فيلم The Advent Calendar هو أحد أفلام الرعب الفرنسية غير المألوفة. فإذا مللت من مشاهدة أفلام الرعب الكلاسيكية القديمة، أو إذا مللت من مشاهدة أفلام الرعب السخيفة فهذا الفيلم الفرنسي يبدو منعشاً ومبتكراً ويستحق مشاهدتك. في هذا المقال نستعرض سوياً من خلال مراجعة فيلم The Advent Calendar أفكار هذا الفيلم الرائع.
قصة فيلم The Advent Calendar
تدور أحداث الفيلم حول إيفا – أوجيني ديرواند – راقصة البالية التي أصيبت في حادثة سيارة. مما جعلها محصورة طوال حياتها على كرسي متحرك خلال الثلاث سنوات التي مضت بعد هذه الحادثة. تعمل إيفا في شركة تأمين، وتعيش بمفردها في منزلها بعد أن أصيب والداها بالزهايمر الذي يعيش مع زوجته التي تحاول بيع المنزل وتلقي به في إحدى دور العجائز.
هدية عيد الميلاد
في الثالث من ديسمبر تحصل إيفا على هدية غير متوقعة من صديقتها صوفي – هونورين ماغنير – وهي عبارة عن صندوق تقويم عتيق ومزخرف اشترته لها من سوق عيد الميلاد في ميونيخ مكتوب عليه “معجزة عيد الميلاد”، وعلى ظهره “إذا تخلصت منه سأقتلك”. فتحت إيفا هذا باب هذا الصندوق، فإذا به العديد من الأبواب الصغيرة التي يجب عليها فتحتها بمفاتيح موجودة داخل الصندوق نفسه، وعندما فتحت الباب الأول حصلت منه على قطعة حلوى، فأكلتها، وقرأت على غلاف قطعة الحلوى تعليمات محددة أو قواعد عليها الامتثال لها، أول هذه القواعد أنه حينما تأكل قطعة من الحلوى عليك أكل جميعها وإلا سأقتلك. أما القاعدة الثانية فهي “احترم جميع القواعد حتى تفتح الباب الأخير، وإلا سأقتلك” والقاعدة الثالثة والأخيرة تقول “إذا تخلصت منه سأقتلك.”
أمور غريبة تحدث
ربما اعتقدت إيفا أن كل ذلك دعابة من دعابات هدايا أعياد الميلاد، إلا أن الأمور تغيرت، حينما فتحت الباب الثاني ووجدت بداخله قطعة من الحلوى المفضلة لأبيها، وفي مساء نفس الليلة تلقت مكالمة هاتفية من أبيها يهنئها بعيد الميلاد، على الرغم من أن هذا الهاتف معطل منذ سنوات، وبرغم أن أبيها مريض بالزهايمر ولا يتذكر أي شيء.
في مساء إحدى الليالي كادت أن تتعرض إيفا للاغتصاب على يد أحد عملاء شركتها، ولما صرخت فيه وقاومته أخرجها من السيارة وألقى بها في الشارع، لذا تمنت أن يموت ذلك الرجل، وبعد مرور يومين على هذا الأمر أخبرتها صديقتها أن ذلك الرجل مات في حادثة سيارة.
عادت إيفا لتناول الحلوى مع كل يوم يمضي في هذا التقويم، ومع تناولها لهذه الحلوى يحدث شيئاً غريباً، مما جعلها تصدق أن بالفعل هذا الصندوق قادر على فعل هذه الأشياء الخارقة للطبيعة. وفي إحدى المرات تتناول الحلوى بعد أن قرأت المكتوب على غلافها أنها سوف تشفى من عجزها، وعندما ذهبت إلى أبيها أخبرها أن هذا التقويم من أجل فعل هذه الأمور يتطلب تضحيات معينة.
تضحيات
تستمر الأحداث في المضي قدماً لتقدم إيفا على قتل زوجة أبيها، والشخص الذي أحبته، وكذلك قتل التقويم صديقتها صوفي، وفي النهاية طلب منها التقويم أن تقتل أبيها من أجل أن تعود لتسير مرة اخرى، وقد فعلت ذلك. وفي يوم الثالث والعشرين من ديسمبر – أي اليوم الأخير – حاولت أن تأكل القطعة الأخيرة من الحلوى، لكن صديقها حمل الصندوق وألقى به من السطح، وقال لها إن عليك أن تحترمي القواعد حتى فتح الباب الأخير. وعلمت أن الصندوق منحها الاختيار بين أن تأكل الحلوى الأخيرة لتستيقظ كما كانت مشلولة في غرفته، ويعود كل من قتل إلى الحياة مرة أخرى، وبين ألا تأكلها وتعيش حياتها الحالية بعد أن قتل العديد من الناس بلا ذنب. فتنظر إلى الحلوى وتصرخ. وفي النهاية يظهر رجل يحمل بيده طفل يطرق بابها وهو يرتعد من الخوف، لكنها لم تجيب.
مراجعة فيلم The Advent Calendar
يأخذ الكاتب والمخرج باتريك ريدمونت فرضية الفيلم البسيطة ويحولها إلى نوع مثير للاهتمام بالفعل، حيث يبدو أن هناك هدية كل يوم تجلب الحظ السعيد، هذا على حساب حدوث شيء سيئ في المقابل، وفي أغلب الأحيان لم يكن سيئاً فحسب بل مميتاً. فهل كانت إيفا ستجازف بعدم فتح الأبواب لتغضب إيش – اسم الشرير في الصندوق – أم أنها تستمر في فتح الأبواب لأنها مقتنعة بأن الهدية الأخيرة ستعيد لها ساقيها؟
إن مقدمة الفيلم واضحة ومباشرة من البداية، وهي موضع تقدير عميق، فنحن بالكاد نعرف أي شيء عن البطل، بخلاف التفاصيل الواضحة التي نراها على الشاشة، عندما يبدأ كل شيء فوراً بالتقويم المذكور أعلاه في شكل صندوق مصنوع من خشب غامض مع أدراج مقفلة وأرقام تشير إلى الأيام المختلفة للشهر الأخير من العام. أفضل ما في الأمر أنه لم يأت بعد وهو أن الصندوق مصحوب بتعليمات واضحة ومباشرة وتهديدية.
الحقيقة هي أن الصندوق نفسه والغموض الذي يسبقه هو الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في فيلم The Advent Calendar، حيث تحاول أن تتوقع بشيء من الفضول الأحداث التالية بعد فتح كل باب.
كانت إيفا ذات يوم راقصة موهوبة، وتحافظ على لياقتها من خلال السباحة. كما إنها على يقين من أنها إذا التزمت بجميع القواعد، فسيسمح لها التقويم بالسير مرة أخرى. فما عليها سوى فتح كل باب مزخرف عندما تدق الساعة منتصف الليل. لكن تكمن المشكلة في أنه كلما رغبت إيفا في شيء ما، زاد تعرض أحبائها للخطر، وتحديداً من قبل شيطان مرعب.
لمحة عن عالم إيفا
إيفا شخصية مرسومة بشكل جيد، ومدعومة بأداء أوجيني ديرواند الثابت. يتعين على “إيفا” محاربة اعتداء جنسي من تاجر مغرور للغاية لدرجة أنه يعتقد أن المرأة المعاقة ستشعر بأنها محظوظة لوجودها معه. وفي واحدة من أكثر المشاهد المروعة، قام برميها على جانب الطريق بكرسيها المتحرك عندما رفضته.
حتى صوفي، التي تبدو عموماً حسنة النية، تستغل أحياناً إيفا أو تتجاهل رغباتها، ربما دون أن تدرك أنها تفعل ذلك. إنها تنقض على رجل أعجبت به إيفا في البداية، ثم تتركها مع التاجر المسيء. وقد نجح فيلم The Advent Calendar في إظهار المشكلات اليومية والصعوبات التي يواجهها شخص ما في مكان غيفا. ومع ذلك، فإن الفيلم حريص تماماً على عدم جعلها ضحية عاجزة. لذا فمن خلال التقويم وبمساعدة شيطان، تجد قوتها.
القواعد
يحتوي فيلم The Advent Calendar أيضاً على فرضية ذكية، ففي بداية الفيلم، تسجل إيفا مقطع فيديو، تحذر المستلم التالي للتقويم وتطلب منه اتباع القواعد. فإذا لم يلتزم بجميع القواعد، فسيواجه الموت. وبينما القواعد بسيطة نجد أن الفيلم يبني تشويقه مع كل باب تفتحه إيفا وكل قطعة حلوى تستهلكها. بعضهم يعيد الذكريات، مثل سبب حالة إيفا المشلولة. وآخر يأمرها بقتل شخص كي تستطيع المشي مرة أخرى. كما يهدف الفيلم إلى بناء التشويق والترقب أثناء العد التنازلي لعيد الميلاد.
إذا كان هناك عيب واحد في الفيلم، فهو أن الشيطان المرتبط بطريقة أو بأخرى بالتقويم لم يُمنح أي خلفية درامية. إنه أحد أروع المخلوقات التي شوهدت في أي فيلم رعب هذا العام. حيث إنه يستقطب الانتباه كلما ظهر على الشاشة، كما تم منحه وقتاً كافياً على الشاشة ليكون فعال في دوره. ومع ذلك، فهو لا يتمتع بخلفية درامية.
خارق للطبيعة أم نفسي
يبني فيلم The Advent Calendarعلى نهاية غامضة. والاستنتاج سيجعل المشاهدين يخمنون القرار الذي اتخذته إيفا في النهاية بشأن ما إذا كانت ستمشي مرة أخرى بشكل دائم. لكن الفيلم نفسه قاتم، وغالبًا ما يتميز بدرجات ألوان داكنة ولقطات داخلية مضاءة بشكل خافت. التضحيات التي يجب أن تقدمها إيفا لكسب الشيء الوحيد الذي تريده حقًا تزداد حدة مع كل باب تفتحه.
قد تُؤخذ الأحداث في The Advent Calendar في ظاهرها على أنها خارقة للطبيعة، أو تُقرأ على أنها نفسية تماماً – فهناك إشارة إلى ترك إيفا لأدويتها المضادة للهلوسة. وفي كلتا الحالتين، فهذه صورة أنيقة ومربكة بشكل متزايد لامرأة في أزمة، عالقة بين الآمال والمخاوف بشأن مستقبل منفصل عن الماضي، وربما الطريقة الوحيدة للمضي قدماً في حياتها، هي أن تصبح مثل والدها المصاب بالزهايمر، متجذرة إلى الأبد في كرسي وتنسى ببساطة ما كانت تعتز به ذات يوم.
شرح نهاية فيلم The Advent Calendar
بعد مراجعة فيلم The Advent Calendar لابد أن نشير إلى النهاية الغامضة. فبمجرد أن فتحت إيفا الباب الأخير، وجدت حلوى سحرية من شأنها أن تعيد الأمور إلى طبيعتها وتعكس حالات وفاة المفقودين. ومع ذلك، قبل أن تتمكن من تناول الحلوى الأخيرة، ركض أنطوان إلى الشرفة وقام بتنوير إيفا بأن القواعد تتطلب الاحترام فقط حتى فتح الباب الأخير. ومن ثم، لم تكن بحاجة إلى أكل آخر حلوى ويمكنها الاستمتاع بجسدها الجديد أو بالتحديد حياتها الجديدة حتى وفاتها.
لكن في وهم هذا السحر، قتلت إيفا أعز أصدقائها وكلبها ووالدها. لذا لن تستطيع الاستمتاع بحياتها الجديدة في ظل الكثير من الأعباء التي تثقل كاهلها. ومن هنا نظرت إيفا إلى آخر حلوى وصرخت في ألم. وقبل أن تقرر مصيرها، تلاشى الفيلم إلى اللون الأسود.
بعد عام، طرق رجل وطفل رضيع على ذراعه باب إيفا. لقد كان يحمل هاتف إيفا الذي سجلت عليه التحذير. وبالتالي، يمكن ملاحظة أن إيفا ربما تذوقت آخر حلوى في ذلك اليوم. لذا فقدت قدرتها على المشي وأصبحت أسيرة كرسي متحرك مرة أخرى. ولكن كان كل هذا مجرد وهم، في البداية، ولم يكن بوسعها تحمل موت الكثير من الأرواح البريئة لمجرد دوافعها الأنانية. ومن ثم، اتخذت إيفا القرار الصحيح في النهاية.
في النهاية وبعد مراجعة فيلم The Advent Calendar لابد من الإشارة إلى أن هذا الفيلم هو أحد أفلام الرعب متقنة الصنع، وأنا أنصح محبي هذه النوعية من الأفلام بمشاهدته، فليس هو أحد تلك الأفلام السخيفة التي تعج بالوحوش، أو المرضى النفسيين الذين يقتلون كل من يقابلهم، دون عرض أية فكرة بداخل الفيلم. لكن هذا الفيلم على العكس من ذلك.
اعجبني الفلم اعشق الرعب والغموض
من أفضل أفلام الرعب في الواقع