مراجعة فيلم The Devil’s Advocate: الغرور هو خطيئتي المفضلة

You are currently viewing مراجعة فيلم The Devil’s Advocate: الغرور هو خطيئتي المفضلة
فيلم محامي الشيطان بطولة آل باتشينو

فيلم The Devil’s Advocate هو أحد أفلام الدراما والغموض التي لعب فيها آل باتشينو دور الشيطان باقتدار. وهو مستوحى من رواية أندرو نيدرمان التي تحمل الاسم نفسه، ويعد هذا الفيلم تحفة فنية ذات قصة مثيرة للاهتمام. في هذا المقال نتناول مراجعة فيلم The Devil’s Advocate.

قصة فيلم The Devil’s Advocate

تدور قصة الفيلم حول كيفين لوماكس – كيانو ريفز – المحامي الشاب الناجح الذي يعمل في ولاية فلوريدا، ولم يخسر في حياته قضية قط. وفي أخر قضاياه الذي عمل عليه استطاع تبرئة موكله المتهم بالاعتداء الجنسي على طلابه. وبعد هذا العمل الفذ تم استدعاؤه للعمل في نيويورك مع أكبر شركة محاماة هناك. ومع الاغراءات الكثيرة التي تعرض لها المحامي الشاب يوافق على العمل في هذه الشركة. لذا يذهب مع زوجته الجميلة ماري آن – تشارلز ثيرون – إلى هناك ليقيم في إحدى الشقق الفاخرة التي دفعت ثمنها الشركة.

يقود هذه الشركة جون ميلتون – آل باتشينو – ذو الشخصية الجذابة والغامضة الذي يبدو أنه يعرف الإجابة على كل سؤال. ونظراً لأن كيفن ينشغل أكثر فأكثر في هذا المجال، فقد أصبح بعيداً عن زوجته التي يبدو أن لديها رؤى عن الشيطان نفسه. لذا تحثه الزوجة على ترك الحياة في نيويورك والعودة مرة أخرى إلى فلوريدا. إلا أن الزوج يعتقد أن زوجته قد أصابها مس من الجنون، بعد أن بدأت ترى شكلاً شيطانياً في وجوه زوجات زملاء زوجها.

يحكم ميلتون قبضته على المحامي الشاب. ويسير معه في الطريق الذي رسمه له. ولم يعلم بأن حياته على وشك الانهيار. لكن مع انتحار زوجته يكتشف حقيقة جون ميلتون، ويعلم في النهاية أنه الشيطان نفسه. فهو لا يشيخ ويملك مفتاح الشباب الأبدي. وهنا يعترف له ميلتون بأنه كذلك بالفعل. ويبدأ في التبرير له عن كل أفعاله.

مراجعة فيلم The Devil’s Advocate

حكاية أخلاقية ذكية ومبتكرة استطاعت أن تربط ببراعة بين الأخلاقي القديم لأسطورة فاوست وبين المجتمع المعاصر. فهي قصة رائعة وحبكة تحمل في طياتها انعكاسات نفسية وفلسفية معقدة. كما تزخر القصة بالحوارات الذكية، مثل شرح ميلتون لكيفن الأسباب التي دفعته إلى الاهتمام بالمؤسسة القضائية في المقام الأول. فهو يستبدل في العالم الحديث الدور الذي كانت تقوم به الكنيسة، باعتبارها المنظم الرئيسي للقضايا الاجتماعية.

عندما تفكر في تصوير الشيطان في الأفلام، إما أن نحصل على وحش مخيف، أو نوع من القوة متمثل في شخص شرير، لكننا لا نحصل أبداً على مثل هذه الحالات في هذا الفيلم الرائع، فأداء آل باتشينو استطاع أن يصل بنا إلى فكرة جديدة ومبتكرة على شكل الشيطان كيف يكون. كذلك تم التعبير عن السيطرة بصورة متميزة للغاية على عكس المعتقدات الدينية الشائعة.

هناك كذلك تحولات كثيرة في الحبكة مما جعل عنصر الإثارة والغموض حاضراً بشكل مكثف وذكي للغاية. لكن أكثر ما يعيب هذا الفيلم فهي كثرة وجود العرى في معظم مشاهده. لكن مع كثرة هذه المشاهد فإن الفيلم لا يتردد في استخدام بعض الحيل الهوليوودية التي تستخدم التدين، حيث يتمثل هذا الأمر في والدة المحامي الشاب المتدينة، وكذلك لجوء زوجته إلى الكنيسة وقت معاناتها مع الشيطان.

أما أفضل ما في فيلم The Devil’s Advocate فهو مشهد النهاية الذي أبدع فيه آل باتشينو بصورة كبيرة، وهذا المشهد ربما يكون أحد أفضل المشاهد التي يمكن أن تراها في أفلام الدراما. حيث يتحول آل باتشينو من النقيض إلى النقيض، وهو يشرح للمحامي الشاب قصته منذ البداية إلى النهاية، ويحاول تفسير ترك الشهوات والامتثال لها من وجهة نظره الخاصة.

الشخصيات 

ما جعل هذا الفيلم ينجح حقاً هو طاقم الممثلين الممتاز. حيث كانت البداية الحقيقية لكيانو ريفز، فبصفته كيفن لوماكس، يعمل بجد على الفروق الدقيقة التي تقنعنا بأن شخصيته تتغير داخلياً مع مراحل تطور الأحداث وصولاً إلى تحقيق كل ما كان يتمناه.

هناك أيضاً تشارلز ثيرون التي لعبت دور زوجته بشكل رائع. فلديها سيطرة وتطور في الشخصية على مدار فيلم The Devil’s Advocate إلا أن هذا التطور كانت أكثر تعقيداً وبؤساً مما أدى إلى هلاكها في النهاية. ثم هناك جون ميلتون، الذي يلعب دوره الفنان الرائع آل باتشينو فهو رجل يستطيع ضبط النفس بصورة رائعة، كما يعرف مدى سلطته ويمكنه التعبير عنها بذوق. ومن المتعارف عليه أن آل باتشينو حينما يحضر فهو يأخذ الكاميرا من الجميع تقريباً، فليس هناك ما يقال عنه. هذا المزيج الرائع من الممثلين خلقوا خلفية درامية متطورة بالكامل.


في الختام فإن فيلم The Devil’s Advocate هو قصة ذكية مع الكثير من التقلبات والمنعطفات، وأهم ما فيه بكل تأكيد هو دور الشيطان الذي قام بأدائه آل باتشينو، فبعد أن تشاهد في هذا الدور ربما تعتقد أنه أنسب دور يمكن لآل باتشينو تقديمه على الشاشة.

اترك تعليقاً