزيد من تفاقم الظروف الصحية.
الأطفال الذين يولدون في حالة فقر هم أكثر عرضة للوفاة قبل سن الخامسة مقارنةً بأطفال العائلات الثرية. لأنهم يعيشون دائماً في مساكن غير لائقة ومكتظة. مما يسهل انتشار أو ظهور أمراض مثل التهاب السحايا والملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال أو الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي الأخرى. إنها كلها أسباب وآثار للفقر. ولكن ليس فقط الظروف المعيشية وسوء التغذية هي التي تسبب هذه المشكلات، بل استحالة الوصول إلى خدمات المساعدة الطبية العائلية والمتخصصة والتحصينية يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات.
سوء المأوى
يعد السكن هو العامل الثالث من عواقب الفقر من حيث الشدة. فالأسر الفقيرة أو الفقراء بشكل عام لا يملكون مأوى لائق وأدمي بل يعيشون في أماكن متدنية وخطيرة لا تتوفر فيها الخدمات اللازمة لصيانتها. كما لا تتوافر فيها الحد الأدنى من شروط النظافة المطلوبة. وفي سيناريو آخر، نجد أن الأسر الفقيرة التي تتقاضى رواتب متدنية للغاية تخصص نسبة كبيرة منها لدفع إيجار المساكن الواقعة في الأحياء الفقيرة أو القطاعات الهامشية التي تندر فيها فرص العمل والمدارس وخصائص الحياة العصرية الأخرى.
تدني التعليم
قد تكون هذه بداية ونهاية عواقب الفقر. فالآباء غير المتعلمين لديهم فرص أقل في السوق الإنتاجي ونطاق أقل للوظائف الجيدة. مما يؤثر على دخل الأسرة. كذلك يمكن للأطفال غير المتعلمين تكرار هذا النمط هذا في حالة إذا لم يتفاقم الوضع لديهم ويضطرون إلى فكرة العثور على دخل من الدخول إلى عالم الإجرام.
عندما يكون الطعام مضموناً ولا يتعين عليهم المساعدة في توفيره، يمكن للأطفال التركيز على التعليم الذي سينتشلهم من الفقر. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يتلقون التعليم في بعض الأحيان يذهبون إلى مؤسسات متدهورة. مما يعني أن وجود هذا التعليم مثل عدمه. ليس ذلك فحسب بل إن نقص الغذاء يؤدي إلى ضعف الأداء المدرسي وهو العامل الذي يرتبط مباشراً بالانقطاع عن الدراسة.
المشاكل الأسرية والاجتماعية
يمكن أن تؤثر مشكلات الحياة اليومية والظروف المعيشية المرتبطة بالفقر سلباً على العلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية بشكل عام. إنها إحدى عواقب الفقر في العالم. ففي مواجهة الإجهاد ومسؤوليات توفير ما هو ضروري للعيش، يولّد الفقر صعوبات بين الوالدين والأطفال. حيث يمكن أن يؤدي نقص الوقت والموارد للأنشطة الاجتماعية والترفيهية إلى إثارة الاستياء تجاه كل فرد من بين أفراد الأسرة. كذلك يتأثر التفاعل مع العائلات الأخرى واندماجها في المجتمع الأكبر. وفي كثير من الأحيان تنتهي مشاكل هذه الأسر الفقيرة إما بالعنف المنزلي أو بالطلاق والانفصال.
العنف والإجرام
من المشاكل الاجتماعية التي يولدها السؤال عن كيفية تأثير الفقر على المجتمع، هو تطور الجريمة أو على وجه التحديد جريمة الشوارع. إن أفعال مثل القتل أو السرقة مدفوعة بالإحباط العميق والضغط الناجم عن العيش في فقر اقتصادي. لذا نجد أن معدلات الجريمة ترتفع بصورة كبيرة في الأحياء الفقيرة. فالجريمة هي نتيجة للفقر وبدوره سبب لها، والسلوك العنيف مرتبط في معظم الحالات بتعاطي المخدرات، ولكنه مرتبط أيضاً بالحرمان الاقتصادي والخلل الوظيفي الأسري.
تخيل عالماً لا يحتاج فيه أي طفل إلى العمل لإعالة والديه. عالم لا تضطر فيه الأم إلى العودة إلى العمل في اليوم التالي للولادة، عالم لا يُجبر فيه أي شخص مسن على العمل حتى الموت، ولا يضطر أي شخص معاق إلى التسول في الشوارع. بالنسبة للكثيرين منا، يظل هذا العالم بمثابة حلم.
المراجع
1. Author: George A. Shipman, (01/01/1968),The Problem of Poverty, www.jstor.org, Retrieved: 04/21/2024. |
2. Author: HB Ferguson, S. Bovaird, and MP Mueller, (10/01/2007), The impact of poverty on educational outcomes for children, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved: 04/21/2024. |
3. Author: Kehinde Kazeem Kanmodi, Jimoh Amzat, and Lawrence Achilles Nnyanzi, (07/17/2023), The state of global research on poverty after SDG declaration, www.onlinelibrary.wiley.com, Retrieved: 04/21/2024. |
4. Author: Yang Zhou and Yansui Liu, (07/01/2022), The geography of poverty: Review and research prospects, www.sciencedirect.com, Retrieved: 04/21/2024. |
5. Author: Carina Mood & Jan O. Jonsson, (05/17/2015), The Social Consequences of Poverty: An Empirical Test on Longitudinal Data, www.link.springer.com, Retrieved: 04/21/2024. |
انا بدي حل عالفقر اللي انا فيه انا ما بدي اصلح كل الدنيا انا بورطةالجوع قتلنا
شكر علي المجهود
اتمنى ان يتم تنظيم عائلي عالمي
م ع ت هادي عونلي
بل نتمنى أن يتم القضاء على الفقر
العفو يا سيدي
ربما يستيقظ العالم ونتخلص من مشكلة الفقر إلى الأبد