الإحساس بالألم .. نعمة أم نقمة؟

You are currently viewing الإحساس بالألم .. نعمة أم نقمة؟
أهمية الإحساس بالألم

تقول الحكمة أن “الإحساس نعمة”.. لكن هل تعلم أن الإحساس بالألم هو نعمة ورحمة في الوقت ذاته. فالألم ليس عقاباً كما يعتقد الكثير، فهو ما يبقي الإنسان على قيد الحياة. في السطور التالية نتعرف على أهمية الإحساس بالألم بشكل أكثر تفصيلاً. ثم نستعرض حالة تعاني من عدم الإحساس بالألم لتوضيح أهميته في حياة الإنسان.

الألم وسيلة للبقاء على قيد الحياة

منذ قديم الزمان عانى الإنسان من الإحساس بالألم. وما أكثر ما كره ذلك الشعور الأليم والضعف الذي يصاحبه، لكن على الرغم من إنه إحساس غير محبب يتولد في بعض خلايا الجهاز العصبي المركزي، وقد يستطيع الإنسان احتماله وقد لا يطيقه فهو العدو الثاني لكل مخلوق بعد الموت. إن الإحساس بالألم هو إنذار بوجود مرض ما في الجسم يجب مقاومته، والتصدي له. كما إنه يصاحب الإصابات والجروح. لذا يشعر به الطفل الوليد والشيخ الكبير وجميع الكائنات الحية، فهو الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.


عدم الإحساس بالألم يُهلك الإنسان

إن عدم الإحساس بالألم قد يؤدي إلى هلاك الإنسان في كثير من الأحيان، فالإحساس به لغة الجسم ضد أعدائه من كل مؤثر. حيث أن تألم المريض يجعل المحيطين به يسارعون إلى الاهتمام به، والبحث له عن علاج. كما أن الألم ونوعه ومكانه وطرق انتشاره وتأثيره على مناطق أخرى من الجسم هي العوامل المساعدة على التشخيص السليم الذي يعجل بالشفاء.

اقرأ أيضًا: الجهاز المناعي للإنسان: التعريف، والمكونات، والوظائف

مستقبلات الألم

لقد أمد الله الإنسان بحوالي ثلاثة ملايين نقطة تعرف باسم مستقبلات الألم. تنتشر هذه المستقبلات على السطح الخارجي للجلد وتمثل خط الدفاع الأول للجسم، وهي عبارة عن نهايات من الأعصاب ينتقل الإحساس من خلالها إلى العمود الفقري ثم إلى المخ الذي يرسل رسائله إلى هذه المستقبلات فيشعر الإنسان بالألم.

ولا يقتصر وجود هذه المستقبلات على السطح الخارجي للجلد فقط، ولكنها تنتشر أيضاً في العظام والمفاصل والأحشاء الداخلية للجسم. كما أن الألم في الكتف الأيسر يشير إلى احتمال مرض بالقلب، وكذلك الإحساس بالألم في الكتف الأيمن يشير إلى احتمال الإصابة بمرض المرارة.

أما إذا فقد الجسم لإحساسه بالألم في حالة مرضه، هنا يختفي النسيج العصبي الخاص بالحبل الشوكي ويتحول إلى تجويف ملىء بالسوائل. وفي هذه الحالة لا يشعر الإنسان بالأجسام الساخنة، وتنفذ الآلات الحادة خلال جسمه، ويفقد لترات من دمائه دون أن يشعر. فعند حدوث أي مكروه للإنسان، فإن رسائل عديدة تصل إلى الجهاز العصبي، وعن طريق الرسائل المتبادلة بينه وبين المخ يشعر الإنسان فيهب الجسم كله للتصدي للأذى بتحريك العضلات أو إفراز السوائل والهرمونات أو بتفاعلات داخلية أخرى للحد من الألم منذ البداية.

اقرأ أيضًا: كيف تضبط الساعة البيولوجية نظام الحياة اليومية؟

بلاء عدم الإحساس بالألم

إن الإحساس بالألم نعمة لا يقدر قيمتها إلا من حرم جسده في حالة مرضه من الإحساس به، ولكن بعد التقدم الهائل في العلوم الطبية استطاع الإنسان إنتاج أنواع عديدة من الأدوية والمسكنات التي تساهم في الحد من الشعور بالألم. ولسوف نستعرض حالة من الحالات التي لا تشعر بالألم لنتعرف أكثر على أهمية ذلك الأمر للإنسان.

فإذا كان الوعي هو القدرة على الشعور، فالألم يوجد لحكمة وسبب، وقليل من الناس هم الذين يولدون محرومين من نعمة الإحساس بالألم، على سبيل المثال حالة الشاب الألماني ستيفان بيتس الذي ولد محروماً من الشعور بالألم، مما جعل كل مراحل حياته محنة وبلاء من الإصابات والأمراض. ففي طفولته قضم أصابعه بأسنانه ذات مرة حتى وصل إلى العظام، وفي إحدى المرات الأخرى كسر فكه دون أن يدري. أما الأسوء من هذا أنه قد فرك عينيه ذات مرة بقوة مما تسبب في إصابة بالغة خضع على إثرها لعملية إستئصال للعين اليسرى.

اقرأ أيضًا: خواطر عن الألم: الكلمات دواء للنفوس المعذبة

ليس الألم هو الإحساس الوحيد، فهناك أيضاً الإحساس بالجوع والعطش والخوف والشهوة، وكلها غريزة فطرية لبقاء الكائن الحي. فالشعور يدفع إلى الفعل. بينما الفعل بدوره يُنقذ الحياة ويحفظ النوع.

المراجع:

  • الألم.. قاموس للأطباء والمرضى – د. فتحي نصر.
  • قل لي كيف .. ومتى .. ولماذا؟ – سمير شيخاني.

اترك تعليقاً