من هو بوذا؟ وما هي قصة ذلك النبي الغامض؟
بوذا أحد أشهر الشخصيات الدينية في جميع أنحاء العالم. فهو الفيلسوف والمتصوف والمتأمل والمعلم الروحي والزعيم الديني. بينما يحظى بوذا بالاحترام الكامل نظراً لأنه مؤسس الديانة البوذية. وقد أثرت تعاليم بوذا في كثير من البشر في كل مكان. أما أقوال بوذا فتنم عن ثقافة عميقة وفلسفة روحية عظيمة. لدرجة اعتقاد البعض أنه نبي مرسل. فمن هو بوذا؟ وما قصة بوذا ذلك النبي الغامض؟
من هو بوذا؟
يعتبر بوذا مؤسس الديانة البوذية. لكنه في الحقيقة كان لا يؤمن بإله محدد. بل تقوم فلسفته في الحياة على التقشف والزهد. بينما تبدأ قصة النبي بوذا حيث نشأ في كنف أسرة نبيلة على حدود الهند. وعاش في رغد من العيش. بينما تزوج في سن صغير، ولكنه سرعان ما ترك حياته المرفهة وغادر متجهاً إلى البحث عن ذاته، وعن معنى لحياته، ومن هنا دخلت قصة بوذا معترك آخر. لكن قد توصل إلى ما كان يهدف إليه في النهاية. وأصبح حكيماً متصوفاً. وكعادة مثل هذه الشخصيات فلقد نسج الناس الكثير من الأساطير والخرافات حولها. بينما ادّعى البعض امتلاكه قدرات خارقة. وبعضهم الآخر قالوا عنه بأنه نبي مرسل حتى وصل بهم الحال إلى اعتباره إله.
الحقائق الأربع
-
أحد معابد البوذية
يؤمن بوذا بأن حياة التقشف والتجرد هي الطريق الأمثل للوصول إلى الحقيقة المطلقة. كما أن تعاليمه تدعو إلى التأمل باعتباره الدرب الصحيح لما أسماه الصحوة. بينما عرف كيفية التخلص من معاناة الإنسان. وقد توصل في النهاية إلى الحقائق الأربع. كما تعد هذه الحقائق جوهر الديانة البوذية. بينما تتمثل هذه الحقائق حول معاناة الإنسان، وهي كالتالي:
- تتمثل الحقيقة الأولى في أن حياة الإنسان عبارة عن معاناة مستمرة.
- الحقيقة الثانية أن السعي وراء تلبية الشهوات هو أساس المعاناة في الحياة. بينما الأصل في هذا هو الجهل.
- أما الحقيقة الثالثة التي توصل إليها جوتاما فتتمثل في كيفية التخلص من الشهوات، وبالتالي المعاناة في الحياة.
- الحقيقة الرابعة أن التخلص من الشهوات والمعاناة يتم عبر ثمان مراحل وهي الفهم والفكر والكلام والسلوك والمعيشة والجهد والوعي والتركيز.
لطالما آمن هذا الفيلسوف كمثل الأغلبية العظمى من الهنود بمبدأين أساسيين ألا وهما تناسخ الأرواح، والكارما أو السببية. بينما أنكر وجود البعث والحساب. لذا فمن الممكن اعتباره فيلسوفاً مفكراً زاهداً عن اعتباره مؤسس ديانة البوذية.
| اقرأ أيضًا: مَن هو زرادشت؟ وكيف أسس الديانة الزرادشتية؟ |
أقوال بوذا المأثورة
-
تمثال لبوذا
عاش هذا الفيلسوف حياته الطويلة في التأملات والتفكير في مسائل تتعلق بالكون والوجود والإنسان. كما توصل إلى العديد من الحقائق. علاوة على أن أقواله عن هذه القضايا بمثابة المعدن النفيس. كما تعلم منها الناس حول العالم. بينما أثرت حياتهم النفسية والدينية. ومن أقوال بوذا المأثورة:
-
الوعاء لا يمتلئ إلا قطرة بقطرة وهكذا كل شيء بحياتك
-
ما فائدة النصوص الدينية التي تقرأها وتستشهد بها لو أنها لم تجد طريقها إلى عملك.
-
طريقك إلى فهم أي شيء يعني تسامحك مع كل شيء.
-
كلمة واحدة تجلب السلام أفضل من آلاف الكلمات المفرغة.
-
-
سلام النفس يعني خلوها من كل ما يكره.
-
تخير كلماتك واعلم تأثيرها على مستمعك قبل أن ينطقها لسانك.
-
أنت عون نفسك وأنت منقذها.
-
الإنسان إما أن يكون طبيب نفسه أو مرضها.
-
وجود الشر ضروري حتى يجد الخير ما يتسامى ويعلو فوقه.
-
لا تنظر إلى ما أنجزته. بينما ضع نصب عينيك ما لم يُنجز بعد.
-
التغلب على النفس أصعب من التغلب على الآخرين.
-
أشياء لا يمكن أن تختفي طويلاً: الشمس والقمر والحقيقة.
-
يأتي السلام من الداخل، فلا تبحث عنه في الخارج.
-
لا يعتبر الكلب كلباً جيداً لأنه يجيد النباح. وكذلك الإنسان لا يعتبر إنساناً جيداً لأنه يُجيد الكلام.
-
لن تُعاقب بسبب غضبك، بل غضبك هو العقاب.
-
إن عاش المرء بحكمة فلن يخشى الموت.
-
يجب أن يوجد الشر حتى يُثبت الخير طهارته.
| اقرأ أيضًا: رابعة العدوية: حكاية المرأة التي رسمت معالم الصوفية |
عاش النبي الغامض ورحل عن العالم بعد أن ترك وراءه إرثاً من التعاليم والحكم والمواعظ التي أثرت في حياة كثير من البشر. وبغض النظر عن خلفيته الشخصية أو الدينية إلا أنه واحد من البشر الخالدين بأعمالهم وأقوالهم. كما أن هذه التعاليم فتحت الطريق إلى احترام قيمة الانسان وإعلاء قيم الحق والجمال والعدل. بينما ساعدت الإنسان في التخلي عن الشهوات واللجوء إلى الحياة الروحية.
للاستزادة:
اتمنى ان اعيش حياة روحية من دون اله او جنة او نار _ انا اشعر بالقرب من بوذا _ اشعر بحضرته داخل قلبي