هل تعرف كم من الوقت يستغرق الجسم ليتحلل؟

You are currently viewing هل تعرف كم من الوقت يستغرق الجسم ليتحلل؟
مراحل تحلل الجسم بعد الموت

ترتبط حياة الإنسان بجسده، فجسم الإنسان عجيبة بيولوجية قادرة على تحقيق أعظم المآثر. لكن اليوم لن نتحدث عن موضوع الحياة بل بالموت. فهل تساءلت يوماً عن المدة التي يستغرقها الجسم ليتحلل بعد موته؟ هناك عدد من مراحل تحلل الجثة. دعونا نستكشف هذا الأمر في السطور التالية.

كم من الوقت يستغرق الجسم ليتحلل؟

يشير علماء التشريح إلى أن الوقت الذي يستغرقه الجسم في التحلل بعد الموت يعتمد على عوامل متعددة. أي أن الجثة يمكن أن تتحلل بشكل أسرع أو أبطأ حسب الظروف التي توجد فيها. حيث تختلف المدة إذا كانت الجثة في مكان مفتوح عنها في مكان مغلق، وسواء كانت تحت الماء أو تحت الأرض. فكل هذه العوامل تؤثر على تحلل الجسم. هذا بالإضافة إلى دور كتلة الجسم في تحديد الوقت الذي يستغرقه الجسد كي يتحلل. لكن يتفق الجميع على أن الجثث عند تحللها تمر جميعاً بأربع مراحل. تشتمل هذه المراحل على مرحلة التحلل الذاتي، ومرحلة الانتفاخ، ومرحلة التعفن، وأخيراً مرحلة الهيكل العظمي. لذا إذا كنا نحاول الإجابة على السؤال حول المدة التي يستغرقها الجسم ليتحلل فإن من المهم أن نتعرف على هذه المراحل بالتفصيل.


مرحلة التحلل الذاتي

هذه المرحلة هي أول ما يحدث لجسد الإنسان بعد الموت، ونبدأ في رؤيتها عندما يتوقف القلب عن النبض. ففي تلك اللحظات يظهر اللون الأزرق في بعض أجزاء الجسم، ويبدو جلياً في منطقة اللثة. ويعود السبب في ذلك إلى أنه عندما يتوقف القلب، يبدأ الدم الذي كان يتدفق في جميع أنحاء الجسم في التراكم بسبب تأثير الجاذبية. وعادةً ما يُطلق على هذا اللون الأزرق اسم ازرقاق الجثة وهي المرحلة التي تسبق تيبس الموت. بعد هذه العلامات الأولى، تدخل الجثة الميتة في مرحلة التصلب، وفيها يصبح الجسم متبساً وصلباً بحيث يكون من الصعب جداً نقله من الموضع الذي يوجد فيه. هاتان المرحلتان هما اللتان تحددان مرحلة التحلل الذاتي، وبعد ذلك تنتقل الجثة إلى مرحلة الانتفاخ.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن أغرب جريمة: قــربــان بشـــري (1)

مرحلة الانتفاخ

إن من الصعب على أي إنسان مراقبة ما يحدث للجسم البشري عندما يموت، ولكن الشغف بالمعرفة هو ما يقودنا إلى ذلك. بعد مرحلة التحلل الذاتي تدخل الجثة في مرحلة الانتفاخ، وفي هذه المرحلة يمكنك رؤية الانتفاخات الأولى في البطن، وتنتج هذه الانتفاخات عن تحلل الغازات الموجود في الجسم والتي لا يستطع الجسم طردها. وهذه إحدى عمليات التحلل التي تؤثر بشكل كبير على الوقت الذي يستغرقه الجسم في التحلل، لأنه إذا كانت الجثة في الهواء الطلق، يمكن للعديد من الحشرات أن تودع يرقاتها بداخله، مما يسرع من عملية التحلل. فإذا كان الجسم غير مصاب بأية جروح يمكن لهذه العملية أن تستغرق وقتاً أطول، أما إذا كانت هناك جروح مفتوحة، فإن الحشرات ستستفيد منها لوضع بيضها هناك أيضاً مما يسرع من عملية التحلل.


مرحلة التعفن

تبدأ مرحلة التعفن بظهور الرائحة الكريهة المنبعثة من الجثث. هذه الرائحة الكريهة ليست أكثر من الغازات المتراكمة التي رأيناها في المرحلة السابقة، ففي هذه المرحلة ستتغذى الحشرات على أنسجة الجثة، مما يساعد على إطلاق هذه الغازات والشعور بالرائحة الكريهة. وعادة، تنتهي هذه المرحلة عندما تغادر اليرقات الجزء الداخلي من الجسم لتتغذى عليه من الخارج. يقسم بعض الخبراء مرحلة التعفن إلى مرحلتين: أولهما، التعفن النشط (الذي أخبرناك به للتو) والتعفن المتقدم. وفيه نرى تعفناً متقدماً عندما ينخفض ​​نشاط الحشرات، ويحدث هذا لأنها لم تعد تجد الكثير لتتغذى عليه في الجثة.

اقرأ أيضًا: قصة هزلية قصيرة: جـثــة فـي الفـنــــدق

مرحلة الهيكل العظمي

بعد انقضاء مرحلة تعفن الجثة تأتي مرحلة الهيكل العظمي. تبدأ هذه المرحلة عندما لا يتبق من الجسم سوى الهيكل العظمي فقط، وبعض البقايا الأخرى مثل الغضاريف والجلد الجاف. وهذه هي المرحلة الأخيرة من التحلل. أما الآن، وبعد أن تعرفنا على مراحل تحلل جسد الإنسان بعد الموت دعونا نرى كيف يساعدنا هذا في فهم المدة التي يستغرقها الجسم ليتحلل؟


العوامل التي يجب مراعاتها

بمعرفة المراحل التي يمر بها الجسم عند التحلل، أصبح من الأسهل علينا الآن فهم سبب اختلاف فترات التحلل. على سبيل المثال، قد يظل الجسم الذي يُترك في الغابة في أوائل الشتاء سليماً في الغالب لبقية الموسم، وينتقل فقط إلى المرحلة الثانية عندما ينتقل إلى مناخ أكثر دفئاً. هذا لأنه خلال فصل الشتاء يكون هناك عدد أقل من الحشرات التي يمكن أن تتغذى على الجثة، وبالتالي تظل سليمة لفترة أطول.

الوزن عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار عند الإجابة على سؤال حول المدة التي يستغرقها الجسم في التحلل. فعلى عكس الاعتقاد الشائع، يتحلل جسم الشخص البدين بشكل أسرع بكثير من جسم الشخص النحيف. ومن حيث الجوهر، ستعتمد الإجابة على هذا السؤال، قبل كل شيء، على مكان وجود الجسد وفي أي ظروف. ففي المناخ الاستوائي، يمكن أن يصل الجسم إلى الهيكل العظمي في غضون عامين تقريباً، ومع ذلك، في أقل الظروف ضرراً للجسم، يمكن الحفاظ عليه لمدة تصل إلى 500 عام. كل هذا دون ذكر المدة التي يمكن أن يستمر فيها الجسم إذا تم تحنيطه بشكل صحيح.

عامل آخر يجب مراعاته، هو نوع التربة وعمق القبر، مما يؤدي إلى اختلاف هذه الأوقات. وبدون شك، إنه لأمر مدهش ما يحدث لجسمنا عندما نموت.


في الختام لا يسعنا سوى القول أن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذه الحياة، تلك الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان. لذا علينا جميعاً أن نواجهه بشجاعة فهو أمر لا مفر منه.

اترك تعليقاً