إن اختيار قائمة تضم أفضل أفلام الدراما الأجنبية لهي مسألة شاقة. لن تضفي هذه الأفلام إشراقاً على حياتك، ناهيك عن تغيير حالتك المزاجية إذا كنت حزيناً. ومع ذلك، يمكن لهذه الأفلام مساعدتك في التعاطف وفهم ورؤية قصص أخرى مثل قصتك، لتعرف أنك لست وحدك. في هذه القائمة نستعرض عدد من أفلام الدراما التي ربما لم تسمع عن معظمها من قبل.

The Straight Story (1999)

اشتهر المخرج ديفيد لينش بأفلامه السريالية والتجريدية على غرار Lost Highway أو فيلم Mulholland Drive وغيرها من الأفلام. لذا سيكون هذا الفيلم بمثابة مفاجأة للكثير فهو نوع مختلف تماماً من الأفلام عما اعتدنا عليه من لينش. إنها قصة مؤثرة عن رجل مسن يعبر الريف الأمريكي وهو يقود جزازة العشب لزيارة أخيه المريض. وخلال رحلته الأخيرة على الطريق يلتقي بالعديد من الأشخاص المختلفين الذين يشاركهم قصته. نتعلم من خلال المحادثات أن الرجل العجوز لم يكن مستقيماً دائماً بل ارتكب العديد من الأخطاء على مدار حياته. وعلى الرغم من أنه كبير في السن وأنفق كل أمواله تقريباً على جزازة العشب المتداعية التي لا يمكن أن تصل إلى عشرة كيلومترات، إلا أنه قرر القيام بالرحلة على أي حال. هذا فيلم عن شخص في نهاية حياته، والسفر لمئات الأميال على جزازة العشب البطيئة بشكل مؤلم هو الشكل النهائي للوداع العاطفي. إنها نتيجة رائعة لحياة بسيطة نحصل فيها كمتفرجين على لمحات صغيرة هنا وهناك.

---

Landscape in the Mist (1988)

هذا فيلم صعب المشاهدة لكنه تجربة لا تنسى. يمكنك أن تتأثر بشدة بالضرر الذي لحق بهؤلاء الأطفال الذين يهربون من اليونان إلى ألمانيا المتخيلة في رحلة للبحث عن أب مجهول في محاولة يائسة لتتبع مكان وجود رجل يعرفانه فقط من القصص الخيالية التي ترويها والدتهما عنه بجانب السرير. إنها رحلة قاتمة ووحشية، ولكنها مليئة أيضاً بالسحر. هذا الفيلم عن جمال نادر مع صدى عاطفي يتناسب مع الصور المؤلمة في كثير من الأحيان.

اقرأ أيضًا: أفضل أفلام الغموض والتشويق والإثارة في التاريخ

---

Bicycle Thieves (1948)

لقد أثبت العديد من المخرجين بالفعل أن الميلودراما لا يجب أن تستهدف فقط ربات البيوت اللائي ينتحبن في مناديلهن ولكن يمكن أن يكون له قيمة فنية بالفعل. هذا الفيلم هو أحد أفضل أفلام العصر الصامت، وبعد أكثر من خمسين عاماً لم يفقد شيئاً من قوته، وينجح في تحريك عاطفة المشاهد مراراً وتكراراً. لن يستطيع المشاهد إلا أن يذرف الدموع حينما يرى الأب يتخلى عن كبريائه لضمان سعادة عائلته، هذا بالإضافة إلى العار الذي يشعر به عندما يراه ابنه في أضعف لحظات حياته. هذا الفيلم هو نظرة شاعرية للإنسانية، وعناد العقل، ونسبية الأخلاق، فيلم يمكنه أن يخترق قلبك بسهولة.

---

Hachi: A Dog’s Tale (2009)

هذا الفيلم واحد من أكثر الأفلام المؤثرة التي يمكنك رؤيتها على الإطلاق. إنه مبني على قصة حقيقية مؤثرة للغاية حول العلاقة بين البروفسور وكلبه الوفي الذي ظل ينتظر عودته من عمله كل يوم حتى جاء اليوم الذي مات فيه البروفسور ولم يبرح الكلب مكانه حتى مات. بينما يعرض هذا الفيلم الرائع الأمور في بعض الأحيان من خلال عيون هاتشي – الكلب – بدلاً من الإنسان، مما يساعدك على التواصل معه وفهم ما يشعر به. سيجعلك هذا الفيلم تبكي بسهولة.

اقرأ أيضًا: أفضل أفلام الرعب المخيفة على مدار العصور

---

Amour (2012)

آن وجورج زوجان مسنان اعتادا على كسب لقمة العيش كمدرسين للموسيقى ويقضون أيامهم منغمسين في الفن والثقافة. لقد ظلا معاً لمدة أربعين عاماً على الأقل وربما ما يقرب من خمسين عاماً، ونلاحظ الحب بينهما في الأشياء الصغيرة: الجمل القصيرة، والإيماءات الصغيرة، والمظهر الرقيق. لكن الموت يلوح في الأفق بشكل خطير فإلى متى يمكن أن يستمر هذا الحب، هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه على الفور. بينما تصاب آن بنزيف في المخ، وتصبح مشلولة جزئياً، يظهر جورج على أنه زوج محب ومخلص يعتني بحبيبته دون تذمر. لكن آن تصبح أكثر حزناً وإحباطاً وتمرداً ولا يمكن السيطرة عليها. هذا الفيلم لا يعطي إجابات في أي مكان، ولكنه يطرح الكثير من الأسئلة. كيف تتعامل مع العجز عندما تواجه الموت وجهاً لوجه؟ ماذا يحدث عندما تنتصر الشفقة على الحب؟

---

I Am Sam (2001)

امرأة بلا مأوى تلد فتاة. ولأن الأب معاق عقلياً فإنها تهرب بعد الولادة. تعيش الطفلة مع والدها المعاق حتى تبلغ من العمر سبع سنوات، وبسبب والدها تتعرض للتنمر والإحباط. وفي عيد ميلادها السابع تتدخل منظمة رعاية لتأخذ الابنة بعيداً عن والدها. ومع اقتراب موعد المحاكمة، يبحث الأب عن محامي، ويحاول بشتى الطرق أن يسترجع ابنته. يمتلئ هذا الفيلم بالمشاهد المفجعة والحزينة التي من الصعب مشاهدتها دون أن تتساقط الدموع أنهاراً.

اقرأ أيضًا: أفضل أفلام الخيال العلمي في تاريخ الفن السابع

---

Short Term 12 (2013)

دراما قوية ومؤثرة تتركك بمشاعر دافئة. تصور النضالات الشخصية لمجموعة من المراهقين في دار الرعاية ومقدمي الرعاية لهم. يمكن أن تجعلك الدراما من هذا النوع تشعر أحياناً بالكآبة والاكتئاب. حيث يمتلئ الفيلم بالعديد من اللحظات المظلمة مثل تأثير الصحة العقلية على الإنسان، والعنف المنزلي وإيذاء النفس والانتحار. لكن نهاية الفيلم إيجابية نوعاً ما. ورغم أنه فيلم مستقل ذو ميزانية محدودة إلا إنه يستحق مكانة وسط أفضل أفلام الدراما الأجنبية.

---

Black (2005)

على الرغم من كونه فيلماً هندياً إلا إنه بعيد كل البعد عن الدراما الهندية المفتعلة. بينما يُنظر إليه على أنه علامة فارقة في تاريخ السينما الهندية. حيث يحتوي الفيلم على موضوعات ثقيلة، ومدته ساعتان بدلاً من الثلاث المعتادة، ولست به أغنية واحدة. يروي هذا الفيلم قصة ملهمة اقتبست من السيرة الذاتية للكاتبة هيلين كيلر التي كانت تعاني من إعاقة بصرية وسمعية وتعلمت على يد معلمها. إنه فيلم مثير للإعجاب بالفعل ويستحق أن يدخل ضمن قائمة أفضل أفلام الدراما في تاريخ السينما.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم To Leslie: طائرة ورقية بلا خيط

---

Sling Blade (1996)

هذا الفيلم واحد من الأفلام المهدورة حقها. تدور قصته حول رجل بالغ بسيط خرج من مستشفى للأمراض النفسية بعد أن عاش فيها منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره لأنه قتل والدته وعشيقها، معتقداً أنهما كانا يفعلان شيئاً خاطئاً. بينما بعد إطلاق سراحه عاد إلى المدينة التي عاش فيها ولم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للحصول على وظيفة كميكانيكي، وإصلاح جميع أنواع المحركات الصغيرة في ورشة إصلاح محلية. يلتقي بصبي صغير وودود لتبدأ قصة صداقة بينهما. هذا الفيلم تحفة فنية درامية تستحق أن تُدرج ضمن هذه القائمة.

---

I, Daniel Blake (2016)

يمكنك أن تدرك أن هذا الفيلم عن الناس العاديين ومعضلاتهم، فلا هو عن النجوم أو الأثرياء أو المغامرات السخيفة، ولكن عن أشخاص مثلي ومثلك. بينما تدور قصته حول أرمل كبير السن يناضل ضد النظام القائم للحصول على أقل حقوقه، فهو في الستينيات من عمره عمل بجد طوال حياته. بعد وفاة زوجته أصابته نوبة قلبية شديدة، أخبره طبيبه أنه غير مسموح له بالعمل، على الأقل في الوقت الحالي. يحاول الحصول على مخصصات الإعاقة. لكن في الخدمات الاجتماعية يلتزمون بالإجراءات ولا يفهمون وضعه الشخصي. يعد هذا الفيلم أحد أفضل أفلام الدراما في تاريخ السينما إذا جاز لنا القول.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم The Whale: وزن الوجود الذي لا يُطاق

---

My Left Foot (1989)

هذا الفيلم مقتبس عن القصة الحقيقية للكاتب والفنان كريستي براون الذي كان عليه أن يعيش حياة صعبة. فهو معاق، ولا يسيطر إلا على قدمه اليسرى. ولد كريستي عام 1932 في منطقة فقيرة في دبلن. بينما عانى في حياته بسبب الشلل الدماغي، وقد كان يعتقد في البداية أنه ليس معاقاً جسدياً فقط بل وعقلياً كذلك، لكن سرعان ما يتضح أننا نتعامل مع عبقري حقيقي. هذا الفيلم عن اليأس والإحباط والغضب ويعج بالكثير من الكآبة والميلودراما. حصل دانيال دي لويس على أول جائزة أوسكار له في مشواره الفني عن هذا الفيلم.

---

In a Better World (2010)

تتعامل هذه الدراما الدنماركية مع العنف في الدنمارك بين الأطفال عندما يلتقي طفلان في العاشرة من العمر في المدرسة ويشكلان تحالفاً غير صحي ضد المتنمرين. بينما حصل الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2011. يثير هذا الفيلم الكثير من القضايا المتعلقة بالتنمر والعنف، كما يسلط الضوء على الأوضاع العنيفة في قارة أفريقيا. يعد فيلم In a Better World واحد من أفضل أفلام الدراما الأجنبية التي تستحق المشاهدة.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم The Fabelmans: الأفلام أحلام لا تنساها أبداً

---

Black Swan (2010)

تحفة فنية عظيمة على قدر ما تحمله من كوابيس. أحد الأفلام المثيرة للقلق والرعب. ينطوي الفيلم على كم هائل من المشاعر الإنسانية الدفينة وبحث الفنان عن تحقيق الكمال المنشود. هناك خط رفيع بين العبقرية والجنون. لكن المخرج الرائع أرونوفسكي استطاع أن يمزق ذلك الخيط الرفيع ليتحول الفيلم إلى رعب غارق في الظلام. بينما تدور أحداث الفيلم حول راقصة بالية تكافح من أجل الحفاظ على سلامة عقلها بعد أن فازت بالدور الرئيسي في رائعة تشايكوفسكي ” بحيرة البجع”.
عزز هذا الفيلم فحص مكانة دارين أرونوفسكي كواحد من أهم صانعي الأفلام في السينما اليوم. وإذا كانت الساعة الأولى من الفيلم اختباراً ترفيهياً. فإن النصف ساعة الأخيرة تجعلك غارقاً في بحر متلاطم الأمواج. لن تستطع إغفال عينيك عنه. انه الفن السابع في أنقى صورة ممكن تخيلها. يعد فيلم البجعة السوداء واحد من الأفلام العظيمة التي تم إنتاجها في السنوات العشر الأخيرة. تحفة فنية من البداية إلى النهاية ولن يتركك بسهولة.

---

The Master (2012)

واحد من الأفلام التي نالت استحسان النقاد وعلى وجه الخصوص الأداء المتميز للفنان العبقري يواكين فينيكس الذي ظُلم كثيراً على الرغم من إنه أحد أعظم الممثلين في الآونة الأخيرة. بينما تدور أحداث الفيلم حول ضابط البحرية السابق فريدي كويل ( يواكين فينيكس ) الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة تورطه في الحرب العالمية الثانية. فبعد الحرب أصبح روحاً ضائعاً تهيم على وجهها في الحياة بسلسلة من المغامرات والأسئلة الوجودية التي لم يجد لها جواباً.

السيد هو فيلم عن السيطرة والقوة. عن الإيمان والحياة. مجموعة من الرجال يحاولون الوصول إلى شيء مفهوم في هذا العالم الغامض. وحينما تتكشف أحداث الفيلم . عليك أن تتساءل مَن هو السيد المسيطر في النهاية. وهل يمكننا تغيير مسارنا في الحياة؟ وإلى أي مدى يصل بنا الإيمان؟

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم The Beasts: تجربة من الجحيم

---

Mass (2021)

فيلم Mass هو أحد أفلام الدراما التي أُنتجت عام 2021 تدور أحداثه حول مأساة قتل طالب في المدرسة لعدد من الطلاب. وبعد مرور سنوات على الحادث يجتمع والدي القاتل مع والدي أحد المقتولين كي يتحدثا معاً لطلب المغفرة داخل غرفة في الكنيسة. دراما مأساوية صورت في مكان واحد. بينما أفضل ما في فيلم Mass هو الأداء المرعب لطاقم الممثلين بما يحملوه من مشاعر الذنب واللوم والندم. يمكنك الاطلاع على مراجعة فيلم Mass بالتفصيل عبر هذا الرابط: مراجعة فيلم Mass 2021: دراما مأساوية لم نراها منذ سنوات

---

Boyhood (2014)

هذا الفيلم هو معجزة من نوع ما. نظراً لأن الفيلم تم تصويره على مدار 12 عاماً. حيث أن المخرج القدير ريتشارد لينكلاتر أعاد شمل نفس الممثلين مرة أخرى بعد مرور 12 عام وأخذ مقاطع من فيلمه الروائي الطويل. تدور أحداث هذا الفيلم الرائع عن قصة حياة صبي من مرحلة الطفولة وحتى سن الشباب أي من سن خمس سنوات وحتى الثامنة عشر من عمره.

يعد فيلم Boyhood الطموح قوة عاطفية، يبحث في الأعماق النفسية للشخصيات الأسرية من الوالد والوالدة وصولاً إلى الطفل الصغير. وينطوي الفيلم على العلاقات المختلفة. لقد قام المخرج ريتشارد لينكلاتر الذي قام بكتابة السيناريو بنفسه أيضاً بتطوير القصة بشكل طبيعي بناءً على اللقطات التي كان يلتقطها كل عام. نراه وهو يلتقط صور الشيخوخة الحقيقية لبعض النجوم. ومراحل تطور العمر بالمشكلات المتعلقة بكل مرحلة من المراحل. بما في ذلك الشاب إيلار كولتران (الذي كان في الصف الأول عندما بدأ إنتاج الفيلم)  واستكمل الفيلم الروائي الطويل الذي بدأه. لذا فهو فيلم يستحق المشاهدة بجدارة.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Sylvia: امرأة على حافة الهاوية

---

Whiplash (2014)

هل حلمت يوماً ما أن تصبح لاعب كرة قدم عظيم؟ أو مغني رائع؟ أو موسيقي عظيم؟ حسناً بطل الفيلم يريد أن يكون عازف طبول. لكنه عازف الطبول الذي سيبقى في الذاكرة إلى الأبد. هل هناك ثمن للعظمة؟ نعم هناك ثمن غالي جداً. فالعظمة لا تأتي بسهولة، بل عليك أن تنزف كثيراً من الدم وأنت تقاتل من أجل حلمك.

تدور أحداث هذا الفيلم الرائع عن طالب يبلغ من العمر 19 عاما يدرس في معهد موسيقي في مانهاتن. لكن مدرس المعهد شخص ينتهج أسلوب تعليم وحشي خال من الرحمة. مارس هذا الأسلوب مع الطالب كي يصل به إلى أقصى حدوده من أجل تحقيق إمكاناته الكاملة، لكن ذلك كله على حساب إنسانيته. إن فيلم Whiplash سريع ومرعب في الغالب. لكنه عمل مذهل يستكشف ثمن الوصول إلى العظمة الفنية. ويظهر في الوقت ذاته كيف يبدو الطريق إليها. لذا فهذا الفيلم يعد واحد من الأفلام المحفزة والمخيفة في الوقت ذاته. لكنه برغم ذلك يستحق أن يكون أحد أفضل أفلام الدراما الأجنبية في السنوات العشر الأخيرة.

---

Three Billboards Outside Ebbing, Missouri (2017)

دراما مركزة ذات جرعة عالية من الكوميديا السوداء. تشعر بالثقل بسبب موضوعها القوي. لقد أبدع الكاتب والمخرج مارتن ماكدونا في هذا الفيلم. يعد من أفلام الدراما النفسية السهلة الممتنعة. دراما تتصاعد تدريجياً من موضوع صغير إلى أفكار كبيرة وملهمة. بينما تدور أحداث هذا الفيلم الرائع حول أم تتحدى السلطات المحلية المتمثلة في الشرطة لحل قضية ابنتها المقتولة بعد أن فشلت الشرطة في القبض على الجاني. يطرح هذا الفيلم العديد من التساؤلات حول العدالة والانتقام والغضب والعنف. لكنه لا يجيب على السؤال الأهم. هل الانتقام فعل جيد إذا غابت العدالة. أهم ما في الفيلم بعد القصة والإخراج هو الأداء العبقري للممثلة فرانسيس مكدورماند. هذا الأداء الذي أثبت أنها واحدة من الممثلات القديرات في التمثيل بالفعل.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم Lilya 4-Ever: وكأن قطاراً قد دهسك!

---

Room (2015)

لن تنسى أبداً هذا الفيلم الذي يحمل في طياته الكثير من المشاعر الإنسانية. فهو أحد أفضل أفلام الدراما النفسية الأجنبية التي تجعلك تذرف الدمع بغزارة. يخترق شيئاً عميقاً بداخلك. ويمزق قلبك إلى أشلاء. بينما تدور أحداث هذا الفيلم داخل غرفة صغيرة تعيش فيها أم وابنها الصغير بعد اختطافهما من قِبَل أحد المجرمين. تظل الأم وابنها في هذه الغرفة لمدة سبع سنوات. لكن أخيراً يحصلان على حريتهما. مما يسمح للصبي الصغير برؤية العالم الخارجي لأول مرة.
الغرفة ليست بأي حال من الأحوال فيلماً يبعث على الشعور بالرضا، ولكنها تغرس شعوراً بالأمل في عالم صغير عبارة عن غرفة ابتكرتها الكاتبة الرائع إيما دونوجو. هذه قصة أم وابنها، لم نر مثيلها من قبل، لكن في النهاية فإن فيلم Room يُقدم نظرة مروعة، ولكن شاعرية عن مأساة الاختطاف وتداعياتها على المخطوفين. لذا فهو يعد واحد من أفضل أفلام الدراما في العقد الأخير.

---

Youth (2015)

تدور أحداث القصة في مكان منعزل على ما يبدو: فندق فخم في جبال سويسرا يسكنه بشكل رئيسي فنانون وأشخاص مشاهير. فيلم Youth هو دراما من العيار الثقيل تتناول قضية التقدم في السن والمخاوف المتعلقة بالشيخوخة. فريد (مايكل كين) رجل عجوز ليس لديه ما يفعله في الحياة لكن عليه أن يتعامل مع الصداقة والحب والأسرة وحياته المهنية. يبحث الجميع في الفيلم عن الهوية: التناقض بين الطريقة التي يراها الناس وما يريدون أن ينظروا إليه. ما يعلمنا إياه الفيلم هو أننا نتاج ما نفعله، وأن الحب هو القوة الدافعة للإنسانية.

اقرأ أيضًا: مراجعة فيلم A Simple Plan: هل يشتري المال السعادة؟

---

Nocturnal Animals (2016)

واحد من أفضل أفلام الدراما النفسية الأجنبية الفريدة والمبهمة إلى حد ما. تحفة فنية درامية تُبحر بك في عوالم ثلاثة. حبكة قوية مع معنى عميق، وموسيقى تصويرية غاية في الروعة. بينما تدور أحداث هذا الفيلم الرائع حول مالكة معرض فني يُرسل لها زوجها الخائن رواية مهداة تحت مسمى حيوانات ليلية تشرع في قراءتها فتجد أنها تقص قصة رجل سافر ليلاً مع ابنته. لكن تم اختطاف الابنة ولم يُحرك الأب ساكناً. تبدأ الزوجة في ربط أحداث الرواية بواقعها. يُرسل لنا الفيلم رسائل عديدة منها أن الحب الحقيقي يأتي مرة واحدة في العمر. ونادراً ما نحصل على فرصة ثانية.

تدور فكرة الفيلم حول الانتقام والطموح الشخصي في الحياة. ويطرح تساؤلات عديدة مثل كيف يمكن لقرارات الماضي أن تُطارد حياتنا في المستقبل؟ وكيف يعود الألم الذي نسببه للأخرين إلينا في النهاية. يُرسل رسالة قوية إلى الأشخاص الذين يتخلون بسهولة عن الأخرين. ولا يمنحونها فرصة عادلة من أجل العودة مرة أخرى. يعد هذا الفيلم من الأفلام الدرامية الشيقة التي تمتاز بجرعة عالية من الإثارة.

---

Brimstone (2016)

واحد من أفضل أفلام الدراما النفسية الأجنبية المظلمة والعنيفة. القسوة والإحباط والعنف والجريمة كل هذه الصفات يحملها بطل الفيلم مما جعل منه فيلماً مرعباً وقاسياً من الدرجة الأولى. بينما تدور أحداث الفيلم حول امرأة لم تستطع التحدث منذ سنوات عديدة تعيش في بلدة صغيرة. ومن اللحظة الأولى التي يعتلي فيها قس جديد منبر الكنيسة تُدرك المرأة أنها وعائلتها في خطر محدق. وتعاني من أهوال كثيرة في حياتها بسبب هذا القس.

قصة مروعة تمتلئ بالكثير من لحظات الدراما والرعب. إنه أحد الأفلام المظلمة التي تم إنتاجها مؤخراً. فإذا لم تكن من ضعاف القلوب. ويمكنك التعامل مع قصة مظلمة وكئيبة وقاسية، لكنها مكتوبة بشكل جيداً فعليك بمشاهدة هذا الفيلم. واحد من الأفلام الدرامية الرائعة التي تم إنتاجها في السنوات العشر الأخيرة. مصنوع بشكل ممتاز. ويحمل بين طياته قصة آسرة يتم سردها بعناية. وتمثيلها بشكل لا يصدق من قبل فريق عمل أكثر من رائع.

اقرأ أيضًا: تحليل فيلم Three Colors: Blue: الهروب إلى الحرية

---

Ben X (2007)

هذا الفيلم أحد أروع أفلام الدراما الأجنبية التي يمكنك مشاهدتها على الاطلاق. يتعمق هذا الفيلم في المشاكل التي يتعرض لها الأطفال المصابون بالتوحد وعلى وجه التحديد متلازمة أسبرجر. يستخدم الفيلم لمحات مما يبدو أنه مقابلة مستقبلية مع العديد من الشخصيات لبناء جو مشوق من خلال الفيلم بأكمله. يمكن الاطلاع على مراجعة فيلم Ben X بالتفصيل عبر هذا الرابط: مراجعة فيلم Ben X: دراما بلجيكية تجعلك تبكي مع كل مشهد.

---

Locke (2013)

واحد من أفضل أفلام الدراما الأجنبية البسيطة والسلسة للغاية. فيلم قائم على الحوار فقط. ليس هنالك ممثلين في الفيلم سوى توم هاردي. أما المكان فلا يتعد السيارة. بينما تدور أحداث هذا الفيلم الرائع حول مهندس يقود سيارته عائدا إلى منزله. وخلال القيادة نعلم أحداث الفيلم جميعها من خلال الرد على المكالمات الهاتفية. فهي تُعطينا نظرة ثاقبة عن حياته لشخصية وحياته العملية.

أفضل ما في هذا الفيلم بعد الحوار الرائع هو الانفعالات والتمثيل المتقن من الفنان المخضرم توم هاردي الذي أثبت أنه واحد من أفضل الممثلين المتواجدين على الساحة الفنية الآن. فيلم ساحر من البداية للنهاية برغم لحظات الدراما المقلقة في كثير من مشاهد الفيلم. لذا يعد هذا الفيلم واحد من أفضل أفلام العقد الأخير.

اقرأ أيضًا: أفضل أفلام الحبكة الملتوية من القديم إلى الحديث

---

The Sunset Limited (2011)

واحد من أفضل أفلام الدراما الأجنبية الفلسفية العظيمة التي تقوم على الحوار بين شخصين أحداهما يريد إنهاء حياته والأخر يريد إنقاذها. بينما تدور أحداث الفيلم في غرفة داخل محطة قطار. يتناوب اطراف الحديث فيها شخصان أحدهما مؤمن شديد الإيمان والأخر ملحد. يقوم الفيلم بأكمله على الحوار حيث يلعب صامويل جاكسون دور المؤمن وهو الدور البسيط والمعقد في الوقت ذاته. أما تومي لي جونز فيلعب دور الملحد ذلك الشخص الواقعي صاحب النظرة المظلمة والواقعية للعالم.

يعد هذا الفيلم أحد الأفلام الحوارية العظيمة. ويتناول فكرة الجدال القائم بين طرفين متصارعين يحاول كل طرف إثبات وجهة نظرة التي تتعلق بوجود الإله من عدمه وتتراوح هذه النظرات ما بين الشك والإيمان. لكن في النهاية لن نصل إلى إجابات تُرضي أي طرف من الطرفين.

---

لا يتوقف الأمر على هذه الأفلام فحسب. وكذلك ليست هي الأفضل على الإطلاق. لكنها تعد ضمن قائمة طويلة جداً من الأفلام الأخرى التي تستحق الإشادة.