مدينة أتلانتس المفقودة: أسرار الاختفاء الغامض!

You are currently viewing مدينة أتلانتس المفقودة: أسرار الاختفاء الغامض!
هل مدينة أتلانتس حقيقة أم أسطورة

مدينة أتلانتس المفقودة دار حولها الكثير من الجدل. فمن الناس من يعتقد أنها مجرد حكاية خيالية اخترعها الفيلسوف اليوناني أفلاطون من أجل توضيح قيمة أخلاقية، أو ربما اعتبرها مدينته الفاضلة. أما بالنسبة للبعض الآخر فينظرون إليها على أنها حضارة قديمة كانت موجودة منذ العصر البرونزي لكن تم التهويل بشأنها. هناك آخرون يعتقدون أن أتلانتس كانت حضارة متقدمة للغاية قبل فجر التاريخ. بل امتد الأمر لاعتبارها أعظم الحضارات القديمة في التاريخ. فهل كانت مدينة أتلانتس حقيقية؟ وإذا كانت كذلك، فأين موقعها؟ وكيف اختفت؟ دعونا نخوض رحلة شيقة نتعرف فيها على قصة مدينة أتلانتس المفقودة؟

حكاية أسطورية أم حقيقة

طروادة هو اسم مدينة من العصر البرونزي تعرضت للهجوم في حرب طروادة، وكلنا نعرف قصة حصان طروادة الشهير. ولمن لا يعرفه فهو عبارة عن هيكل خشبي عملاق على شكل حصان استخدمه الجنود للتسلل إلى المدينة ومهاجمتها من الداخل. كانت هذه الحكاية مجرد قصة شعبية في الأساطير اليونانية القديمة. وتناقلتها الأجيال جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلى عصرنا الحالي. لكننا لم ولن نعرف أبداً القصة الحقيقية دون مبالغة أو تزييف. فعندما تنتقل القصة من شخص لآخر تنتهي بقصة مختلفة تمام الاختلاف عن القصة الأصلية مع آخر شخص ينقلها. لذا فمن الطبيعي أن تصبح قصة طروادة بعد مئات السنوات من تناقلها مجرد قصة من قصص الأطفال التي نقصها عليهم حتى يغوصوا في نوم عميق.

كانت مدينة طروادة خيالاً، وكانت قصتها مجرد أسطورة حتى تم اكتشاف المدينة على يد عالم الآثار هاينريش شليمان في عام 1863. لكن طروادة ليست المثال الوحيد، فإذا عدنا بالزمن إلى أقل من ثلاثين عاماً نجد واحدة من أكثر الاكتشافات المذهلة في التاريخ: غوبيكلي تيبي في تركيا. ويعد هذا الموقع أكبر هيكل صخري تم العثور عليه على كوكبنا، ولم يتم التنقيب في الموقع بالكامل حتى الآن. لقد اكتشف هذا الموقع في عام 1994 بعد أن اقتنع العلماء أنه لم يبق لدينا شيء لنكتشفه.

هناك ما لا يعد ولا يحصى من الأشياء غير المكتشفة على هذه الأرض، فإذا نظرنا إلى البحار والمحيطات على سبيل المثال سنعرف أننا لم نستكشف فيها سوى 5% فقط[1]. وما اكتشفناه في جميع أرجاء الأرض لم نكتشف كل أسراره. فلا نعرف كيف تم بناء الأهرامات؟ ومن بناها؟ ولا نعرف مكان مقبرة كليوباترا، وهناك الكثير من أسرار وألغاز هرم خوفو الأكبر التي لم نستطع كشفها حتى الآن. كذلك أسرار حضارة المايا التي اختفت فجأة. كل هذه الأشياء لا نعرف عنها شيئاً. ولا نحتاج للتركيز على مصر لاكتشاف مدى جهلنا التاريخي.

وصف المدينة المفقودة

وصف مدينة أتلانتس المفقودة
صورة خيالية لمدينة أتلانتس وفقاً لأفلاطون

أحد هذه الأشياء التي لا تزال مجهولة هي مدينة أتلانتس التي تحولت إلى أسطورة خيالية على مر العصور. لكن من بدأ هذه الحكاية؟ وهل هو شخص يمكن التعويل على حديثه عنها؟ بالفعل هو كذلك، إنه الفيلسوف اليوناني أفلاطون الذي وصفها في محاورتيه الشهيرتين طيماوس وكريتياس[2]. وقال عنها أنها كانت حضارة عظيمة مزدهرة لديها قنوات ملاحية في كل الاتجاهات لتتمكن من الإبحار في العالم. علاوة على ذلك كان لديها مباني عملاقة ومعرفة متقدمة في جميع المجالات.

كما استطاعت حضارة أتلانتس أن تحقق انتصارات عسكرية كبيرة، ووصلت إلى تقدم علمي كبير ساهم في التأثير على حضارات العالم القديم المفقودة أيضاً. ربما يشير اسمها إلى موقعها. حيث يقال إنها كانت تقع على المحيط الأطلسي. لكن هذه الحضارة انهارت واختفت فجأة نتيجة إحدى الكوارث الطبيعية. دعونا نسحب الخيط منذ البداية، حتى نستطيع أن نجد أدلة محتملة يمكن أن تخبرنا إذا ما كانت مدينة أتلانتس موجودة أم لا؟ وإذا كانت موجودة فأين هو موقعها؟ لكن قبل المضي قدماً في الإجابة على هذه الأسئلة دعونا نعرف القصة التي حكاها أفلاطون.

القصة التي حكاها أفلاطون

يقول أفلاطون:

“كان أول من سكن هذه الجزيرة البعيدة إيفنور وزوجته ليوسيب، وكان لديهما ذرية ابنة وحيدة هي كليتو. عندما وصلت هذه الفتاة لسن الزواج مات والديها؛ ثم ظهر لها بوسيدون – إله البحر – وقد جذبه جمالها فتزوجها؛ ولجعل التلة التي كانت تسكنها منيعة، قطّعها من كل مكان؛ وصنع أحزمة دائرية من البحر والأرض محاطة ببعضها البعض بالتناوب، بعضها أكبر، والبعض الآخر أصغر. كانت هذه الأحزمة على مسافات متساوية من جميع الجوانب، بحيث يتعذر على الإنسان عبورها؛ لأنه في ذلك الوقت لم تكن السفن الشراعية موجودة بعد”.

وقد وصف أفلاطون الأبعاد الدقيقة لكل حلقة من حلقات الأرض والماء فيما بعد:

“كانت الدوائر التي صنعها بوسيدون واحدة من أعظم الدوائر التي صنعت على الإطلاق. حيث تقوم على ثلاث دوائر في العرض، أما دائرة الأرض المجاورة لها فكانت متساوية العرض؛ وفي الزوج الثاني من الدوائر كان الماء عبارة عن ستين في العرض؛ والدائرة التي تدور حول الجزيرة المركزية نفسها كانت بعرض الملعب. حيث كان القصر الملكي، يبلغ قطره خمسة ملاعب”.

لماذا سميت أتلانتس بهذا الاسم؟

هذا ما قاله أفلاطون عن الجزيرة، لكن لماذا سميت أتلانتس بهذا الاسم، تقول الأسطورة أن بوسيدون بعد أن تزوج كليتو أنجب منها خمسة أزواج من التوائم، وهم الذين حكموا مقاطعات أتلانتس العشر. وذلك أن الجزيرة والمحيط سميا بأتلانتس نسبة إلى الابن الأول للتوأم الأول “أطلس. وبغض النظر عن أصل الاسم، يقال إن بوسيدون خلق أتلانتس بمساحات مختلفة من الأرض والمياه. أرضان وثلاثة ماء على شكل دائري حول وسط المدينة. ثم أحضر بوسيدون إلى المدينة نوعين مختلفين من مصادر المياه، أحدهما بارد والآخر حار، يخرج من الجبل الصغير في الوسط. وهذا يعني أن جميع أنواع الحيوانات والنباتات يمكن أن تعيش هناك، مما يخلق مجموعة واسعة من الموارد والأغذية للسكان. ومن المفترض أن سكان مدينة أتلانتس قاموا ببناء قلعة في الوسط، مع معبد مصنوع من الذهب والفضة لتكريم بوسيدون وكليتو.

كيف غرقت مدينة أتلانتس؟

كيف غرقت أتلانتس؟
صورة رمزية لغرق ميدينة أتلانتس

أصبحت هذه المجاري المائية بمرور الوقت ينابيع خاصة لا يستخدمها إلا الطبقات العليا من التسلسل الهرمي، أي أحفاد الملك أطلس الأول. وقد كان السكان يكنون لهم احتراماً كبيراً في البداية، لكن في نصوص كريتياس يعترف بأن هذه الفضيلة فسدت مع مرور الوقت. وبعد أن كانت أتلانتس مدينة فاضلة تُبجل الإلهة أثينا التي وزعت العقل والذكاء والفن والأدب على البشر، لم تعد كذلك. وفي الوقت ذاته، كان مواطنو أتلانتس يبحثون عن مناطق جديدة لغزوها، ونفترض أن الدافع وراء ذلك هو الاستحواذ على الجزر المحيطة بفضل إمكاناتهم العسكرية الكبيرة.

دخلت قوات أتلانتس حرباً مع الأثينيين، وانتصر جنود أثينا في المعركة ضد الغزاة، وقيد الأثينيون الأطلنطيين الذين قاوموا بالحبال، واتخذوهم كعبيد، وحرروا أولئك الذين تعاونوا. يخبرنا أفلاطون أن هذه الحرب وما بعدها كان بمثابة عقاب من السماء لأتلانتس، نظراً لأن الفساد والجشع والانحلال الأخلاقي ساد في مجتمع هذه الحضارة المذهلة. وقد أصابهم الغرور والتكبر، لذا عاقبتهم الآلهة بطوفان كارثي عمر كل شيء تحت أمواج عملاقة.

تقول النصوص:

“حدثت زلازل وفيضانات عنيفة، وفي يوم وليلة واحدة غرق جميع البشر في الأرض، كما اختفت جزيرة أتلانتس أيضاً في أعماق البحر”[3].

هذا هو المكان الذي ستأتي فيه فرضيتنا وتكهناتنا الأولى، لأننا سنرى لاحقاً التاريخ الذي سيتوافق معه هذا الحدث الكارثي، ولأنه وثيق الصلة بنظرية ما إذا كانت موجودة بالفعل أم لا.

دوائر متحدة المركز

لعل أهم وصف ذكره أفلاطون لمدينة أتلانتس هو “الدوائر متحدة المركز”. وقد تم العثور على فكرة الدوائر متحدة المركز في شكل مشابه بشكل ملحوظ عبر الثقافات في جميع أنحاء العالم، في العالم القديم والجديد، في وسائط تتراوح من الهندسة المعمارية والفخار والرسم والفن الصخري. توجد في بيرو والشرق الأوسط وعلى قطع فخارية عثر عليها في مدينة تارتيسوس القديمة[4]. من بين جميع تمثيلات الحلقات متحدة المركز، ربما يكون أكثرها إثارة للاهتمام هو جلجال رفائيم أو ما يعرف بالعربية رجم الهري.

رجم الهري

أفلاطون؛ رجم الهري؛ الحضارة الفرعونية
الدوائر متحدة المركز في رجم الهري

جلجال رفائيم رجم الهري عبارة عن صرح من حجارة البازلت السوداء وهو أكمة من الحجارة متحدة المركز، ويبلغ عرضه أكثر من 500 قدم (30 متراً) وهو مصنوع من آلاف الصخور البازلتية التي تزن معاً أكثر من 40 ألف طن. وفقًا لعلماء الآثار، فإن شروق الشمس في الانقلاب الصيفي والشتوي يتماشى مع الفتحات في الصخور. لكن ينقسم الخبراء حول ما إذا كان الموقع في الأساس موقع دفن لأقوام عمالقة أم تقويماً قديماً، لكنهم يتفقون عموماً على أن البناء على الهيكل بدأ في وقت مبكر من 3500 قبل الميلاد، وهو أقدم من التاريخ المقبول عموماً لبناء مجمع هرم الجيزة.

عُثر كذلك على شكل الدوائر متحدة المركز منحوتة على الحجر في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية والجنوبية وإيرلندا والصين وجميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. يشير الانتشار الواسع لهذا الرمز إلى وجود حضارة امتد تأثيرها عبر العالمين الجديد والقديم إلى ما قبل 3500 قبل الميلاد. نظراً لأنه لم يكن لأي من الحضارات المعروفة في التاريخ هذا المستوى من التأثير قبل هذا التاريخ، فإن البديل الوحيد المتبقي هو أن الحضارة، التي لم يتم التعرف عليها بعد وفقدت في التاريخ، يجب أن تكون قد نشرت هذا الرمز في جميع أنحاء العالم. وهذا هو بالضبط الرمز الموجود في قلب أفلاطون أتلانتس – في بناء عاصمتها.

هل مدينة أتلانتس موجودة فعلاً؟

قدماء اليونان
سولون وأفلاطون وهيرودوت

كانت مدينة أتلانتس المفقودة أسطورة منذ مئات السنوات، لكن دعونا نفصل الحكاية عن الخيال، ونتحقق من الوثائق التي لدينا. إن آخر من وثق وجود هذه المدينة هو أفلاطون نفسه، وتقول الرواية الرسمية للأكاديميين أن هذا النص لأفلاطون مجرد قصة مصورة لنقل قيمة أخلاقية فلسفية أو إنها مجرد استعارة سياسية من نوع ما. لكن علينا أن ندرك أن أفلاطون لم يكن معروفاً باختلاق القصص أو حتى باختلاق الاستعارات غير الواضحة. والأهم من ذلك أن القصة نفسها في حوارات طيماوس وكريتياس ذكرت عدة مرات باعتبارها كانت موجودة بالفعل وإنها قصة أصلية جاءت من سولون. لكن من هو سولون هذا؟

من هو سولون؟

كان سولون أحد الحكماء السبعة في اليونان، وقد هيمن بشكل كامل على سياسة أثينا لعدة عقود، كما إنه كان الجد الأكبر لأفلاطون. يستخدم أفلاطون سولون كمرجع لتحديد التاريخ الدقيق لغرق أتلانتس. حيث يقول إن هذه الحضارة غرقت تحت الأمواج في كارثة عالمية قبل 9000 عام من عصر سولون. ففي عام 600 قبل الميلاد قام سولون بزيارة قصيرة إلى مصر. وهناك أخبره كاهن معبد في الدلتا كل شيء عن أتلانتس. ثم سأل سولون الكاهن: “متى حدث كل هذا؟ ومتى دمرت هذه الحضارة؟”. أجابه الكاهن: “منذ 9000 سنة”[5].

حدث ذلك قبل ميلاد المسيح ب 600 عام، ودُمرت مدينة أتلانتس قبل 9000 سنة من هذا التاريخ. ليس من الضروري أن تكون عالم رياضيات لتقترب من تاريخ أتلانتس: 9600 سنة قبل المسيح، وإذا أضفنا ذلك إلى تقويمنا فإنه يعطينا 11600 سنة مضت. هل هذا التاريخ يعني لك شيئاً؟ إنه التاريخ المرتبط بتاريخ الحضارات المفقودة. إذا كنت قرأت مقال نظرية النيازك ستعرف السبب. وإذا لم تكن قرأته.. الآن سنتناول الأمر بإيجاز.

يخبرنا أفلاطون أن هناك كارثة عالمية قضت على حضارة متقدمة مذهلة منذ 11600 عام. وتقول لنا الجيولوجيا أنه منذ حوالي 11600 عام، كان هناك حدث كارثي على الأرض يسمى “درياس الأصغر[6]. ففي ذلك الوقت حدث ارتفاع كبير وغير مسبوق في مستويات سطح البحر في الصفائح الجليدية في أمريكا الشمالية وشمال أوروبا، مما أدى إلى القضاء على معظم الحضارات البشرية. فإذا كان أفلاطون هو من اخترع هذه القصة بأكملها، فهل من قبيل المصادفة أن يتزامن التاريخان.

أين تقع مدينة أتلانتس المفقودة؟

موقع أتلانتس
خريطة هيرودوت (430 ق.م)

موقع مدينة أتلانتس لا يزال مجهولاً. لكن لدينا عدد قليل من الفرضيات التي تشير إلى مكانها. ومن أجل تحديد موقع المدينة المفقودة علينا في البداية أن نلتقي بشخصية تاريخية أخرى ستخبرنا عن الكثير. إنه هيرودوت المؤرخ اليوناني الذي يوصف بأنه “أبو التاريخ“. ماذا يقدم لنا هيرودوت؟ حاول هيرودوت توثيق كل ما يستطيع توثيقه، لذا ترك لنا خريطة[7] لما كان عليه العالم في ذلك الوقت الذي عاش فيه (484 – 425 قبل الميلاد). انظر إلى هذه الخريطة، وقل لي ماذا ترى؟

خريطة هيرودوت
تظهر أتلانتس عند تكبير الخريطة بالقرب من أعمدة هرقل(مضيق جبل طارق)

عند تكبير الخريطة تظهر لنا مفاجأة مدوية، ففي الزاوية اليسرى توجد أتلانتس. فهل كان أفلاطون يكذب؟ أم أن أبي التاريخ ضم مدينة لم تكن لها وجود إلى خريطة العالم؟ وإذا كانت أتلانتس كذبة، فهل يمكن اعتبار جميع ما ذكره في الخريطة كذبة كذلك مثل جزر الهند وإيطاليا والمحيط الأطلسي والكلت. إن موقع أتلانتس على خريطة هيرودوت يثير بعض النظريات حول المكان الذي يمكن أن تكون فيه المدينة المفقودة.

مدينة أتلانتس المفقودة في جزيرة سانتوريني باليونان

هناك العديد من الأماكن المحتملة لوجود مدينة أتلانتس المفقودة، ومنها جزيرة سانتوريني باليونان. اكتسبت هذه الجزيرة شعبية كبيرة كموقع محتمل لمدينة أتلانتس. حيث دمرها انفجار بركاني حوالي عام 1600 قبل الميلاد، ولديها بعض الآثار التي تشير إلى وجود حضارة متقدمة. لكنها لا تتطابق مع التواريخ أو الموقع. وفي نهاية المطاف هي تقع في البحر الأبيض المتوسط وليست في المحيط الأطلسي. هناك أيضاً تشابه نوعاً ما في السويد وبوليفيا والقطب الشمالي، وغيرها من الأماكن. لكن هذه الأماكن لا تستوفي الأوصاف الكاملة التي ذكرها أفلاطون. لقد قدم أفلاطون 53 وصفاً لما كانت عليه مدينة أتلانتس، وهذه المواقع المذكورة آنفاً لا تلبي بعضاً منها.

منتزه دنيانا الوطني بإسبانيا

منتزه دنيانا الوطني بإسبانيا
صورة بالأقمار الصناعية لمنتزه دنيانا الوطني بإسبانيا

ظهرت مدينة أتلانتس المفقودة على خريطة هيرودوت في موقع قريب من أعمدة هرقل – مضيق جبل طارق. والجدير بالذكر أن المخرج جيمس كاميرون صنع فيلماً وثائقياً بعنوان “Atlantis Rising” حاول فيه البدء من هذه النقطة لاكتشاف المدينة المفقودة. وتوصل فيه إلى أن موقع أتلانتس هو منتزه دنيانا الوطني الموجودة بالأندلس في إسبانيا. ومن خلال صور الأقمار الصناعية، تم العثور على بقايا مدينة مغمورة بالمياه لها صلة قرابة ساحقة مع وصف أتلانتس.

ربما تتطابق الكثير من الأوصاف مع هذا الموقع، حيث أن هذا الموقع عبارة عن حديقة طبيعية تزخر بالتنوع البيولوجي. هل تتذكر أصل القصة عندما قال أفلاطون عن أتلانتس أنها منطقة غنية بالطبيعة بسبب مصادر المياه الساخنة والباردة. بدأت قصة اكتشاف هذا الأمر مع عالم آثار ألماني كان ينظر إلى صور الأقمار الصناعية ببرنامج جوجل إيرث عندما لاحظ بعض الأشكال الدائرية الغريبة جداً في تلك المنطقة. ثم بدأ استكشاف المنطقة، وعثر على سلسلة من القطع الأثرية المطابقة لأوصاف أفلاطون. ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل عثروا أيضاً على نصب تذكارية يعتقد عالم الآثار الأمريكي ريتشارد فرويد أنها تعود للناجين من المدينة الأسطورية بعد أن ابتلع المحيط منازلهم. لكن لسوء الحظ فهذا المستنقع الذي يقع فيه الموقع مغطى بالمياه 11 شهراً في السنة ومليئاً بالطين، مما يجعل التنقيب فيه أمراً صعب التحقيق.

مدينة أتلانتس المفقودة في عين الصحراء

مدينة أتلانتس المفقودة
التشابه في الموقع بين عين الصحراء وأتلانتس على خريطة هيرودوت

هناك فرضية أخرى تقول بأن “عين الصحراء” هي بقايا مدينة أتلانتس المفقودة. تقع عين الصحراء في الصحراء الكبرى، وهي موجودة في أفريقيا وبالتحديد في مدينة وادان في موريتانيا، ويُطلق عليها أيضاً اسم “تكوين الريشات“. إذا ألقينا نظرة سريعة على هذه الفرضية ربما نتخيل أنها فكرة بعيدة كل البعد عن موقع أتلانتس المفترض. فيكف يمكن لجزيرة أن تكون في صحراء قاحلة على بعد عدة كيلومترات من البحر؟ لكن دعونا لا نتسرع في الحكم.

إذا وضعنا في اعتبارنا التغيرات الجيولوجية التي حدثت خلال آلاف السنين، سنعرف أن هذا المكان كان من قبل محاطاً بالمياه. لكن قبل المضي قدماً علينا أن نعرف بعض المعلومات عن هذا الموقع لنرى أوجه التشابه مع تلك الأوصاف التي قدمها أفلاطون. أولاً تبلغ مساحة المكان حوالي 23.5 كيلومتر. ولديها مخرج في الجزء الجنوبي، وفيها جبال في الشمال تحتوي على أنهار، والمنطقة المحيطة مسطحة بالكامل. وتنحدر قليلاً على جانب البحر. كما تعد هذه المنطقة من الصحراء مصدراً لمياه الينابيع النقية. كل هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الحفر وآبار المياه المحيطة بها تحتوي على مياه مالحة، مما قد يكون دليلاً على أن تلك المنطقة كانت في البحر يوماً ما. كذلك تتميز الصخور المحيطة بالألوان الأحمر والأسود والأبيض.

فرضية مثيرة للاهتمام

تحتوي الكهوف المكتشفة على رسومات لأفيال، ويوجد الخزف والذهب بكثرة. لكن ما يجعلنا ننظر إليها بنظرة مختلفة هو خريطة هيرودوت، حيث يتشابه الموقعان بشكل كبير على الخريطة. أما أغرب ما في الأمر هو اكتشاف هيكل عظمي ضخم لحوت في الصحراء بالقرب من الموقع المذكور. وانتبه لأننا نتحدث عن هيكل عظمي وليس حفريات، لأن العلم يخبرنا أن الأمر يستغرق ملايين من السنوات حتى تصبح العظام حفريات.

اكتسبت فرضية الماء والمحيط وغمر مدينة أتلانتس المفقودة قوة أكبر عندما نشرت صحيفة الجارديان مقالاً بعنوان “اكتشاف شبكة أنهار قديمة مدفونة تحت الرمال الصحراوية[8] واستشهدت الصحيفة بالأبحاث العلمية التي أكدت وجود شبكة من الأنهار يزيد طولها عن 500 كيلومتر في صحراء موريتانيا من شأنها أن تشير إلى أن هذا المكان كان مزدهراً بالحياة من قبل.


ربما تكون هذه الاكتشافات أحد الأدلة على وجود مدينة أتلانتس المفقودة التي خلبت لب الباحثين في جميع العصور، لكن مع هذه الأدلة التي تشير إلى وجودها إلا إنه لم يتم الكشف عن وجدها الفعلي بعد. فهل تعتقد أن مدينة أتلانتس كانت قصة حقيقية موجودة بالفعل؟ أم إنها كانت استعارة أخلاقية لأفلاطون؟

المراجع

[1] We’ve Only Explored Less Than 5 Percent of the Ocean Floor.

[2] Plato’s Atlantis Myth: “Timaeus” or “Critias”?

[3] Perhaps a tsunami sank Atlantis.

[4] The Development of the Motif of Circles in the Early Iron Age.

[5] Egyptian wisdom: Plato on Solon, the Egyptian priest, and Atlantis (mid-fourth century BCE).

[6] Younger Dryas – an overview.

[7] World Map of Herodotus.

[8] Ancient river network discovered buried under Saharan sand.

This Post Has 6 Comments

  1. سهام

    اعتقد انها لم تكن موجودة من قبل

    1. وائل الشيمي

      يمكنك إعادة قراءة المقال مع المزيد من الأدلة العلمية على وجودها

  2. غير معروف

    مش لما نعرف الاول اسرار الحضارات الموجودة كلها نبقى ندور على الحضارات المفقودة

  3. زهراء الوادي

    اعتقد اطلانتس تعتبر الحضارة الأكثر غموضا حتى الأن والحقيقة المقال تناول فرضيات مختلفة والأكثر ادهاشا بالنسبة لي فرضية صحراء أفريقيا. أشكرك على الفيلم الوثائقي سأشاهده حتما.

    1. وائل الشيمي

      نعم حضارة غامضة فعلاً، وإذا تم اكتشافها سيتغير الكثير مما نعرفه عن التاريخ القديم

اترك تعليقاً