سبب تعاقب الليل والنهار: كل في فلك يسبحون
تعاقب الليل والنهار آية من آيات الله المعجزة في الطبيعة. ويحدث هذا الأمر نتيجة لدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس. في هذا المقال نعود بالقصة إلى البداية لنتعرف على سبب تعاقب الليل والنهار.
دوران الأرض حول الشمس
خلق الله الشمس منذ ملايين السنين وهي كرة هائلة من الغازات المشتعلة ولذلك فهي مشرقة دائماً. وحين تواجهها الكرة الأرضية يكون النهار في نصفها الأقرب المواجه للشمس. بينما يكون النصف الأخر ليلاً أي أن الليل والنهار موجودان على سطح الكرة الأرضية في الوقت نفسه. فنحن نرى الشمس صباحاً في الشرق، وتغيب عن أعيننا في المساء بعد اتجاهها نحو الغرب. وبين شروق الشمس في يوم وشروقها في اليوم التالي مدة تعرف باليوم الكامل الذي يُقدر بأربع وعشرين ساعة.
تعاقب الشروق والغروب
يختلف المكان الذي تشرق عليه الشمس على الكرة الأرضية، والمكان الذي تغيب منه من يوم إلى أخر. ويطول النهار أو الليل تبعاً لذلك. أي أن الشمس تشرق كل يوم على شرق جديد لم تشرق منه بالأمس، وتغرب في غرب جديد لم تغرب فيه بالأمس. ونتيجة لذلك فإن طول وقصر الليل والنهار يكون تدريجياً وعلى مدى فصول السنة المختلفة. حيث ينقص من وقت أحدهما ويضاف إلى وقت الأخر. وهذا النظام التدريجي له أعظم الأثر في نمو النباتات وحياة الكائنات الحية. فحدوث النقص في أحدهما فجأة يؤدي إلى اختلال في التوازن، ولذلك جعل الله التغير تدريجياً وتكون المدة بين الوقتين اللذين يكون فيهما النهار على أطوله 365 يوماً.
وخلال اليوم الواحد نلاحظ أن نور الشمس يشع قبل شروقها وينير الجو قليلاً. وكلما ارتفعت الشمس من وراء الأفق ازداد نورها. وكذلك أثناء الغروب لا يحل الليل مرة واحدة بل تختفي أشعة الشمس تدريجياً من الطبقات السفلى من الجو، ويحل الظلام محلها. وهذا الانتقال التدريجي من النور إلى الظلام وبالعكس يؤدي إلى تأقلم الإنسان معه من الناحيتين الجسدية والروحية. ولو حل الليل أو النهار فجأة فإنه سوف يترك آثاراً سيئة على الإنسان والحيوان والنبات.
اقرأ أيضًا: لماذا يوجد 365 يوماً في السنة؟ |
تعاقب الليل والنهار
ونظراً لأن تعاقب الليل والنهار يحدث نتيجة دوران الأرض حول نفسها. كما تنشأ الفصول الأربعة بسبب دوران الأرض حول الشمس، فإنه لو كان مركز دوران الأرض عمودياً على خط الاستواء لكان من الطبيعي أن يتساوى الليل والنهار في وقتهما طوال العام كما تتساوى الفصول الأربعة في درجات الحرارة. ولكن هذا لن يكون ملائماً لطبيعة الإنسان وحياته وسوف يحرم من تنوع محاصيله المختلفة. كما سوف يحرم من التنوع في الظروف الطبيعية المحيطة به مثل البرودة في الشتاء والشعور بالحر في الصيف والاحساس بنسمات الربيع. بل إن ثبات الظروف الطبيعية المحيطة بالإنسان طوال أيام العام سوف تصيبه بالملل والاكتئاب، ولذلك شاءت قدرة الله أن يميل محور دوران الأرض حول نفسها عن الخط العمودي ب 32,5 درجة. ونتيجة لذلك اختلفت مدة الليل والنهار على مدار أيام السنة واختلفت درجات الحرارة في الفصول الأربعة.
اقرأ أيضًا: حجم الكرة الأرضية.. ودقة بعدها عن الشمس والقمر |
تعاقب الصيف والشتاء
جعل الله النهار أكثر طولاً في فصل الصيف، والليل أكثر طولاً في الشتاء. وهذا الأمر يلائم الإنسان وجميع الكائنات الحية كما شاء أن يكون إشعاع الشمس عمودياً. وهو ما يؤدي إلى زيادة حرارة الجو فتثمر المحاصيل الزراعية. أما بالنسبة للمناطق الاستوائية الحارة طول العام بسبب السقوط العمودي لأشعة الشمس فإن النهار يكون دائماً أقل طولاً حتى لا تحترق النباتات المختلفة.
الليل والنهار مسخران لكل ما يلائم الانسان وجميع الكائنات الحية وهما يتتابعان وفق نظام دقيق محدد خلال فترة زمنية تمتد أربعاً وعشرين ساعة لا تزيد ولا تنقص منذ ملايين السنين.