دينعلوم

حقيقة تناسخ الأرواح بين الدين والعلم

لم يكن هناك وقت لم أكن موجوداً فيه، ولا أنت، ولا كل هؤلاء الملوك؛ ولن يتوقف أي منا في المستقبل عن الوجود. فكما تمر النفس المتجسدة في هذا الجسد من الطفولة إلى الشباب إلى الشيخوخة، تنتقل الروح بالمثل إلى جسد آخر عند الموت” –

البهاغافاد غيتا (الكتاب المقدس في الهندوسية)
.

تعبر هذه الكلمات بوضوح عن فكرة تناسخ الأرواح في الديانة الهندوسية، لكن هل التناسخ موجود فعلاً؟ لقد أثار هذا السؤال الكثير من النقاشات والجدل داخل جميع الأديان تقريباً، ولا يبدو أن هناك إجابة صحيحة ونهائية عليه. لقد كانت فكرة تناسخ الأرواح موجودة منذ بداية الزمن، وتطورت بشكل خاص في الديانات الشرقية: البوذية والهندوسية والطاوية، كما آمن بالفكرة بعض الطوائف في الأديان التوحيدية: اليهودية والمسيحية والإسلام، وظهرت العديد من النظريات والآراء حول هذا الموضوع، لذا كان من المنطقي أن يدرس بعض العلماء فكرة ما إذا كان التناسخ حقيقة أم لا، وخاصة بعد ظهور العديد من الحالات والقصص الحقيقية عن تناسخ الأرواح التي يبدو أنها تدعم هذا الاعتقاد. في السطور التالية نتناول فكرة تناسخ الأرواح في الأديان المختلفة، ثم نرى ماذا يقول العلم بشأن هذه الظواهر.

ما هو تناسخ الأرواح؟

التناسخ هو مفهوم ديني وفلسفي عميق وقديم يتمحور حول الإيمان بالطبيعة الأبدية للروح. فعندما يموت الإنسان، تنفصل روحه الأثيرية عن جسده المادي. ثم تدخل الروح في جسد جديد لبدء حياة جديدة. وتتأثر ظروف وأحوال هذه الحياة الجديدة بتجارب الحيوات السابقة التي خاضتها الروح. بمعنى إذا كانت أفعال الشخص جيدة فمن المحتمل أن يتمتع بحياة جديدة طيبة، أما إذا كانت أفعاله شريرة فربما يتمتع بحياة قاسية. إنها بمثابة دورة مستمرة من الولادة والموت ثم الولادة من جديد، وتستمر هذه الرحلات حتى يصل الإنسان إلى التحرر الروحي والاستنارة ومن ثم يمتزج مع الروح الكلية للوجود.

ترتبط فكرة تناسخ الأرواح في الديانات الشرقية بالعديد من المفاهيم التي ينبغي علينا معرفتها حتى نحصل على فكرة شاملة عن عقيدة التناسخ، دعونا نُلقي نظرة على هذه المفاهيم المرتبطة بها:

سامسارا

يعني هذا المفهوم “التجوال بلا هدف”، ويشير إلى الدورة الدائمة للولادة والموت والبعث، حيث تكون الأرواح محاصرة في عجلة لا نهاية لها من الحياة والموت والولادة من جديد. وتتضمن هذه الدورة المعاناة وتجربة الألم والحزن والإحباط، لكن التجسيد التالي لحياة الإنسان يتوقف على الكارما التي اتخذها في حياته السابقة. فإذا اختار الكارما السيئة في الحياة السابقة ستزيد معاناته في حياته الحالية. وببساطة تستمر معاناة الإنسان في سامسارا[1] حتى يتحرر روحياً ويخرج من هذه الدورة ليصل إلى موكشا (التحرر أو الانعتاق) أو النيرفانا.

الكارما

تعني الكارما ببساطة أن كل شيء جيد أو سيء يقترفه الإنسان في الحياة، سيجلب له عواقب جيدة أو سيئة في هذه الحياة أو الحياة التالية، ويُعرف قانون الكارما في مختلف الأديان باسم “العدالة الإلهية” وهو قانون غير قابل للتغيير، وكما تقول قوانين الفيزياء أن لكل فعل رد فعل أو كما تقول الحكمة القديمة “كما تدين تدان”. هذا هو مفهوم الكارما ببساطة.

الدارما

يشير مصطلح الدراما إلى القانون الأخلاقي الذي يمتثل إليه البشر في سلوكياتهم ويعتبرونه قانوناً مقدساً. وهي المبادئ الأخلاقية التي يؤدي تحقيقها إلى تمهيد الطريق إلى الكمال والسعادة في هذه الحياة وفي التناسخات القادمة. بمعنى أن الإنسان المحافظ على الدارما يجد السعادة، وبالتالي ينتج كارما جيدة، أما عدم اتباع قوانين الدارما الأخلاقية سينتج عنها كارما سيئة، ويتولد الخلاف وعدم الرضا في الحياة، وبالتالي يعاني الإنسان في دورة السامسارا ولن يصل أبداً إلى النيرفانا. لذلك فإن اتباع الدارما واجب وضرورة حتى تكون الكارما إيجابية وتكون هناك مكافآت مستقبلية.

النيرفانا

تشير النيرفانا إلى حالة التحرر من المعاناة التي يصل إليها الإنسان في نهاية بحثه الروحي بعد أن يتحرر من القيود. وهي الحالة التي تكسر دورة الحياة والموت والولادة – السامسارا – وتتحقق من خلال التنوير الروحي بعد تخلص الإنسان من رغباته المادية والجسدية. إنها حالة من الامتلاء والسلام الداخلي، وعدم التأثر بالمؤثرات الخارجية. كما أنها تستخدم بمعنى التخلص من الصفات السلبية في شخصية الفرد، إذ يتمكن الإنسان من تحرير نفسه من عذابات كالفخر والكراهية والحسد والأنانية، وهي مشاعر تصيب الإنسان وتمنعه ​​من الحياة في سلام.


الهوية الإنسانية

مفارقة الهوية
هوية الإنسان والتناسخ

كان مفهوم تناسخ الأرواح من الألغاز التي حيرت العقل البشري منذ وجود الإنسان على هذه الأرض، ودار الكثير من الجدل حوله مفهومه، فما معنى أن تترك الروح الجسد وتنتقل إلى حياة أخرى في دورة مستمرة، بهدف وحيد هو التنوير الروحي[2]. وربما تتخذ الروح شكل إنسان أو حيوان أو نبات حسب التصرفات الأخلاقية للشخص في الحياة السابقة. يخبرنا العلم أن جسد الإنسان عبارة عن خلايا لها عمر محدد من أيام إلى أسابيع وربما بضع سنوات، وخلال حياة الإنسان تتبدل خلايا جسده باستمرار حتى نتقدم في العمر[3]، وبالتالي يتغير جسم الإنسان باستمرار. لكن مع ذلك فإن وعينا بمن نحن يظل ثابتاً دون تغيير. فنفس الإنسان وهويته لا يتغيران. هذا الرغم من تطور شخصياتنا طوال حياتنا سواء في أفكارنا أو سلوكياتنا إلا أننا نعرف دائماً “من نحن” لذا فإن الوعي خالد لا يتغير ويسافر عبر العديد من الأجسام المتغيرة. وهذا هو التفسير العقلاني الذي يقدمه لنا المؤمنون بتناسخ الأرواح.

مفارقة الهوية

تخيل أن لديك قاربك الخاص. إنه قارب رائع مزود بمحركات، وبداخله غرفة نوم ومطبخ، وبعض المقاعد التي تُطل على البحر. أنت تحب قاربك بما يكفي لتعتني به العناية الكاملة من تصليح وتنظيف واهتمام بكل صغيرة وكبيرة به. ولهذا السبب عند يحترق المصباح الكهربائي تقوم بتغييره على الفور، وعند يتعطل محرك تقوم باستبداله بآخر جديد، وشيئاً فشيئاً تقوم بتجديد القارب.

مع مرور السنوات تتلف المزيد والمزيد من أجزاء القارب: جزء من المحرك، ثم المروحة، وفيما بعد مولد الطاقة.. وبما أنك مغرم بهذا القارب تحتفظ بكل قطعة قديمة بعد استبدالها بالجديدة. وفي أحد الأيام تذهب إلى المستودع الخاص حيث تحتفظ بكل الأجزاء التالفة، وتكتشف أنه يمكنك تقريباً بناء قارب بهذه الأجزاء القديمة. ومن هنا تبدأ مهمة بناء قارب جديد بالأجزاء القديمة التي أزلتها من قبل. أصبح هذا المشروع شاغلك الشاغل، وبعد معاناة طويلة استطعت أن تبني قارباً آخر، لكن يبدو من الواضح أنه لن يطفو على الماء.

بعد عدة عقود يحدث ما يلي: لديك قارب جديد حالته مؤسفة موجود داخل المستودع الخاص بك، وغير قادر على الطفو، وقارب قديم في حالة ممتازة يستطيع الطفو على الماء. الآن، أي من الاثنين هو قاربك؟ مع من قضيت لحظات لا تنسى؟ أيهما أعطاك الكثير؟ لا أحد منهما، وكلاهما. فكر في هذه المسألة جيداً، لأنه كل خمس سنوات تغيرت كل ذرة من الذرات التي تكونت من ذرات أخرى كانت في مكان آخر من قبل. فبأي حق تقول إنك مازلت أنت؟

تناسخ الأرواح في المعتقدات المختلفة

التناسخ في الهند
صورة رمزية لتناسخ الأرواح في الديانات الهندية

لطالما شغلت العلاقة بين الجسد والروح (النفس، الوعي) عقول البشر منذ وجودهم على هذه الأرض، فمنهم من اعتقد أن الروح تموت مع الجسد، ومنهم من آمن بخلود الروح بعد فناء الجسد، واعتقد آخرون أن الروح يمكن أن تذهب لجسد آخر جديد. وهناك كذلك من لا يؤمن بوجود الروح مطلقاً. ولكن المعتقد الأكثر شيوعاً في عالمنا اليوم هو أن الروح فردية خالدة تسكن جسد واحد، وعندما يفنى هذا الجسد تذهب روحه إلى عالم آخر كي تتلقى حسابها ومن ثم إلى جنة أو نار. وهذا الاعتقاد يتبناه الدين المسيحي والإسلامي. أما المعتقد الذي يحتل المرتبة الثانية فهو أن الروح تنتقل لجسد آخر بعد الموت، وتستمر في دورة أبدية حتى تتحرر من معاناتها وتمتزج بالروح الكلية للكون، وهذا الاعتقاد هو ما يسمى بتناسخ الأرواح ويرتبط بشكل كبير بالديانات الشرقية مثل الهندوسية والبوذية والطاوية والجينية، وغيرها من الديانات التي نشأت في شرق وجنوب شرق آسيا.


الديانة الهندوسية

الديانة الهندوسية
رمز عجلة سامسارا في الهندوسية

بدأ الاعتقاد بتناسخ الأرواح في الديانات الهندية[4]، ومن الهند انتشرت الفكرة شرقاً إلى منغوليا واليابان وإندونيسيا، وفي كل مكان وصل إليه الرهبان الرحل. والغريب في الأمر أن الفيدا وهي أقدم النصوص الدينية في الهندوسية، لم تحتوي على هذا المفهوم، ولكنها سلطت الضوء على فكرة أن الروح يمكن أن تموت مجدداً في الحياة الأخروية، والوسيلة الوحيدة لتجنب ذلك هي ممارسة بعض الطقوس. ومع مرور الوقت قام الكهنة البراهمة بدمج فكرة تناسخ الأرواح في كتبهم.

الجدير بالذكر أن الروح بعد الموت في الديانات الهندية يمكن أن تتجسد في أجساد حيوانية أو نباتية، وليست حكراً على الإنسان. بمعنى أن الشخصيات التي تنتهج سلوكيات شريرة في حياتها يمكن أن تدخل أرواحهم بعد الموت إلى رحم كلب أو خنزير أو امرأة منبوذة، ويعتمد كل ذلك على الكارما كما أوضحنا فيما سبق.

كان للإيمان بتناسخ الأرواح في الديانات الهندية عواقب وخيمة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو حتى سياسية، فكل مصائر الإنسان السيئة لها ما يبررها من أفعال سابقة، وكل تمرد سواء كان عقلي أو جسدي، وسواء كان اجتماعي أو سياسي لا طائل من وراءه، وكل حياة حتى حياة المشردين والمنبوذين إنما هي عادلة ومستحقة طبقاً لما فعلوه في حيواتهم السابقة. لقد كان غاندي يعارض إنشاء المستشفيات، لأنها ستؤخر سداد الديون الكارمية.


الديانة البوذية

هناك العديد من الأعمال الدينية والأدبية البوذية التي تتناول حياة مؤسس البوذية سيدهارتا غوتاما بوذا وتصفه بأن له خاض العديد من التجسيدات السابقة حتى استطاع تطوير روحه وولد في النهاية كأمير، وهي الولادة الأخيرة له كما يعتقد البوذيون. يرفض بوذا في تعاليمه فكرة الاعتقاد بوجود الذات غير المتغيرة، وهي أحد الاختلافات الهامة بين البوذية والهندوسية[5]. هنا يعتقد بوذا أن الروح لا تنتقل إلى جسد جديد وتكون ثابتة كما هي، ولكنها عند تجسدها تكون طبقة جديدة ومختلفة من الواقع. بمعنى أبسط يبدو انتقال الروح من جسد لآخر مثلما يمكن للهب الشمعة المحتضرة أن يضيء لهب شمعة أخرى. فالوعي لدى الشخص الجديد ليس مطابقاً أو مختلفاً بصورة كلية عن وعي الشخص المتوفي، لكنهما يشكلان استمرارية معينة.

يعتقد البوذيون أنه لا توجد نفس تولد من جديد في الجسد، لأنه في الحقيقة لا توجد روح ولا جسد؛ لا يوجد سوى سلسلة لا حصر لها وغير شخصية من الأسباب والنتائج التي ينبغي للمرء أن يهرب منها حتى يصل إلى النيرفانا. وهناك اختلاف آخر بين البوذية والهندوسية فيما يتعلق بتناسخ الأرواح ألا وهو أن البوذي الصالح لا يتجسد دائماً في شكل أفضل، لأنه قد لا يرغب في ذلك. على سبيل المثال حالة الراهب الياباني المستنير الذي أراد أن يولد من جديد في حياته الجديدة كحمار عادي يساعد الناس في القرية ببساطة.

تجسد الدالاي لاما

توجد بعض الأمور المثيرة حقاً فيما يتعلق بتناسخ الأرواح في البوذية التبتية، وعلى وجه التحديد تجسيدات الدالاي لاما – الزعيم الروحي للبوذيين التبتيين – حيث يكتب الدالاي لاما رسائل لا تُفتح إلا بعد موته يشرح فيها بالضبط المكان الذي سيولد فيه من جديد وبأي اسم. وإذا لم يفعل ذلك الدالاي لاما قبل موته على الرهبان البحث عنه والعثور عليه. لنرى هذه القصة الرائعة.

أخبر الدالاي لاما الثالث عشر الرهبان قبل وفاته في عام 1933 أنه سيولد من جديد في الشرق. وبعد موته انتقل الراهب المسؤول عن العثور على الطفل الجديد الذي تتجسد فيه روح الدالاي لاما إلى بحيرة مشهورة للتأمل واستحضار الرؤى. هناك ظهرت له على سطح الماء المقاطع “a” و”ka” و “ma” ثم بدا له صورة دير لون سفقه فيروزي وكلب بني ببقع بيضاء.

أرسل الراهب العديد من الرهبان إلى شرق البلاد لاستكشاف المكان والعثور على الطفل. وبالفعل عثروا على الطفل في قرية تاكتسي في مقاطعة أمدو “a” بالقرب من دير كومبوم “ka” حيث كان الدالاي لاما يقيم فيه بعض الوقت وهو على قيد الحياة. كان سقف الدير فيروزي بالفعل، ووجد الرهبان كلب بني وأبيض يركض بالخارج ويدعى كارما “ma”. حصل الرهبان على الطفل، وجاء موعد الاختبار الحاسم عندما طُلب من الصبي تحديد الأشياء الخاصة بالدالاي لاما المتوفي بعد خلطها مع نسخ طبق الأصل. والغريب في الأمر أن الصبي نجح في الاختبار[6].


الفلاسفة وتناسخ الأرواح

ظهر مفهوم تناسخ الأرواح أيضاً في أوروبا منذ العصور القديمة. حيث كانت هناك طائفة دينية تدعى الأورفية تعتقد أن الإنسان مكون من عنصرين الجسد والروح، ويجب عليه أن يطهر روحه ليتحرر من التجسيدات المتعاقبة. ولا سبيل للخلاص من دورة المعاناة هذه سوى بالزهد والتصوف. تعتقد هذه الطائفة أيضاً أنه لا يوجد شيء اسمه العقاب الأبدي في الآخرة، فبمجرد الوجود في هذا العالم من خلال التجسيدات المتعاقبة هو عقاب كوني. وأن الروح الخالدة لن تكن كذلك إلا عندما تحرر نفسها من الجسد، وعندما تتحرر تصبح الروح: الإله.  

اهتم بهذه الفكرة أيضاً فلاسفة اليونان القدماء مثل فيثاغورس وأفلاطون. حيث يُقال عن فيثاغورس أنه استخدم ذكريات حياته السابقة في تعليمه، ويزعم أنه تعرف على الدرع الذي حارب به في معركة طروادة عندما كان لديه جسد مختلف. كذلك ادعى أن الروح الخالدة تدخل الجسد كعقاب لها بعد الموت. ويكمن الخلاص من هذه المعاناة من خلال إشعال العنصر الإلهي في النفس. ولقد لعبت الديانة الأورفية وآراء فيثاغورس دوراً عظيماً في فلسفة أفلاطون فيما بعد[7].


تناسخ الأرواح في المسيحية

ما بعد الموت في الديانة المسيحية
صورة رمزية للمسيح

يعتقد المسيحيون أنه عندما يموت المرء فإن روحه تنام في القبر مع جثته، ويستمر نوم الروح حتى وقت ما في المستقبل يُعرف باسم “الدينونة النهائية”. ولا تعترف الديانة المسيحية بطوائفها الكبرى بمفهوم تناسخ الأرواح، ورفضت هذه الفكرة في مجمع القسطنطينية عام 553 ميلادية. لكن هناك بعض الطوائف المسيحية التي تؤمن بالتناسخ، وقد بررت هذا الاعتقاد بمقاطع مختلفة من الكتاب المقدس – العهد الجديد – مثل:

  • “وإذا أردتم أن تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي”.. إنجيل متى 11:14.
  • “ولكني أقول لكم: إن إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا. كذلك ابن الإنسان أيضاً سوف يتألم منهم”.. إنجيل متى 17:12.

كذلك ظهرت الكثير من الخلافات فيما يتعلق بتناسخ الأرواح، حيث تعتقد بعض الطوائف المسيحية أن المسيح كان رجلاً حقق الوحدة البشرية الإلهية واستطاع الهروب من دورة الولادة والموت وحصل على الحياة الأبدية في النهاية.

التناسخ في الديانة اليهودية

الديانة اليهودية
التوراة ونحمة داود

لا تؤمن الديانة اليهودية التقليدية بتناسخ الأرواح، ولم تُذكر أية إشارة عن هذا الأمر في التناخ – الكتاب المقدس العبري – أو التلمود، لكن تناسخ الأرواح كان معروفاً في التصوف اليهودي وخاصة فيما يعرف باسم الكابالا، وهي نصوص صوفية يهودية تشتمل على معتقدات وشروحات روحانية تفسر الكون والحياة. يُعتقد أن المتصوفين اليهود تبنوا هذا المفهوم بفضل الكاثار – طائفة مسيحية غنوصية – وبالتالي أخذوا هذا المفهوم بشكل غير مباشر من المانوية التي كانت على اتصال بالديانات الهندية.

التناسخ بحسب كتاب الزوهار[8] – أهم كتب التصوف اليهودي – لا ينطبق على جميع البشر، بل يرتبط بواجب الإنجاب. فإذا أهمل أحد من الناس هذا الواجب، فإنه يولد من جديد عقاباً له، أو للحصول على فرصة للإنجاب. لقد خلق إسحاق لوريا – حبر ومتصوف يهودي يُعرف بإنه المؤسس الحقيقي للكابالا المعاصرة – في القرن السادس عشر رؤية غير عادية لتاريخ البشرية بأكمله: كل إنسان هو تجسيد لجزء من روح آدم، الذي سوف يتجسد حتى يتطهر ويعود إلى الجنة.


تناسخ الأرواح في الإسلام

تناسخ الأرواح في الإسلام
الهلال والنجمة.. الصورة الرمزية للإسلام

تتعارض فكرة التناسخ مع التعاليم الأساسية للدين الإسلامي. حيث يعتقد المسلمون بأن حياة الإنسان محدودة، ويتم على أساسها الحساب يوم القيامة، ثم ينتقل بعد ذلك إما إلى الجنة الأبدية أو الجحيم الأبدية. فإذا كان على الإنسان أن يمر بحيوات عديدة، فما هي الحياة التي سيحاسب عليها؟ هل هي الحياة الأولى؟ أم الثانية؟ أم الأخيرة؟ ومن هذا المنطلق يرفض القرآن مفهوم التناسخ رغم أنه يبشر بوجود الروح. ومع ذلك فإن فكرة تناسخ الأرواح موجودة عند عدد قليل من الطوائف الإسلامية الشيعية مثل الدروز والعلويين، وكذلك بعض المتصوفة.

تعتبر بعض الطوائف الشيعية أن مؤسسيها تجسيدات إلهية (حلول). وكانت الطائفة الإسماعيلية في جنوب آسيا يؤدون الصلوات سنوياً للتكفير عن الخطايا التي ارتكبت في الحياة الماضية. ولم يكتف الأمر على ذلك فحسب، بل يستشهد العديد من المؤمنين بهذه العقيدة بآيات من القرآن نفسه تثبت ما يؤمنون به، على سبيل المثال:

“كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم، ثم يميتكم، ثم يحييكم، ثم إليه ترجعون”. سورة البقرة – الآية 28.

” يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك”. سورة الانفطار – الآيات 6 – 8.

“ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين”. سورة البقرة – الآية 65.

يقول المؤمنون بعقيدة تناسخ الأرواح أن هذه الفكرة أحد أعظم أشكال العدالة الإلهية، فمن خلال تناسخ الأرواح يستطيع الإنسان الحصول على العديد من الفرص للتكفير عن ذنوبه وأخطائه. كما يفسر تناسخ الأرواح ولادة طفل أعمى أو معاق يعاني طوال حياته بلا ذنب اقترفه إلا إذا كان ذلك نتيجة ذنب اقترفه في الحياة الماضية.


حقيقة وجود التناسخ

حقيقة وجود التناسخ علمياً
التأمل وتناسخ الأرواح

يتعامل العلم الحديث مع الوعي باعتباره مشتقاً من الجسد ويعتمد عليه، لذا فهو يرفض فكرة وجود تناسخ الأرواح، إلا أن بعض الباحثين الأكاديميين يعتقدون أنهم وجدوا دليلاً على وجوده. بدأت القصة في ستينيات القرن الماضي، حينما قام إيان ستيفنسون، أستاذ الطب النفسي الأمريكي، بالتحقيق في العديد من التقارير عن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام، والذين زعموا أنهم يتذكرون حياة سابقة[9]. وبحسب نظريته فإن الذكريات تتلاشى تدريجياً في السنوات اللاحقة. حصل ستيفنسون على منحة لدراسة حالات التناسخ في الهند وسريلانكا. وكونه الأول في هذا المجال، كان بحاجة إلى تطوير منهجية لأبحاث التناسخ. أجرى أكثر من 2500 دراسة حالة على مدى 40 عاماً ونشر 12 كتاباً، بما في ذلك عشرون حالة تشير إلى التناسخ وحيث يتقاطع التناسخ والبيولوجيا.

أبحاث علمية حول تناسخ الأرواح

قام ستيفنسون بتوثيق أقوال كل طفل بشكل منهجي ثم حدد الشخص المتوفى الذي تعرف عليه الطفل، وتحقق من حقائق حياة الشخص المتوفى التي تطابق ذاكرة الطفل. كما قام أيضاً بمطابقة الوحمات والعيوب الخلقية مع الجروح والندبات الموجودة على المتوفى، والتي تم التحقق منها من خلال السجلات الطبية مثل صور تشريح الجثة.

كان الأطفال – موضوع الدراسة – عادة من بلدان ذات مستوى معيشة منخفض، وكانت حياتهم تقتصر في كثير من الأحيان على قرية واحدة، فلم يكن لديهم هواتف أو تلفزيون أو اتصال مع مجتمعات أخرى. بينما تضمنت العديد من الحالات تجسيدات مخزية. حيث ادعى بعض الأطفال أنهم كانوا مجرمين أو قتلة في تجسيدات سابقة. وهناك تجسيدات محيرة أخرى تتعلق بالصراعات الدينية: على سبيل المثال، ادعى أحد الأطفال الذين شملهم الاستطلاع والمولود لعائلة هندية أنه ابن فقير مسلم وقال إنه أخفى صلاته عن والديه. كذلك اكتشف ستيفنسون تقارباً جسدياً بين المتوفى والطفل الذي يعتبر تجسيده التالي، على سبيل المثال كانت لدى الأطفال وحمات في أماكن مهمة بالنسبة للتجسد السابق، مثل المكان الذي أصيب في بجرح مميت. الجدير بالذكر أن النظريات التي اعتمدها العلماء فيما يخص التناسخ هي مجرد فرضيات، ولم يتمكن أحد حتى الآن من إثبات آلية التناسخ.

علامات تناسخ الأرواح

جمع العلماء العديد من الظواهر التي تفسر ظاهرة التناسخ من الحالات المختبرة، ومن أهم الظواهر – العلامات – الموصوفة ما يلي:

  • الديجافو
  • الطفل المعجزة.
  • الوحمات والعلامات الجسدية.
  • أحلام الحمل، حيث يتم إعلام الأم بهوية الطفل السابقة عن طريقة الأحلام.
  • ذكريات عفوية لا إرادية تظهر في حالة اليقظة أو الحلم.
  • اشتهاء المرأة الحامل للأطعمة التي يحبها المتوفي.
  • الرسومات.
  • الأحلام.

غالباً ما تكون هناك حاجة إلى مزيج من العلامات المذكورة أعلاه لتقديم ادعاءات قوية حول بقاء الوعي من خلال التناسخ.


أنماط تناسخ الأرواح

تحتوي قاعدة البيانات التي أنشأها العلماء على إمكانات هائلة لدراسة أنماط التناسخ. ويمكن أن تكون الأنماط الواضحة واحدة من أقوى الأدلة على حدوث التناسخ، هذا على الرغم من وجود بعض الاختلافات. وكانت الأنماط تسير على النحو التالي:

  • كان الأطفال الذين تحدثوا عن حياتهم السابقة تتراوح أعمارهم من سن سنتين إلى خمس سنوات، ثم تبدأ الذكريات في التلاشي. والجدي بالذكر أن هذا ليس نمطاً ثابتاً، فحوالي ثلث الحالات التي تمت دراستها احتفظت بذكريات حتى سن البلوغ.
  • كانت غالبية المشاركين في الدراسة من الذكور. وليس من الواضح ما إذا كان هذا يمثل التوزيع الفعلي، أو إذا كان يعتمد على العوامل الاجتماعية.
  • تحدث حوالي 20% من الحالات عن ذكريات الاستراحة – سنتحدث عنها فيما بعد – وفي بعض الأحيان، يأتي الأطفال بادعاءات يمكن التحقق منها حول تصورات من العالم المادي حدثت بين الأرواح. إذا كان من الممكن الإبلاغ عن هذا في بيئة علمية، فإنه سيوفر حجة قوية للتناسخ.
  • في معظم الحالات، تكون مواقع الوفاة والولادة قريبة جغرافياً، والحالات التي تم توثيقها دولياً نادرة.
  • يتذكر الأطفال أحداث الحياة الماضية من خلال حالة وعي عادية في اليقظة. وعندما يكبرون، تومض الذكريات في الأحلام والكوابيس وحالات الوعي المتغيرة وليس في الوعي الأساسي. قد يكون هذا بسبب التكييف الثقافي والمعتقدات المجتمعية التي تمنع الذكريات في حالة اليقظة.
  • يتذكر الطفل غالباً سبب الوفاة، ويميل إلى العنف في 51% من الحالات. ويبدو أنه كلما كان الشخص أصغر سناً عند الوفاة تزداد احتمالية تجسده مرة أخرى، وهذا بالنسبة للوفيات الطبيعية.

الأنماط الجسدية

في حين أن الأدلة القصصية ستكون دائماً عرضة للأكاذيب المحتملة أو تشوهات الذاكرة، فمن الصعب العثور على تفسير بديل للأنماط الجسدية. أحد هذه الحالات هو عندما يمتلك الطفل مهارات كان يمتلكها الشخص المتوفي في الحياة السابقة مثل معرفة لغة أجنبية دون دراستها. تأتي العلامات الجسدية كذلك بأشكال عديدة، مثل الوحمات المقابلة لإصابات مميتة أو جروح ملتئم أو وشوم أو ثقوب، ويمكن أن يتوافق موضع الوحمة أحياناً مع مكان شيء كان يميز الشخص السابق. الجدير بالذكر أنه في البلاد التي تؤمن بالتناسخ مثل اليابان وشرق آسيا، يتم وضع علامات على الجثث في أماكن محددة لإنتاج وحمة على جسد الشخص الجديد!

كذلك تم الإبلاغ في عدة حالات عن إعاقات خلقية مرتبطة بالإصابات. ومن الأمثلة على ذلك الصبي الأمريكي ويليام الذي وُلِد بعيوب في القلب تشبه جراح شرطي قُتل قبل خمس سنوات برصاصة في صدره. تذكر ويليام بشكل صحيح حلقات من حياة هذا الرجل. الجزء الأكثر إثارة للدهشة؟ كان الشرطي هو جد ويليام!

فترة الاستراحة

الاستراحة هي الفترة بين الموت والتجسد التالي للروح[10]. وقد تحدث حوالي 20٪ من الأطفال عن هذه الفترة. وتتكون فترة الاستراحة من خمس مراحل، حيث تشبه المراحل الثلاثة الأولى مراحل تجربة الاقتراب من الموت. هذه هي المراحل:

  1. المرحلة الانتقالية بعد الوفاة حتى يتم دفن الجثة أو حرقها أو التخلص منها بأي طريقة أخرى.
  2. فترة أكثر استقراراً تكون في مكان ثابت (يعتمد على الثقافة).
  3. اختيار الوالدين.
  4. الحمل في الرحم.
  5. الولادة وعواقبها المباشرة.

لا يمكن تأكيد الاستراحة أو نفيها، أما بالنسبة لمكانها ووصفها فهذا يعتمد على الثقافات المختلفة، حيث يعتقد الغربيون أنها في الجنة، في حين يعتقد سكان آسيا أنها بيئة أرضية، بينما تشير إليها بعض الثقافات القبلية كونها عبارة عن نوع ما من الحواجز أو تحت الأرض.

سمات الأطفال

توجد العديد من السمات المميزة للأطفال الذين يزعمون بأنهم عاشوا حياة سابقة. على سبيل المثال:

  • يتميز هؤلاء بتفوقهم معرفياً على أقرانهم ويميلون إلى تحقيق أداء أفضل في دراستهم.
  • لديهم ميل للعزلة، وتغيرات سريعة في الشخصية، وهم أكثر عرضة لأحلام اليقظة.
  • يتسم الأطفال بالعصبية الزائدة، ولديهم مشاكل سلوكية واضحة.
  • يعاني من تعرض منهم للوفاة العنيفة بحالات من الرهاب المرتبطة بالحدث السابق.
  • يتم تحفيز ذكريات الحياة الماضية من خلال الأشياء التي يراها أو يسمعها الشخص.
  • من المرجح أن تحدث ذكريات الحياة الماضية عندما يكون هناك عمل غير مكتمل، مثل:
  • الموت مع ترك أطفال وراءهم.
  • الديون التجارية أو الشخصية غير المسددة.
  • الكنوز الثمينة المخفية. ويمكن للطفل المتجسد تحديد موقع الكنز بشكل صحيح.

نقد فكرة تناسخ الأرواح

تعرضت هذه الأبحاث للكثير من الانتقادات، حيث قام بعض المتشككين، مثل الفيلسوف الأمريكي باول إدواردز[11]، بتحليل العديد من هذه الروايات، ووصفها بأنها مجرد قصص. كما أرجع أخرون ادعاءات التناسخ إلى التفكير الانتقائي ومن الذكريات الكاذبة التي تنتج عن نظام معتقدات الفرد وأساسياته، ومخاوفه، وبالتالي لا يمكن اعتبارها أدلة تجريبية.

تناسخ الأرواح والمعتقد

تضمنت بعض الاعتراضات على ادعاءات التناسخ الحقيقة التي تقول إن الغالبية العظمى من الناس لا يتذكرون الحيوات السابقة ولا توجد آلية معروفة للعلم الحديث تمكن الشخصية من النجاة من الموت والسفر إلى جسد آخر. وقد اعترف باحثون مثل ستيفنسون بهذه القيود. كما تم ذكر دور التكييف الثقافي، بحجة أن معظم الحالات المبلغ عنها تأتي من بلدان حيث المعتقدات في التناسخ قوية. ومع ذلك، لا تزال هناك حالات كثيرة في الغرب!

كان لدى ستيفنسون فكرة عن السبب الذي يجعل سمات الحالة تعكس أحياناً معتقدات ثقافية. فإذا نجا العقل من الموت، فسيكون من الطبيعي أن تنتقل المعتقدات والمثل العليا الموجودة في الحياة. وفي نهاية المطاف، يمكن أن تكون قوة عقولنا قوية جداً لدرجة أن ما نعتقد أنه حقيقي هو ما يتجلى. لذا فإن الشخص الذي مات معتقداً أنه لا يستطيع التناسخ كجنس مختلف قد لا يفعل ذلك.

البناء الاجتماعي والنمو السكاني

يعد البناء الاجتماعي بمثابة انتقاد آخر يوجه للتناسخ. وهذا يعني أن تقارير الشهود تتلون بمعتقداتهم، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار عند دراسة التناسخ. هناك اعتراض آخر هو النمو السكاني، فإذا كان هناك عدد محدد من النفوس التي تدور في عجلة التناسخ، فكيف يوجد المزيد والمزيد من الناس على الأرض؟ لكن هناك إجابة بسيطة على ذلك. حيث أظهرت الحالات المبلغ عنها أن وقت الاستراحة غير ثابت. وفترات الاستراحة الأقصر من شأنها أن تعطي الوهم بالنمو السكاني. ومن المثير للاهتمام أن فترات الاستراحة في المجتمعات الآسيوية أقصر منها في الغرب – والمناطق التي شملتها الدراسة في آسيا أكثر كثافة سكانية بشكل عام. أخيراً، كما هو الحال مع العديد من الظواهر العقلية، من الصعب “إثبات” التناسخ علمياً بمستوى معرفتنا الحالي.

المراجع

[1] Samsara (Buddhism).

[2] What Does It Feel Like to Be Enlightened?

[3] A synopsis on aging—Theories, mechanisms and future prospects.

[4] Belief in reincarnation is not widespread in India.

[5] Buddhism vs. Hinduism.

[6] Reincarnation.

[7] Pythagoras and the Doctrine of Transmigration.

[8] Sabba de-Mishpatim: Love and Reincarnation.

[9] Children Who Report Memories of Previous Lives.

[10] Reincarnation: revisiting the transmigration of souls as systematic and pastoral issue.

[11] Reincarnation: A Critical Examination Paul Edwards.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

‫2 تعليقات

  1. على الرغم من الانتقادات الموجهة لفكرة تناسخ الأرواح إلا أنها تستحق التفكير والتأمل وربما تحل مشكلة وجود الشر في العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!