خصائص الأجيال الاجتماعية من الجيل الصامت إلى ما بعد الألفية

You are currently viewing خصائص الأجيال الاجتماعية من الجيل الصامت إلى ما بعد الألفية
تحليل خصائص الأجيال الاجتماعية

الأجيال الاجتماعية هي ظاهرة ثقافية واجتماعية يدرسها المتخصصون في علوم التاريخ والأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع. وتقوم نظرية الأجيال الاجتماعية على تأسيس وهيكلة وتحليل الأجيال المختلفة لمعرفة السمات المشتركة لكل كل جيل بالاعتماد على الحقائق التاريخية والاجتماعية الأساسية من أجل فهم سلوك ورود أفعال كل فرد ينتمي إلى كل جيل.

الجيل الصامت (1930 – 1948)

الأجيال الاجتماعية
صورة لبعض أفراد الجيل الصامت

يبدأ التسلسل الهرمي لتحديد كل جيل من الأجيال بالجيل المعروف اجتماعياً باسم الجيل الصامت. وينتمي إلى هذا الجيل الأطفال الذين ولدوا في أوقات تدور فيها صراعات وحروب واسعة النطاق. ولعل الحرب العالمية الثانية هي إحدى الأحداث التاريخية الهامة التي تُستخدم لتحديد اللحظة التي بدأ فيها ظهور أوائل الأفراد المنتمين إلى هذا الجيل.

يتميز أفراد الجيل الصامت بالتواضع والتقليدية وعدم المغامرة واللامبالاة والانطوائية. وأهم من ذلك كله الصمت؛ فأفراد هذا الجيل صامتة لا تُلقي خطابات ولا تتظاهر ولا تصدر بيانات. ولهذا أطلق علي أفراده الجيل الصامت. كما يؤمنون بالجبرية والتي تعني أن الإنسان مسير وغير مخير، ويخضع لتقلبات الأقدار. كل هذه الأمور جعلت الهوة شاسعة بين تفكير أعضاء هذا الجيل وطريقة تصرفهم وبين أعضاء الأجيال الحديثة مثل جيل الألفية أو الجيل Z. بينما يمكن تفسير هذا الموقف السلبي للجيل الصامت من الناحية النفسية إذا تم تحليل الظروف الاجتماعية والسياسية في الوقت الذي ولدوا فيه.

الأحداث العالمية المحورية

كانت نقطة البداية للجيل الصامت هي ثلاثينيات القرن الماضي. وهي فترة تاريخية واجهت فيها العديد من البلدان فترة من الكساد الاقتصادي الناتج عن الحرب العالمية الأولى. لذا فإن أفراد هذا الجيل هم أشخاص نشأوا في بيئة اجتماعية واقتصادية قاسية إلى حد ما. حيث كان يسعى أفراده فقط إلى العمل دون الاهتمام بأي اعتبارات سياسية. وعلى الرغم من هذه السلبية السياسية والاجتماعية إلا أن الظروف المحيطة بأفراد هذا الجيل جعلتهم يتمتعون بمستوى أعلى من المرونة على عكس الذين نشأوا في بيئات أقل صراعاً مثل الأجيال X و Y وجيل الألفية.

المواقف السياسية

إن أهم العناصر التي أحدثت فجوة كبيرة بين الأفراد المنتمين إلى الجيل الصامت وبقية الأجيال الاجتماعية موقفهم الأكثر تحفظاً تجاه المقترحات السياسية. وهو نفس الشيء الذي دفعهم إلى اعتناق مواقف أكثر حزماً. ورغبة أقل في النقاش كما يحدث غالباً داخل الأجيال الحديثة.

فلسفة الحياة

الجيل الصامت هو فئة اجتماعية تعرضت لضغوط محاولة إعادة كل تلك المبادئ الأخلاقية التي كانت في مهب النسيان نتيجة الآثار السلبية للصراعات والحروب. ولذلك، فإننا نواجه أحد الأجيال الاجتماعية التي لديها منظور إيجابي للغاية لفوائد ومزايا العمل الجاد. حيث أنهم جربوه بأنفسهم. ويمكن القول إنهم يشاركون روح المبادرة التي تميز الجيل Z، ولكن من منظور يركز أكثر على إنجازات المجموعة.

العلاقة مع التكنولوجيا

من المنطقي الاعتقاد بأن أفراد الجيل الصامت هم أحد تلك الأجيال التي لديها أسوأ علاقة مع الأدوات التكنولوجية الحالية. ورد الفعل هذا على التكنولوجيا يعود للخوف من أي شيء جديد. وكذلك للانخفاض في قدراتهم النفسية والجسدية نتيجة لتقدمهم في السن. لكن المفارقة هي أن الجيل الصامت لدى أفراده تصور أكثر منطقية للتكنولوجيا في حياتهم اليومية، لأن الأجهزة الإلكترونية بالنسبة لهم ليست أكثر من أدوات بسيطة تعمل على تنفيذ المهام التي يمكن تنفيذها بطريقة أخرى في حالة عدم التمكن من الوصول إليها.

اقرأ أيضًا: اللغات المنقرضة: ما هي؟ ولماذا تختفي اللغات من التاريخ؟

جيل طفرة المواليد (1949 – 1968)

الأجيال الاجتماعية
صورة لجيل طفرة المواليد

مع اقترابنا من جيل طفرة المواليد، نبدأ في العثور على أفراد أكثر اهتماماً بالقضايا المتعلقة بكيفية معرفة الجيل الذي ينتمون إليه، وكيف ينعكس ذلك عليهم. يتجاوز الأفراد الذين ينتمون إلى جيل طفرة المواليد 50 عاماً في الوقت الحاضر. وهذا يضعهم في موقع وسيط بالنسبة للأجيال البشرية الأخرى. إن جيل طفرة المواليد أكثر تقبلاً للأفكار الجديدة من أفكار الجيل الصامت. لكن في نفس الوقت تحكمهم مبادئ أخلاقية وعمالية وسياسية أكثر صرامة من الأفراد الأقرب إلى جيل الألفية.

ترتبط الأجيال وأسمائها التي تُعرف بها علمياً ارتباطاً مباشراً بالظواهر التاريخية والاجتماعية التي ميزت بيئتها. ولا يوجد جيل آخر من الأجيال الاجتماعية يتجلى فيها هذا المبدأ بوضوح أكثر من حالة جيل طفرة المواليد. حيث يظهر الاسم نفسه كمرجع مباشر للطفرة التي حدثت في معدل المواليد خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وضمن هذا الجيل بالتحديد، تبدأ الاختلافات بين المؤسسات التي تحدد التواريخ التي تتوافق مع كل جيل من الأجيال الاجتماعية في الوجود.

الأحداث العالمية المحورية

كان الحدث التاريخي الذي ميز ظهور أفراد جيل طفرة المواليد هو نمو معدلات المواليد التي بدأت في الظهور في جميع أنحاء العالم في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. ونتيجة لهذه الحقيقة التاريخية نفسها، تبدأ الاختلافات بين التواريخ المحددة لظهور الأجيال البشرية في الظهور. ففي الولايات المتحدة وفي معظم الدول الغربية، من الثابت أن جيل طفرة المواليد كجزء من تصنيف الأجيال يبدأ في عام 1949. وفي بعض الدول الأخرى يبدأ هذا الجيل في عام 1957 ويتوقف هذا الأمر على ارتفاع معدل المواليد في كل بلد.

المواقف السياسية

الشيء الذي يجب مراعاته عند تحليل المواقف السياسية لكل جيل من الأجيال البشرية هو تأثير الجيل السابق وتأثير الوقت الذي عاشه هؤلاء الأفراد في طفولتهم وفي بداية مرحلتهم الإنتاجية. وفي حالة جيل طفرة المواليد، نجد أنهم أفراداً ينتمون إلى أجيال من البشر كانت قادرة على الاستمتاع بوقت من الازدهار الواضح والنمو الاقتصادي. لذلك، فإن هذا يجعل هؤلاء الأفراد لديهم ميل معين للجوء إلى زمن الماضي كنقطة انطلاق لهيكلة المبادئ التي تهيمن على نشاطهم ومنظورهم في مواجهة الأحداث السياسية.

فلسفة الحياة

كان جيل طفرة المواليد قادراً على الاستمتاع بالثمار والمكافآت التي يمكن أن يعوضها لهم العمل والجهد. لذلك، فإنهم يتشاركون نفس الاحترام – مثل الجيل الصامت – فيما يتعلق بأخلاقيات العمل والأسرة. ومع ذلك، فإن هذا الجيل يتشارك مع جيل الألفية حساسية خاصة لفكرة الفشل الوظيفي. وهم مدفوعون بشكل أساسي بتعلقهم بالمبادئ الأخلاقية الموروثة من والديهم.

العلاقة مع التكنولوجيا

أصبحت أجهزة الكمبيوتر في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي أكثر شيوعاً في أماكن العمل التقليدية. لذلك ينتمي جيل طفرة المواليد إلى هذا الجيل من الأشخاص الذين كان لهم أول اتصال مع عصر الكمبيوتر. لكن التغييرات المفاجئة وتبسيط أنظمة التشغيل الموجودة اليوم، تجعل الأفراد الذين ينتمون إلى جيل طفرة المواليد تربطهم علاقة حب وكره بالتكنولوجيا. وهذا التناقض الواضح أكثر ما يميزهم عن الأجيال البشرية الأخرى.

اقرأ أيضًا: التراث الثقافي: التعريف والخصائص و10 أمثلة للتراث الثقافي

الجيل المنسي (1969 – 1980)

الأجيال الاجتماعية
الجيل X

يُعرف أيضاً باسم الجيل العاشر أو الجيل X. ويشير علماء الاجتماع إلى الجيل X باعتباره نقطة الوسط التي يمكن أن تعرف من خلالها الجيل الذي تنتمي إليه بدقة. ونظراً لأن المعايير الاجتماعية والسياسية المستخدمة لتحديد وقت ظهوره هذا الجيل، تسمح لنا بوضعه على جدول زمني أكثر دقة من جيل طفرة المواليد.

يتفق العديد من الخبراء على أنه لتحديد الأجيال بالسنوات، فمن الأفضل الاعتماد على الحسابات الرياضية التي تسمح بدراسة سلوك الأفراد المنتمين إلى الأجيال الاجتماعية من الطفولة إلى مرحلة البلوغ المبكر. وبناءً على ذلك، فمن الأكثر دقة أن يكون لديك فكرة تقريبية عن عام الجيل X.

هذا الجيل صاحب معدلات مواليد منخفضة. وهو أحد الأجيال البشرية التي شهدت تغيرات تاريخية مختلفة في كل بلد على وجه الخصوص. وهذا ما يجعل هؤلاء الأفراد يظهرون انفتاحاً أكبر على أفكار العولمة والمساواة الاجتماعية التي وصلت إلى ذروتها مع وصول جيل الألفية والمئوية والجيل Z.

الأحداث العالمية المحورية

حرب فيتنام، أو ظهور الأنظمة الديكتاتورية للأيديولوجية اليسارية في بعض بلدان أمريكا الوسطى، ليست سوى بعض الأحداث التاريخية العديدة التي ميزت الجيل العاشر إلى الأبد. كما أن الازدهار والتوسع الاقتصادي اللذين شهدتهما هذه الأوقات شكلا روح الرؤية والطموح الذي يميز هؤلاء الأفراد عن بقية الأجيال الاجتماعية. وهي نفس المُثُل التي من شأنها أن تبقى بطريقة ما وتتطور إلى الرغبة في النمو الفردي. وهو أمر شائع جداً بين الجيل Z وجيل الألفية.

المواقف السياسية

تلعب تواريخ الأجيال دوراً أساسياً في تحديد الموقف السياسي لكل فرد. ففي حالة الجيل X، كان هناك قبول أكبر في الرأي العام للمثل والمبادئ الأخلاقية للأحزاب اليسارية. لذلك، ليس من المستغرب أن يظهر العديد من الأفراد المنتمين إلى هذه الأجيال الاجتماعية بعض التعاطف تجاه المبادئ الأخلاقية التي تستند إلى اليسار. يساعد هذا في حد ذاته على فهم الانفتاح الأكبر للنقاش ودراسة هذه التيارات الأيديولوجية في زمن جيل الألفية. وهي مبادرة لم يظهرها أي من الأجيال الاجتماعية السابقة للجيل العاشر.

فلسفة الحياة

شهد أفراد الجيل X الازدهار الاقتصادي خلال السبعينيات من القرن الماضي. وهذا الجو من الهدوء أثار الرغبة لدى أفراد هذا الجيل في الحصول على أكثر من مجرد تجربة أسلوب حياة مستقر. وهذا هو السبب في أن العديد من الخبراء يشيرون إلى أن هذا الجيل هو أحد الأجيال البشرية التي من المرجح أن تتحمل أكبر المخاطر. حيث لديهم تطلعات أعلى من مجرد الحصول على وظيفة تمنحهم الحصول على متطلبات حياتهم الأساسية.

العلاقة مع التكنولوجيا

يسهل تمييز الجيل X عن الأجيال البشرية السابقة الأخرى في الجانب التكنولوجي. لأن هؤلاء الأفراد يميلون إلى التحرك بشكل طبيعي أكثر قليلاً داخل الكمبيوتر والبيئة الرقمية. ولهذا السبب، تؤكد العديد الدراسات المتخصصة أن الطريقة الأكثر فاعلية لمعرفة الجيل الذي تنتمي إليه هي من خلال إدراك مدى صعوبة التكيف مع التقنيات الجديدة بالنسبة لك. إن الجيل X وجيل الألفية و Z هم أجيال اجتماعية يمكنها العمل بشكل طبيعي جداً في بيئات العمل الرقمية الموجودة اليوم.

اقرأ أيضًا: أشهر الخرافات في العالم وأصولها الغريبة

جيل الألفية (1981 – 1996)

الجيل Y
صورة للجيل Y

يُعرف أيضاً بالجيل Y. بينما إذا أردنا أن نتبنى منطق أسماء الأجيال، فسوف نستنتج أن أفراد جيل الألفية جاءوا مباشرة مع مطلع القرن. ولكن لكي نقول الحقيقة، فإن هذا المصطلح صاغه عالما الاجتماع الأمريكيان نيل هاو وويليام شتراوس في كتابهما “الأجيال”. وقد اكتسب هذا الجيل الاسم والخصائص التي يتميز قبولاً واسعاً داخل المجتمع العلمي.

يشترك جيل الألفية في عدد من السمات مع الأجيال البشرية التالية. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى ظاهرة العولمة وولادة الإنترنت كوسيلة جديدة للاتصال. وعلى الرغم من أن بعض البلدان لديها اختلافات صغيرة حول العام الذي بدأ فيه هذا الجيل، إلا أن علماء الاجتماع يتفقون على أن الأفراد الأوائل الذين ينتمون إلى هذا الجيل ولدوا بعد عام 1980 مباشرة.

الأحداث العالمية المحورية

إذا أخذنا في الاعتبار السنة التي ظهر فيها جيل الألفية، فمن السهل استنتاج أن العصر الرقمي والتطورات التي أحدثها في مجال تصنيع وتسويق المنتجات هي الظاهرة العالمية التي أدت إلى ظهور هذا الجيل. وهذا ما يفسر لماذا يُعرف جيل الألفية أيضاً باسم المواطنين الرقميين. إن تواريخ جيل الألفية ذاتها توضح بالفعل أنهم أفراد متفوقون في بيئات العمل الجديدة التي هي أكثر آلية، وتعتمد على قواعد البيانات والوصول إلى المعلومات التي توفرها أجهزة الكمبيوتر.

المواقف السياسية

داخل جيل الألفية هو المكان الذي يمكن فيه إثبات التأثير الأخلاقي والسياسي لجميع الأجيال التي سبقتهم بشكل واضح. فأفراد هذا الجيل هم أشخاص يدركون سهولة الوصول إلى المعلومات التي توفرها الوسائط الرقمية. لذلك، يتفق العديد من علماء الاجتماع على أن الموقف السياسي لهذا الجيل أكثر انفتاحاً على الحوار وتحليل التيارات الأيديولوجية من الأجيال البشرية التي سبقتهم.

فلسفة الحياة

على عكس الأجيال الاجتماعية الأخرى، فإن أفراد جيل الألفية لديهم نظرة أكثر تشاؤماً للحياة على عكس الأجيال الاجتماعية الأخرى، خاصة عند الحديث عن بيئة العمل والعلاقات والأسر. بينما تأثر أفراد هذا الجيل بركود سوق العمل، وقد تعرضوا طوال حياتهم إلى أزمات اقتصادية عديدة، ولعل أهمها الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008. هذا بالإضافة إلى ظهور فيروس كورونا. كل هذه الأمور جعلت أفراد جيل الألفية يميلون إلى الشعور بالاكتئاب أكثر من الأجيال السابقة. ومع ذلك فقد منحتهم تلك الأزمة قدرة كبيرة على التكيف في الظروف المختلفة.

العلاقة مع التكنولوجيا

من المنطقي أن نفترض أن جيل الألفية يعتبر التكنولوجيا بالنسبة له جزءاً أساسياً من مختلف جوانب حياتهم اليومية. فلقد ولد أفراده في وقت كان فيه الإنترنت وسيلة للمعلومات والاتصال الجماهيري. لذلك فمن المنطقي أن نفترض أن علاقتهم مع التكنولوجيا هي عملياً زواج حتى الموت. ولكن على عكس أولئك الذين ولدوا في سنوات الجيل Z، يتمتع جيل الألفية بقدرة أكثر تطوراً على التفكير المنطقي باستخدام الأجهزة الإلكترونية. لذا فهم قادرون تماماً على فهم أعمق للإمكانيات التجارية والإنتاجية الحقيقية لكل واحد من الأجهزة الرقمية الجديدة.

اقرأ أيضًا: اختراعات شكلت علامة فارقة في تاريخ البشرية

الجيل زد (1997 – 2009)

الجيل Z
صورة للجيل Z

يبدأ الجيل Z من عام 1997 إلى 2010. ويمثل هذا الجيل آخر الأجيال التي تصنف من خلال أحرف الأبجدية الغربية. حيث بدأ العديد من العلماء في الإشارة إلى الجيل التالي على إنه جيل ألفا. يتميز هذا الجيل بعدد من الخصائص العامة مثل التمتع بروح ريادة الأعمال. والشعور بالراحة تجاه التقدم التكنولوجي مقارنة بباقي الأجيال الاجتماعية السابقة. بينما معرفتهم بالعالم الرقمي والمهارات الإبداعية مكنتهم من إنشاء سوق عمل جديد بالكامل مع وظائف وتخصصات جذابة للشركات الجديدة. كذلك يُعرف الجيل Z أيضاً بكون أفراده من الذين يتعلمون ذاتياً وذلك بفضل سهولة الوصول إلى المعلومات والأدوات الرقمية المتخصصة التي توفرها معظم الأجهزة الرقمية والتكنولوجية الحالية.

الأحداث العالمية المحورية

فيما يتعلق بالجيل Z والأحداث العالمية التي كانت الأكثر تأثيراً بين أفراد هذا الجيل، فمن الواضح أن ظهور الشبكات الاجتماعية وتطورها كأدوات للتسويق ووسيلة لنشر الآراء هي الظاهرة التاريخية التي ميزت هذا الجيل. وعلى عكس جيل الألفية، فإن الجيل Z ليس فقط أكثر وعياً بالاختلافات الاجتماعية الموجودة اليوم، بل يفهمون أنه داخل كل طبقة من الطبقات المختلفة التي تشكل نظاماً اجتماعياً، توجد مصفوفات رأي تؤثر بشكل مباشر على كل فئة من الطبقات الموجودة داخل هذا النظام بغض النظر عن وضعها الاقتصادي أو الوظيفي أو الأسري أو السياسي.

المواقف السياسية

إن أبناء الجيل Z مثل الجيل السابق هم أكثر تقبلاً للحوار والتحليل العميق لجميع المواقف السياسية المختلفة الموجودة اليوم. وهناك رغبة كامنة في الجيل Z لإحداث تغيير من شأنه أن يساعد في تحسين النظام السياسي والاقتصادي الحالي. هذا الموقف نفسه يجعل هؤلاء الأفراد لديهم ميل معين نحو الأحزاب التي تركز حجتها الخطابية بشكل أساسي على التغيير كحل مباشر للمشاكل الحالية.

فلسفة الحياة

إذا أخذنا في الاعتبار السنة التي ينتمي إليها جيل الألفية والسنة التي ينتمي إليها جيل Z، فسوف نلاحظ أن فلسفات حياتهم متشابهة إلى حد ما. لكن العنصر الأساسي لإنشاء فرق نهائي بين الجيلين الاجتماعيين يكمن أساساً في النهج الذي يتبعه كل من أفراد كل جيل. فكما يركز جيل الألفية على التكيف كوسيلة للمضي قدماً في مشاريعهم الشخصية والجماعية، يفضل الجيل Z بشكل أكبر تهيئة وتصميم الظروف لأنفسهم من أجل ضمان الامتثال للأهداف المحددة.

العلاقة مع التكنولوجيا

هناك اختلاف مهم آخر بين جيل الألفية والجيل Z وهو أن نفس الاستعداد للتكيف الذي يتمتع به جيل الألفية يجعلهم أقل اعتماداً على التكنولوجيا من الجيل Z. حيث تعتبر التكنولوجية بالنسبة للجيل Z أكثر من مجرد أدوات يمكنهم استخدامها لأداء مهام معينة. كذلك فإن التكنولوجيا هي الوسيلة الوحيدة التي تضمن لهم القدرة على إحداث التغيير الذي يرغبون فيه داخل المجتمع.

اقرأ أيضًا: الشركات المهيمنة على وسائل الإعلام في العالم

جيل ألفا (2010 – 2020)

خصائص الأجيال الاجتماعية
صورة لجيل ألفا

هذا الجيل واحد من أكثر الأجيال المعقدة للدراسة على المستوى الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بالتأثيرات والخصائص المشتركة. يرجع ذلك أساساً إلى حقيقة أن معظم الأفراد الذين ينتمون إلى هذا الجيل هم في مرحلة مبكرة جداً من حياتهم بحيث لا يمكن البدء في تحليل العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية. لكن على الرغم من ذلك، إذا قمنا بتحليل البيئة الأسرية التي يتطور فيها أفراد جيل ألفا بعناية، يمكننا التأكد من أن هذه ستكون مجموعة أكثر اعتماداً من الأجيال الاجتماعية التي سبقتهم.

وهذا لا يعني أن جيل ألفا سيكون غير كفؤ على مستوى العمل. بل سيكون الجيل الذي لديه المزيد من الخيارات لاختيار مهنة لممارستها خلال حياته الإنتاجية. وسيكون أيضاً جيلاً قادراً على استكشاف الكثير من المعرفة الجديدة والمساهمة فيها في كل من أسواق العمل الحالية وفي البيئة التعليمية.

الأحداث العالمية المحورية

على الرغم من أنه قد يبدو للوهلة الأولى أنه لا يوجد حدث تاريخي يحدد طريقة تفكير وسلوك هذا الجيل الجديد. إلا أن الأزمة المالية والركود الاقتصادي وظهور الوباء العالمي هي عناصر ستميز جيل الألفية بشكل كبير. بينما يتكهن بعض الخبراء بأن هذا سيجعل لديهم تصور أوسع بكثير لماهية التكنولوجيا وتأثيرها في الجانب الاجتماعي والإنتاجي.

المواقف السياسية

كونهم أطفالاً نشأوا في بيئات عائلية حيث تكون الحوارات حول السياسة والتيارات الفكرية موضوعاً أكثر تكراراً. فمن المنطقي أن نفترض أن هذا سيكون له تأثير مهم على جيل ألفا عندما يحين الوقت ليشاركوا بشكل أكبر في الحياة السياسية في بلدانهم. ولن يكون من المبالغة القول إن جيل ألفا سيكون جيلاً أكثر حذراً عند اتخاذ القرارات السياسية. فهم نشأوا في ظل العولمة، مع عالم كبير مترابط. لذا سيكونون دائماً على دراية تامة بأن كل قرار سياسي سيكون له تأثير على السياسة المحلية والدولية.

فلسفة الحياة

أفراد هذا الجيل نشأوا في بيئة حيث الأدوات التكنولوجية موجودة في كل مكان تقريباً في حياتهم. لذا فمن المحتمل جداً أن يعاني جيل ألفا من اعتماد أكبر عليها من الجيل Z نفسه. ومع ذلك، فإن هذا يؤدي أيضاً إلى تغيير إيجابي. نظراً لأن أفراد هذا الجيل سيفهمون أهمية التواصل وسيحاولون استيعاب هذه القيمة في الحياة الشخصية والمهنية.

العلاقة مع التكنولوجيا

إن مصطلح “المواطنون الرقميون” يمكن أن يصف بدقة أكبر جيل ألفا مقارنة بجيل الألفية. فجيل ألفا هو الجيل الوحيد من بين الأجيال البشرية الذي يعتبر فكرة اللمس والتفاعل جوانب مضمنة في مفهوم التكنولوجيا بالنسبة لهم. لذا فمن المرجح أن يصبح أفراد هذا الجيل هم المسؤولون الحقيقيون عن نقل التكنولوجيا التي نعرفها اليوم إلى المستوى التالي.

اقرأ أيضًا: هل تعاني المجتمعات الحالية من أزمة قيم؟

إن الأجيال البشرية هي مجال للدراسة يدخل ضمن العلوم الاجتماعية الحالية. وإذا كان هناك شيئاً يجب أن يكون واضحاً بعد معرفة الأجيال الاجتماعية فهو أن الهدف من تحليل تأثيرها داخل الثقافة هو أكثر من مجرد تحديد التواريخ والخصائص المشتركة بين الأفراد؛ يتعلق الأمر أكثر بالتحليل الموضوعي لكيفية تأثير الأحداث التاريخية على الأنماط السلوكية وطريقة تفكير كل جيل من الأجيال الاجتماعية.


المراجع

1.       Author: Sofia Aboim, Pedro Vasconcelos, (11/21/2013), From political to social generations: A critical reappraisal of Mannheim’s classical approach, www.journals.sagepub.com, Retrieved: 3/4/2023.

2.       Author: MICHAEL DIMOCK, (1/17/2019), Defining generations: Where Millennials end and Generation Z begins, www.pewresearch.org, Retrieved: 3/4/2023.

3.       Author: June Edmunds, Bryan S. Turner, (11/25/2005), Global generations: social change in the twentieth century, www.onlinelibrary.wiley.com, Retrieved: 3/4/2023.

اترك تعليقاً