أدب

أفـضـل الروايات التاريخية في كل العصـور

الروايات التاريخية هي واحد من أكثر الأنواع الأدبية ثراءً سردياً. حيث تحتوي على مستوى عالٍ من التفاصيل التاريخية الدقيقة مع مزيج من الشخصيات الحية التي تبث الروح في الأحداث التاريخية. فحتى لو لم تكن مغرماً بالتاريخ نفسه، فهناك شيء في التاريخ الخيالي يجعله ببساطة لا يقاوم في نظر أي قارئ. في هذا المقال نستعرض سوياً أفضل الروايات التاريخية على مر العصور.

  1. الحرب والسلام – ليو تولستوي (1869)

    تعد رواية الحرب والسلام للكاتب الروسي الغني عن التعريف ليو تولستوي واحدة من أفضل الروايات التاريخية عبر العصور. هناك أكثر من 500 شخصية تاريخية ومخترعة مدرجة في حبكتها لتطوير القصص المتعلقة بحياة خمس عائلات أرستقراطية روسية عاشت عام 1812 في ظل غزو القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت لروسيا. لكن على الرغم من طول الرواية وكثرة شخصياتها إلا أنها واحدة من الروايات التي ينبغي على أي محب للتاريخ والأدب القيم قراءتها.

  2. قصة مدينتين – تشارلز ديكينز (1859)

    رواية قصة مدينتين هي الرواية التاريخية الثانية التي كتبها الكاتب الإنجليزي الكبير تشارلز ديكينز. وتدور أحداثها بين إنجلترا وفرنسا خلال الثورة الفرنسية. ولا تزال رائعة ديكينز هذه تُدرّس في عدد كبير من المدارس نظراً لقيمتها التاريخية والأدبية الكبيرة. لذا من الضروري للقارئ العربي كذلك المرور عليها.

  3. في سبيل التاج – مصطفى لطفي المنفلوطي (1920)

    هذه الرواية واحدة من أفضل الروايات التاريخية التي ينبغي قراءتها. نظراً لأن من نقلها إلى العربية هو نابغة الإنشاء والكاتب النبيل مصطفى لطفي المنفلوطي صاحب القلم الفريد. هذه الرواية في الأصل هي مسرحية شعرية فرنسية للكاتب فرانسوا كوبيه تدور أحداثها في القرن الرابع عشر حول ثورة البلقان ورفضها لسلطة الإمبراطورية العثمانية. بطل الرواية هو الشاب قسطنطين الذي يقع في حيرة بين حبه لوطنه وبين حبه لعائلته.

  4. أنا، كلوديوس – روبرت جريفز (1934)

    عمل بارع لا يروي فيه الكاتب فقط تجارب إحدى الشخصيات الرئيسية الهامة في تاريخ روما، ولكنه يحتوي أيضاً على جميع الخصائص الأدبية التي ألهمت العديد من روايات التاريخ الحالية. تتناول هذه القصة الخيالية الحياة السياسية والشخصية للإمبراطور كلوديوس. وكيف بدأ في الانغماس بشكل مزري في الرذائل والفساد والخداع التي تكمن في أعماق السياسة الرومانية. يتميز أسلوب روبرت جريفز السردي بالقدرة على منح شخصياته كاريزما وشخصية فريدة من نوعها. لذا تبرز رواياته دائماً كأفضل الروايات التاريخية.

  5. سنوحي المصري – ميكا فالتري (1945)

    إذا كنا نتحدث عن أفضل الروايات التاريخية لا يمكننا تجاهل رواية سنوحي المصري للكاتب الفنلندي ميكا فالتري، فهي واحدة من الروايات الأكثر مبيعاً في حقبة الخمسينيات. كما يعد هذا العمل بالنسبة للعديد من القراء والنقاد مرجعاً إلزامياً لهذا النوع من الروايات. يتميز أسلوب ميكا فالتري بالبساطة ووضوح شخصياته. وتدور أحداث الرواية حول سنوحي الطبيب الملكي المصري في عهد الملك أخناتون الذي يروي قصته في منفاه بعد مقتل الملك. ثم نتتبع خطى الطبيب المصري عبر العواصم الرئيسية للعالم القديم.

  6. مذكرات هادريان – مارجريت يورسنار (1951)

    قلة من المؤلفين قادرون حقاً على معالجة كيف يمكن أن تصبح حياة الشخصيات العامة متضاربة وانتقامية داخل الإمبراطورية. وهنا على وجه التحديد هو سبب اعتبار مذكرات هادريان واحدة من روائع الروايات التاريخية. فمن بين جميع مؤلفي الروايات التاريخية، قلة منهم لديهم أساس تاريخي متين مثل مارجريت يورسنار. تدور أحداث الرواية حول حياة الإمبراطور الروماني هادريان، وتتجلى قدرة الكاتبة في أسلوبها الأدبي وطريقة السرد التي جعلت العديد من القراء يجدون صعوبة في تحديد المكان الذي تنتهي فيه الحقائق التاريخية ويبدأ الخيال.

  7. جوليان المرتد – جور فيدال (1964)

    قصة خيالية نُظر إليها منذ لحظة إطلاقها رسمياً في 8 يونيو 1964 كواحدة من الروايات التاريخية الجيدة. وهو عمل درامي عميق رسم مسار الكاتب الأمريكي جور فيدال في هذا النوع من الروايات التاريخية. تدور أحداث الرواية حول حياة الإمبراطور جوليان آخر أباطرة الرومان الوثنيين الذي طعن في ألوهية المسيح في القرن الرابع بعد اعتناقه للمسيحية.

  8. اسم الوردة – أمبرتو إيكو (1980)

    لا يمكن أن تخرج رواية اسم الوردة للكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو عن أي قائمة لأفضل الروايات التاريخية. فهي واحدة من أهم الروايات في هذا النوع الأدبي في العصر الحالي. ولا شك في أنها من الروايات العالمية المشهورة الموصى بها للقراء المولعين بالتاريخ في جو مثير وغامض. تدور أحداثها في أحد الأديرة خلال العصور الوسطى. حيث تتساقط العديد من جثث الرهبان في الدير دون تفسير، مما جعل الجميع يعتقد أن روح شريرة تقتلهم إلى أن يصل راهب عمل سابقاً في محاكم التفتيش يتمتع بالذكاء الحاد والمهارة البوليسية ليحل هذه المشكلة بعد اعتقاده أن شخصاً ما يقترف هذه الجرائم.

  9. حرب نهاية العالم – ماريو فارغاس يوسا (1981)

    ماريو فارغاس يوسا هو واحد من أكثر الكتاب تأثيراً في الأدب الإسباني. ولديه ما يسميه العديد من النقاد الأدبيين أفضل رواية في التاريخ هي رواية حرب نهاية العالم التي تعد واحدة من الكتب الأكثر مبيعاً في جميع أنحاء العالم. يمثل الجمال الأدبي لهذه الرواية بداية مرحلة النضج التي ستمثل باقي أعمال فارغاس يوسا. تدور أحداث القصة في عام 1897 في فترة تاريخية اتسمت بالتوتر والخلافات بين ملاك الأراضي ومقاتلي الاستقلال، مما جعل شمال شرق البرازيل على شفا الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والروحي.

  10. الحروب الصليبية كما رآها العرب – أمين معلوف (1983)

    الشيء المثير للاهتمام حول الروايات التاريخية هو كونها أعمالاً روائية، فهي تتيح للقراء إمكانية تحليل الأحداث التاريخية من وجهات نظر أخرى. ومن بين كل التاريخ الخيالي، هناك القليل من الأعمال التي تتناول هذه الإمكانية وتجربها بطريقة واسعة مثل رواية الكاتب اللبناني أمين معلوف الأكثر رمزية ضمن هذا النوع الفرعي للروايات التاريخية. تدور أحداث الرواية في فلسطين عام 1096 وتصف بدقة النتائج الاجتماعية والسياسية لوصول الصليبيين الأوائل إلى الأرض المقدسة.

  11. العطر: قصة قاتل – باتريك سوسكيند (1985)

    تعد هذه الرواية واحدة من الروايات الأكثر مبيعاً في القرن العشرين. وهي من تأليف الكاتب الألماني باتريك سوسكيند. والجدير بالذكر أنه تم تكييف هذه الرواية على شاشة السينما. لكن الرواية تتمتع بعمق سردي يجعلها قصة معقدة للغاية لم يمنحها حقها تقليصها إلى ما يزيد قليلاً عن ساعتين. ومع ذلك فهي رواية مليئة بالتشويق والحركة. وتدور حول قصة شاب فرنسي ولد بحاسة شم خارقة للطبيعة تسمح له باكتشاف التعقيد الحقيقي وراء روائح كل شخص. مما يجعله يبدأ في عمليات القتل لعدد مختلف من النساء من أجل صنع قارورة من العطر البشري الخالص.

  12. الطبيب – نوح جوردون (1986)

    يعتبر العديد من القراء أن رواية “الطبيب” واحدة من آخر الروايات التاريخية التي تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في أواخر الثمانينيات. في هذه الرواية التاريخية استطاع الصحفي نوح جوردون بمهاراته في سرد ​​القصص تقديم قصة مليئة بالمغامرات والتفاصيل التاريخية التي تجعلها تستحق الإعجاب. تدور أحداث الرواية في العصور الوسطى حول شاب يخوض رحلة من أوروبا على الشرق الأوسط من أجل أن يتعلم الطب على يد العالم المسلم ابن سينا. تم تكييف هذه الرواية على شاشة السينما، والجدير بالذكر أن هذه الرواية التاريخية الرائعة لم تترجم حتى الآن إلى اللغة العربية. لكن الخبر السار أن دار صفصافة أعلنت عن الترجمة العربية الأولى خلال الأشهر القادمة وفقاً لما نشره موقع بوابة الأهرام.

  13. حياة أميرة عثمانية في المنفى – كنيزي مراد (1987)

    القلق وعدم اليقين في وجه عالم تغير بشكل جذري خلال السنوات الأولى من القرن العشرين هما حجتان ثابتتان في هذه الرواية. وعلى الرغم من وجود العديد من الروايات التاريخية التي تتحدث عما يصفه العديد من المؤرخين بسقوط التأثير الإسلامي في أوروبا، فإن رواية كنيزي مراد تتناول هذه القضية من منظور أكثر عمقاً مقارنةً بمعظم المؤلفين. لقد كان أصل عائلة كنيزي مراد وتجاربهم الخاصة مع الثقافة الإسلامية جانبين ميزا بقوة الأسلوب السردي لمعظم رواياتها التاريخية. حياة أميرة عثمانية في المنفى هي قصة مكثفة ودرامية حول تجارب الأميرة سلمى، الابنة الصغرى لآخر سلطان عظيم للإمبراطورية العثمانية.

  14. دعائم الأرض – كين فوليت (1989)

    تقدم جميع الأساطير والخيال المحيط بأوروبا في العصور الوسطى مكاناً ممتازاً للحبكات السردية في العديد من الروايات التاريخية. يمكن رؤية مثال على خصوصية التاريخ الخيالي بسهولة في هذا العمل الذي يعتبره العديد من النقاد أحد أهم الروايات التاريخية في الأدب الحديث. وقد استطاع الكاتب الإنجليزي كين فوليت أن يجد لنفسه مكاناً بين كتاب الروايات التاريخية. تدور هذه الملحمة حول قصص الخيانة والطموح والقوة الموجودة داخل مجتمع القرون الوسطى حول بناء كاتدرائية قوطية.

  15. ظلال شجرة الرمان – طارق علي (1992)

    لسنوات عديدة، كانت إسبانيا واحدة من الدول الأوروبية التي دخلها الإسلام عن طريق التجارة. وقد تمتع التجار المسلمون هناك بنفوذ هائل داخل النظام الاجتماعي. وعلى الرغم من أن هناك العديد من الروايات التاريخية التي تتناول إرث العرب وتأثيرهم في الثقافة الإسبانية، إلا أن القليل منها يتمتع بالجودة وعمق التاريخ الخيالي. يتميز الكاتب الباكستاني طارق علي برواياته ذات السرد المباشر إلى حد ما، ولكنها مليئة بالحوارات القائمة على مناهج عميقة للغاية حيث تسود الرمزية والاستعارات. ظلال شجرة الرمان هي رواية عميقة وواضحة للغاية يعرض فيها الكاتب كل قسوة محاكم التفتيش الإسبانية من منظور عائلة مغاربية في غرناطة.

  16. ثلاثية غرناطة – رضوى عاشور (1994)

    واحدة من أفضل الروايات التاريخية هي رواية ثلاثية غرناطة للكاتبة المصرية رضوى عاشور. تتناول الرواية فترة عصيبة من التاريخ الإسلامي في الأندلس، هي فترة سقوط الممالك الإسلامية هناك. تتميز الكاتبة رضوى عاشور بأسلوبها الأدبي المميز الذي يحمل القارئ إلى هذه العوالم الرائعة التي خلقتها.

  17. رواية عزازيل – يوسف زيدان (2008)

    فازت هذه الرواية بجائزة البوكر العربية لعام 2009. كما حصلت على جائزة أنوبي البريطاني لأفضل رواية مترجمة للإنجليزية. تدور أحداث الرواية حول الراهب المصري هيبا الذي يخوض رحلة طويلة من صعيد مصر إلى الإسكندرية ليلتحق بالكنيسة من أجل دراسة اللاهوت والطب. كانت الإسكندرية حينها تحت الحكم الروماني بعد اعتناقه المسيحية. أثارت هذه الرواية الكثير من الجدل نظراً لتناوله فكرة طبيعة المسيح وعنف رجال الكنيسة والصراع المذهبي بين آباء الكنيسة.

  18. قصر الذئاب – هيلاري مانتيل (2009)

    هيلاري مانتل هي المؤلفة الوحيدة التي فازت مرتين بجائزة بوكر لأفضل رواية للعام. ورواياتها التاريخية هي الأكثر مبيعاً في العقد الماضي. وتعد رواية قصر الذئاب أفضل رواياتها التاريخية وتندرج ضمن قائمة أفضل عشر روايات تاريخية وفقاً لصحيفة الجارديان. في هذه الرواية يشكل الجشع والشهوة للسلطة الخلفية الدرامية، وهي قصة خيالية مشوقة للغاية تحدث في إنجلترا في عشرينيات القرن الخامس عشر تدور أحداثها حول الملك هنري السابع.

اقرأ أيضًا: أفضل الكتب التاريخية المُوصى بها مع نبذة مختصرة لكل كتاب

روايات تاريخية أخرى

  • عائد إلى حيفا – غسان كنفاني (1969).

  • النسر والغراب – بولين جيدج (1978).

  • عشيرة دب الكهف – جين أويل (1980).

  • ملك الشتاء – برنارد كورنويل (1995).

  • عداء الطائرة الورقية – خالد حسيني (2003).

  • ظل الريح – كارلوس زافون (2016).

  • قواعد العشق الأربعون – إليف شفق (2009).

اقرأ أيضًا: أفضل الروايات الرومانسية في التـاريـخ تـنـاسـب جميع الأذواق

في الختام لابد من الإشارة إلى أن قراءة الروايات التاريخية لها متعة ومذاق خاص لن يشعر بها سوى متذوقها. لكن مع ذلك يجب التنبه على أنه لا يجب على المرء أن يأخذ الأحداث التاريخية فيها على إنها أحداث مسلم بها، حيث يمزج هذا النوع من الروايات الواقع مع الخيال.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

‫2 تعليقات

  1. نسيتم أو تناسيتم الرواية التاريخية الجزائرية الواسينية ” كتاب الأمير ” و “الليلة السابعة بعد الألف “التي ترجمت إلى كل لغات العالم التي تعد من بين الروايات الأحسن في الأدب العربي والعالمي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!