مراجعة فيلم Le Trou: لا يُصدق لكنه حقيقي

فيلم Le Trou هو فيلم فرنسي فريد من نوعه عن الهروب من السجن. يمتلىء الفيلم بالكثير من التفاصيل، ويخلو من أي كليشيهات أفلام السجون الأخرى. بينما تستند قصة فيلم Le Trou على قصة حقيقية حدثت بالفعل. في السطور التالية نتعرف بصورة أكثر تفصيلاً على هذه التحفة الرائعة عبر مراجعة فيلم Le Trou.

معلومات عن فيلم Le Trou

• البلد: فرنسا |إيطاليا.
• اللغة: الفرنسية.
• تاريخ الإصدار: 18 مارس 1960.
• المخرج: جاك بيكر.
• الكاتب: خوسيه جيوفاني (رواية) | جاك بيكر (سيناريو) | جان أوريل (سيناريو).
• وقت العرض: 131 دقيقة.
• النوع: جريمة | دراما | إثارة.
• التصنيف: (PG) ملائم للجميع تحت الرِّقابة العائلية.
• فريق التمثيل: أندريه بيرفيل | جان كيراودي | ميشيل كونستانتين.
• التقييم: 8.5.

قصة فيلم Le Trou

تدور أحداث القصة في سجن لا سانتي الفرنسي بوصول كلود غاسبار – مارك ميشيل – وهو شاب متهم بارتكاب جريمة قتل مع سبق الإصرار، إلى زنزانة يقطنها أربعة سجناء آخرين ينتظرون محاكمتهم، ويخططون للهروب. كانت زنزانة كلود الأساسية تحت الإصلاحات فكان لابد من نقله إلى الزنزانة الأخرى. بينما هناك يتعرف على السجناء الأربعة: مونسينور، وجيو، ومانو، وأخيراً رولان المخطط لعملية الهروب بأكملها. أما المفارقة فهي أن رولان داربانت كان أحد السجناء الحقيقين الذين شاركوا في محاولة الهروب عام 1947. وقد عمل في هذا الفيلم تحت اسم مستعار هو “جان كيراودي”.

على الرغم من تحفظات مانو وعدم ثقته في الوافد الجديد، ورغبته في انتظار عودة كلود إلى زنزانته بعد انتهاء الإصلاحات إلا أن الباقيين أقنعوه برغبتهم في إشراك كلود في خطتهم للهروب من السجن. تتمثل خطة الهروب في رفع ألواح الأرضية وحفر ثقب بهدف استكشاف طريق للهروب من خلال الطابق السفلي عبر ممرات الصرف.

يدعي كلود الشاب الثري أنه أطلق النار على زوجته عن غير قصد أثناء مشاجرة بينهما حول حقيقة علاقته مع أخت زوجته القاصر. بينما بعد أن يحصل كلود على ثقة الجميع تبدأ عملية الهروب. وبعد صراع طويل ومعاناة نجحت خطة الهروب بالفعل. وفي الليلة الأخيرة قبل الرحيل يتم استدعاء كلود إلى مدير السجن الذي يخبره بأن زوجته تنازلت عن الاتهامات الموجهة له. ويمكنه أن يخرج من السجن في القريب العاجل. وفي مساء تلك الليلة التي سيهرب فيها الجميع نكتشف أن كلود قام بخيانتهم وأبلغ الحراس عن الخطة ليتم القبض عليهم في النهاية.

مراجعة فيلم Le Trou

فيلم Le Trou هو تحفة بيكر العظيمة، وهو عبارة عن ملحمة صغيرة خانقة تصنف من بين أكثر الأعمال دقة وواقعية التي قدمها الفن السابع، ليس فقط في ذلك النصف من القرن العشرين بل في جميع الأوقات. قصة فيلم Le Trou بشكل عام مستوحاة من محاولة هروب شهيرة حدثت في عام 1947 في سجن لا سانتي في باريس. ومن ناحية أخرى استوحت الأحداث من رواية خوسيه جيوفاني التي تحمل الاسم ذاته، وهي رواية قدمت نسخة خيالية من نفس الحادثة.

يتجنب فيلم Le Trou كل الكليشيهات الشائعة التي يعرفها المشاهد من أفلام السجون الأخرى، مثل حراس السجن المستبدين، النزيل الذي أنهكت حياته لفترة طويلة ولم يعد يريد العيش في الخارج، الخ. بينما يصف جاك بيكر الحياة اليومية في السجن هادئة ومنظّمة ورصينة. وينصب تركيزه بالكامل على تصوير واقعي للحياة في السجن. الأمر نفسه ينطبق على تنفيذ التفتيش الذي يعتمد بشكل أساسي على حقائق من واقعة حقيقية. يظل بيكر وفياً لخطه التدريجي للمخرج الذي يركز على أوصاف البيئة ودراسات الشخصية ويعرضها بطريقة واضحة ومباشرة، وثائقية تقريباً وبدون تعليق.

الواقعية والمصداقية

ينصب تركيز بيكر بلا شك على التفاصيل، على الأشياء الصغيرة التي تخلق معاً صورة أكبر. والواقعية هي أهم أداة لديه لبناء التوتر. فلا توجد موسيقى تصويرية منذ بداية فيلم Le Trou وحتى النهاية، بينما حافظ على العديد من اللقطات لدقائق دون تعديل. كما استخدم ممثلين هواة لإضفاء مزيد من الواقعية والمصداقية. لذا وصل الفيلم إلى مشاهديه بأبسط الطرق الممكنة، وبمشاعر بسيطة يمكن للجميع فهمها. إن الخوف من أن تكشف الخطة وتفشل، والضغط المتزايد على الأبطال ليظهروا هادئين قدر الإمكان دون ملاحظة أحد، وغيرها من المشاعر الأساسية التي يربطها بيكر بعواقب أكثر خطورة، لتصبح العلاقات بين الأصدقاء المزعمين أكثر تعقيداً في النهاية.

يتم مقارنة أفلام السجون دائماً بالفيلم المرجعي لهذا النوع The Green Mile الذي أخرجه فرانك دارابونت، وقام ببطولته توم هانكس. لكن فيلم The Green Mile كافح عبثاً في محاولة الخروج من الكليشيهات العامة لأفلام السجون. بينما مع فيلم جاك بيكر لا نجد حراس ساديين، ولا نظام اجتماعي داخل السجن، ولا حتى عواطف. لقد صور الحياة في السجن على حقيقتها بالضبط. حياة يومية تتخللها الرتابة واليأس، ويسود الانضباط والنظام وأي عصيان يدفع ثمنه على الفور.

إذا كنت تعتقد أن الأفلام بالأبيض والأسود قديمة أو مملة، فإن فيلم Le Trou سيغير رأيك بكل تأكيد. إنه أحد تلك الأفلام المذهلة التي ما زالت صامدة أمام اختبار الزمن. وربما يكون هذا هو الفيلم الأول في سلسلة طويلة من أفضل أفلام الهروب من السجن، مثل فيلم The Great Escape الذي صدر بعده بثلاث سنوات، وفيلم Papillon الذي صدر بعد ثلاثة عشر عاماً، ووضع المعايير الجديدة لقصة حقيقية أخرى مروعة.