أسلوب حياة

كيف تتحدث مع شريك حياتك عن موضوع صعب؟

يعاني الكثير من الأزواج من القلق إذا أراد أحدهما الحديث عن موضوع صعب وحساس مع شريك حياته، فالخوف من سوء الفهم أو رد الفعل غير المتوقع يمكن أن يدمر العلاقة الزوجية، بينما الصمت وعدم الحديث أشد وطأة من الكلام، ويخلق فجوة عميقة بين الزوجين. فالتواصل بين طرفي العلاقة أهم ما في الزواج. ومن هذا المنطلق نحاول تقديم بعض النصائح اللازمة للحديث عن الموضوع لتجنب سوء الفهم ومحاولة توصيل الموضوع بوضوح إلى الطرف الآخر حتى تدوم الثقة وتشتد عرى الزواج.

اختر اللحظة المناسبة

قبل الحديث عن موضوع صعب وحساس مع شريك حياتك عليك أن تختار اللحظة المناسبة للحديث، فلا تطلب منه فجأة أنك تريد الحديث عن موضوع هام، فعنصر المفاجأة لن يساعدك، وسرعان ما يشعر الطرف الآخر بالقلق والخوف، وبدلاً من ذلك أخبره بالطريقة التي تعرف أنها لن تسبب له القلق، على سبيل المثال، يمكنك أن تبدأ الحديث بدعوة من هذا النوع: “أريد أن أخبرك عن شيء يقلقني قليلاً، وأرغب في معرفة رأيك فيه، وما عليّ فعله”. وبهذه الطريقة سيشعر الطرف الآخر بأنه في تلك اللحظة يجلس على كرسي الحكيم ليستمع إلى ما تقوله، ويحاول أن يظل هادئاً لسماع حديثك دون قلق أو توتر.

فكر في الطرق والدوافع

قبل أن تفتح فمك، وتبدأ في الحديث عن موضوع صعب مع شريك حياتك، فكر جيداً فيما ستقوله، وفي جميع الاحتمالات التي يمكن أن يفكر بها شريك حياتك، فأنت أكثر شخص على دراية بطريقة تفكير شريكك. وأعلم جيداً أن الكلمات التي تحملها الريح يمكنها أن تداوي الآلام ويمكنها أن تترك آثار جروح عميقة لا يمكن مداواتها. لذا كن حذراً مع الطرق والدوافع الحقيقية التي تريد التحدث عن الموضوع من أجلها. فما هي دوافعك للحديث؛ هل هو شيء ضروري لا يمكنك أن تسكت عنه بعد الآن؟ هل تحتاج إلى من يستمع إليك ليشاركك ما تشعر به؟ وهل تبحث حقاً عن نصيحة؟ هل هو شيء سيؤثر عليك فقط، أم أن كلاكما متورط؟

ابحث عن المكان المناسب

بعد هذا التمهيد، عليك أن تبحث عن مكان هادئ دون تدخل من أحد. يمكنك إيقاف تشغيل التلفاز أو الراديو أو أي مصدر إلهاء آخر، وعليك إخراج الأطفال من الغرفة وتأكد من تهيئة الجو لهم ليبقوا لفترة كافية حتى تستطيع التحدث مع شريكك. أو يمكنك بدلاً من كل ذلك أن تخرج في نزهة مع شريك حياتك في مكان هادئ بدون الكثير من الناس.

التواصل الصحيح

تأكد من وجود شريكك بالقرب منك، فأنت بحاجة إلى أن تكون المحادثة وجهاً لوجه. وتأكد كذلك من أن الآخر قادر على رؤيتك وسماعك بوضوح لتفسير ما تقوله بشكل صحيح. أنت الآن في اللحظة المناسبة وعلى خشبة المسرح. لنبدأ العمل، أهم ما في الأمر أن تتحدث بوضوح عما يقلقك، وعليك اختيار الكلمات المناسبة لذلك، وهذا لا يعني أن تبدأ المحادثة بعبارة “لدينا مشكلة” أو “أنت تجعلني أشعر بالسوء لأن…” أو “ما سأخبرك به سوف يغضبك” فكل هذه العبارات بمثابة قنبلة موقوتة. حيث يبدأ التواصل الصحيح من الذات، وكما قلنا من قبل يمكنك البدء بعبارة “هناك أمر يحدث لي وأريد أن أعرف رأيك فيه وما عليّ فعله”. حتى عندما يتعلق الأمر بموضوعات حساسة مثل الجنس، لا يمكن أن تبدأ حديثك بعبارة “إنني لا أحصل على كل المتعة التي أرغب بها” بل عليك البدء بعبارة “حتى تكتمل سعادتنا علينا أن نتحدث عن..”

انتظر واقبل إجابة الآخر

لقد أثرت الموضوع بالفعل، والآن حان دور الآخر للإجابة وإبداء الرأي فيه. حان دورك للاستماع. وهو ما يجب أن تفعله بنفس الاهتمام والعناية التي عبرت بها عن قلقك. أظهر لشريكك أنك مهتم حقاً بما يقولونه لك، مارس فن الاستماع. ومهما كان الرد عليك أن تتفهم، فبعد كل شيء فالتواصل هو سر الزواج الناجح.

وائل الشيمي

كاتب وأديب بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الصحافة، حيث حصل على بكالريوس في هذا المجال، وقاده شغفه بالإنسانية إلى دراسة علم النفس والفلسفة، وقد ساعدته دراسته وقراءاته في فهم أبعاد الشخصية البشرية وتعقيداتها. في روايته "الأجنحة السوداء" صور قضايا الوجود والتحديات النفسية التي يواجهها الإنسان في رحلة بحثه عن الإله، في سياق سردي مشوق يحمل في طياته تأملات فلسفية حول الحياة والموت، الحرية والقيود. كما أطلق في مجموعته القصصية "علامات لا تُمحى" مجموعة من القصص التي تتناول الجوانب المظلمة من التجربة البشرية، تاركاً آثارًا لا تُمحى في ذهن القارئ. إلى جانب أعماله الروائية والقصصية، ساهم الكاتب بالعديد من المقالات النقدية والحوارات الفكرية في الصحف والمجلات والمواقع الإعلامية، حيث شكلت كتاباته مساحة للتفكير والتحليل حول قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعمك يهمنا ❤️

نحن نعمل بجد لتقديم محتوى مجاني ومفيد لك. هل يمكننا الاعتماد على دعمك بتعطيل مانع الإعلانات؟ شكرًا مقدمًا!