الحوت الأزرق هو أكبر الحيوانات الموجودة على سطح الأرض. ومن رحمة الله أن هذا المخلوق الضخم لا يعيش إلا في الماء. فلو قدر أنه يعيش على سطح اليابسة لما استطاعت اقدامه أن تحمله. في هذا المقال نستعرض سوياً بعض المعلومات المثيرة والشيقة عن أضخم حيوان في الكرة الأرضية.
جسم الحوت الأزرق
يتميز الحوت الأزرق بجسمه المرن والانسيابي. أما ذيله فهو مسطح ولا يوجد به عظم، كما إنه أفقي حتى يساعده في صعوده إلى السطح من الأعماق البعيدة.
-
الأذن
أما أذنه فتتكون من فتحتين صغيرتين على جانبي الرأس، ويمتاز الحوت بقوة حاسة سمعه مقارنةً بحاسة السمع لدى الإنسان. فمن المتعارف عليه أن الماء ينقل الصوت بشكل أفضل من الهواء. والحوت لديه القدرة على سماع الأصوات التي تأتيه من تحت الماء وهو على بعد قد يصل في بعض الأحيان إلى تسعمائة كيلو متر.
-
الأنف
أما أنفه فهي تتصل مباشرة بالرئتين بواسطة امتداد للقصبة الهوائية تسمى “اللهاة” وهذا الامتداد يمنع اتصال الفتحات الأنفية بالفم. وهو ما يسمح للحوت بابتلاع طعامه الموجود في أعماق البحار دون أن يدخل الماء إلى رئتيه. ونظراً لأن الحوت يحبس أنفاسه تحت سطح الماء كما يفعل الإنسان فإنه يجب عليه التنفس بأسرع ما يمكن بمجرد خروجه إلى السطح. ولذلك نجد أن أنفه هو أول جزء من جسمه يظهر عند خروجه من الماء.
-
العظام والعضلات
ونظراً لضخامة حجمه فكان من الطبيعي ألا يحمله سوى الماء. فلو أن مثل هذا الحيوان يعيش على اليابسة لما استطاعت أرجله أن تحمل هذا الوزن الضخم. ولكي يستطيع الحوت حمل رأسه الضخم فإن عظام رقبته قصيرة ومتداخلة بعضها في بعض. أما أضلاعه فهي متصلة بالعمود الفقري اتصالاً بسيطاً حتى تستطيع الرئتان الامتلاء بالهواء والبقاء في الأعماق أطول فترة ممكنة.
-
جلد الحوت الأزرق
يعد جلد الحوت في غاية الرقة. حيث يبلغ سمكه حوالي واحد وربع سنتيمتر فقط. فهو يعيش في الماء وليس هناك أي خطر يعرضه للتمزق بالأشواك أو الصخور والأعشاب. ونظراً لأنه يعيش في الماء فكان من الضروري احتفاظه بدفئه وهو ما تطلب نمو طبقة سميكة من الدهن بين الجلد واللحم لتعمل كحاجز يحول دون فقد الحرارة. فالحيتان التي تعيش في المناطق القطبية مزودة بطبقة سميكة جداً من الدهن. بينما تكون هذه الطبقة أقل سمكاً في الحيتان التي تعيش في مياه المناطق الاستوائية والمعتدلة.
-
اللون
العجيب في الأمر أن الحوت الأزرق لم يكن لونه الحقيقي هو الأزرق. فمعظم جسم الحوت ملون باللون الرمادي ماعدا بعض المناطق الزرقاء فحسب. إلا أن نسبته إلى اللون الأزرق تعود إلى أنه يبدو من مسافة بعيدة كما لو أن جسده قد طلي بأكمله باللون الأزرق.
اقرأ أيضًا: معلومات عن الجمل ربما لم تسمع بها من قبل |
وزن الحوت الأزرق
يزن الحوت الأزرق حوالي مائة وعشرين طناً. بينما يصل طوله إلى أكثر من ثلاثين متراً. ويقدر وزن لسانه فقط بحوالي ثلاثة أطنان. أما كبد الحوت الأزرق فيزن حوالي نصف طن، بينما تتسع معدته الضخمة لحوالي طن من الطعام. لكن يجادل البعض ويقول إن هناك بعض أنواع الديناصورات التي انقرضت أضخم حجماً من الحوت الأزرق، إلا أن هذه المعلومة خاطئة. فالحوت الأزرق يفوق حجمه حجم ثلاثة أمثال أضخم ديناصور عاش على سطح الأرض من قبل. كما إنه يزن أكثر مما يزن أربعة وعشرون فيلاً ضخماً.
أين يعيش الحوت الأزرق؟
يعيش الحوت الأزرق حياة اجتماعية، وله من المشاعر ما يشبه المشاعر الإنسانية. فهو يهاجر في صحبة أسرته وأصدقائه الذين يرتبط بهم سنوات طويلة. ولذلك تنخفض خصوبة هذه المجموعة في حالة فقدها رئيسها. وعلى الرغم من أنه يمتلك هذا الحجم الهائل إلا إنه مسالم ولا يهاجم أحداً إلا إذا هاجمه. وهو غير قادر على الافتراس، نظراً لأن فمه خالي من الأسنان.
تعيش الحيتان الزرقاء في جميع محيطات العالم تسبح أحيانًا في مجموعات صغيرة، ولكنها عادة ما تكون بمفردها أو في أزواج. وغالباً ما يقضون الصيف يتغذون في المياه القطبية. ويقومون بهجرات طويلة نحو خط الاستواء مع حلول فصل الشتاء. كما تعد الحيتان الزرقاء من بين أعلى الحيوانات صوتاً على هذا الكوكب. حيث تنبعث منها سلسلة من النبضات، والآهات، والأنين. كما يمكن للحيتان الزرقاء سماع بعضها البعض على بعد 1000 ميل.
اقرأ أيضًا: حيوانات مهددة بالانقراض ستختفي خلال السنوات القليلة القادمة |
ماذا يأكل الحوت الأزرق؟
يتكون غذاء الحيتان الزرقاء تقريباً من حيوانات بحرية صغيرة تشبه الجمبري تسمى الكريل. حيث يستهلك الحوت الأزرق البالغ حوالي 4 طن يومياً من الكريل. والحوت الأزرق لديه صفائح مهدبة من مادة تشبه أظافر الأصابع تسمى “بالين” متصلة بفكيه العلويين. يتغذى الحيوان العملاقة عن طريق ابتلاع كمية هائلة من الماء أولاً، مما يؤدي إلى توسيع الجلد المطوي على حلقه وبطنه لإدخالها. ثم يقوم لسان الحوت الضخم بإجبار الماء على الخروج من خلال صفائح البالين الرقيقة المتداخلة. يتم ترك الآلاف من الكريل وراءهم – ثم يتم ابتلاعها.
الحمل والولادة
نظراً لما يمتاز به من ضخامة الحجم، فكان من الطبيعي أن تلد إناثه صغاراً بأحجام كبيرة أيضاً. فالإناث تلد في فصل الشتاء بعد فترة حمل تستمر حوالي أحد عشر شهراً وليداً يصل طوله إلى سبعة أمتار ويفوق أضخم الأفيال الموجودة على سطح الأرض وزناً. هذا الصغير يتناول يومياً حوالي خمسين لتراً من اللبن الدسم الغني بالبروتين. بينما يزداد وزنه حوالي أربعة كيلو جرامات كل ساعة طول فترة رضاعته التي قد تستمر سبعة أشهر.
اقرأ أيضًا: أخطر مشكلات البيئة التي تهدد بقاء الجنس البشري |
كيف ترضع أنثى الحوت صغارها
ليس هنالك مكان تستطيع فيه أنثى الحوت الأزرق إرضاع صغارها سوى في الماء. لذا فإنها تتميز بوجود ثديين في نهاية البطن. كما هو الحال تقريباً في الأبقار والأغنام. فالصغير يعيش في بداية حياته على اللبن الذي يمتصه من ثدي أمه، وهو يلازمها خلال هذه الفترة بصفة دائمة. بينما عند فطامه يكون طوله قد تضاعف بصورة كبيرة. ونظراً لأن الرضاعة تتم وسط الأمواج المتلاطمة. لذا تتم الرضاعة بسرعة كبيرة، فثدي الأنثى مزود بعضلات قوية ما إن يقبض عليه الصغير بفمه حتى يتدفق اللبن إليه بسرعة وبكميات كبيرة. فلا يستغرق هذا الأمر سوى لحظات قليلة.
عمر الحوت الأزرق
يتم تقدير عمر الحوت عن طريق عدد طبقات الشمع الموجودة في أذنه. بينما تعد الحيتان الزرقاء من بين الحيوانات الأطول عمراً على وجه الأرض. كما يقدر متوسط العمر عند الحيتان الزرقاء بحوالي من 80 إلى 90 سنة.
اقرأ أيضًا: الغرائز البشرية الأساسية: التعريف والأنواع والنظريات والأمثلة |
كم يستطيع الحوت الأزرق البقاء تحت سطح الماء
من المتعارف عليه أن الحوت بإمكانه أن يتنفس الهواء، إلا أن الغريب في الأمر أنه لا يستطيع البقاء تحت سطح الماء أكثر من ساعة كاملة، هذا على الرغم من قدرته على الغوص مئات الأمتار والصعود مجدداً للتزود بالأكسجين دون أن يلحقه أي ضرر على الرغم من التغير المفاجئ للضغط أثناء الصعود السريع. مع العلم إنه على عمق حوالي مائتي متر يبلغ الضغط حدا يمكنه أن يهشم منزلاً وكأنه قشرة بيضة. ولذلك يجب أن يكون الصعود بطيئاً حتى يستطيع الجسم مواجهة التناقص في الضغط وبالتالي لا تسد الشعيرات الدموية وتحدث الوفاة.
وفي الختام نجد أن الحوت الأزرق مازال أحد عجائب المملكة الحيوانية التي تمتاز بالغموض الشديد، ورغم أنه أكبر المخلوقات على وجه الأرض إلا أن العلم الحديث لم يعلم عنه سوى القليل.