مراجعة مسلسل The Lost Symbol: بوابة الحكمة القديمة المخبأة بداخلنا

You are currently viewing مراجعة مسلسل The Lost Symbol: بوابة الحكمة القديمة المخبأة بداخلنا
مسلسل The Lost Symbol

مسلسل The Lost Symbol هو مسلسل تليفزيوني يستند على رواية الكاتب الأمريكي دان براون والتي تحمل الاسم ذاته. ولم يكن هذا المسلسل هو العمل الفني الأول الذي استقى فكرته من أعمال براون فلقد سبقه من قبل ثلاثية أفلام الفنان الرائع توم هانكس “شفرة دافنشي” و”ملائكة وشياطين” وأخيراً “الجحيم” وهي أعمال استندت على روايات دان براون كذلك. لكن هل كان هذا المسلسل على مستوى التوقعات؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال مراجعة مسلسل The Lost Symbol.

قصة مسلسل The Lost Symbol

تدور أحداث المسلسل حول استدعاء البروفسور روبرت لانغدون – الذي قام بدوره الفنان اشلي زوكرمان – إلى واشنطن من قبل معلمه الأكاديمي بيتر سولومون – إدي إيزارد – كي يلتقيه في مبنى الكابيتول. لكن بدلاً من مقابلته يجد نفسه أمام يد مقطوعة وموضوعة على قاعدة في القاعة المستديرة في وسط المبنى بإصبع مرفوع نحو السقف الذي يصور لوحة جدارية لجورج واشنطن.

اليد مغطاة بالوشم وترتدي خاتم بيتر – وهو خاتم الماسوني من الدرجة الثالثة والثلاثين – بينما تأتي البروفسور مكالمة هاتفية من مجهول تخبره بإنه خطف بيتر، وإذا أراد تحريره عليه كشف بوابة غريبة يوجد تحتها نوع من المعرفة القديمة. لذا يتعين عليه حل الكثير من الألغاز من أجل الوصول إلى هذه المعرفة.

على الجانب الأخر هناك أيضاً قصة عاطفية بين لانغدون وابنة بيتر. وهي باحثة تجريبية في علوم الميتافيزيقيا الذي يتعامل مع دراسة العقل والفكر. وسيساعد الاثنان بعضهما البعض في البحث. يستمر البحث والتنقيب وحل الألغاز ليكتشفا في النهاية أن ابن بيتر قد تلقى بعض التعاليم الصوفية خلال سجنه في تركيا. وهو من قام بخطف والده من أجل الوصول إلى المعرفة الصوفية القديمة ليرتقي إلى مرتبة الإله.

وبعد كل البحث والاكتشاف والإعدام والقتل والأنشطة غير المشروعة الأخرى التي تنطوي عليها رحلة لانغدون، يتبين أن “الحكمة القديمة” هي الكتاب المقدس. لذا قال البروفسور في النهاية “مجرد كتاب قديم؟” ليرد عليه بيتر أنه يحتوي على رسائل عميقة بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون به.

هذه القصة هي الفكرة الرئيسية لروايات دان براون، فجميع روايات دان براون تتناول أفكاراً تآمرية لمجموعات أو طوائف مرتبطة بالرموز الخيميائية والباطنية القديمة، ومن أمثال هذه الطوائف الماسونية.

اقرأ أيضًا: مراجعة مسلسل Sweet Tooth: مغامرة خيالية تنبض بالأمل والتفاؤل

 مراجعة مسلسل The Lost Symbol

ليس من السهل تكييف روايات دان براون مع الاعمال السينمائية أو التليفزيونية. وإذا كان لابد من ذلك كان ينبغي على المخرج أن يكيف سلسلة الروايات بالتتابع. فرواية الرمز المفقود هي مجرد واحدة من سلسلة الروايات التي تكون على التسلسل (1) ملائكة وشياطين (2) شيفرة دافنشي (3) الرمز المفقود (4) الجحيم (5) الأصل. ونظراً لأن الرواية الأولى والثانية ثم الرابعة تم تكييفها في أفلام سينمائية من بطولة النجم توم هانكس، فإن المسلسل بدأ بالرواية الثانية وهي الرمز المفقود. مما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة في الأحداث. ومع ذلك ولسبب غير مفهوم أعاد السيناريو تعيين Lost Symbol كمقدمة لجميع الأفلام، على ما يبدو لتوليد توتر رومانسي نتج عن علاقة حب سابقة بين لانغدون وكاثرين سولومون (ابنة بيتر سليمان). لذا يعد هذا الأمر إلهاء غير ضروري لا يحسن الحبكة أو يطورها، ولا يضيف أي عمق للشخصية.

كان من المفترض في الأصل أن يكون الفيلم الثالث من الأفلام التي يقودها توم هانكس، بعد شيفرة دافنشي وملائكة وشياطين هو فيلم الرمز المفقود. إلا أنه تم إلغاء المشروع لصالح فيلم Inferno، ومن ثم تم الإعلان في عام 2019 أن The Lost Symbol سيُصنع بدلاً من ذلك للتلفزيون وتم تكييفه بالفعل كمقدمة للأفلام.

ومع ذلك يتبع المسلسل نفس إيقاعات الأفلام. بدءاً من اكتشاف غامض يؤدي إلى دخول لانغدون إلى مسرح الأحداث، وذلك بفضل معرفته بالرموز. ثم، مع بعض المساعدة (في هذه الحالة، حارس أمن المتحف، ووكيل وكالة المخابرات المركزية وابنة معلمه). ثم يتبع القرائن ويجد نفسه في بعض المواقف المحفوفة بالمخاطر، مما يؤدي إلى إثارة جيدة نوعاً ما. لكن مع ذلك فإن إيقاع المسلسل بدا بطيئاً بصورة كبيرة.

الشيء المثير للاهتمام حول رواية دان براون كونها مسلسل تلفزيوني هي أنها تسير بشكل رائع للتلفزيون. فمع تقدم كل حلقة، يتم تقديم شخصية غامضة جديدة. كما نشاهد لانغدون وزملائه يفتحون القطعة التالية من اللغز ويحصلون على كشف أو اثنين للمساعدة في إزالة الضباب من القصة.

الشخصيات

دعونا نتفق على شيء هام هو أن لا أحد يستطيع أن يحل محل توم هانكس. وأي محاولة لتقليده فمصيرها الفشل، لهذا السبب أعتقد عدم تقليد آشلي زوكرمان لتوم هانكس كان قراراً حكيماً. ومع ذلك فالأداء في المسلسل جيد بشكل عام. فآشلي زوكرمان يتعامل مع شخصية روبرت لانغدون كما تم تصويرها في الرواية. أما الأداء الأقوى في المسلسل فكان من نصيب الفنان إدي إيزارد. لذا تجده دائما في عزلة عن بقية الممثلين، بينما لعبت سومالي مونتانو دور عميل نموذجي لوكالة المخابرات المركزية بشكل جيد، مع ما يكفي من المؤامرات لتجعلك تتساءل عما لديها في جعبتها.

ربما كانت الشخصية التي أضفت على المسلسل بعض الإنسانية والعاطفة هي ريك غونزاليس، بصفته الصاحب الذي لا يتوان عن مآزرة زملائه. أما الدور الأخطر فهو دور بو كناب الذي لعب شخصية مالاخ فهو واحد من الأدوار المعقدة التي أجادها كناب. لكن الحلقة الأضعف في كل هذه الشخصيات فجاء من نصيب فالوري كاري.

الرسالة

ربما حمل مسلسل The Lost Symbol في طياته على العديد من الرسائل، ومنها أن قوانين الطبيعة ليست معقدة، وأن البساطة سر السعادة في كل شيء. كما أنك تحصل فقط على ما أنت مستعد للتضحية من أجله. كل هذه الرسائل حملها إلينا هذا المسلسل، وكما جاء على لسان بيتر في المسلسل:

“إذا كنت بحاجة إلى فاكهة، فأنت بحاجة إلى زراعة شجرة. ولقد فهم القدماء هذه الحقيقة وعاشوا حياتهم وفقاً لذلك. هذه الحكمة قرّبتهم من الله أو الطبيعة (لأنها ترمز إلى الله في العديد من الأديان). فلا تبعدنا خطايانا عن أنفسنا فحسب، بل تبعدنا أيضاً عن الإله.”

هنا تأتي النهاية لتضع النهاية المجازية لتوضح حقيقة مماثلة. فإذا كانت هناك أي حكمة قديمة، فهي بداخلنا. نحتاج لأن نكون أقرب إلى أنفسنا لنفتح بوابة الحكمة القديمة المخبأة بداخلنا. لكن هل نحن مستعدون لتقديم تلك التضحية؟

اقرأ أيضًا: مسلسل Big Little Lies: هل هناك منطقية في الأحداث؟

في الختام فإن مسلسل The Lost Symbol على الرغم مما فيه من ثغرات كثيرة، إلا إنه واحد من المسلسلات التي تستحق المشاهدة.

اترك تعليقاً