مراجعة فيلم Love in the Time of Cholera: لا حب ولا كوليرا
فيلم Love in the Time of Cholera هو تكييف ساذج لواحدة من أعظم الروايات الرومانسية في التاريخ، رواية الكاتب العالمي جابرييل جارسيا ماركيز “الحب في زمن الكوليرا”. في السطور التالية نتعرف على قصة فيلم Love in the Time of Cholera ومواطن الضعف التي جعلته قد أساء بالرواية الأصلية.
معلومات عن فيلم Love in the Time of Cholera
- البلد: الولايات المتحدة | كولومبيا | المملكة المتحدة | المكسيك.
- اللغة: الإنجليزية.
- تاريخ الإصدار: 16 نوفمبر 2007.
- المخرج: مايك نيويل.
- الكاتب: رونالد هاروود (سيناريو) | جابرييل جارسيا ماركيز (رواية الحب في زمن الكوليرا).
- وقت العرض: 139 دقيقة.
- النوع: دراما | رومانسية.
- التصنيف: (R) للكبار فقط، يحتوي الفيلم على مشاهد فاضحة.
- فريق التمثيل: خافيير بارديم| جيوفانا ميزوجيورنو | بنيامين برات | خوان انجيل.
- التقييم: 6.4.
قصة فيلم Love in the Time of Cholera
تدور أحداث الفيلم في عام 1879 في مدينة ساحلية في كولومبيا حول الشاب فلورنتينو أريسا – خافيير بارديم – الذي يعمل في مكتب البريد. يلتقي عامل البريد بالجميلة الثرية فيرمينا – جيوفانا ميزوجيورنو – فيقع في حبها، ويشرعا في تبادل الرسائل معاً. يبدو أن فلورنتينو قد وجد هدف حياته وسعادته في هذا الحب. لكن عندما تقدم لطلبها للزواج رفض والداها. وهو تاجر بغال ثري كان يحلم طوال حياته أن يزوج ابنته شخصاً من الطبقة العليا. يهدد والدها العاشق الولهان، لكنه لم يتوان عن حبها.
يضطر والداها أن يرحل من المدينة ليبعدها عن حبيبها، ولم يكشف عن مكان انتقالهم. وفي ذلك الوقت ينتظر فلورنتينو رجوعها بين الحين والآخر. يقف الحبيب على الميناء كل يوم في انتظار عودة المحبوبة. لكن على الجانب الآخر كان الوالد قد أقنعها بأن هذا الحب مجرد وهم. وذات يوم أصيب فيرمينا بالمرض، اعتقد الجميع أن الكوليرا قد أصبتها، فأسرع والدها على الفور لإحضار طبيب. وبعد فحصها يخبرهم الطبيب أنها لم تصاب بالكوليرا، وأشاد الطبيب الشاب بجمالها الآخاذ. ثم حاول استمالتها لتتزوجه. وبعد فترة تمت مراسم الزواج.
الانتظار المؤلم
تمر الأيام والشهور والسنوات وينتظر فلورنتينو حب عمره على أحر من الجمر. تحاول والدته إقناعه بنسيانها وأن يعيش حياته، لكنه لم يستطع. يعاني طوال حياته من ألم الفقدان، إلا إنه ظل متمسكاً بحبه حتى النفس الأخير. ويحاول أن يتخلص من هذا الشعور بالألم من خلال ممارسة الجنس مع عدد كبير من النساء.
يتغير الزمن وتتبدل شخصية فلورنتينو إلا أن شيئاً واحداً لم يتغير وهو حبه لفيرمينا. أصبح مديراً لشركة بحرية كبرى، وفي حوزته جميع النساء اللاتي يرغب فيهن، إلا أن هناك مكاناً واحداً فقط في قلبه محجوزاً لعل حبيبته تعود يوماً ما. انتظر فلورنتينو بصبر قرابة 51 عاماً ليعترف بحبه لفيرمينا مرة أخرى. وعلى الرغم من مقابلتها العديد من المرات عن طريق الصدفة ومعرفته أن تزوجت إلا أن حبه لها لم يمنعه من الانتظار حتى وفاة زوجها لتعود إليه من جديد.
في النهاية يموت الزوج ليذهب إليها فلورنتينو مرة أخرى بعد أن ترك الوقت بصماته على وجههما وجسدهما. لقد أكلتهما الشيخوخة إلا أن حبهما لا زال شاباً نابضاً بالحياة. يقترب العاشقان للمرة الأولى من بعضهما البعض، ويعيدان إحياء حبهما الخالد.
اقرأ أيضًا: أفضل الأفلام الرومانسية على مدار العصور من الأقدم إلى الأحدث |
مراجعة فيلم Love in the Time of Cholera
تستند قصة هذا الفيلم على رواية “الحب في زمن الكوليرا” للكاتب العالمي جابرييل جارسيا ماركيز الذي فاز بجائزة نوبل عام 1982. وربما تعد هذه الرواية هي الأشهر عالمياً بعد “مائة عام من العزلة“. لكن محاولة تكييف رواية مؤلفة من أكثر من خمسمائة صفحة يعد أمراً غاية في الصعوبة، لاسيما بالنظر إلى السرد الملحمي لقصة حب كلاسيكية كبرى، مع فريق عمل من العيار الثقيل يضم خافيير بارديم والمخرج مايك نيويل. لذلك كانت التوقعات مرتفعة وخاصة بعد العلم بميزانية الإنتاج الضخمة. كان من المتوقع أن تتطابق موضوعات مثل الحب والموت والشيخوخة والقدر والرغبة في قصة مقنعة داخل فيلم كبير. إلا أن هذا الفيلم يظهر أن تكييف عمل ماركيز على شاشة السينما كان مقامرة غير مأمونة العواقب. ومهما كانت النتيجة في نظر العديد من المعجبين فإن فيلم Love in the Time of Cholera سيظل دائماً أقل بكثير من الرواية الأصلية.
النص والحوار
بالنسبة لأولئك الذين قرأوا الرواية منذ ظهورها في عام 1985، فإن قصة فلورنتينو وفيرمينا والدكتور جوفينال وعواقبها على مدى خمسة عقود ليس لها أسرار ومع ذلك كانت مصدر إعجاب كبير. لكن تحويل مثل هذه القصة إلى شريط سينمائي مهمة غاية في الصعوبة، ويقع اللوم إلى حد كبير على عاتق رونالد هاروود كاتب السيناريو الذي ظلم الرواية الأصلية لماركيز. ففي هذه القصة هناك القليل من الحب والقليل من الكوليرا.
وبسبب الطريقة التي تُروى بها قصة فيلم Love in the Time of Cholera، تأخذ قصة الحب سمات ميلودرامية في بعض الأحيان. كان من الممكن أن يكون وقت العرض الضخم البالغ 139 دقيقة مع وجود العديد من الخطوط الجانبية في القصة ضعيفاً في رواية الفيلم. وفي كثير من الأحيان يكون الإيقاع في السرد بطيئاً.
إن النص في بعض المشاهد والحوارات مخلصة بشكل مدهش للرواية، لكن تشعر وكأنها مقطوعة من سياقها، ومع ذلك فإن الكثير من الجمال والموارد غير مجدية لنقل قصة، فبدلاً من نقل المشاعر وإثارة ردود الأفعال العاطفية لدى المشاهد، تسبب فقط شعوراً متزايداً بعد الارتياح، وعدم التصديق والملل.
الشخصيات
ربما تكون المشكلة الرئيسية هي أن مجموعة الشخصيات التي تشكل عالم الرواية، لا يمكن أن تتناسب تماماً مع قيود الفيلم، مثل الوقت والإيقاع. إنها ليست قصة معقدة في حد ذاتها، لكنها ملحمة تمتد على مدى خمسين عاماً تقريباً عبر رحلات القارب في كولومبيا. لذا كانت اللغة المرئية جميلة في بعض الأحيان. لكن هذا الأمر لا ينطبق على مختلف العروض التمثيلية. فالطريقة التي صورت بها الشخصيات في الفيلم تبدو وكأنها كاريكاتورية. وفي حين أن خافيير بارديم ممثل قدير إلا إنه لم يلعب دوره الأكثر إقناعاً. كذلك يتم تصميم المراحل العمرية المختلفة للممثلين بشكل مقنع، وكان بإمكان فنان الماكياج القيام بعمل أفضل من ذلك.
إن المكياج أسوأ ما في هذا الفيلم. حيث يحول المكياج خافيير بارديم إلى رجل عجوز وفقير، برغم أنه ليس كذلك. هذا بالإضافة إلى عيب الفيلم الفادح الذي أثر على تطور الفيلم، وهو اختيار الإيطالية جيوفانا ميزوجيورنو في دور فيرمينا التي على الرغم جمالها إلا أنها تقدم أداءً غير مقنع، وقد ساهم فنان المكياج في إظهارها وكأنها مراهقة في مرحلة الشيخوخة، لتبدو أصغر من أن تكون الأرملة المسنة.
من المحتمل أن يجذب هذا الفيلم الجمهور الذي لم يقرأ الرواية، لكن المعجبون بعمل ماركيز الأصلي ستكون النتيجة بالتأكيد مخيبة للآمال.