أسباب الفقر كثيرة ومتنوعة، لكن أسوأ ما في الفقر هو أنه يضر بحقوق الإنسان ويؤثر بشكل لا يمكن إصلاحه على المستقبل، لأنه يؤثر على نوعية حياة الناس وسلامتهم الأخلاقية. فأولئك الذين يعيشون تحت تأثير الفقر ليس لديهم وقت أو طاقة أكثر من النضال من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والسكن والرعاية الطبية؛ أما باقي الضروريات فهي مجرد ترف. في هذا المقال نستعرض سوياً أسباب الفقر وعواقبه المدمرة التي يمكنها أن تحدد بشكل عام خير المجتمع أو شره.
أسباب الفقر
يمكن تعريف الفقر بأنه الحالة التي لا يستطع فيها الناس تلبية احتياجاتهم الأساسية أو احتياجات أسرهم، وخاصة فيما يتعلق بالغذاء والمسكن والتعليم. يؤدي هذا النقص إلى إصابات جسدية وعقلية لمن يعانون منه. وعلى الرغم من معرفة أن الجهل والبطالة وسوء التغذية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بآثار الفقر. إلا أن عواقب الفقر أكثر شمولاً وتسبب مشاكل اجتماعية لا حصر لها.
نقص الغذاء وسوء التغذية
الجوع وانعدام الأمن الغذائي هما أكثر العواقب المباشرة للفقر والتهميش في العالم. إن عدم تناول الطعام المغذي هو معركة يومية تواجهها العديد من العائلات، خاصة في البلدان المتخلفة. بينما يؤدي نقص الغذاء إلى تغيير النظام البيولوجي للإنسان. ويؤدي إلى مشاكل صحية جسدية وعاطفية وسلوكية.
يرتبط نقص الغذاء وسوء التغذية بأسباب الفقر المدقع. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 780 مليون شخص في العالم يعيشون بأقل من 1.90 دولار في اليوم، وهو أقل من كاف لقوت يومي صحي في أي بلد. كما أن عدد كبير من وفيات الأطفال يرجع إلى نقص الموارد اللازمة للحصول على طعام كافٍ ومغذٍ. فضلاً عن مياه الشرب والرعاية الطبية. ووفقاً للأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، حتى عام 2018، كانت 45٪ من وفيات الأطفال على كوكب الأرض ناجمة عن أسباب تتعلق بسوء التغذية.
الأمراض وصعوبة الحصول على الخدمات الطبية
إن العيش في مواجهة ظروف صعبة مثل نقص التغذية الجيدة، والظروف غير الصحية بسبب عدم وجود بعض الخدمات العامة؛ فضلاً عن ظروف السكن غير الملائمة؛ تؤثر على صحة الأطفال والبالغين. لقد ثبت أن الأسر التي تعيش في فقر الأكثر في معدلات الوفيات وخطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك الصحة العقلية مثل الاكتئاب واضطرابات تعاطي المخدرات. كما أن الإجهاد الناتج عن محاولة البقاء على قيد الحياة؛ يزيد من تفاقم الظروف الصحية.
الأطفال الذين يولدون في حالة فقر هم أكثر عرضة للوفاة قبل سن الخامسة مقارنةً بأطفال العائلات الثرية. لأنهم يعيشون دائماً في مساكن غير لائقة ومكتظة. مما يسهل انتشار أو ظهور أمراض مثل التهاب السحايا والملاريا والالتهاب الرئوي والإسهال أو الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي الأخرى. إنها كلها أسباب وآثار للفقر. ولكن ليس فقط الظروف المعيشية وسوء التغذية هي التي تسبب هذه المشكلات، بل استحالة الوصول إلى خدمات المساعدة الطبية العائلية والمتخصصة والتحصينية يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات.
السكن والخدمات غير الملائمة
يعد السكن هو العامل الثالث من أسباب الفقر من حيث الشدة. فالأسر الفقيرة أو الفقراء بشكل عام لا يملكون مأوى لائق وأدمي بل يعيشون في أماكن متدنية وخطيرة لا تتوفر فيها الخدمات اللازمة لصيانتها. كما لا تتوافر فيها الحد الأدنى من شروط النظافة المطلوبة. وفي سيناريو آخر، نجد أن الأسر الفقيرة التي تتقاضى رواتب متدنية للغاية تخصص نسبة كبيرة منها لدفع إيجار المساكن الواقعة في الأحياء الفقيرة أو القطاعات الهامشية التي تندر فيها فرص العمل والمدارس وخصائص الحياة العصرية الأخرى.
التعليم المنخفض أو الغائب
قد تكون هذه بداية ونهاية أسباب الفقر. فالآباء غير المتعلمين لديهم فرص أقل في السوق الإنتاجي ونطاق أقل للوظائف الجيدة. مما يؤثر على دخل الأسرة. كذلك يمكن للأطفال غير المتعلمين تكرار هذا النمط هذا في حالة إذا لم يتفاقم الوضع لديهم ويضطرون إلى فكرة العثور على دخل من الدخول إلى عالم الإجرام.
عندما يكون الطعام مضموناً ولا يتعين عليهم المساعدة في توفيره، يمكن للأطفال التركيز على التعليم الذي سينتشلهم من الفقر. ومع ذلك، فإن أولئك الذين يتلقون التعليم في بعض الأحيان يذهبون إلى مؤسسات متدهورة. مما يعني أن وجود هذا التعليم مثل عدمه. ليس ذلك فحسب بل إن نقص الغذاء يؤدي إلى ضعف الأداء المدرسي وهو العامل الذي يرتبط مباشراً بالانقطاع عن الدراسة.
المشاكل الأسرية والاجتماعية
يمكن أن تؤثر مشكلات الحياة اليومية والظروف المعيشية المرتبطة بالفقر سلباً على العلاقات الأسرية والعلاقات الاجتماعية بشكل عام. إنها إحدى عواقب الفقر في العالم. ففي مواجهة الإجهاد ومسؤوليات توفير ما هو ضروري للعيش، يولّد الفقر صعوبات بين الوالدين والأطفال. حيث يمكن أن يؤدي نقص الوقت والموارد للأنشطة الاجتماعية والترفيهية إلى إثارة الاستياء تجاه كل فرد من بين أفراد الأسرة. كذلك يتأثر التفاعل مع العائلات الأخرى واندماجها في المجتمع الأكبر. وفي كثير من الأحيان تنتهي مشاكل هذه الأسر الفقيرة إما بالعنف المنزلي أو بالطلاق والانفصال.
العنف والإجرام
من المشاكل الاجتماعية التي يولدها السؤال عن كيفية تأثير الفقر على المجتمع، هو تطور الجريمة أو على وجه التحديد جريمة الشوارع. إن أفعال مثل القتل أو السرقة مدفوعة بالإحباط العميق والضغط الناجم عن العيش في فقر اقتصادي. لذا نجد أن معدلات الجريمة ترتفع بصورة كبيرة في الأحياء الفقيرة. فالجريمة هي نتيجة للفقر وبدوره سبب لها، والسلوك العنيف مرتبط في معظم الحالات بتعاطي المخدرات، ولكنه مرتبط أيضاً بالحرمان الاقتصادي والخلل الوظيفي الأسري.
كانت هذه بعض أسباب الفقر وآثاره وعواقبه على الفرد والمجتمع، على الرغم من أن هناك قائمة طويلة بأسباب لا تعد ولا تحصى. وبغض النظر عن أسبابه، فإن للفقر عواقب وخيمة على الأشخاص الذين يعيشون فيه، ولا سيما إذا تم تجربته من السنوات الأولى من الحياة.
انا بدي حل عالفقر اللي انا فيه انا ما بدي اصلح كل الدنيا انا بورطةالجوع قتلنا
شكر علي المجهود
اتمنى ان يتم تنظيم عائلي عالمي
م ع ت هادي عونلي