تساهم القراءة مع الأطفال في تقوية العلاقة بينهم وبين والديهم، وتنقل الأمان والثقة بينهما، وليس هناك أفضل من البدء بقراءة الأدب للأطفال. حيث يتعلم الأطفال من القصص العديد من القيم والمفاهيم المختلفة عن الحياة والمشاعر التي تميزنا كبشر. كما يتعرفوا من خلالها على معاني مثل الخوف والكرم والشجاعة والحب والانتقام والطموح وغيرها. وتساعدهم القراءة في التعرف على مخاوفهم ومواجهتها والتمييز بين الخير والشر. إن القراءة مع الأطفال مهمة كذلك للتوازن العاطفي وتساهم في تطوير قدرات الأطفال العقلية والابداعية. في السطور التالية نقدم بضع نصائح لجعل القراءة المشتركة ممتعة ومحفزة لطفلك.
قبل أن نمضي قدماً علينا أولاً أن نعي جيداً أنه عندما يتعلق الأمر بتعليم وتربية الأطفال لا يجب أن يغفل الآباء عن الاهتمام بالقراءة، ووضعها على رأس الاهتمامات الأولية. وأن دخول الأطفال إلى عالم القراءة لن يتأت بالنصح والإرشاد ولكن بالقدوة. فالأطفال يقلدون، فإذا كانوا يرونك تحمل باستمرار كتاباً بيدك، فمن المحتمل جداً أنهم سيقلدونك. هذا بالإضافة إلى منحهم كتباً، واصطحابهم إلى المكتبات، ودعوتهم إلى الأنشطة الترفيهية التي تتضمن القراءة، ورواية القصص. ومن بين كل هذه الخيارات، هناك خيار فعال بشكل خاص: القراءة معهم. وبهذه الطريقة، فأنت لا تخصص لهم الوقت فقط – وهو أمر يقدره أي طفل – ولكنك تُظهر لهم أيضاً أن القراءة يمكن أن تكون ممتعة ووسيلة للتواصل مع الآخرين.
حدد الكتب المناسبة للعمر
الجانب الأول الذي يجب أخذه في الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالقراء مع الأطفال هو أنه ليس أي كتاب يصلح لهم. فمن الضروري الانتباه إلى أعمارهم عند اختيار الكتب لهم، لأن كل مرحلة من مراحل الطفولة تحدد قدرتهم على الانتباه والفهم والتعلم. ففي حالة الأطفال التي تقل أعمارهم عن عام واحد، فإن الكتب الأكثر جاذبية هي تلك الكتب التي تحتوي على كلمات قليلة والعديد من الرسوم التوضيحية. وإذا كانوا أكبر سناً يمكنك البدء في قراءة الكتب التي تحتوي على محتوى نصي أكثر، ويجب مراعاة وجود الرسوم كذلك.
تعرف على أذواق الطفل
أحد مفاتيح النجاح في اختيار الكتب هو القيام بذلك وفقاً لأذواق الطفل. نحن نريد شراء الكتب التي تبدو لنا مفيدة وتعليمية وهادفة، تلك الكتب التي تتناول موضوعات عن القيم. لكن يجب ألا ننسى ما يحبه الطفل ويفضله. ولا ننسى أننا نحاول تعزيز حب القراءة لدى الطفل في البداية. على سبيل المثال، إذا كان يحب الحيوانات، فإن قراءة كتاب مليء برسومات الفيلة والنمور والحمر الوحشية ووحيد القرن وما إلى ذلك سيكون الحافز المثالي لبدء التفكير في ممارسة جذابة ستبقى معينه طوال حياته.
| اقرأ أيضًا: قصة بياض الثلج والأقزام السبعة: هل كانت مجرد حكاية خيالية؟ |
قم بإنشاء ركن للقراءة
تساعد الهيكلة المكانية الأطفال على تنظيم روتينهم. وربط أي نشاط بمكان معين في المنزل أمر ذي أهمية كبرى. ومثلما يرتبط المطبخ بفعل تناول الطعام، من الضروري أن يكون لديهم مساحة محددة للقراءة. وفي ذلك المكان الذي اخترناه، يجب أن نترك العديد من الكتب على الأرفف وتقسيمها. وبهذه الطريقة يعرف الطفل الصغير أن لديه دائماً قصصاً تحت تصرفه عندما يريد قراءتها أو إلقاء نظرة عليها أو مجرد إلقاء نظرة على رسوماتها التوضيحية. كما يجب أن يكون أمام ركن القراءة كرسي بذراعين أو أريكة أو مقعد ناعم حتى يتمكن من القراءة بطريقة مريحة.
ضع روتيناً للقراءة
على الرغم من أننا يجب أن نمنع الطفل من التفكير في القراءة كالتزام، فمن المستحسن، قدر الإمكان، إنشاء روتين للقراءة لتسهيل عملية أن تصبح القراءة عادة. لذا فمن الأفضل تخصيص حوالي 15 دقيقة يومياً للقراءة المشتركة. وهو وقت يمكن تمديده مع تقدمه في السن وعندما يصبح انتباهه وتركيزه أكثر نضجاً. من المعلوم أن وقت النوم هو اللحظة التي يمكن أن نخصصها للقراءة المشتركة؛ ومع ذلك، يمكن استخدام ساعات أخرى من اليوم للقيام بهذا النشاط، مع الاستفادة من حقيقة أن الطفل أكثر يكون أكثر نشاطاً وتقبلاً مقارنةً بوقت النوم، حيث يكون متعباً جداً ويصعب عليه الانتباه.
| اقرأ أيضًا: روايات عالمية للمراهقين من سن 12 إلى 18 عام لابد من قراءتها |
دع الطفل يختار الكتاب
الآن بعد أن أصبح لديك مكان ووقت للقراءة ومجموعة كاملة من الكتب الشيقة والمناسبة للعمر، فقد حان الوقت لبدء القراءة معه. لبدء النشاط، اجعله أقرب إلى المكان الذي توجد فيه جميع القصص، ودعه يختار من بينها القصة التي يريد قراءتها في ذلك اليوم. وإذا كان متردداً، يمكنك دائماً مساعدته من خلال منحه الاختيار بين عدة خيارات لتسهيل المهمة. وكلما كانت الخيارات محدودة، كان ذلك أفضل. إن اختيار الطفل للكتاب سيجعله يشعر بمزيد من الاستقلالية.
حوّل القراءة إلى لعبة
إن تقديم نشاط القراءة على أنه ديناميكي وممتع سيعزز اهتمام الطفل بالكتب في وقته الحالي وفي مستقبله. وللقيام بذلك، اقترب منه قدر الإمكان، لأن الابتعاد كثيراً سيجعل التجربة “باردة” وتشبه فصلاً دراسياً بدلاً من لحظة خاصة ومشتركة مع الطفل. سيساعد القرب أيضاً الطفل على التفاعل بشكل أكبر مع الكتاب ومعك. ادعوه للمشاركة في القراءة من خلال مناقشة الرسوم التوضيحية معه، وكلفه بمهمة قلب الصفحات، وربط ما يحدث في الكتاب بأشياء في الحياة اليومية وبخبرته الخاصة، على سبيل المثال، سؤاله عما الشخص الذي يعرفه ويشبه بطل القصة. كذلك يمكنك بتغيير نغمة القراءة والصوت، فلا شيء يضاهي تحويل القراءة إلى شيء ترفيهي بالنسبة للطفل. يمكنك كذلك أن تقوم بتمثيل بعض مشاهد القصة لإضفاء المزيد من الحيوية.
| اقرأ أيضًا: روايات عالمية سهلة القراءة تشد انتباهك من الصفحات الأولى |
في الختام لا يسعنا سوى القول إنه باتباع هذه النصائح يسهل على الطفل التوقف عن النظر إلى القراءة على أنها شيء سلبي، والبدء في اعتبارها ممارسة إيجابية. وعليك أن تعلم أنه لا يوجد شيء أكثر قيمة لقضاء الوقت فيه مثل القراءة مع الطفل، وسترى نتائج ذلك عندما تصبح القراءة عادة لدى طفلك.
الأطفال هم امل المستقبل.. شكرا على المجهود
نعم معك حق، لذا يجب الاعتناء بهم جيداً