دار الأرقم بن أبي الأرقم: أول دار للدعوة في تاريخ الإسلام

You are currently viewing دار الأرقم بن أبي الأرقم: أول دار للدعوة في تاريخ الإسلام
قصة دار الأرقم بن أبي الأرقم

دار الأرقم بن أبي الأرقم واحدة من الأماكن التي حظيت بشهرة عظيمة في التاريخ الإسلامي. نظراً لأنها الدار التي لجأ إليها رسول الله محمد بن عبد الله في بداية دعوته. لتصبح أول مركزاً إسلامياً لنشر الدعوة إلى دين الإسلام. وقد سماها النبي محمد دار الإسلام تكريماً لذلك الدور الذي قامت به في سبيل الإسلام. فما هي دار الأرقم بن أبي الأرقم؟ ومن هو صاحبها؟

أين توجد دار الأرقم بن أبي الأرقم؟

تقع دار الأرقم بن أبي الأرقم على جبل الصفا بمكة. لكن لم يبق من معالمها شيئاً يذكر في وقتنا الحالي بعد أن تم إزالتها في العصر الحديث. ومع ذلك ذُكرت تفاصيل ووصف هذه الدار في كتابات العديد من المؤرخين. حيث تصف الكتابات القديمة بأن بابها يفتح على دهليز مكشوف للسماء. يبلغ طول هذا الدهليز حوالي ثمانية أمتار أما عرضه فأربعة أمتار. على يسار الدهليز قاعة مقببة وعلى اليمين حجرة بحجم الدهليز نفسه. وربما تكون الغرفة تخص النبي محمد.


كم بلغ عدد المسلمين الأوائل في دار الأرقم

اشتهرت دار الأرقم بن أبي الأرقم بأنها كانت المأوى لرسول الله في محنته مع كفار قريش. حيث كان يأوي إليها ليجتمع بالمسلمين بعيداً عن أعين المشركين الذين ما برحوا يسمون المسلمين سوء العذاب. وفي هذه الدار بدأت الدعوة إلى الإسلام تنتشر رويداً رويداً؛ كما بدأ العديد من الأفراد يدخلون في الإسلام. وربما كان عدد المسلمين الذين دخلوا الإسلام قليل جداً فلم يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وعلى رأسهم صحابة رسول الله الأوائل. لكن ما إن أسلم عمر ابن الخطاب حتى جعل الدعوة إلى الإسلام علانية متحديا بذلك مشركي قريش. ومع ذلك ظلت دار الأرقم بن أبي الأرقم مكان اجتماع المسلمين.

اقرأ أيضًا: قصة ابتلاء آل ياسر: مأساة في صدر البعثة المحمدية

متى كان يجتمع الرسول مع الصحابة في دار الأرقم

لم تتفق روايات المؤرخين جميعها على التاريخ المحدد الذي ذهب فيه النبي محمد إلى دار الأرقم، كما لم تتفق رواياتهم كذلك على الفترة التي أقام فيها. ورغم ذلك فإن العديد من المصادر ترجح أن اللجوء لهذه الدار كان بين عامي 615 ميلادية وبين 617 ميلادية. مما يجعل إقامة النبي والمسلمين فيها يتراوح ما بين السنتين والثلاث سنوات.


دار الخيزران

دار الأرقم بن أبي الأرقم
صورة لمكة قديماً

ظلت هذه الدار كما هي يتردد عليها المسلمون بين الحين والآخر حتى هاجر النبي إلى يثرب وصحب معه كل من آمن بدعوته. كما كان الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم من أوائل المهاجرين مع النبي. ونظراً لما قدمه إلى النبي في مكة فلقد أراد النبي محمد أن يستبدله داراً في المدينة. لذا جعل له داراً بديلة ليقيم فيها في حي بني زريق؛ وقد تمت تسميتها كذلك بدار الأرقم. لكنها لم تحظ بمثل هذه الشهرة التي حصلت عليها الدار القديمة. وبعد فتح مكة وعودة المسلمين مجدداً إلى ديارهم كان الأرقم من بين العائدين وعاش في داره حتى وافته المنية. وقد ترك الدار لورثته. رأتها الخيزران زوجة الخليفة العباسي المنصور وأم الخليفة هارون الرشيد فأعجبت بها ومن ثم سعت في شرائها. وبعد أن اشترتها من ورثة الأرقم غيرت اسمها واصحبت دار الخيزران. وكان ذلك في العصر العباسي.

اقرأ أيضًا: حكاية هجرة المسلمين إلى الحبشة: كيف كان الجدال مع النجاشي؟

من هو الأرقم بن أبي الأرقم؟

يذكر العديد من المؤرخين في كتاباتهم أن الأرقم كان أحد صحابة الرسول الذين سابقوا في الدخول إلى الإسلام. وقد كان من قبيلة بني مخزوم التي تمتعت بالثراء والمكانة العظيمة بين قبائل العرب. وعلى الرغم من أن القبيلة التي ينتمي إليها الأرقم كانت من أشد القبائل عداوة وبغضاً للنبي وأصحابه؛ إلا أن هذا لم يمنع الأرقم من أن يكون أحد أخلص الصحابة للنبي. صحب الأرقم النبي محمد طوال حياته؛ حيث تقول بعض الكتب التاريخية أنه مات في ظل الدولة الأموية عن عمر يناهز الثمانين عاماً. لذا فقد شهد مع النبي جميع الأحداث الكبرى التي حدثت معه. وحين الهجرة كان أول المهاجرين، كما شهد بدر والغزوات الأخرى مع النبي. لكن المصادر التاريخية مقلة جداً في الحديث عن هذا الصحابي الجليل الذي قدم للإسلام خدمات جليلة.

اقرأ أيضًا: قصة أصحاب الفيل: لماذا أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة؟

إسلام الصحابة في الدار

شهدت دار الأرقم إسلام العديد من صحابة الرسول الأوائل على غرار ابن عمه علي بن أبي طالب وصديقه أبو بكر وعثمان بن عفان وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله. وكلهم كانوا متواجدين في دار الأرقم يدعون إلى الإسلام سراً حتى جاء أمر الله لتتم الدعوة إليه علانية. بينما كان هذا العدد من الصحابة يجتمعون بالنبي محمد في هذه الدار من أن التفكير في أحوالهم وكيفية مواجهة كفار قريش والأساليب التي يجب اتباعها لنشر الدعوة. هذا بالإضافة إلى تدارس القرآن الكريم الذي يتنزل على النبي محمد.


لا شك أن دار الأرقم بن أبي الأرقم كانت لها أهمية عظيمة في بدايات الإسلام الأولى. لذا مازالت مشاعر المسلمين تجاهها فياضة فهذا الاسم كفيل بتذكيرهم بعصر من أفضل العصور في التاريخ هو عصر البعثة المحمدية.


المصادر

  1. سير أعلام النبلاء – شمس الدين الذهبي.
  2. السيرة النبوية لابن هشام – عبد الملك بن هشام.
  3. الطبقات الكبرى – محمد بن سعد الزهري.
  4. تاريخ الرسل والملوك – محمد بن جرير الطبري.
  5. على هامش السيرة – طه حسين.

اترك تعليقاً