الوصايا العشر في الكتاب المقدس ونظائرها في القرآن
الوصايا العشر في الكتاب المقدس هي التي أنزلت على النبي موسى. وتحمل في طياتها مبادئ أخلاقية ينبغي على البشرية جمعاء أن تعمل بها. كٌتبت هذه الوصايا في البداية على الألواح وأعطاها موسى لبني إسرائيل. وقد تضمن القرآن الكريم وصايا مثلها. فما هي قصة الوصايا العشر في الكتاب المقدس والقرآن؟ وما هي قصة الألواح؟
قصة الوصايا العشر
تبدأ قصة الوصايا العشر بعد أن خرج النبي موسى مع بني إسرائيل من مصر، وكان قد وعدهم وهو بمصر أنهم إذا خرجوا منها وأهلك الله عدوهم أن يأتيهم بكتاب فيه ما يأتون وما يذرون من أحكام وتعليمات ومبادئ وشرائع يسيرون بمقتضاها. فلما نجاهم الله من فرعون وجنوده. وباتوا في سيناء، ولم يكن لهم كتاباً ولا شريعة، ذهبوا إلى موسى وقالوا له: يا موسى ائتنا بالكتاب الذي وعدتنا به. فسأل موسى ربه عن ذلك، فأوحى إليه الله أن يصوم ثلاثين يوماً ثم يتطهر ويطهر ثيابه ومن ثم يذهب إلى جبل الطور لينزل عليه الكتاب.
صام موسى ثلاثين يوماً عملاً بما أمره الله، وتطهر ثم انتظر أن يتجلى له الله على الجبل. لكن موسى شعر أن خلوف فمه ذو رائحة سيئة أخذ أعواداً من السواك ليطهر بها فمه، ولذلك أمره الله أن يزيد فترة صيامه عشرة أيام أخرى، ليكون مجموع أيام صيامه أربعين يوماً. بينما بعد أن فعل انتظر موسى أمام الجبل ليتجلى له الله.
وفي تلك اللحظة التي سمع فيها كلام الله طلب منه موسى أن يراه، لكن الله أخبره بأنه لن يقوى على رؤيته، ولما أصر موسى قال له الله، انظر إلى هذا الجبل الماثل أمامك فإن استقر في موضعه فسوف تراني. وما إن تجلى الله للجبل حتى خر على الأرض. وسقط موسى مغشياً عليه.
لما أفاق النبي موسى تاب إلى ربه، وهنا نزلت عليه الألواح التي تحمل في طياتها الوصايا العشر التي يجب على بني إسرائيل العمل بها. لكن عندما عاد بها إلى قومه وجدهم يعبدون العجل الذهبي. فغضب موسى عليهم وألقى الألواح من يده. لتبدأ بعدها مرحلة تيه بني إسرائيل. ومع ذلك فإن هذه الوصايا العشر لم تكن حكراً على بني إسرائيل فحسب بل كانت مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي يجب على كل إنسان أن يتحلى بها. فماذا كانت هذه الوصايا العشر طبقاً لما ذكره الكتاب المقدس؟
اقرأ أيضًا: عصا موسى: حكايات خيالية ومعجزات حقيقية |
الوصايا العشر في الكتاب المقدس
تنقسم الوصايا العشر في الكتاب المقدس إلى أقسام ثلاثة، القسم الأول منها يختص بما ينبغي على المرء فعله تجاه الله. بينما القسم الثاني يختص بأخلاق التعامل مع القريب، أما القسم الثالث فيختص بعلاقة الفرد مع مجتمعه. وهذه الوصايا العشر تتمثل في الآتي:
- لا تكن لك آلهة أخرى.
- ولا تصنع تمثالاً منحوتاً أو صورة ولا تسجد لهم من دون الله.
- لا تنطق باسم إلهك بالباطل.
- اذكر يوم السبت لتقدسه.
- أكرم أباك وأمك.
- لا تقتل.
- ولا تزن.
- لا تسرق.
- ولا تشهد الزور.
- لا تشته بيت قريبك أو عبده أو زوجته أو ثوره أو أي شيء مما لقريبك.
كانت هذه الوصايا العشر كما ذكرها الكتاب المقدس. وكما نرى هي مجموعة من المبادئ التي يمكنها إصلاح الفرد والمجتمع، إذا ما تم العمل بها.
اقرأ أيضًا: النمرود بن كنعان: قصة أول طاغية في التاريخ تقتله بعوضة |
الوصايا العشر في القرآن
ذكرت كذلك الوصايا العشر في القرآن وذلك في مواضع متفرقة. بينما في هذه الآيات يأمر الله تعالى عبادة بألا يعبدوا سواه، وأن يحسنوا معاملة الوالدين، ولا يقتلوا النفس، ولا يزنون، ولا يقربوا مال اليتيم، والوفاء بالكيل والميزان، ولا يشهدوا الزور، والوفاء بالعهود، اتباع الصراط المستقيم. ولنرى الوصايا العشر كما ذكرها القرآن في نقاط:
- عبادة الله الواحد وعدم الشرك به. يقول الله في قرآنه: ” ولا تجعل مع الله إله أخر”.
- بر الوالدين. ” وبالوالدين إحساناً”.
- لا تقتل. ” ولا تقتلوا النفس”.
- لا تزن. ” ولا تقربوا الزنا”.
- لا تسرق. ” ولا يسرقن”.
- الوفاء بالعهد. ” وأوفوا بالعهد”.
- لا تشهد زوراً. ” واجتنبوا قول الزور”.
- العدل. ” وإذا قلتم فاعدلوا”.
- الوفاء بالكيل والميزان. ” وأوفوا الكيل والميزان”.
- التواضع. ” ولا تمش في الأرض مرحاً”.
اقرأ أيضًا: قصة النبي إيليا: ماذا فعل مع أنبياء الإله بعل؟ |
لم يذكر القرآن مجرد عشرة وصايا فحسب، بل هناك الكثير من المبادئ الأخلاقية التي تزيد عما ذكرناها هنا. وإلى هنا ينتهي بنا الحديث عن الوصايا العشر كما ذكرها الكتاب المقدس وكما ذكرت في القرآن. وفي النهاية ينبغي على كل إنسان أن يعمل بمثل هذه الوصايا العشر العظيمة التي تساهم في الارتقاء بأخلاق الفرد وبالتالي المجتمع.
المصادر:
- الكتاب المقدس – العهد القديم.
- القرآن الكريم.
مقارنة رائعة، الشبه كبير بين الاديان السماوية، و هو واضح في هذه الوصايا.
تحياتي على المقال الرائع!
أشكرك بشدة.. وأقول لك كما قال النجاشي لجعفر بن أبي طالب أن الأديان السماوية خرجت من نفس المشكاة