فن

مراجعة فيلم Martyrs: تحفة رعب باردة لن تستطيع تحملها

فيلم Martyrs هو أحد أفلام الرعب الفرنسية التي تحمل فكرة رائعة، إلا أنه يعج بالكثير من المشاهد الدموية التي لا يستطع البعض تحملها. في هذا المقال نناقش فكرة ومراجعة فيلم Martyrs.

تحذير: هذا الفيلم لا يصلح للمشاهدة العائلية مطلقاً

قصة فيلم Martyrs

تدور أحداث الفيلم حول لوسي – ميلين جامبانو – التي تهرب من مسلخ مهجور وهي شبه عارية وعلى جسدها آثار تعذيب غريبة. تنتقل لوسي إلى دار أيتام ويكافح كل من يعمل فيها لمعرفة ما حدث لها. وهناك تصادق آنا – مرجانة العلوي – التي تكافح أيضاً لفهم إذا ما كانت مخاوف لوسي وما تراه من أشباح حقيقية أم متخيلة.

يقفز فيلم Martyrs  إلى الأمام بعد خمسة عشر عاماً على دخول لوسي دار الأيتام ليقدم لنا عائلة راقية تبدو طبيعية. هذه العائلة تتكون من أب وأم وطفليهما. تبدو في الظاهر عائلة لطيفة ومرحة. وفي تلك اللحظة التي تتناول فيه العائلة إفطارها يدق جرس الباب. لينهض الأب لفتحه فإذا بها لوسي تحمل بندقية وترديه قتيلاً بطلقة واحدة. ثم تدخل إلى المنزل لتقتل كل من فيه. ثم تتصل بصديقتها آنا لتخبرها أنها تعرفت على معذبيها من خلال صورتهم في الجريدة. كما تخبرها بأنها قتلتهم جميعاً.

في ذلك الوقت تنطلق آنا مسرعة إلى مكان صديقتها في محاولة منها لمحو آثار الجريمة الشنعاء. وخلال محاولتها يحضر إلى المنزل بعض الشخصيات المريبة ليقتلوا لوسي، ويأسروا آنا. ثم يحملونها معهم إلى سرداب تحت نفس المنزل ليقوموا بتعذيبها مثلما فعلوا من قبل مع صديقتها. وهنا نجد أن المنزل وشاغليه السابقين وعالم من الطبقة العليا يجرون تجارب على الناس منذ أمد بعيد من أجل معرفة ماذا يحدث بعد الموت. وعندما تصل آنا إلى تلك المرحلة المفترض أنها رأت فيها العالم الآخر بعد تعذيبها طويلاً تأتي إليها سيدة، وتهمس لها كي تخبرها بما رأته. وبالفعل تقوم آنا بإخبارها بما رأته بالفعل. ولكن عن طريق الهمس فلم يسمع أحد ما قالته آنا سوى هذه السيدة.

تحضر العديد من شخصيات هذه الطبقة من أجل الكشف عن السر الخطير الذي أباحت به آنا إلى السيدة. وعندما يذهب إليها مقدم الحفل ليطلب منها الحضور تتحدث إليه من خلف باب غرفته وتقول له: هل تعلم ماذا يحدث بعد الموت؟ فيرد عليها بأنه لا يعرف. وفي تلك اللحظة تقول تخبره أن يبقى على جهله ثم تقتل نفسها برصاصة.

مراجعة فيلم Martyrs

على الرغم من أن فيلم Martyrs لم يقدم أية إجابات حتى وإن كانت متخيلة، إلا أنه قدم فكرة رائعة. ولا توجد طريقة سهلة لوصف ما ستشاهده وما تشعر به خلال هذا الفيلم بخلاف كونه اختباراً حقيقياً لقدرة التحمل وتحفة رعب باردة. حيث يبدأ بإيحاء الرعب النفسي. ولكن بعد ذلك ينحدر إلى مستويات من الوحشية لا يمكن وصفها حقاً.

وعلى الرغم من أن فيلم Martyrs هو فيلم رعب في الأساس إلا أنه يستحضر التعصب الديني والهوس والانتقام وغسيل الأدمغة. لذا فهذا الفيلم لديه ما يقوله وسط العدم. لكن ليس فقط العنف والقهر والصدمة التي تصيب المشاهد. بل أيضاً التأثير النفسي للعنف والعقيدة والعزلة التي تلعب دوراً في نفسية وأفعال الشخصيات الرئيسية الثلاثة. وهو تطور غير متوقع في أول عشرين دقيقة يذهلك ويجعلك تتساءل عما سيأتي. فبحلول الوقت الذي ينتهي فيه الفيلم، سوف تتساءل عن أشياء كثيرة؛ ليس فقط ما شاهدته للتو، ولكن أيضاً طبيعة الإنسانية وقدرتها على أن تكون غير إنسانية تماماً وبشكل مطلق.

فيلم رعب وحشي

هناك قول مأثور في عالم الأدب والسينما يقول: “ثق بالقصة، وليس الراوي”. لذا إذا تمت قراءة عمل ما بطريقة معينة من قبل معظم الناس، فهذا هو ما هو عليه بالفعل، بغض النظر عما يقوله منشئ القصة. هنا نجد أن الجميع اتفق على أن فيلم Martyrs يعطي منظور يتجاوز التعذيب والإباحية وصولاً إلى فكرة العبادة نفسها. فنهاية الفيلم تثبت هذا الأمر. حيث يبدو أن آنا وصلت إلى حالة من التعالي أو على وجه التحديد وصلت إلى حالة أعلى من الوجود نتيجة الصدمة الشديدة التي عانت منها أثر هذا التعذيب. ورغم أننا لم نعرف ما همست به آنا إلى السيدة إلا أنه من الممكن أن يكون بعض الأوهام أو ربما يمكن تفسيرها على أنها رؤية فيما وراء الحجاب.

يحتوي فيلم Martyrs على الكثير من الحبكات الدرامية لدرجة أن ما ورد أعلاه لا يعطي حتى فكرة عما يدور حوله. فهناك الكثير مما يحدث بشكل مفاجئ. ومع ذلك، هذا شيء عليك أن تراه بنفسك. لذا فالكلمات وحدها لا تستطيع وصف تجربة هذا الفيلم. فهو مروع، مرعب، عنيف، وحشي، مجنون.

أثناء فيلم Martyrs، نتساءل عما إذا كان الأمر يتطلب الكثير من العنف لسرد قصة، لكن سينما الرعب لا تعيش فقط من تناسقها السردي، بل تعيش أيضاً من العاطفة والبلاء والضيق الذي يثيره هذا النوع من الأفلام، فإذا أخذنا ذلك في الاعتبار، فإن هذا الفيلم يحقق هذا الغرض تماماً. لكن هذا التعذيب الإباحي هو موجة من أفلام الرعب التي يبدو أن العديد من صانعي الأفلام قد أشعلوها. حيث تتميز بساديتها، التي يتم التعبير عنها في مشاهد التعذيب والتشويه، والكثير من العري، وهذا النوع الفرعي ينمو وسط الرعب.


في الختام وبعد مراجعة فيلم Martyrs لابد من التنويه مجدداً بأن هذا الفيلم لا يصلح للجميع، فهو أحد أفلام الرعب الأكثر إثارة للصدمة والقسوة، وربما يحفل سجل السينما الفرنسية بهذا النوع من الأفلام. لذا فإذا فهو فيلم لن يستطيع الكثير مشاهدته.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

‫6 تعليقات

  1. اكثرر فيلم فشعر بدني منه من شفته حنى تعبت نغسيتي من شفت القساوه الي بيه جدد مخيف ووحشي

  2. لا تناسب أفلام الرعب أذواق البعض، كما أن الكثير منها ليس جديراً بالمشاهدة، لكن قلة منها تحمل أفكاراً جيدة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!