تاريخ اختراع التقاويم (القمري – الشمسي – الغريغوري)

You are currently viewing تاريخ اختراع التقاويم (القمري – الشمسي – الغريغوري)
مَن ابتكر التقويم الشمسي

كان اختراع التقويم أحد أهم الاختراعات في تاريخ البشرية، فالتقويم يسمح لأي مجتمع بتنظيم الوقت سواء كان ذلك لأغراض اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو إدارية. أما أول مَن اخترع التقويم فكان القدماء المصريين. لقد اخترع المصريين القدماء نوعين من التقويم. أحدهما التقويم القمري وكان يُستخدم في تنظيم الاحتفالات الدينية، والآخر كان التقويم الشمسي الذي كان يستخدم في جميع الأغراض الإدارية والحياة اليومية. ويعد التقويم الشمسي فهو يعد أول تقويم معروف يحتوي في طياته على 365 يوماً في السنة، وقد كان مقدمة للتقويم الغريغوري الذي يستخدمه العالم اليوم. لكن لماذا كان هذا التقويم يحتوي على 365؟ ومَن ابتكر التقويم الشمسي؟ وكيف بدأت القصة؟

في البداية كان التقويم القمري

ساد الكثير من الجدل والنقاشات حول التقويم القمري المصري القديم. إلا إنه من الواضح لكثير من المؤرخين أن هذا التقويم كان قيد الاستخدام منذ أكثر من 5000 عام تقريباً. وكان التقويم القمري يستخدمه المصريون القدماء في جميع الأغراض حتى توصلوا في النهاية لاختراع التقويم الشمسي. ففي التقويم القمري يتم تقسيم العام إلى 12 شهراً، ويعتمد طول كل منها على الدورة القمرية والتي تكون في العادة 29 يوماً او 30 يوماً. وفي التقويم القمري يبدأ كل شهر مع ظهور القمر الجديد كما تم تسمية كل شهر على اسم المهرجان الكبير الذي يتم الاحتفال به فيه. ونظراً لأن التقويم القمري كان أقصر من التقويم الشمسي بمقدار 10 أو 11 يوماً فلقد تمت إضافة الشهر الثالث عشر مرة كل بضع سنوات، وذلك من أجل إعادة التقويم كي يتماشى مع المواسم الزراعية والمهرجانات الدينية.

اقرأ أيضًا: سبب تعاقب الليل والنهار: كل في فلك يسبحون

مَن ابتكر التقويم الشمسي

ابتكر التقويم الشمسي القدماء المصريين. فخلال فترة لاحقة من التاريخ المصري القديم بدأ استخدام التقويم الشمسي. حيث يقسم هذا التقويم السنة إلى ثلاثة مواسم تدور حول الدورة الزراعية – موسم الفيضان، وموسم البذر، وموسم الصيف. وكل فصل من هذه الفصول يتألف من أربعة أشهر.

تم تقسيم الأشهر المصرية إلى ثلاث فترات من عشرة أيام، والمعروفة باسم العقود / العشرية (والتي تتوافق مع أسبوع الأيام السبعة الذي نستخدمه اليوم). بينما تم اعتبار اليومين الأخيرين من كل عقد / عشري عطلات (مثل عطلات نهاية الأسبوع)، ولم يكن المصريون مطالبين بالعمل. لذلك، نتج عن ذلك إجمالي 360 يوماً في السنة.

أما بالنسبة للأيام الخمسة المتبقية فلقد تمت إضافتها إلى نهاية كل عام. مما أدى إلى وصول العام إلى 365 يوماً في السنة. وهي نفس عدد الأيام في التقويم الغريغوري الذي يتم استخدامه في معظم أنحاء العالم اليوم. أما سبب إضافة هذه الأيام كان من أجل الاحتفال بأعياد خمسة من أهم الآلهة المصرية القديمة وهم أوزوريس وحورس وسيث وإيزيس ونفتيس. بينما كانت هذه الأيام بمثابة عطلة رسمية للمصريين. وكذلك تمت إضافة هذه الأيام الخمسة بحيث يتم محاذاة التقويم الشمسي والسنة الفلكية. واعتماد التقويم الشمسي في مصر القديمة كان يهدف إلى توفير تقسيم أكثر دقة للسنوات للأغراض الإدارية.

اقرأ أيضًا: لماذا تحدث الفصول المناخية الأربعة؟ وما أهم خصائصها؟

السنة الكبيسة في التقويم الشمسي القديم

من ابتكر التقويم الشمسي
التقويم الميلادي

كانت الحضارة المصرية أحد أعظم الحضارات القديمة في التاريخ. ومع ذلك، يبدو أن قدماء المصريين لم يكن لديهم مفهوم “السنة الكبيسة” الذي نعيشه اليوم. وهو إضافة يوم إلى السنة ليصبح عدد أيام السنة 366 يوماً، هذا اليوم يضاف كل أربع سنوات حتى يضبط التقويم الشمسي ليتناسب مع الدورة الفلكية، وبما أن المصريين القدماء لم يكن لديهم هذه الفكرة فهذا يعني أن التقويم الشمسي المصري القديم يضيّع ربع يوم كل عام، مما يتسبب في انزلاقه ببطء من موقعه الصحيح. لكن جرت محاولة لتصحيح هذه المشكلة خلال القرن الثالث قبل الميلاد.

ففي عام 239 قبل الميلاد، حاول الفرعون البطلمي، بطليموس الثالث، إضافة يوم سادس في نهاية السنة الشمسية. بينما كان الهدف من هذا اليوم تكريم الفرعون وزوجته كآلهة. لكن سرعان ما تم التخلي عن الخطة. حيث قاومها الكهنوت المصري المحافظ. ومع ذلك، تم تنفيذ “يوم السنة الكبيسة” في النهاية بعد الفتح الروماني لمصر في 30 قبل الميلاد.

اقرأ أيضًا: حجم الكرة الأرضية.. ودقة بعدها عن الشمس والقمر

التقويم الغريغوري وخسارة 11 يوماً

باختصار، كان التقويم الشمسي المصري القديم مساهمة مهمة جداً للبشرية. حيث إنه مقدمة للتقويم الغريغوري الذي يعد حالياً التقويم الأكثر استخداماً في العالم. بينما يحتوي هذا التقويم على عدد من الميزات التي يمكن التعرف عليها اليوم، حيث كان لابد من إجراء العديد من التعديلات على مدى آلاف السنين من أجل الوصول إلى الميزة التي يستخدمها معظم الأشخاص في هذه الأيام. بينما سُمي التقويم الغريغوري، المعروف أيضاً باسم التقويم الغربي أو التقويم المسيحي، على اسم البابا غريغوري الثالث عشر، الذي قدمه في عام 1582. وقد حل محل التقويم الروماني اليولياني.

رفضت البلدان الخاضعة للحكم البروتستانتي في البداية التقويم الغريغوري بسبب علاقاته مع البابوية، التي رأوا أنها مؤامرة لإعادتهم إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وبالمثل، فإن البلدان التي تنتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لم تتبن التقويم الغريغوري بسهولة. بينما عندما تحولت بريطانيا العظمى وأقاليمها في النهاية من التقويم اليولياني إلى التقويم الغريغوري عام 1752، كان من الضروري مواءمة التقويم المستخدم في إنجلترا مع بقية أوروبا. لذلك تقرر أن يتبع الثاني من سبتمبر 1752 (الأربعاء) 14 سبتمبر 1752 (الخميس)، مما يؤدي إلى خسارة 11 يوماً.

يُزعم أن هذا التغيير في التقويمات أدى إلى اضطرابات مدنية وأعمال شغب في إنجلترا؛ ومع ذلك يعتقد معظم المؤرخين اليوم أن أعمال الشغب هذه إما لم تحدث على الإطلاق أو أنها كانت مبالغاً فيها بشكل كبير.


المراجع

1.       Author: JENNIE COHEN, (9/13/2012), 6 Things You May Not Know About the Gregorian Calendar, www.history.com, Retrieved: 9/12/2022.

2.       Author: The Editors of Encyclopaedia Britannica, (7/20/1998),lunar calendar, www.britannica.com, Retrieved: 9/12/2022.

3.       Author: Ann Marie Imbornoni & Mark Hughes, (2/2/2022), Leap Year Explained (Why Are There Leap Years), www.infoplease.com, Retrieved: 9/12/2022.

This Post Has 2 Comments

  1. غير معروف

    مقال نافع ومفيد. شكرا ا.طارق حجي

اترك تعليقاً