تغير أعراض الاكتئاب من طريقة تفكيرنا وشعورنا، كما تؤثر على الأنشطة اليومية التي نقوم بها، مثل العمل والأكل والنوم. ويمكن أن يؤثر الاضطراب الاكتئابي على أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس أو العرق أو المستوى التعليمي أو الثقافة. قد تتساءل الآن، كيف يمكن التعرف على علامات الاكتئاب؟ هيا بنا لنكتشف هذا الأمر.
يختلف الشعور بالحزن عن الشعور بالاكتئاب. لكن ما هو الاكتئاب على وجه التحديد؟ يُستخدم هذا المصطلح بشكل فضفاض للغاية لوصف ما نشعر به عندما يكون لدينا أسبوع سيئ أو نقاش حاد مع أحد أفراد الأسرة، فهل ما نشعر به يمكن أن يندرج تحت أعراض الاكتئاب؟ إن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، فهناك عدة أعراض محددة للاكتئاب يمكن من خلال معرفتها أن تساعدنا في التمييز بين هذا الاضطراب والحزن.
المزاج المنخفض المستمر
يمكن أن نشعر في بعض الأحيان مزاجنا سيء، وهذا أمر عادي نشعر به في بعض المناسبات أو في أيام معينة، لكن عندما يلازمنا هذا الشعور لفترة طويلة من الوقت، فيمكن أن يكون أحد أعراض اضطراب الاكتئاب الشديد. حيث يُنظر إلى الحالة المزاجية المنخفضة المستمرة على أنها علامة على الاكتئاب، وعلى الرغم من أنها عرض متكرر، يجب أن نتذكر أن هناك المزيد من الأعراض التي يجب مراعاتها عند إجراء التشخيص. يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب باستمرار بأنهم غير قادرين على فعل أي شيء، وعدم الرغبة في ذلك. بمعنى أنهم يشعرون بالخمول والكسل أو أنهم مخدرون أو “هامدون”.
فقدان الاهتمام وانعدام المتعة
العرض الثاني الذي يشير إلى بداية الدخول في مرحلة الاكتئاب هو انخفاض الاهتمام، وعدم الشعور بالمتعة في الأنشطة التي كان الشخص معتاداً على الاستمتاع بها، وهو ما يُعرف بانعدام التلذذ. ومن الشائع بين مرضى الاكتئاب سماع عبارات مثل “ما الهدف من ذلك؟” وهي عبارة تصف حالتهم الذهنية بصورة دقيقة. حيث يفقدون المعنى وراء كل شيء والهدف، وتبدو أعمالهم وهواياتهم وأنشطتهم الاجتماعية التي كانوا يستمتعون بها من قبل رتيبة وغير مجدية وبلا هدف. ومن هنا نجدهم ينسحبون من جميع الأنشطة مثل ممارسة الرياضة والهويات والخروج مع الأصدقاء.
اقرأ أيضًا: علاج الاكتئاب المجاني: لا تمت وأنت على قيد الحياة |
الشعور بالذنب أو اليأس أو انعدام القيمة
يشرع المصاب بالاكتئاب في تذكر الأحداث الماضية، وتغمره مشاعر الذنب تجاه الأفعال التي قام بها من قبل، وفي أغلب الأحيان يعاني المكتئب من تدني احترام الذات، وتسيطر عليه مشاعر كراهية النفس واليأس، كما لو لم تكن هناك إمكانية للقيام بشيء لتغيير أو تحسين مشاعرهم.
فقدان الرغبة الجنسية
تعد فقدان الرغبة الجنسية من العلامات الأخرى المعروفة للاكتئاب. حيث يتساءل البعض عما حدث لدوافعهم الجنسية، والتي يمكن أن تزيد الشعور بالذنب، خاصة في الحالات التي يواجه فيها الشريك صعوبة في فهم سبب عدم شعوره بالرغبة في ذلك.
اقرأ أيضًا: كيف يساعد العلاج بالموسيقى على شفاء الأمراض؟ |
الشعور بالعجز
أحد أكثر أعراض الاكتئاب الشديد شيوعاً هو اضطراب المزاج الذي يغير الطريقة التي يشعر بها المرء تجاه الحياة بشكل عام. حيث يبدأ الشخص في رؤية الحياة بمنظور يائس ويشعر بالعجز تجاه محاولة تغيير أي شيء. ويتجلى ذلك في الشعور بعدم القيمة الذاتية، والأفكار الاكتئابية المتكررة مثل لوم النفس باستمرار وعدم جدوى أي فعل.
التعب الشديد وصعوبة النوم
الشعور بالتعب الشديد من أهم أعراض الاكتئاب، حيث يشعر المصاب بالاكتئاب من نقص الطاقة والشعور الدائم بالإرهاق. وهذان العرضان هما أكثر علامات الاكتئاب التي تنهك الفرد. كما ينطوي اضطراب الاكتئاب على النوم بشكل أقل، أو صعوبة النوم، أو الاستيقاظ مبكراً، أو النوم المضطرب. وهناك من يلاحظ أنه يحتاج إلى ساعات نوم أكثر من المعتاد. بينما يميل الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى الاستيقاظ وهم يشعرون بالقلق.
اقرأ أيضًا: أدباء مشاهير عانوا من الاكتئاب |
القلق والتوتر
يمكن ملاحظة القلق عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب بصورة واضحة، ويتجلى ذلك على شكل: العصبية، والأرق، والشعور بالذعر، والقلق والتوتر، والتعرق الشديد، وزيادة معدل ضربات القلب، وصعوبة التركيز أو التفكير بوضوح في أي شيء لا يسبب لهم القلق. هذه كلها سمات نوبات الاكتئاب.
تغيرات في الشهية والوزن
الشهية والوزن عرضة للتقلب عند المصابين بالاكتئاب. وهذه التجربة تختلف من شخص لآخر. فهناك من يشعر بالجوع أكثر ويزداد في الوزن، بينما لا يشعر الآخرون بالجوع وينتهي بهم الأمر بفقدان الوزن. وفي أغلب الأحيان تحدث هذه التغييرات في الوزن عن غير قصد.
اقرأ أيضًا: هل يمكن الشفاء من الاضطراب ثنائي القطب؟ |
صعوبة التركيز
يشعر الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بصعوبة كبيرة في التركيز واتخاذ القرارات، وهم يدركون ذلك في قرارة أنفسهم، أو قد يلاحظ المقربون منهم أنهم لا يفكرون بوضوح. هذا العرض شائع جداً سواء كان اضطراب اكتئابي بسيط أو شديد.
خطر العزلة
في حالات الاكتئاب، قد يكون من الصعب التحدث عن المشاعر والأفكار مع الآخرين. حيث يجد هؤلاء المرضى صعوبة في التحدث عن اكتئابهم، ويختارون عزل أنفسهم عن الآخرين. وكلما ازدادت الأعراض سوءاً، زاد شعورهم بالوحدة والعزلة. وبدون دعم أو علاج، يكون للاكتئاب تأثير قوي على العمل والشؤون المالية والعلاقات والصحة العامة، مما يجعل من الضروري طلب المساعدة.
اقرأ أيضًا: تجربة المرضى الثلاثة الذين ادعوا أنهم المسيح |
سرعة الغضب والانفعال
إن المعاناة من اضطراب اكتئابي مرهقة للغاية سواء على مستوى العقل أو الجسم، حيث يصبح المصاب سريع الانفعال والغضب، ولديه قدرة تحمل ضعيفة للغاية. كما يكون هناك ميل للهجوم على أحبائهم بشكل غير متوقع، ومن ثم يشعرون بالذنب لاحقاً. كذلك يساهم القلق الشديد الناتج عن الاكتئاب في قيادة الشخص إلى القفز من فكرة أو فعل إلى آخر باندفاع.
خواطر إيذاء النفس والانتحار
من النتائج الأخرى للاكتئاب ظهور سلوكياتإيذاء النفس للتعامل مع مشاعرهم. وعلى الرغم من أنه يجعلهم يشعرون بالرضا على المدى القصير، إلا أن إيذاء النفس يمكن أن يصبح خطيراً ويجعلهم يشعرون بسوء على المدى الطويل. كذلك أولئك الذين يعانون من اضطراب اكتئابي شديد هم عرضة لأفكار ميؤوس منها يمكن أن تؤدي بسهولة إلى الانتحار. قد تكون هناك حالات يكون فيها فكرة حاضرة أو أنهم يفكرون بالفعل في كيفية الانتحار. هذا النوع من التفكير يصعب السيطرة عليه ومخيف للغاية.
اقرأ أيضًا: هل يفيد التحليل النفسي في علاج الوسواس القهري؟ |
في الختام لا يسعنا سوى القول إنه إذا استمرت علامات وأعراض الاكتئاب لأكثر من أسبوعين، فمن المستحسن طلب المساعدة المهنية. ومن الضروري التعرف على أعراض الاكتئاب لتلقي العلاج المناسب، ويمكن أن يتحسن معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب المزاج هذا باستخدام الأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما.