قصة سارية الجبل: أغرب قصص التاريخ الإسلامي

You are currently viewing قصة سارية الجبل: أغرب قصص التاريخ الإسلامي
قصة سارية الجبل

قصة سارية الجبل مع عمر بن الخطاب هي أحد أغرب القصص في التاريخ الإسلامي. فهناك العديد من القصص والروايات التي تحكي عن ذلك الرجل الذي عُرف باسم سارية الجبل؛ لكن هذا لم يكن اسمه بل هذا ما اشتهر به بعد تلك القصة التي رويت عنه. فما هي قصة سارية الجبل؟

من هو سارية؟

هو سارية بن زنيم بن عمرو بن عدي بن بكر بن كنانة. وكان من أشد الناس إيماناً ومن أكثرهم جهاداً. بينما أدرك الإسلام وآمن برسالة محمد في وقت مبكر من حياته، كما تشرب مبادئه وقيمه. لكن رغم ذلك اختلفت الروايات التاريخية بشأن مولده. حيث تروي بعض الروايات أنه ولد قبل الهجرة، والبعض الآخر يروي أنه ولد قبل ظهور الإسلام. لكن ربما يكون الرأي الثاني هو الأرجح. نظراً لأن جميع إنجازاته حدثت في صدر الإسلام وخاصة في فترة خلافة عمر بن الخطاب. حيث قاد جانب من قوات المسلمين في معركة فتح بلاد فارس. فكيف يتأتى لطفل صغير أن يقود جيشاً تحت حكم عمر؟ ومن أين له الوقت أن يتدرب على فنون الحرب وهو لم يزل طفلاً؟

هذا بالإضافة إلى وساطته عند النبي محمد ليعفو عن ابن شقيقه الذي أنشد شعراً يهجو فيه المسلمين، وكيف يقبل النبي وساطته وهو لم يبلغ الحلم بعد. لكل هذه الأسباب فإن الأرجح هو أن سارية ولد قبل ظهور الإسلام.

عُرف سارية في التاريخ الإسلامي باسم سارية الجبل وذلك لقصة ذكرتها العديد من المصادر التاريخية؛ وربما تكون قصة حقيقية بالفعل على الرغم من غرابتها. وقد وردت هذه القصة في روايات المؤرخين ولا تختلف فيما بينها سوى في تفاصيلها، كما اهتم جمع من الصحابة بنقلها. والعديد من المؤرخين المعروفين أمثال الطبري وابن الأثير والبلاذري نقلوها وهم المشهور عنهم الدقة في الاستقصاء عن الوقائع التاريخية.

اقرأ أيضًا: زياد بن أبيه: أشهر أمير مجهول النسب في التاريخ الإسلامي

قصة سارية الجبل

يا سارية الجبل
قصة سارية الجبل في التاريخ الإسلامي

تبدأ قصة سارية الجبل في التاريخ الإسلامي في وقت انطلاق جيش المسلمين إلى بلاد الفرس. وقد هجم الجيش الإسلامي على مكان معسكرات الفرس وحاصروهم فيه؛ ولما طال الحصار طلب الفرس مدداً من الأكراد. وحين وصل المدد رأه المسلون عظيماً، مما أدى إلى إحاطة جيش المسلمين من كل اتجاه. ومن هنا يتغير موقف المسلمين من القوة إلى الضعف. ويبدأ التفكير فيما سوف يفعلونه مع هذا الجيش العظيم الذي أحاط بهم. فما هي إلا لحظة واحدة وسيطبق جيش الفرس عليهم ليفنوا جيش المسلمين عن آخره.

عمر بن الخطاب في المدينة

كانت هذه الأحداث تدور في هذا المكان وعلى الجانب الأخر في المدينة نجد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ينتابه القلق والاضطراب، وهو يتفكر فيما سوف يفعله سارية الجبل والجيش في مواجهة جيش لا قبل لهم به. واستمر يفكر في هذا الأمر حتى غلبه النوم. وفي نومه رأى ابتداء المعركة الفاصلة بين المسلمين والفرس؛ وموقف الفريقين؛ وإعداد كل فريق. كما شاهد في حلمه أن المسلمين قد أحيط بهم من كل جانب فوقعوا في شرك ربما يكون السبب في هلاكهم. ومع ذلك لديهم فرصة تمكنهم من الخروج من ذلك الشرك. فهم إن تحركوا من مكانهم ولجئوا إلى جبل قريب جعلوه حائطاً يحمي ظهورهم لم يهاجموا إلا من جهة واحدة. وربما كان ذلك محققاً لنصرهم أو على الأقل نجاة الكثير من الجيش.

زادت هذه الرؤية من قلقه على جيشه، ولم يعد يعرف ما يمكن أن يقدمه لهذا الجيش البعيد. وحينما جاء موعد الصلاة صعد إلى منبره وخاطب في الناس وكان يقص عليهم ما رأه في حلمه؛ وبلا مقدمات صاح قائلاً:

” يا سارية.. الجبل.. الجبل.. من استرعى الذئب ظلم”.

أصاب الناس الدهشة مما يقوله. ولكن بعد أن فرغوا من الصلاة ذهب إليه علي بن أبي طالب وسأله عما قاله في خطبته. لم ينتبه عمر بن الخطاب لما يقصده علي وقال له أأنا قلت ذلك؟ أجابه علي: نعم. فقال له عمر:

“ربما لأنه وقع في خلدي هذه الساعة أن المشركين هزموا جيش المسلمين؛ وخلفهم جبل فإذا احتموا به انتصروا؛ وإن ظلوا على حالهم هلكوا.. فخرج مني ما تزعم أنك سمعته”.

أما الغريب في الأمر أنه في نفس التوقيت الذي صاح فيه عمر بهذه العبارة أجمع سارية ومن معه على أنهم سمعوا صوت عمر بن الخطاب يخبرهم بأن يتحصنوا بالجبل. وقد أطاع ما سمعوه فانتصروا في معركتهم.

اقرأ أيضًا: هند بنت عتبة: آكلة أكباد البشر

مسجد سارية الجبل في القاهرة

من المتعارف عليه أن هناك ضريح في مصر يعرفه أهل مصر جيداً هو ضريح ومسجد سارية الجبل؛ فهل هذا بالفعل ضريح هذا الصحابي؟ وإن كان هو فكيف أتى إلى مصر ومتى كان ذلك؟ ربما لم تذكر الروايات التاريخية في أغلبها قصة هذا الضريح وعلاقته بسارية الجبل إلا أن بعض المؤرخين ذكروا على استحياء أن سارية الجبل جاء إلى مصر ودفن فيها. وما يؤكد ذلك أن ابن جرير قال إن مكان دفن سارية الجبل في سفح المقطم بالقاهرة.


يزخر التاريخ بحكايات تعد أغرب من الخيال وذلك إذا نظرنا إلى أن وقائعها حقيقية تماماً، وربما قصة سارية الجبل إحدى هذه القصص الغريبة التي لم يستطع أحد تفسيرها حتى الآن.

المصادر:

  1. سير أعلام النبلاء – ابن جرير الطبري.
  2. البداية والنهاية – ابن كثير.
  3. الكامل في التاريخ – ابن الأثير الجزري.
  4. فتوح البلدان – أبو الحسن البلاذري.

This Post Has 2 Comments

  1. An Mehdi

    شكرا على المقال!
    صحيح ان التاريخ يزخر بالقصص العجيبة، و هذا ما يجعله مكتبة زمنية مفتوحة و شاسعةن ينبغي على البشر (المسلمين خاصة) إستنباط الحكم منها.

    1. وائل الشيمي

      لكن مع ذلك ينبغي علينا النظر في أحداث التاريخ ملياً لمعرفة أين تكمن الحقيقة.. أطيب أمنياتي إليك

اترك تعليقاً