المعاناة في الحب: الأسباب الخفية وراء الألم العاطفي
مر كل البشر تقريباً بتجربة الحب، وعاش في سحره البعض، بينما عانى من مرارته البعض الآخر. لكن لماذا يبقى الحب مجهولاً؟ ولماذا نتحمل الإهانات، وقلة التواصل، والاستبداد، وحتى العدوان باسم الحب؟ فهل الحب مثل كرة تنس تأتي وتذهب وتقترب منا حيناً من الوقت ثم تختفي؟ في السطور التالية نخوض معاً رحلة شيقة لمحاولة الإجابة على سؤال لماذا نعاني عندما نحب؟ لنتعرف على سبب المعاناة في الحب؟
الحب والنشأة
الحب هو المجهول العظيم بالنسبة لنا، لأننا تلقينا تعليماً خاطئاً منذ النشأة، لا يستند هذا التعليم على أساس قيم التطور الشخصي والوفاء، ولكن على المظاهر، ولا يهدف إلى المعرفة العميقة بالناس، بل على الحكم عليهم بسرعة. نحن نخلط بين البسيط والمعقد، والجيد والمبتذل، والجوهر والمظهر، والروح والشكل. لقد علمونا أن نتنافس بدلاً من أن نكون سعداء. ونظراً لأننا لا نستطيع دائماً أن ننجح، فإن هذا يسبب لنا إحباطاً كبيراً وكوننا دائماً “في موقف دفاعي” فنحن في حالة رفض وخوف أبدية.
منذ نعومة أظافرنا لم نتدرب على الاختيار بالمعرفة، ولكن لتلبية توقعات معينة للآخرين: “سيكون طفلي طبيباً عندما يكبر”.. ماذا لو أردنا أن نكون مزارعين ونعيش أكثر على اتصال بالأرض؟ إننا لا نعرف النجاح سوى من خلال آراء الآخرين عنا، وليس من خلال مصالحنا وتطلعاتنا الشخصية. قال الفلاسفة الرواقيون أن الاعتماد على رأي الآخرين يعتبر أحد أسوأ أشكال العبودية. عبودية تدفعنا إلى أن نقول ونفعل “ما يُتوقع منا فعله” و “أن نكون كاملين”.
إذا نظرنا إلى هذين الأمرين نجد أنهما غير واقعيين، لأننا لا يمكننا دائماً إرضاء الآخرين ولن نصل إلى الكمال، ونظراً لأننا نسير على هذه الخطى ينتهي بنا الأمر إلى التظاهر، وتطوير قدرة كبيرة على إنشاء صورة زائفة عن أنفسنا، وشخصية مزيفة، مع الصراعات الواضحة بين ما أنا في الداخل وكيف أظهر نفسي من الخارج.
نحن لا نعترف بمسؤولياتنا تجاه حياتنا ومشاعرنا التي نخفيها ونلوم الآخرين عليها. إننا نسعى لأن نكون محبوبين، ولكن لا نريد أن نحب. ونعتقد أن الحب هو ثمرة الحظ، ولسنا قادرين على فهم أنه جزء من الحياة، قوة من قوى الطبيعة تميل إلى تجميع الأضداد معاً. ولم ندرك أن هذه القوة بداخلنا أيضاً.
إننا نمتلك معرفة سطحية بالأشخاص الذين نحبهم، فنحن نفكر في احتياجاتهم الأساسية ولا نفكر فيهم كأشخاص. دعونا نتذكر هرم ماسلو للاحتياجات البشرية، من الطعام والملبس والمسكن إلى الحاجة المطلقة لتحقيق الذات كإنسان. أنت تعرف ما تحبه، لكن هل تعرف ما هو رأيك في الحياة ومُثُلك وتطلعاتك الداخلية؟
مفتاح الحب
يكمن مفتاح الحب في تقدير الذات الصحيح: لكي يحب المرء حقاً يجب أن يعرف أولاً كيف يحب نفسه. يقول المثل التبتي: “نصف ابتسامتك لك، والنصف الآخر للعالم”. إذا استمعنا إلى الحكماء والعظماء، فإن مفتاح كل شيء يبدأ دائماً بأنفسنا. فإذا أردت أن أمنح الحب، يجب أن يكون لدي الحب أولاً، وما هو الحب سوى تقدير الذات الصحيح، وكما تقول الحكمة الشعبية “لا أستطيع أن أعطي ما لا أملك”. إن احترام أو حب الذات ليست نرجسية غبية، ولكنه فعل واعي حتى نصل إلى الوفاء بين الزوجين. إذا فهمنا الحب بهذه الطريقة يمكننا أن نرى أنه يشبه النبع الذي يجب أن يتدفق فيه الماء أولاً من أجل أن يصل إلى النافورة، والنافورة التي لا تجري فيها المياه تجف.
إن ألد أعداء تقدير الذات وبالتالي الحب هم: الجهل والخوف والشعور بالذنب والجمود. فالتعليم الخاطئ الذي تلقيناه يولد فينا مواقف خاطئة تمنعنا من التمتع بتقدير الذات الصحيح، وبالتالي، الحب الكامل. دعونا نتحدث عن هؤلاء الأعداء:
الجهل
يظهر الجهل جلياً عندما نعتقد أننا نعرف كل شيء. وبسبب الجهل نتحلى بالصلابة ونقص المرونة ونفتقد القدرة على التكيف، من خلال عدم إدراك أنه يمكننا التفكير والتصرف بشكل مختلف، وكونك متصلباً هو أمر مدمر للذات. كما يجعلنا الجهل سطحيين فلا نسمح للناس بالتحدث عنا وانتقادنا، ونبقى مع الكليشيهات المحفوظة والمجاملات التي لن تقدم لنا شيء. بمعنى آخر يبقينا الجهل على سطح الأشياء ويمنع تعمقنا فيها.
الخوف
الخوف هو وليد الجهل، فنحن نخاف من الفشل، من عدم تحمل المسؤولية، من عدم الكمال، من عدم الالتزام. وينتج عن الخوف مرارة وتوتر بلا ضرورة، نظراً لأنه يضعنا دائماً في موقف دفاعي، ويخلق حواجز واعية وغير واعية تمنعنا من إظهار أنفسنا بشكل كامل ولا يسمح لنا بامتلاك موقف منفتح تجاه الحياة والناس والظروف؛ هذه الحواجز تمنعنا من عيش الحب بشكل كامل، وإخفاء أنفسنا حتى لا نتعرض للأذى أو الانكشاف.
الشعور بالذنب
إن عدم الرضا عن النفس، وعدم عيش المرء حياته الخاصة في كثير من الحالات، أو عدم تحقيق النجاح الذي يتوقعه الآخرون منا، يسبب لنا شعوراً بالإحباط ونبدأ في الاستخفاف بأنفسنا، وهو مقدمة لموقف مدمر للذات. لقد تربينا في عالم الذنب: “إنه ذنبي، خطئي، أنا السبب..” نعطي قيمة وأهمية أكبر لعيوبنا المفترضة أكثر من صفاتنا الجيدة أو فضائلنا. ما هو الأصعب بالنسبة لك أن تدرك في نفسك ثلاثة عيوب أو تتعرف على فضيلتين بداخلك؟ دائماً ما يكلف التعرف على الفضائل أكثر!
إننا نحيط أنفسنا، في أغلب الأحيان، بأشخاص يعانون من عيوب، حتى لا نبرز ونختبئ وراءهم، رافضين الأمثلة الجيدة التي يمكن أن تساعدنا في تحسين أنفسنا كأشخاص. نحن نرفض التجارب الإيجابية.
الجمود
يعزز الجمود جهلنا. وعاداتنا السيئة تخلق قشرة سميكة للغاية بحيث يصعب علينا إزالتها. هذه هي قوة هذه العادات السيئة التي نعتبرها جزءاً من أنفسنا. إن القصور الذاتي هو أمر روتيني، قوة غير واعية تقودنا دائماً إلى القيام بالأشياء بنفس الطريقة، دون أن نسأل لماذا؟ الروتين هو موت الحب. ولا يمكن كسر الجمود إلا من خلال قوة الإرادة المقترنة بالذكاء: أي معرفة ما نريد وإيجاد طريقة للقيام بذلك. لا يمكننا أن نعيش الحب بشكل كامل إلا من خلال تغيير طريقتنا في التصرف وتطوير كياننا.
تذكر أن الحب يبدأ دائماً من الذات، وإلى الحد الذي تحترم فيه نفسك، سيحترمك الآخرين. ولتحقيق ذلك، عليك أولاً التعرف على نفسك بشكل أساسي ثم اتخاذ إجراء.
كيف تعرف نفسك؟
لدينا جميعاً عوالم مختلفة بداخلنا، وللوصول إلى المعرفة الحقيقية عليك أن تبدأ بمعرفة نفسك. أولى خطوات معرفة النفس هي أن تدرك في نفسك أنك شخصاً واحداً فريداً واستثنائياً، لديك صفات وجوانب وإمكانيات مختلفة. هذه هي الطريقة التي تعرف بها في الأساس:
- تعرف على جسمك المادي: ما هو جيد وما هو سيء، ما تشعر به، كيف يتفاعل جسدك مع البرودة والحرارة؛ باختصار، كل ما يتعلق بالصحة. الجسد هو وسيلة من وسائل المعرفة، لكن عليك الحذر فإذا كنت تهتم به كثيراً، فهذا سيء مثل عدم الاهتمام به على الإطلاق.
- ردود فعلك العاطفية: ما الأشياء التي تحبها وما لا تحبها، وما الأشياء التي تسبب لك مشاعر طيبة وما الذي يسبب لك الغضب والقلق والخوف، وما إلى ذلك.
- أفكارك حول العالم: ما تعتبره صحيح وما هو دون ذلك، وما هي الأشياء التي تعطيها “قيمة” أكبر في الأهمية بالنسبة لك.
- تعرف على محركك الداخلي، قوتك الداخلية أو الروحية. أعمق تطلعاتك كإنسان.
يجب أن تكون قادراً على إدراك أنك كائن فريد من نوعه، ولديه قدرات ومسؤوليات وواجبات؛ وأنك موجود ويعتمد عليك بشكل أساسي. وبمجرد أن تعرف نفسك، عليك اتخاذ إجراء: تحويل ما تعتبره سلبياً عن نفسك إلى إيجابي حتى تتجنب المعاناة في الحب.
- اختر، بحيث تكون حياتك أنت وليست حياة شخص آخر.
- فرق بين ما هو مهم وما هو أهم بين ما تهدف إليه في حياتك.
- أسس تسلسل هرمي للأولويات والقيم.
- ركز عقلك وإرادتك على ما تريد. لا تسقط في تخيلات عقل خارج عن السيطرة.
- قيم أفعالك وأفكارك باستمرار حتى لا تفصلك الصعوبات والمشاكل عن هدفك.
أعداء احترام الذات
الآن عليك أن تعمل على نفسك، وتواجه أعداء احترام الذات والحب. أنت تعرف بالفعل ما تريد وأنت مصمم على أن تعيش الحب بشكل كامل، ولكن للقيام بذلك عليك أن تتغلب ما يلي:
قلة الفطنة
حدد ما يعتمد عليك وما لا يعتمد عليك. تحمل مسؤولية أفعالك، وإذا كنت لا تحب شيئاً، فقم بتغييره. تعلم التفريق بين العميق والسطحي، ما هو مهم وما هو ليس كذلك. ابحث دائماً عن البساطة، التي هي جوهر الأشياء.
قلة الالتزام الذاتي
إذا كنت تعرف ما تريد وما هي قيمك، فعليك الالتزام بها. إن العلاقة بين اثنين لا تتوقف على الحب؛ إنها التزام وفعل واعي ومسؤولية. خذ فرصتك وقم بالمجازفة واخرج من الجمود.
التلاعب
نظراً لأنك تقدر نفسك بشكل صحيح، يجب أن تقدر الآخرين وتسمح لهم بتقدير أنفسهم. لا تميل إلى التقليل من شأن أي شخص؛ فكل كائن فريد من نوعه. وإذا كنت تعتبر نفسك أفضل من الآخرين، فإنك تبدأ في فقدان القدرة على التعلم من كل شيء. وفي الحياة كزوجين، لا تستغل أبداً احتياجات الآخر للعاطفة لتجعله يفعل ما يحلو لك.
يبدأ الحب الحقيقي من علاقة الاحترام والمساواة بين الطرفين، وليس من الخضوع أو الخداع أو الالتزام الاجتماعي.
القاعدة الذهبية
كي نتجنب المعاناة في الحب علينا أن نتبع هذه القاعدة الذهبية. والقاعدة الذهبية في الحب هي الاحترام ومعرفة كيفية التسامح. إنها قاعدة بسيطة لكنها أعمق بكثير مما تبدو عليه. نفهم جميعاً أننا في عملية تغيير دائم وتطور مستمر. لذا علينا أن نتكيف باستمرار مع الظروف الجديدة، مما يسمح لوعينا وقدراتنا بالنمو وإثراءها بالتجارب الجديدة، بدلاً من الركود.
علينا أن ندرك جيداً أننا لا نتأذى بدافع الحقد بل من الجهل. دعونا ننتقل إلى عمق كل حالة ولا نبقى في البساطة السطحية للمواقف، ما عليك سوى أن تنزع الطابع الشخصي عن المواقف التي تحدث لنا، فهي ليست هجوماً شخصياً لإيذائنا، ولكنها أخطاء ناتجة عن نقص المعرفة. عندما ندرك ذلك يمكننا فعل الأشياء والحب بشكل مختلف، وهو ما يسمى التواضع. وهو ليس مجرد فعل تنازل من شخص أعلى إلى أدنى منزلة، ولكنه فعل حقيقي من أعمال التطهير النفسي: ابدأ من جديد، ولكن دون ضغينة.
الحب هو فعل التفاهم الحقيقي، لكن أول شيء هو أن تسامح نفسك، وهذا ليس لتبرير مخاوفك، ولكن لفهم أنها موجودة وعليك العمل معها.
سحر الحب
إن ما يعطي معنى للحياة كزوجين ليست قداسة العلاقة، بل هو سحر الحب الذي يقوم على الاحترام والرغبة في التفوق. فإذا كان هناك نقص في التواصل أو عدم احترام بين الزوجين ولا يمكن كسر هذا الحاجز، إما لأنه يتعارض مع قوتنا الداخلية ورؤيتنا لما هو مهم في الحياة، أو لأنهم يمنعنا من المضي قدماً تجاه أهدافنا، لقد حان الوقت للتحدث بوضوح، وإذا لم يكن هناك قرار حاسم بالمحاولة مرة أخرى، دون ضغائن أو خضوع لأي شخص، فمن الأفضل ترك هذه العلاقة. هناك أكثر من مليار شخص في العالم. أنا متأكد من أنك ستجد واحداً يناسبك.
تذكر أن حب الزوجين هو القوة التي توحدنا مع شخص آخر بطريقة حرة وواعية وغير مشروطة، ويسعى إلى الكمال لكليهما ويعطي الحب دائماً في المقابل.
لا تسمح أبداً لأي شخص بضربك أو التقليل من شأنك أو ترويعك جسدياً أو نفسياً. أنت كائن فريد من نوعه، يتمتع بقدرات هائلة على منح الحب بأيدٍ كاملة وإثراء حياتك وحياة العديد من الأشخاص. إذا ضربك أحد أو أساء معاملتك نفسياً، فلا تتردد: أبلغ عن ذلك! سوف تفعل معروفاً لنفسك وللمجتمع.
شريك الحياة المثالي
الزوج المثالي غير موجود. نعم، هناك الزوجان الجيدان، القادران على تقديم لحظات سعيدة للغاية. لكن هل يوجد الزوجان المثاليان؟ إذا كنا نشير إلى شخص نتوافق معه مع كل شيء، حيث تكفي نظرة بسيطة لمعرفة ما يفكر فيه والدخول إلى داخله، كما لو كنا نعرف بعضنا البعض “طوال حياتنا”، توأم روح الذي تحدث أفلاطون، نعم، إنه موجود!
ولكن إذا كان ما نبحث عنه هو الشريك المثالي بمعنى أنه “كامل”، فلا، فهو غير موجود! وإذا كنا نبحث عن الشريك المثالي الكامل، فيجب أن نفكر في سبب امتلاكنا لتلك الرؤية “الطفولية”، فنحن أنفسنا لسنا مثاليين. يمكن أن نجد شخصاً نستطيع مشاركة أحلامنا معه، ومشاريع حياتنا، ويساعدنا على تحسين أنفسنا، ويمنحنا المودة والعطف. إنهما “الزوجان الجيدان”؛ وفي كثير من الحالات، ما بدأ “كزوجين جيدين” انتهى به المطاف “كزوجين مثاليين”. إنه لأمر محزن عندما يحدث العكس: ما نعتقد أنه شريكنا المثالي ينتهي به المطاف في الجحيم أو في فراغ من سوء الفهم ونقص التواصل. عندما يكون هناك حب صادق بين شخصين، فإن الحب نفسه يدفعنا إلى تحسين أنفسنا. إن العثور على شخص يقدم لنا الحب الصادق هو الخطوة الأولى لعلاقة متينة نتجنب من خلالها المعاناة في الحب.
أخطاء شائعة عند العثور على شريك الحياة
في هذا القسم نقدم الأخطاء الأكثر شيوعاً للعثور على الشريك الجيد أو الشريك المثالي، عليك أن تتجنبها حتى لا تسقط في فخ الطفولية وتسقط على خيبة أمل مريرة. وتتخلص من المعاناة في الحب.
-
خداع النفس: يمكن أن نخدع أنفسنا، وننسب إلى شركائنا صفات لا يمتلكونها، أو نعتقد أنهم سيحصلون عليها في النهاية. لكن هذا لن يحدث، إننا نمنح بعض الأشخاص صفات وهمية لا وجود لها، ثم نحاسبهم بعد ذلك على عدم وجودها. لذا عليك أن تعرف صفات شريكك مسبقاً وتقبلها كما هي.
-
عدم التفرقة بين الدافع والشعور.
-
الخلط بين الشغف والرغبة في الوقوع في الحب. الشغف شديد، قصير العمر، ومتقلب؛ أما الحب دافئ ودائم ومستقر.
-
الميل إلى الخلط بين الحب والحاجة إلى الشراكة. إن الوقوع في الحب ليس هو نفسه أن تحتاج إلى شخص ما.
-
نريد أن يحبنا الآخر دائماً. لهذا علينا أن نبذل جهداً ونعتني بالمشاعر ونهتم بالتفاصيل الصغيرة، حتى نتجنب المعاناة في الحب.
-
خطورة الغيرة والشعور بالتملك. إنها مدمرة. فمسألة امتلاك الآخر ليست حباً، إنها عبودية أو استبداد أو قهر. الحب هو العيش معاً، تقاسم الأحلام والعواطف والآمال.
-
السعي لأن تكون محبوباً بدلاً من أن تحب. الحب هو مسألة اثنين، ميزان مع مكيالين يجب أن يكونا متوازنين.
-
خيال الرغبة في “الشريك المثالي”. نريد أن يكون للآخر كل شيء، ولكن ليس لدينا. عليك أن تحاول أن تعرف روحك، وجوهرك، ولا تلبسها بملابس صناعية.
-
الخوف من انتزاع شريكنا منا. إذا أخذوه منا، فذلك لأننا فقدناه بالفعل. فعلاقة الروح الراسخة غير قابلة للكسر.
-
الرغبة في تغيير شريك الحياة. من يفعل ذلك ينتهي بمفرده. إنه انعدام الأمن النفسي.
-
الخيانة. إنها أيضاً انعدام الأمن. أنت غير مخلص لأنك لا تعرف ما تريد. عليك أن تكون واضحاً مع نفسك ولا تؤذي شريكك حتى تتجنب المعاناة في الحب.
-
الخوف من استقلالية الآخر. الحب هو مشروع لشخصين. إذا فرض أحدهم نفسه على الآخر، فهناك خضوع، ولكن ليس هناك حب.
-
الانتظار. انتظار الزوجين لحل مشاكل وصراعات الحياة بالنسبة لهما ينتهي بتدمير الذات. يجب أن يساعدنا الحب في مواجهة الصراعات الخاصة بنا والتغلب عليها والصراعات الجديدة في الحياة كزوجين.
-
التفكير في أن الحب الجميل هو حب الشباب. كذبة طفولية. فالشجاعة والذوق الرفيع يجب أن يزدادا مع تقدم العمر، ويطوران قيمنا العاطفية والجمالية. الوقت هو اختبار الحب.
سبب المعاناة في الحب
نعاني عندما نحب لأننا لا نعرف أنفسنا بما فيه الكفاية ولدينا شكوك ومخاوف. نحن نعيش في عالم يتم فيه تقييم الأمور بسطحية من خلال المظاهر. إنه عالم مبتذل، لذا علينا أن نذهب إلى البساطة، إلى جوهر الأشياء وقلبها، سواء للناس أو أنفسنا. إن عالمنا تافه ويعج بالأشياء الزائلة، ولا شيء يمكننا التمسك به سوى الأشياء التي تدوم وتبقى: شريك الحياة، الأصدقاء، المنزل، العمل، إلخ. نحن نشتري الخبز من نفس المخبز لأننا نحب طعمه وملمسه وقيمته مقابل المال؛ فإذا تغير الشكل والملمس والنكهة والسعر كل يوم، فهل ستستمر في شراء الخبز من هناك؟ ونفس الشيء ينطبق على الحب. لذلك، فإن أول شيء هو أن تكون صادقاً مع نفسك ثم أن تكون صادقاً مع ما تحب: شريكك، ومُثُلك العليا، وأحلامك، وما إلى ذلك. ومن هنا نتخلص من المعاناة في الحب.
حب الزوجين هو القوة التي توحدنا مع شخص آخر بطريقة حرة وواعية وغير مشروطة، ويسعى كل منهما إلى كمال الآخر، ويعطي الحب دائماً في المقابل. إذا كان هناك نقص في التواصل أو فقدان للحب، فيمكن استرداده إذا كان هناك قرار حازم من كلا الطرفين لاستعادته، والتحدث بوضوح والبدء من جديد، باحترام وبدون ضغينة. وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فاترك تلك العلاقة وامنح نفسك الفرصة لتكون سعيداً.
اصبت قلب المشكلة
أشكرك على الإشادة
مقال رائع جدا شكرا لك
العفو يا صديقي