ماذا يعني النجاح الحقيقي؟

You are currently viewing ماذا يعني النجاح الحقيقي؟
الطريق إلى القمة

ما هو النجاح؟ قد يبدو هذا السؤال بسيطاً لك، ولكن الإجابة عليه أكثر تعقيداً وأهمية مما تعتقد، نظراً لأن الفكرة التي لديك حول ماهية النجاح يمكن أن تساعدك على تحقيقه أو تحبطك في محاولتك. ولذلك أدعوك عزيزي القارئ لتشاركني هذه الرحلة لنتعرف سوياً على هذا المفهوم المعقد.

ماذا يعني أن تكون ناجحاً؟

قبل الخوض في تعريف النجاح لنفترض ما يلي: أراد أحد الأشخاص أن يصبح مسؤولاً تنفيذياً لإحدى الشركات الكبرى. إنه الآن موظف صغير، لكنه مدفوع برغبة شديدة في النجاح في حياته المهنية، لذا قرر أن يترك كل شيء وراءه ويسعى للعمل بجد ومثابرة لتحقيق ذلك. مرت سنوات طويلة حتى حقق ما أراده وأصبح بالفعل مسؤولاً تنفيذياً كبيراً يمتلك المال والسلطة واحترام الآخرين. يبدو أنه حقق النجاح بالفعل. لكن الوحدة والإرهاق جعلاه يتساءل عما إذا كان الأمر يستحق كل ذلك العناء، فلقد أدرك أنه في سبيل تحقيق النجاح في عمله فقد كل شيء آخر. ليطرح على نفسه هذا السؤال: هل كنت حقاً ناجحاً؟

من هذه القصة يمكننا أن نستنتج أن أهم شيء ليس أن تنجح في شيء معين تفعله، ولكن أن تحقق النجاح بشكل عام في حياتك ككل. هذا هو النجاح في الحياة وهو ما يقودنا إلى حياة مرضية وذات مغزى. ونعني بذلك أن تحقق النجاح في جميع مجالات الحياة سواء على مستوى الحياة المهنية أو الشخصية أو الاجتماعية، فهذا هو الأهم.


الطريق الى النجاح

الطريق إلى النجاح
طريق تحقيق الأهداف ليس مفروشاً بالورود

يُعرف النجاح بأنه تحقيق الهدف المنشود، ولتحقيق النجاح عليك أن تبدأ بتحديد هدف وخطة لتحقيق الهدف. هذا هو الجزء الأكثر أهمية والأكثر صعوبة في الوقت ذاته، لأنه إذا سعيت وراء الهدف الخطأ فقد يتطلب الأمر الكثير من العمل لتصحيحه. في البداية عليك أن تطرح الأسئلة التالية على نفسك:

  • ماذا تريد؟
  • هل هذا ما تريده حقاً أم أنه ما يريده الآخرون لك؟
  • ما هي دوافعك؟ ولماذا تريد تحقيق هذا الهدف؟
  • هل يتداخل هذا الهدف مع مجالات مهمة أخرى في حياتك، مما يؤثر سلباً عليها؟
  • هل هدفك مبني على قيمك الشخصية؟
  • ما الذي يمكن أن يجلبه لك عندما تصل إلى هذا الهدف؟ وهل ما سيجلبه لك شيئاً مهماً؟
  • هل الهدف متناغم مع حياتك ككل؟ وهل سيساعدك في الحصول على حياة أكثر نجاحاً؟
اقرأ أيضًا: مهارات التفكير الإبداعي: ​​تعريفها وخصائصها، وكيفية تنميتها

صفات الشخص الناجح

صفات الشخص الناجح
مواصفات الشخص الناجح

يتمتع الأشخاص الناجحون بالعديد من الصفات التي مكنتهم بالفعل من تحقيق النجاح، وهذه الصفات يشترك فيها جميع من حقق نجاحه، وهي ما يلي:

  1. العمل بجد

    هذه الصفة ملازمة لأي شخص ناجح، فهو يقضي ساعات وأيام وشهور وسنوات في التدرب والعمل من أجل الوصول إلى غايته، ويفعل ذلك باستمرار ليس فقط عندما يشعر بالرغبة في ذلك.

  2. اكتساب الخبرة بمرور الوقت

    احتاج معظم الأشخاص الأكثر نجاحاً إلى ممارسة تصل إلى عشر سنوات في المتوسط قبل تحقيق النجاح. وهذا صحيح فحتى الأطفال الموهوبين استمروا في التدرب لمثل هذه الفترة حتى حققوا النجاح في النهاية، على سبيل المثال بوبي فيشر بطل العالم في لعبة الشطرنج الذي حصل لقب الأستاذ الكبير في سن 16 عاماً، لكنه كان يتعلم ويمارس هذه اللعبة منذ أن كان عمره سبع سنوات.

  3. تحدي العقبات

    الوصول إلى النجاح لا يتأت بين يوم وليلة، والحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فهناك العديد من العقبات التي نواجهها جميعاً، وهذا ما يحدث كذلك مع الأشخاص الناجحين، فلقد كان لديهم جميعاً إخفاقات كبيرة على طول الطريق. على سبيل المثال، تم رفض أول رواية هاري بوتر من قبل 12 ناشراً قبل أن تحقق هذا النجاح العالمي، وكذلك تم طرد مايكل جوردان من فريق كرة السلة في المدرسة الثانوية، ومع ذلك فهؤلاء هم الأشخاص الذين ثابروا وتحدوا جميع العقبات واستمروا في العمل حتى حققوا النجاح في النهاية.

  4. الثقة بالنفس والكفاءة الذاتية

    يعتقد أنجح الناس أن جهودهم ومثابرتهم ستقودهم إلى النجاح، لأنهم تعلموا القيام بذلك منذ الطفولة. أي لديهم شعور بالكفاءة الذاتية. فهم يعتقدون أن بإمكانهم فعل ذلك، وسوف يفعلون ذلك، ولذا يعتقدون أن الأمر يستحق الجهد والعمل الجاد. وخلال طفولتهم حصلوا على الدعم والتشجيع اللازم من قبل والديهم ليمضوا في طريقهم وهم واثقون في ذواتهم وقدرتهم على مواجهة جميع التحديات.

اقرأ أيضًا: عبارات تحفيزية قصيرة عن النجــاح وتحــقيق الـذات لها تأثير السحر

النجاح والسعادة

يعتقد الكثير من الناس أن تحقيق النجاح يؤدي بالضروري إلى الشعور بالسعادة، لكن العكس هو الصحيح في كثير من الأحيان. حيث تجعل السعادة والعواطف الإيجابية تحقيق النجاح أكثر احتمالاً. يميل الأشخاص السعداء إلى أن يكونوا أكثر نجاحاً في جميع مجالات حياتهم، وتأتي سعادتهم من مشاعرهم الإيجابية. فإذا سيطرت على المرء المشاعر السلبية مثل اليأس والخوف والاستسلام سرعان ما يفشل في تحقيق الهدف، أما بالنسبة لهؤلاء الذي يتمتعون بالمشاعر الإيجابية مثل القوة والإرادة والشجاعة والمثابرة فهذه المشاعر تدفعهم إلى العمل بنشاط أكبر لتحقيق أهدافهم.

تشير بعض الأبحاث والدراسات إلى أن السعادة تؤدي إلى سلوكيات تفضل النجاح في العلاقات والعمل والصحة والحياة بشكل عام. ومن المرجح أن يتمتع الأشخاص السعداء بعلاقات اجتماعية وزوجية مُرضية، ودخل أعلى، وأداء أفضل في العمل، وصحة أفضل، وحياة أطول. لذلك فإن معرفة كيفية توليد المشاعر الإيجابية هو أحد العوامل التي يمكن أن تساعدك على تحقيق النجاح.

اقرأ أيضًا: كيف تكتسب المرونة في مواجهة الصعوبات؟

أسس النجاح

أسس النجاح الحقيقي
الأساس الذي يستند عليه الوصول إلى القمة

يجب أن يقوم النجاح على أساس متين يتكون من الجوانب التالية:

تغطية الاحتياجات الأساسية

إذا لم يكن لديك المال اللازم للمعيشة وكان شاغلك الرئيسي هو الطريقة التي ستأكل بها كل يوم، فلن يكون لديك طاقة متبقية لتحقيق حياة ناجحة. لذلك تتمثل الخطوة الأولى في ضمان وجود قاعدة مادية يمكن البدء منها. بمعنى أن تبحث في البداية على أن يكون لديك مكان للعيش ودخل شهري كافِ ومستقر. بعد ذلك يمكنك البدء في الصعود إلى القمة.

الحفاظ على الصحة الجسدية

يعني هذا الأمر ضرورة الاعتناء بالنفس والصحة الجسدية، وتناول الطعام بشكل صحيح، وممارسة الرياضة، باختصار عيش حياة صحية، سيمنح هذا الأمر الطاقة الكافية لمتابعة أهدافك في الحياة.

الحفاظ على الصحة النفسية والعاطفية

تشتمل الصحة النفسية والعاطفية على عدد من الأمر التي يجب عليك تطويرها قبل البدء في مشوارك. على سبيل المثال، عليك معرفة نفسك جيداً وماذا تريد، وما يمكنك فعله. أي أن عليك التعرف على إمكاناتك الحقيقية وقبول الذات ومعرفة كيفية إدارة عواطفك والتحكم في التوتر والقلق.

تنمية العقل

إذا أردت تحقيق النجاح عليك أن تحافظ على لياقتك العقلية من خلال القراءة والتعلم والتفكير والحصول على خبرات جديدة والانفتاح على جميع الأفكار ووجهات النظر، وابتكار الأهداف ومتابعتها.

تنمية العلاقات الاجتماعية

إن وجود علاقات إيجابية في حياتك مع الأشخاص الذين يهمك أمرهم ويهتمون بك، والذين يساعدونك ويقدمون لك أفكاراً جديدة، والذين تشارك معهم نجاحاتك أو إخفاقاتك هو أحد أهم الأسس. لذلك عليك الحفاظ على علاقاتك الاجتماعية مع هؤلاء، لأنهم سيمثلون لك مصدراً للدعم والتشجيع لا ينضب له معين.

الإحساس بالمعنى والهدف في الحياة

هذا يعني أن لحياتك معنى، وأنك تفعل أشياء تمنحك شيئاً ولها معنى بالنسبة لك.


وإلى هنا نرجو أن نكون قد وفقنا في التعرف على ماهية النجاح، والقواعد الأساسية التي يجب أن يعرفها القارئ قبل المضي قدماً في تحقيق الهدف المنشود. أما بالنسبة للخطوات التالية فيمكنك الاطلاع عليها في هذا القسم لعلها تساعدك في رحلتك الشاقة.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    مقال اكثر من رائع

اترك تعليقاً