ثقافة

عادات القراءة: 12 توصية وأفضل 10 كتب للتشجيع على القراءة

الجميع يتحدث عن أهمية القراءة وكيف تكتسب عادة القراءة؟ ربما الشرط الأول للاكتساب هذه العادة هو الرغبة في ذلك. أما إذا توافرت الرغبة والإرادة فيمكن لهذا المقال أن يساعدك في اكتساب عادات القراءة. لقد قال خورخي لويس بورخيس، أحد أعظم كتاب أمريكا اللاتينية في القرن العشرين حين كان يتحدث عن أهمية القراءة: “ما يجعل المرء عظيماً هو ما يقرأه وليس ما يكتبه”. فإذا كنت تفكر فيما يجب أن تفعله، فستجد في هذه المقالة 12 توصية وكتاباً لتتعلم كيف تصبح قارئاً، لكن عليك ألا تيأس من المحاولة.

12 توصية لاكتساب عادة القراءة

لنبدأ بتعريف العادة. إن العادة هي ممارسة روتينية سلوكية تتكرر بصفة دورية دون وعي. أما فيما يتعلق بمسألة المدة التي يستغرقها اكتساب عادة ما، فهناك العديد من النظريات حولها، ووفقاً لكلية لندن الجامعية، يمكن أن يتراوح اكتساب عادة ما بين 18 و254 يوماً.

إذن ما هي عادة القراءة؟ إنها قراءة كتاب بشكل يومي، وتحويل هذا الأمر إلى عادة يومية طبيعية، والشرط الأساسي لتحقيق ذلك كما أشرنا آنفاً هو امتلاك قوة الإرادة والإيمان بتحقيقه. وفي القسم التالي ستجد نصائح لاكتساب عادة القراءة وضعها عدد من المؤلفين والمتخصصين في علم النفس.

  1. اختيار الوقت المناسب

    لنبدأ مع إدارة الوقت. فما عليك في البداية إلا أن تجلس للحظة وتحدد مقدار الوقت الذي تريد أن تقضيه على كتاب ما. ومن الضروري أن تكون واقعياً وألا تبالغ أو تضع أهدافاً لن تتمكن من تحقيقها. لذا اختر أولاً وقت محدد من اليوم، يمكن أن يكون بعد الإفطار أو الغداء أو العشاء على سبيل المثال. ثم ابدأ بـثلاثين دقيقة فحسب، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فحاول زيادة عدد دقائق قراءتك اليومية حتى تتمكن من قراءة كتاب كامل.

  2. اختيار الكتاب المناسب

    لا يعني الكتاب المناسب أنه كتاب مهم بالضرورة، لكن الكتاب المناسب هنا يعني الكتاب الممتع الذي لا ترغب في تركه. ففي مرحلة ما مراحل الحياة ربما أصابك الفضول لقراءة كتاب ما، فتقول: “أود أن اقرأ هذا الكتاب” لكن حينها لم تكن لديك الرغبة في القيام بذلك. لذا حان الوقت! عليك الحصول على هذا الكتاب، وأحمله معك أينما ذهبت، وكل تسنى لديك وقت فراغ اقرأ منه القليل. أما إذا لم يستحضر عقلك كتاباً معيناً فعليك الاستمرار في قراءة المقال لتصل إلى القسم الخاص بالكتب التي تشجعك على اكتساب عادة القراءة.

  3. القيام بعمل قائمة

    بعض نصائح القراءة التي يوصي بها المتخصصون هي إعداد قائمة بالكتب التي ترغب في قراءتها على المدى القصير والمتوسط ​​والطويل. خذ بعض وقت الفراغ واذهب للبحث عن بعض عناوين الكتب التي ترغب في قراءتها، ثم اصنع قائمة بهذه العناوين. وعندما تشرع في قراءة أحدهم اشطبه من القائمة، وهكذا حتى تنتهي القائمة. فتعود مجدداً لصنع قائمة جديدة. أما بالنسبة لمعرفة الكتب الجيدة، فيمكن سؤال الناس من حولك، أو البحث على الانترنت.

  4. اختيار المكان المناسب للقراءة

    إحدى أهم عادات القراءة. حيث يجب أن تتم القراءة الشخصية في مكان هادئ، بدون ضوضاء كثيرة وفي مكان تشعر فيه بالراحة. لذا كل ما عليك هو اختيار مكاناً في منزلك يتسم بالهدوء والسكينة حتى تستطيع القراءة دون انقطاع وبلا مشتتات. وربما يمكنك اختيار أريكتك المفضلة والجلوس عليها وفرد ساقيك وتناول فنجان من القهوة أو الشاي والبدء في الاستمتاع بالقراءة والغوص في رحلة لن تنساها.

  5. التخلص من الملهيات

    نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي، وربما يضيع الكثير من الوقت على هذه الأخيرة. لذا قبل الشروع في القراءة عليك أن تتخلص من هذه الملهيات. وحاول الاستفادة قدر الإمكان بهذا الوقت المهدور عليها في قراءة أشياء مفيدة. وعليك أن تعرف أضرار استخدام هذه المواقع على الذهن، فلقد أثبتت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة قوية بين الاستخدام المفرط للهاتف وبين ضعف الانتباه والذاكرة. لذا ألق بكل هذه الملهيات جانباً وبهذه الطريقة ستزيد ساعات قراءتك.

  6. تحديد الأهداف لاكتساب عادة القراءة

    من الأفكار الرائعة التي تحفزك على مواصلة القراءة تحديد الأهداف. لذا عليك تنظيم الوقت الذي تنوي فيه إنجاز بعض الكتب. على سبيل المثال: بين الآن والشهر القادم سأقرأ ثلاثة كتب، وهكذا. هذا الأمر سيساعدك ويحمسك. لكن عليك ألا تفكر أثناء القراءة في الوقت الذي تنتهي فيه من الكتاب. فإن التفكير في هذا الأمر يشتت الانتباه ولا يسمح لك بالاستفادة مما تقرأه.

  7. القيام بالقراءة النشطة

    من أهم عادات القراءة هي القراءة النشطة، وهي من أهم أنواع القراءة. ويقصد بالقراءة النشطة التفكير وإعمال العقل أثناء القراءة، فلا تكن مستقبل فحسب لأفكار الكاتب ومستلماً لها، بل حاول أن تنتقد وتتعلم وتراجع المعلومات التي تستقبلها. ويمكنك القراءة النشطة من خلال تسليط الضوء على العبارات التي تقرأها وإضافة ملاحظات على أجزاء الكتاب، وكتابة بعض التأملات حولها من خلال الاحتفاظ بدفتر يوميات صغير. أما إذا كنت تقرأ من هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي، فإننا نذكرك أن هناك العديد من التطبيقات التي لها وظيفة وضع خط تحت العبارات، وإضافة بعض التعليقات.

  8. الاحتفاظ بدفتر ملاحظات

    هذا الأمر مهم جداً من أجل التمتع بتجربة القراءة النشطة، لذا ما عليك سوى الاحتفاظ بدفتر يوميات للقراءة. سجل فيه تعليقاتك والكتب التي تريد قراءتها واحتفظ بداخله بأفضل العبارات التي أثرت بك، وبالمعلومات الجديدة التي اكتسبتها ولم تكن على علم بها. كل هذه الأمور ستساعدك من وقت لآخر على معرفة ما اكتسبته أثناء القراءة.

  9. القراءة بدون ضغط

    هل بدأت كتاباً لم يجذب انتباهك؟ في كثير من الأحيان يحدث هذا الأمر، ولكن ليس معنى أن الكتاب لم يجذب اهتمامك إنه كتاب غير مفيد، ربما يكون غير ممتع فليس جميع الكتاب متماثلين في الأسلوب. لن أقول لك الكتاب الذي لا يعجبك اتركه واقرأ غيره. لكني سأنصحك بنصيحة من أشهر نصائح القراءة المعروفة وهي “قاعدة الخمسين”. تقول هذه القاعدة أن عليك أن تقرأ أول خمسين صفحة من الكتاب وإذا لم يعجبك بعدها اتركه وأذهب للكتاب التالي في قائمتك. وعليك أن تدرك أن القراءة دون ضغط من أهم عادات القراءة.

  10. اقرأ لكاتب ما

    لكي تصبح القراءة عادة إقرأ لكاتب ما. فإذا قرأت لأحد الكتاب وأعجبك ما يقوله، فلا تتردد حاول أن تقرأ له أعمالاً أخرى. فكر في مقدار المتعة التي ستحصل عليها من مشاركة قصة مع شخص ما وحتى قراءة المزيد له. وبهذه الطريقة يمكنك تشجيع الأشخاص الأقرب إليك على عادة القراءة.

  11. الحصول على رفيق للقراءة

    إحدى أهم عادات القراءة، فبعض الأنشطة تصبح أخف وزناً وأكثر متعة عندما تقوم بها كفريق. حاول العثور على زميل قارئ، شخص يمكنك مشاركة الكتب معه ومناقشتها. ألن يكون من الرائع مشاركة ذوقك وانطباعاتك مع شخص ما؟ لذا، شجع هذا الصديق على تشكيل فريق قراءة. هذا الأمر لن يجعلك متحمساً للقراءة فحسب، بل إن مناقشة ما تقرأه مع شخص آخر يزيد من فرصة تثبيت المعلومات التي حصلت عليها في عقلك.

  12. القيام بزيارة مكتبة أو متجر للكتب المستعملة

    لا تزال للكتب الورقية متعة خاصة، على الرغم من انتشار الكتب الالكترونية على نطاق واسع. لكن مع ذلك عليك أن تخرج لزيارة مكتبة قريبة منك أو على الأقل متجر لبيع الكتب المستعملة. وهذا الأخير يعج بكنوز لن تحصل عليها في أماكن أخرى. يمكنك هناك إلقاء نظرة على الكتب، واختيار الأفضل بالنسبة لك.

اقرأ أيضًا: أفضل الروايات الرومانسية في التاريخ مع نبذة عن كل رواية

الكتب التي ستساعدك على أن تكتسب عادة القراءة

كتب للمبتدئين لاكتساب عادات القراءة
كتب للمبتدئين لاكتساب عادات القراءة

هناك مجموعة متنوعة من الكتب القادرة على مساعدتك في الحفاظ على عادة القراءة. ومع ذلك، قررنا عمل مجموعة من ثمانية أعمال ستضيفها بالتأكيد إلى قائمتك.

  1. الأمير الصغير

    إذا كنت تتساءل عن الكتب التي يمكنها مساعدتك على الحفاظ على عادة القراءة يمكنك البدء بقراءة الأمير الصغير. وعلى الرغم من إنه يعتبر كتاباً للأطفال إلا أنه للكبار أيضاً، فهو مليء بالمقاطع والرسوم التوضيحية الفريدة القادرة على جذب الانتباه. وهذه الرواية هي واحدة من أكثر الأعمال قيمة في التاريخ. كتبها أنطوان دو سانت إكزوبيري ونُشرت عام 1943. يمكنك أن تجد فيه تأملات في الحب والحياة والوقت. بدون شك، من الأفضل أن تبدأ به.

  2. مدام بوفاري

    إذا كنت تبحث عن كتاب غامض ومثير للاهتمام بعيداً عن الرومانسية: فإن رواية مدام بوفاري مثالية. إنها رواية واقعية كتبها الكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير عام 1856. وهي من الروايات العالمية المشهورة في جميع أنحاء العالم، كما إن القصة تصبح أكثر إثارة للاهتمام كلما تعمقنا في أحداثها. بينما تبتعد عن كل الأنماط التقليدية وتظهر كيف أن المرأة غير راضية عن زواجها أو عن حياتها، لذلك فهي تبحث عن طرق لتلبية احتياجاتها الخاصة.

  3. بيت الأرواح

    واحدة من القطع الأدبية الرائعة التي كتبتها الكاتبة التشيلية إيزابيل أليندي. وتعد كذلك من أشهر الروايات في العالم. أما السبب وراء التوصية بقراءتها فذلك لأنها تحتوي على العديد من الشخصيات والقصص التي تجعلك تغوص في أحداثها. ومع ذلك، فهو أحد أفضل الكتب في أدب أمريكا اللاتينية لوصفه وواقعيته السحرية.

  4. العجوز والبحر

    رواية العجوز والبحر واحدة من روائع الكاتب الغني عن التعريف ارنست هيمنجواي. وهي رواية قصيرة تدور أحداثها حول صياد فقير يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، فهو يذهب للصيد كل يوم ولا يعود بسمكة واحدة. لكن ذات يوم تحدث مفاجأة تقلب حياته رأساً على عقب. أما السبب وراء التوصية بقراءتها لأنها مغامرة شيقة وتكمن وراءها الكثير من الرمزيات.

  5. مزرعة الحيوان

    رواية رمزية من روايات الكاتب الإنجليزي جورج أورويل. تدور أحداثها حول اجتماع حيوانات المزرعة للتخلص من سطوة صاحبها. لتبدأ الحيوانات في الانتقام من صاحب المزرعة ثم تنتخب من بينهم رئيساً. تحمل الرواية رمزيات سياسية عديدة. وهي مناسبة للحفاظ على عادات القراءة.

  6. الخيميائي

    تعد رواية الخيميائي واحدة من روائع باولو كويلو، وهي ضمن الكتب الأكثر مبيعاً في العالم. تدور أحداث الرواية حول راعي يحلم حلماً متكرراً، فيترك عمله ويذهب في رحلة إلى مصر للعثور على الكنز الذي رأه في حلمه. أحد أكثر القصص الشيقة التي يمكن أن تتعلم منها الكثير عن الحياة.

  7. عالم صوفيا

    تعد رواية عالم صوفيا للكاتب الدنماركي جاستين غاردر واحدة من الروايات التي يقدم فيها الفلسفة الغربية بطريقة شيقة. تدور أحداث الرواية حول معلم الفلسفة الذي يرسل رسائل عبر البريد لصوفيا ليعلمها الفلسفة خطوة بخطوة. إنها أحد الروايات الأكثر مبيعاً في العالم وهي تساعد المهتمين بالفلسفة وغيرهم على فهمها.

  8. القوانين الروحية السبعة للنجاح

    تعد كتب التنمية الذاتية أيضاً رائعة في تعزيز حب القراءة وعاداتها. أحد أشهر هذه الكتب هي “القوانين الروحية السبعة للنجاح”، التي كتبها المتحدث ديباك تشوبرا. يعيد المؤلف ذكر شعار متابعة الأحلام ولكن من زاوية أخرى: مراعاة الطبيعة البشرية.

  9. العادات السبع للناس الأكثر فعالية

    كتاب أخر من كتب التنمية الذاتية. صدر هذا الكتاب عام 1989 وقد باع أكثر من 25 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم منذ نشره، وقد يرجع نجاحه إلى حقيقة أن ستيفن آر كوفي حاول مساعدة القراء على تبني مجموعة من القيم الخالدة والعالمية لمساعدتهم في خلق عادات يمكن تطبيقها على أي موقف.

  10. دع القلق وابدأ الحياة

    واحد من أهم الكتب التي يمكنها مساعدتك على رؤية الأمور بمنظور مختلف. في هذا الكتاب الذي كتبه ديل كارنيجي يشرح فيه بأسلوب شيق كيف يفسد القلق والتوتر حياة الناس. بينما يستعرض فيه قصص حقيقية لتجارب العديد من الأشخاص، كما أن به نصائح فعالة للتخلص من العديد من الأمراض النفسية السائدة في العصر الحالي.

اقرأ أيضًا: روايات عالمية للمراهقين من سن 12 إلى 18 عام لابد من قراءتها

لقد راعينا في اختيار هذه القائمة الخاصة بالكتب أن تكون مترجمة إلى اللغة العربية. لذا لا تقلق فكل ما ذكرناه من كتب في هذا المقال متوفرة سواء في المكتبات أو على مواقع الانترنت. أما الآن، وبعد هذه النصائح، ستكون جاهزاً لتكتسب عادة القراءة وتحسينها، والبدء في تتبع جميع الكتب التي قرأتها. ولا تنس أن تعزيز عادة القراءة يعتمد عليك دائماً.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

‫2 تعليقات

  1. اوافق تماما النصاءح حول الترغيب في القراءة من حيث اختيار التوقيت و الكتاب واقترح رح وايات غارسيا ماركيز وحنا مينا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!