أذن الإنسان هي العضو المسؤول عن حاسة السمع لديه. ولطالما لا يشعر الإنسان بقيمة شيء ما إلا إذا فقده. فمع اعتياد الإنسان على السمع فقلما ينتبه إلى هذه الحاسة. فما هي أهمية حاسة السمع عند الإنسان؟ وماذا يحدث إذا ما فقدها؟ في هذا المقال سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة.
أهمية أذن الإنسان
تعد أذن الإنسان العضو المسؤول عن حاسة السمع لديه. وهي جهاز دقيق يعمل على التقاط الأمواج الصوتية من الوسط الخارجي وحمل هذه الموجات لتوصيلها إلى المراكز المتخصصة في مخ الإنسان. وحينما تصل هذه الأصوات يتعرف المخ عليها ويحدد مدى علوها وانخفاضها والتمييز بين طبقاتها المختلفة.
وتقتصر حاسة سمع الإنسان على سماع الأصوات التي تتراوح ذبذبتها بين 16000 – 20000 ذبذبة في الثانية الواحدة فعدم حساسية أذن الإنسان للذبذبات الأقل من ذلك هي التي تحول دون سماعه لدقات قلبه. وهو الأمر الذي يمنع تحول حياة الإنسان إلى جحيم يتمثل في الضجيج الدائم الذي يسمعه. وهذا ما نراه في الحيوانات التي تتميز حاسة السمع لديها بسماع الأصوات التي تصدر بتردد أقل من 16000 ذبذبة في الثانية. حيث نجدها تفر هاربة مذعورة قبل وقوع الهزات الأرضية أو الزلازل، وذلك نظراً لسماعها أصوات انزلاق صفائح القشرة الأرضية التي لا يسمعها الإنسان في الطبيعي. ولكنه مع ذلك يعلم بها عبر رؤيته لهذه الحيوانات التي تكون قريبة منه.
ومن المتعارف عليه أن الموجات الصوتية تنتشر في الهواء. لذا فإن الأصوات لا تصل إلى الأذنين في الوقت ذاته إلا في حالة كان وجه الإنسان يواجه هذه الأصوات. ففي هذه الحالة تصل الأصوات إليهما في الوقت نفسه. كما يستطيع الإنسان ملاحظة وصول الصوت إلى إحدى أذنيه قبل الأخرى بحوالي 0,0001 من الثانية، مما يمكنه من تحديد مصدر الصوت الآتي إليه. وتعد حاسة السمع لدى الإنسان سليمة إذا ما كان في مقدرته سماع الهمس من مسافة ستة أمتار، وفي حالة التقطت أذناه الحديث العادي بين شخصين يبعدان 12 متراً عنه. والعجيب في الأمر أن قدرة النساء على السمع تفوق قدرة الرجال في هذه الحاسة، منا تفوق قدرة الأذن اليمنى على الأذن اليسرى في هذا الأمر.
اقرأ أيضًا: أهمية حاسة التذوق: كيف نشعر بمذاق الأطعمة؟ |
تركيب أذن الإنسان
تتكون أذن الإنسان المسؤولة عن حاسة السمع من ثلاثة أجزاء، وهما:
-
الأذن الخارجية.
وتتكون الأذن الخارجية من ثلاثة أجزاء هما صيوان الأذن والقناة السمعية والطبلة. أما صيوان الأذن فيتخذ شكل بوق لجمع الاهتزازات الصوتية ليمر بها عبر القناة السمعية التي تعج بالغدد التي تفرز مادة شمعية وظيفتها منع ذرات التراب من الدخول إلى أذن الإنسان. وبعد مرور الاهتزازات عبر هذه القناة تصل في النهاية إلى طبلة الأذن. وطبلة الأذن عبارة عن غشاء رقيق في سمك ورقة الكتاب ولا يزيد سطحها على مساحة اظفر الإصبع الواحد. والطبلة لا تهتز لأقل الأمواج الصوتية التي تحدث في الهواء. كما أن الضغط الجوي متعادل على سطحيها بمساعدة قناة استاكيوس وهو ما يحميها من التمزق.
-
الأذن الوسطى.
إذا ما تخطينا طبلة الأذن سنجد أمامنا ما يسمى بالأذن الوسطى، وهي عبارة عن تجويف يخرج من أسفله قناة تسمى “استاكيوس” وهي قناة توصل إلى البلعوم. مما يؤدي إلى تعادل الضغطين الواقعين على سطحي الطبلة. توجد في الأذن الوسطى أصغر العظيمات في جسم الإنسان، وهي المعروفة باسم (المطرقة والسندان والركاب). وهذه العظيمات هي المسؤولة عن تحويل الموجات الصوتية إلى موجات ميكانيكية.
-
الأذن الداخلية.
أما الأذن الداخلية فتتكون من عظمة مجوفة كثيرة الممرات تسمى “التيه العظمى” وهي مبطنة من الداخل بغشاء يسمى “الغشاء التيهي”. وتساعد العظيمات الثلاث (المطرقة والسندان والركاب) الموجودة في الأذن المتوسطة على وصول الاهتزازات من الطبلة إلى الأذن الداخلية بعد تضخيمها.
اقرأ أيضًا: أهمية حاسة اللمس: خط الدفاع الأول عند الإنسان |
ماذا يحدث إذا فقد الإنسان حاسة السمع؟
يعتقد الكثير من الناس أن أذن الإنسان ليس لها أهمية سوى مساعدة الإنسان على سماع الأصوات المختلفة من حوله. إلا أن الأمر لم يكن كذلك، فأذن الإنسان لها دور محوري وشديد الأهمية في حفظ توازن الإنسان، وبدونها يصاب الإنسان بالدوار ولا يستطيع موازنة نفسه. ويتم هذا الأمر عن طريق جهاز التوازن الموجود بالأذن الداخلية. أما الأمر الثاني الذي يحمل أهمية قصوى لحاسة السمع هي أن الأذن هي المسؤولة عن تعلم الإنسان الكلام. فلولا سماع الكلمات لما استطاع الإنسان أن ينطق كلمة واحدة.
اقرأ أيضًا: أهمية حاسة الشم في بقاء الإنسان على قيد الحياة |
ومن هنا نعلم أهمية حاسة السمع التي لولاها لأصبح الإنسان غير قادر على الكلام أو سماع الأصوات مما يقضي على وجوده في الحياة. حيث أنها نعمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى، والتي اعتاد عليها الإنسان فلم يشعر بأهميتها ولم يتفكر فيها.
المراجع:
- الشم.. السمع.. والكلام – د. سيد الفولي.
- أسرار جسم الإنسان – هاشم أحمد محمد.
- وظائف الأعضاء من الألف إلى الياء – بوريس فيدورفيتش – ترجمة د. عبد الرحمن محمد البردي.