أسلوب حياة

كيف تعيش حياة سعيدة: 10 قواعد لحياة مثالية هادئة

كيف تعيش حياة سعيدة ومثالية وهادئة؟ سؤال يطرح نفسه في ظل حياة ذات وتيرة سريعة ومتغيرة. وفيها أصبحت راحة البال سلعة ثمينة مثل الذهب نفسه. نحن نعيش في روتين محموم حيث لا يمكننا التوقف حتى للتفكير في أنفسنا لثانية واحدة، ولهذا السبب نفتقد دقيقة من السلام والهدوء للتأمل فيما نفعله. لذا نقدم لك عزيزي القارىء 10 قواعد لتعيش حياة سعيدة ومثالية.

القاعدة الأولى: كن ممتناً لما لديك

إذا استطاع الإنسان أن يكون ممتتناً وشاكراً لما لديه، سيحيا حياة عظيمة تملأ السعادة جميع جوانبها. ففي نهاية المطاف لا يتعلق الأمر “بتحقيق المزيد” ولكن “الاستمتاع بكل لحظة في الحياة”. تذكر هذا عندما تؤثر المشاكل البسيطة على حياتك اليومية.

لن تعيش حياة سعيدة إلا إذا غمرت يومك بالفرح والأمل والإثارة والعاطفة والحب والتفاهم والمرح. ففي خضم التسرع والتوتر والأهداف والأحلام والاهتمامات، ننسى كل شيء جميل، وبهيج، ورائع يحيط بنا وهو لدينا بالفعل في حياتنا. ننسى أن ما هو جزء من حياتنا اليوم كان مجرد حلم بالأمس. سواء كانت تلك السيارة، تلك الوظيفة، تلك العلاقة … أو حتى ذلك السقف الذي نعيش تحته كل يوم، ذلك السرير الذي ننام فيه كل يوم. كل هذا نعمة، هدية، إنجاز … مستحق؟ نعم. لكن دعونا فقط لا ننسى أن نقدر هذه النعم ونكون شاكرين لها.

القاعدة الثانية: النجاح في الحياة هو الأهم

هذه القاعدة من أهم القواعد لحياة أفضل. حيث يفترض الكثير منا أن النجاح يكمن في العيش في منزل كبير، وامتلاك سيارة باهظة الثمن، وتكوين أسرة، وإنجاب أطفال يتفوقون في كل شيء. إننا نعتقد أن أي شخص يمتلك كل هذا فهو شخص ناجح وبالتالي سعيد. لكن هذا اعتقاد خاطئ. هل سبق لك أن توقفت ذات مرة وتساءلت عما يعنيه النجاح؟

إننا نسير بسرعة خارقة ونتخذ العديد من القرارات التي نعتقد أنها صحيحة طالما تقودنا إلى هذا النجاح الذي أشرنا إليه. لكننا لم نتوقف حقاً لنتساءل عما نعنيه بالنجاح.

هناك أشخاص يعملون 12 ساعة في اليوم وخلال أيام الأسبوع جميعها، وهم يترقون في شركتهم ويكسبون المزيد والمزيد من المال. يمر الوقت ولدى كل منهم منزل أكبر وسيارة أفضل، وربما أطفال أفضل. لكن هذا الشخص لا يرى أطفاله إلا عندما يكونوا نائمين في فراشهم، ومع زوجاتهم العلاقة غير موجودة عملياً. من الخارج يبدو كل شيء على ما يرام، لكن الوضع من الداخل لا يمكن إصلاحه. لقد تم الخلط بين النجاح المهني والنجاح في الحياة، وهو أمر شائع جداً.

النجاح المهني والنجاح في الحياة

النجاح المهني ضروري لكن النجاح في الحياة هو الأهم. إن أهم شيء هو العائلة والأصدقاء والعلاقات. هؤلاء هم الذين عادةً ما يجلبون السعادة الحقيقية. فأن تكون ناجحاً لا يعني الحصول على ما لا يحصى من المال، لكن أن يكون لديك ما تشاركه معك في هذا. وكل هذا يتوقف على ما تريد تحقيقه في الحياة. الشيء المهم هو ببساطة أن تسأل نفسك وتجيب بصدق.

نقضي أياماً وأسابيع أو حتى شهوراً في محاولة للحصول على شيء من المفترض أن يمنحنا كل السعادة التي نسعى إليها ونحتاجها. ونعتقد أنه من أجل أن نكون سعداء أو ناجحين، نحتاج إلى أن نكون ناجحين وفي خضم هذا البحث ننسى ما يجعلنا سعداء حقاً … بل إننا ننسى أنه اليوم بينما نقرأ هذه السطور، لدينا بالفعل كل شيء يمكن أن يجعلنا سعداء. .. ولكن فقط إذا نظرنا بعناية.

النجاح مهم. لكن سيكون من غير المجدي تحقيقه إذا لم تكن سعيداً به. لذا عليك أن تسأل نفسك ما الذي أريده حقاً. ولا تخشى من الفشل، ولا تأسف عندما تسوء الأمور. ولكن بدلاً من ذلك … ابتسم، لأنك إذا فشلت فهذا يعني أنك حاولت وأنك على الطريق الصحيح. خذ الوقت الكافي للاستمتاع بالطريق، لترى ما يحيط بك.

القاعدة الثالثة: لا يجب أن يكون العادي هو الأفضل

قواعد ذهبية لحياة أفضل
قواعد لحياة أفضل

خلال بحثي عن إجابة على سؤال: كيف تعيش حياة سعيدة؟ قرأت هذه العبارة ذات مرة، ولا أتذكر أي فيلسوف قالها. نعم، لا يجب أن يكون الوضع العادي أو الطبيعي هو الأفضل. إنها عبارة بسيطة، لكنها تخفي درساً عظيماً. إن هدفي هو تحقيق الحرية المالية والعيش بدون عمل. إنه أمراً ليس طبيعياً، لكنه سيغير حياتك إلى الأبد.

عندما تقول هذا الشيء لمن حولي، ينظرون إليك وكأنك مجنون. فلا يبدو هذا الأمر طبيعياً بالنسبة لهم، أن تحصل على ما تحتاجه وتكتفي بالاستمتاع بالحياة.

إن المجتمع الذي نعيش فيه يدفعنا للعيش بطريقة معينة. فالجميع يريد منا أن نكون مستهلكين، وننفق كل رواتبنا شهراً بعد شهر. يريدون منا أن نبقى في سباق الفئران إلى الأبد. ثم يقولون لنا إنه أمر طبيعي. لذا ينبغي عليك ألا تترك نفسك للخداع وتوقف للحظات وفكر فيها عن الحياة وما تريده منها. إن شيئاً طبيعياً لا يعني أنه جيد، وهذا ليس مبرراً لفعله. أنا لا أقول إنني لا أفعل أي شيء طبيعي، بل على العكس أقول ببساطة أن حقيقة أن شيئاً ما طبيعي أو نادر لا يؤثر على قراري بفعل الأشياء.

القاعدة الرابعة: إذا كنت لا تحب شيئاً، فلا تفعله

أحد القواعد لحياة أفضل التي اختلف عليها الكثير. فقد يبدو هذا التفكير في الحياة متفائلاً إلى حد ما. لكن فقط في حالة واحدة، سأشرح الأمر بطريقة أخرى. إذا كنت لا تحب شيئاً ما، فافعل شيئاً لتغييره. لدينا حياة واحدة فقط. لا أكثر ولا أقل. المشكلة هي أن البعض يعيشها كما لو كانت أبدية، والواقع يخبرنا أنها ليست كذلك. لذلك، من الضروري أن نعيشها ونستمتع بها ونستفيد منها إلى أقصى حد.

على سبيل المثال، ما الهدف من قضاء كل يوم من أيام الأسبوع في وظيفة لا تحبها؟ نعم، هناك حاجة للمال. لكن يمكن الحصول على المال بعدة طرق. هناك أشخاص يقومون بنفس الوظيفة لسنوات، وحتى عقود، وهذه الوظيفة لا تجلب لهم شيئاً وهم لها كارهون. لكن من المدهش أنهم لا يفعلون شيئاً لتغيير الوضع. إنهم ببساطة يقبلون الواقع كما لو كان أمراً مسلم به.

يمكن تغيير كل شيء ، وإذا كنت تفعل شيئاً لا تحبه، فتوقف عن فعل ذلك، وقم بتغييره. لقد قال ستيف جوبز ذات مرة إنه إذا أمضى ثلاثة أيام متتالية يفعل شيئاً لا يعجبه، فهو سيتوقف عن فعل ذلك ويبحث عن بديل. ليس من الضروري أن تكون متطرفاً جداً، ولكن هناك دوماً شيء ما يجب القيام به. هل تفعل شيئاً لا تحبه؟ ابحث عن طريقة وقم بتغييره!

القاعدة الخامسة: لكل شيء ثمن

بلا شك، هو تأمل آخر مثير للاهتمام في الحياة، وسؤال أساسي. ففي الحياة يجب أن تكون واضحاً بشأن أولوياتك، ومن ثم يجب أن تعيش وفقاً لها. بالتأكيد يقول الكثير من الناس أن أولويتهم هي العائلة أو الأصدقاء، لكن ربما لا تعكس حياتهم هذه الأولويات.

الشخص الذي يريد أن يكون ناجحاً للغاية، على سبيل المثال، سوف يعتقد أن العمل الجاد ليس مشكلة، لأنه مؤقت. لكن الحقيقة هي أنه عندما تقرر القيام بشيء ما، فإنك تدفع الثمن، حتى لو لم تكن تدرك ذلك. هل سيقومون بترقيتك في العمل ورفع راتبك بنسبة 30٪؟ رائع ، لكن هذا سيأتي بثمن.

ربما لديك المزيد من المسؤولية وعليك قضاء ساعات أكثر، أو ربما تعود إلى المنزل أكثر توتراً، وبالتالي لا يمكنك التوقف عن التفكير في العمل حتى عندما لا تكون فيه. وربما تقرر طلب قرض للذهاب في إجازة، ولكن على حساب سداد المال بالإضافة إلى الفائدة في المستقبل. فهناك أسعار ستكون على استعداد لدفعها وأسعار لن ترغب في دفعها.

الشيء المهم هو التفكير في الأشياء قبل القيام بها، وعدم القيام بها ومعرفة ما سيحدث بعد ذلك. وعندما يتعين عليك اتخاذ قراراً مهماً في الحياة، اسأل نفسك: ما هو الثمن الذي سأدفعه مقابل ذلك؟

القاعدة السادسة: الماضي لا يعرفك

قاعدة ذهبية أخرى من القواعد لحياة أفضل هي “الماضي لا يعرفك”. اليوم عندما تكون في فراشك وأنت على وشك أن تغلق عينيك فكر في شيء جعلك تضحك، في لحظة جعلتك سعيداً وقبل كل شيء، كن ممتناً ليوم آخر من الحياة تعيشه.

توقف عن التفكير فيما فعلته أو لم تفعله في الماضي. ماضيك لا يعرفك. فكر فيما ستفعله اليوم، ما تريد تحقيقه اليوم، كيف تريد أن تكون حياتك اليوم. توقف عن التفكير في “الفرص” التي فاتتك، والأخطاء التي ارتكبتها. لا شيء من هذا يحدد من أنت، ولن يكون سوى عقبة في حياتك.

القاعدة السابعة: لتصنع عالماً أفضل

كيف تعيش سعيداً؟
كيف تحياة حياة سعيدة ومثالية

أعتقد أحياناً أن حل العديد من مشاكل البشرية يكمن في كل واحد منا ويبدأ بأفعالنا اليومية. فمن خلال عدم الحكم على الآخرين، والامتنان لما لدينا. والتمتع بالأخلاق الجيدة، والتعامل بحب وحكمة بدلاً من الكراهية والحقد. يمكن لهذه الأمور أن تحدث فرقاً كبيراً.

لا أعرف ما إذا كان العالم سيكون مثالياً إذا ما فعلنا ذلك، لكنني أعتقد أننا سنترك عالماً أفضل لأطفالنا وللأجيال القادمة. فالقيام بالشيء الصحيح ليس بالأمر السهل دائماً، لكني أعتقد أنه يستحق ذلك. نحن جميعاً جزءاً من التغيير، وتلك التفاصيل الصغيرة سيكون لها عظيم الأثر. دعونا نتمتع بالأخلاق الحميدة، ونسعى للخير، ونقول شكراً لمن قدم لن المعونة، ودعونا لا نحكم على الآخرين، دعونا نقدر الناس على ما يمنحوه لنا. ودعونا نحب، ونتصرف على أساس القيم والمبادئ، دعونا نتحلى بالإيمان، دعونا نفهم، كي نصنع عالماً أفضل.

القاعدة الثامنة: يمكنك فعلها

كي تعيش حياة سعيدة لا يجب أن نتظاهر بأن لدينا حياة كاملة. فنحن لا نحتاجها. ولنعلم جيداً أن السقوط والخطأ والفشل والشك والخوف جزء من الحياة. لكن ورغم عقبات الحياة يمكن للجميع الرقص على الموسيقى والابتسام في الأوقات الجيدة. لكن ماذا ستفعل عندما تصبح الأمور صعبة؟

هل ستكون ممن يستسلمون ويتخلون عن أحلامهم ويبحثون عن أعذار؟ أم أنك من الذين يخطوون خطوة للأمام ويستمرون رغم الصعوبات؟ حسناً … خذ وقتك في التفكير!

هل رأيت يمكنك فعلها. علاوة على ذلك، سوف تفعل ذلك! سوف تحقق النجاح! ستنجح، وبعد ذلك ستدرك أنه يمكنك تحقيق ذلك؛ هذا وأكثر من ذلك بكثير في حياتك. ولكن هل تعلم؟ يجب عليك اتخاذ خطوة، بل ويجب عليك اتخاذ هذه الخطوة اليوم دون تأجيل.

نحن على أعتاب عام 2023 وبحلول ذلك الوقت ستظل هذه السطور مكتوبة هنا في هذا المقال، يمكنك أن تعود إليه فيما بعد وتسأل نفسك هل اتخذت هذه الخطوة؟ هل أجريت هذا التغيير؟ هل قاتلت من أجل أحلامك، واتبعت شغفك؟ لا تقبل بأقل من ذلك.

القاعدة التاسعة: لا تنتظر اللحظة المثالية

هذه القاعدة من القواعد الذهبية لحياة أفضل. ففي كثير من الأحيان يسعى المقربون منا إلى منعنا من الفشل بأي ثمن، لأنهم يحبونا. وفي محاولتهم للاعتناء بنا، يمنعوننا من اتخاذ الخطوة التي يتعين علينا اتخاذها لتحقيق ما نريد. فإذا كنت تريد شيئاً، فاذهب إليه. ولا تدع الخوف من الفشل يحد مما يمكنك تحقيقه. لا تخف من الفشل لأنه جزء لا مفر منه من النجاح. ربما عندما تحاول تحقيق أهدافك سوف تسقط وينتقدك الكثيرون، لكنك فقط ستعلم أنك على بعد خطوة واحدة من أحلامك.

يمكن لأي شخص أن يقول إنه يريد أن يبدأ شيئاً ما. في الواقع، سيقول الكثير من الناس إنهم ينتظرون “اللحظة المثالية”. ولسوء الحظ، هذه هي الطريقة التي ستمر بها السنوات بحثاً عن الكمال المفترض، وحينها يكونوا قد فقدوا الفرصة لصنع شيء غير عادي. وفي النهاية يكتشفوا أن اللحظة المثالية والوقت المناسب لم يكن له وجود بعد أن مضى قطار العمر بهم. لذا ما عليك سوى التحرك والآن. فالحياة قصيرة ولا تنتظر أحد.

القاعدة العاشرة: تعلم من تجاربك

لتحصل على إجابة عن سؤال كيف تعيش حياة سعيدة؟ لابد أن تعي أن في الحياة لن نحصل دائماً على ما نريد. ولن تنجح الأمور دائماً، لكني لا أريدك أن تعتقد أنك فشلت أو أنك تستحق أقل لأنك لم تحقق أهدافك. بدلاً من ذلك، انظر إلى الوراء وتعلم الدروس التي تركتها لك تجاربك، وتطلع إلى الأمام وابتسم لأن الأفضل لم يأت بعد. فإذا كنت تقرأ هذه السطور، فذلك لأنك اليوم على قيد الحياة ويمكنك الاستمرار في السير نحو تحقيق أهدافك.

عليك أن تعي جيداً أنك تستطيع تحريك الجبال، ولا تدع أحد يقول لك غير ذلك ولا حتى نفسك. ولكن يجب عليك أن تعود عقلك وجسدك وروحك على التصرف رغم الخوف، رغم عدم الراحة، رغم الكسل. وهنا يكمن المفتاح الحقيقي للتقدم. وعندما تشعر بالتوتر والقلق تذكر أن كل ما تفعله، فأنت تفعله لأنك تريد ذلك، وليس لأنك مضطر لذلك. أنت حر، استمتع بما تقوم به.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!