أشهر المغالطات المنطقية التي يجب عليك معرفتها

You are currently viewing أشهر المغالطات المنطقية التي يجب عليك معرفتها
أشهر المغالطات المنطقية في النقاش

المغالطات المنطقية كالألغام الأرضية؛ من السهل التغاضي عنها حتى تصادفها، فالجدال والنقاش يفسحان المجال حتماً للاستدلال الخاطئ والأخطاء المنطقية. هذه الأخطاء هي مغالطات يمكنها أن تبطل الحجة تماماً ويستغلها البعض في الهروب من النقاش عندما يكونوا غير قادرين على إثبات ادعاءاتهم. وهناك العديد من أنواع المغالطات المنطقية التي تعتمد على افتراضات غير واقعية أو قسرية أو مزيفة. في السطور التالية نخوض سوياً رحلة نتعرف فيها على أكثر أنواع المغالطات المنطقية شيوعاً حتى نتمكن من التعامل معها بفعالية.

ما هي المغالطة المنطقية؟

المغالطة المنطقية هي خطأ في الاستدلال يبطل الحجة. مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة تستخدم بقناعة تجعلها تبدو وكأنها حقائق مثبتة. فمن الخصائص الأساسية للتفكير المنطقي القدرة على اكتشاف الأخطاء في استنتاجات أو مقدمات حجة معينة لتجنب الاستدلال المغلوط، لأن عدم معرفتنا لذلك يجعل من الصعب التعرف على الحقائق ويجعلنا أكثر عرضة للتلاعب والتضليل.

تُستخدم المغالطات المنطقية على نطاق واسع في الحياة اليومية وفي عالم الخطابة والتسويق والصحافة والسياسة. وهي شكل من أشكال التفكير الخاطئ الذي يمكن القيام به ببراءة أو بقصد التلاعب بالآخرين. فعندما نتجادل مع شخص آخر ونعرض منطقنا، فإننا نتبع سلسلة من الخطوات المنطقية، تبدأ بالدفاع عن موقفنا بناءً على مقدمات معينة للوصول إلى نتيجة. ولكن في أحيان كثيرة تنحرف المناقشة عن مسارها، وتحدث مغالطات منطقية تبطل حجة الآخر، وفي هذه الحالة يجب علينا وقف المناقشة الجدلية.

لا تتوقف المغالطات المنطقية والجدلية على النقاش بين فرديين فقط، بل يمكن استخدامها في وسائل الإعلام من أجل تضليل الجماهير، وفي بعض الأحيان تستخدمها السلطات في البلاد ذات الحكم الديكتاتوري لتصبح عقيدة من عقائد المجتمع. ولهذه الأسباب من الضروري معرفة أنواع المغالطات المنطقية لاكتشافها ومكافحتها.


مغالطة الشخصنة

أنواع المغالطات المنطقية
مغالطة الشخصنة

تتعارض الهجمات الشخصية مع الحجج العقلانية، ففي هذا النوع من المغالطات يستبدل المنطق السليم بلغة مسيئة لا علاقة لها بموضوع النقاش. وبشكل أكثر تحديداً يمكن أن نقول إنها مغالطة يرفض فيها شخص ما رأي آخر أو ينتقده على أساس الخصائص الشخصية أو خلفيته أو مظهره الجسدي أو أي خصائص شخصية أخرى لا علاقة لها بالحجة المطروحة.

مثال على مغالطة الشخصنة[1]: “بما أن عمر ليس امرأة، فهو لا يستطيع إبداء رأيه في الحركة النسوية“.


مغالطة رجل القش

التفكير المنطقي
مغالطة رجل القش

تهدف هذه المغالطة إلى هزيمة الطرف الآخر في النقاش والنيل منه بدلاً من التفكير العقلاني للوصول إلى نتيجة مرضية. إنها حجة ضعيفة لذا يُصور مستخدمها على إنه يهاجم رجل من القش. تتكون مغالطة رجل القش من مهاجمة موقف منطقي وجدلي لا يمتلكه الخصم فعلاً. إنها طريقة بسيطة لجعل موقف مستخدمها يبدو أقوى مما هو عليه، حيث يصف آراء خصمه بأنها سخيفة وغير موثوقة، وفي المقابل يُنظر إلى موقف مستخدمها على أنه أكثر صدقاً وجدية وموثوقية.

مثال على مغالطة رجل القش: يقول عمر: اعتقد أننا يجب أن نعيد تصميم موقعنا الإلكتروني”. يجيب أحمد: هل تقصد أن تصميمي لا قيمة له، وأن عليك أن تهدر المال على موقع جديد”.

اقرأ أيضًا: الاختلافات الرئيسية بين الآراء الموضوعية والذاتية

مغالطة الاحتكام إلى السلطة

المغالطات المنطقية
مغالطة الاحتكام إلى السلطة

تحدث هذه المغالطة عندما نسيء استخدام السلطة، حيث يمكن أن يحدث سوء استخدام السلطة بعدة طرق، منها مثلاً عندما لا نستشهد بالمصادر المرجعية لموضوع ما، ونمنح السلطة لأدلة أخرى بعيدة عن الموضوعية. فإذا قلنا إن الأكوان الموازية حقيقة، نظراً لأن ستيفن هوكينج قال ذلك. هنا نستشهد بآراء شخصيات شهيرة كما لو أنها صحيحة دائمة. إذن فنحن لا نقدم دليل علمي على ذلك مثل دراسة أو بحث أو تجربة. كذلك يمكننا أن نستشهد بسلطات غير ذات صلة، أو سلطات ضعيفة، أو كاذبة.

مثال على مغالطة الاحتكام إلى السلطة: عندما يقول شخص ما: “اشتري ملابسي الرياضية من هذا المتجر، لأن كريستيانو رونالدو قال إنه أفضل متجر”. هذه مغالطة منطقية فقد يكون اللاعب المشهور يصنع دعاية لهذا المتجر.


مغالطة التكافؤ الكاذب

علم المنطق
مغالطة التكافؤ الكاذب

تحدث مغالطة التكافؤ الكاذب عندما تستخدم كلمة أو عبارة أو جملة عمداً للتشويش أو الخداع أو التضليل من خلال الظهور كما لو أنها تشير إلى شيء ما في حين أنها تشير إلى شيء آخر. تظهر هذه المغالطة المنطقية في العبارات التي يستخدمها البعض للتلطيف من شدة الموضوع، حيث يتم استبدال الكلمات غير السارة والأكثر حدة بمصطلحات أكثر جاذبية.

مثال على مغالطة التكافؤ الكاذب: يمكن استبدال عبارة “الماضي الإجرامي” بعبارة “طيش الشباب”، أو استبدال عبارة “الأزمة الاقتصادية” بكلمة “التباطؤ”.

اقرأ أيضًا: التفكير الاستنتاجي: مقدمة موجزة جداً

مغالطة التوسل بالأكثرية

أنواع المغالطات المنطقية
مغالطة التوسل بالأكثرية

تستند هذه المغالطة على حجة مفاداها أنه أمر ما يكون صحيح طالما الأكثرية من الناس تتفق عليه. وأن شيئاً ما صحيح أو جيد لأن الآخرين يتفقون مع الشخص الذي يدعي ذلك؛ أي أن ما يُقال مقبول لأنه مشهور. هذه المغالطة الجدلية شائعة جداً في الدول الديكتاتورية، ففي بعض الدول يختار الناس نفس الرئيس، لأنهم لم يعرفوا غيره من المرشحين، وأن الكثير منهم يتفق عليه. كذلك تستخدم بين المعلنين، حيث تبني العديد من الشركات إعلاناتها على عبارات تستخدم هذه المغالطة، مما يضمن أنه إذا استخدم العديد من الأشخاص منتجاتها فذلك لأنهم الأفضل (كما يستهلك ملايين الأشخاص التبغ وهو ليس بالأمر الجيد، ومن هنا تأتي المغالطة).


مغالطة التكلفة الغارقة

التفكير المنطقي
مغالطة التكلفة الغارقة

تتمحور مغالطة التكلفة الغارقة[2] حول فكرة الاستمرار في مشروع ما على الرغم من فشله، لأننا وضعنا فيه الكثير من الجهد والمال. إن الاستمرار في هذا الأمر يجعلنا نغفل عن العواقب المستقبلة والتكاليف الإضافية التي نتكبدها. نحن جميعاً عرضة لهذا السلوك الشاذ عندما نتوق إلى الشعور بالإنجاز، أو عندما نكون مرتاحين لهذا المشروع غير العملي. ويحدث ذلك في كثير من الأحيان في جوانب أخرى مثل الزواج أو العمل، ولهذا السبب من المهم معرفة كيفية اكتشافها في الوقت المناسب.

اقرأ أيضًا: مهارات التفكير الإبداعي: ​​تعريفها وخصائصها، وكيفية تنميتها

المغالطة الدائرية

أنواع المغالطات المنطقية
المغالطة الدائرية

تحدث هذه المغالطة عندما يحاول المرء الدفاع عن نتيجة من خلال العودة إلى الفرضية، وبالتالي يتم التحقق من صحة الفرضية المفترضة مع الاستنتاج، بحيث يقع الموضوع في فخ الدائرية. من الطبيعي أن الاستدلال المنطقي يؤدي إلى نتيجة منطقية، ولكن ماذا يحدث إذا دورنا في دوائر. لتسهيل شرح هذه المغالطة يمكننا إعطاء مثال: يقول شخص ما “ما هو مكتوب في الكتاب المقدس صحيح”. ودافع عن موقفه بالقول “لأن الكتاب المقدس يقول ذلك”. هنا يرتكب الشخص مغالطة دائرية واضحة.


مغالطة التعميم المتسرع

أشهر المغالطات المنطقية
مغالطة التعميم المتسرع

تتألف مغالطة التعميم المتسرع كما يشير اسمها من إجراء تعميم لا يقوم على مقدمات منطقية، بل يحدث بشكل اعتباطي، أي دون أدلة كافية. وبشكل عام فإن هذه التعميمات تؤدي إلى استنتاجات سيئة واستنتاجات خاطئة، لذلك يمكننا اعتباره استدلالاً استقرائياً مغالطاً. لنتخيل، على سبيل المثال، أن شخصاً ما يربي قطة في منزله كحيوان أليف، هذه القصة أظهرت حباً لتناول الشوكولاتة. بعد ذلك، وبتعميم سريع، يقرر هذا الشخص أن القطط تحب الشوكولاتة، دون أن يتوقف للتفكير في أن قطته فقط هي التي تحب الشوكولاتة، أو أن بعض القطط تحبها والبعض الآخر لا تحبها.

اقرأ أيضًا: هل يمكننا الوثوق في الحدس؟

مغالطة المأزق المفتعل

علم المنطق
مغالطة المأزق المفتعل

المأزق المفتعل هي واحدة من أنواع المغالطات المنطقية الكلاسيكية[3] التي يجب أن تعرفها. تتمحور هذه المغالطة على تقسيم جميع الخيارات الممكنة إلى خيارين فقط. وربما تكون أوضح الأمثلة عليها هي العبارات المعروفة للجميع: أكون أو لا أكون؟ إما أبيض أو أسود؟ إما أن تكون معي أو ضدي؟

لكن علينا أن ندرك أنها لن تكون مغالطة إلا إذا كان هناك في الواقع خيارات أكثر مما هو مذكور. ولا يمكن أن تكون مغالطة إذا كان هناك خياران فقط.

مثال على مغالطة المأزق المفتعل: عندما يقول شخص لآخر إما أن تشارك معنا في ثورتنا، أو تكون جباناً رعديداً”. هذه مغالطة كبيرة، فمن الممكن أن يكون الآخر شجاعاً ولكنه لا يؤمن بمبادئ الثورة.


مغالطة الارتباط والسببية

أنواع المغالطات المنطقية
مغالطة الارتباط والسببية

تشير المغالطة السببية إلى أي فشل منطقي يحدث في تحديد السبب؛ أي عندما يتم التوصل إلى نتيجة حول سبب دون وجود أدلة كافية للقيام بذلك. على سبيل المثال، إذا قال شخص ما: “بما أن والديها سماها خديجة، فلا بد أنهما سلفيان”. وفي هذه الحالة، رغم أنه قد يكون صحيحاً وقد يكون الوالدان سلفيان بالفعل، إلا أن الاسم وحده ليس دليلاً كافياً للوصول إلى هذا الاستنتاج.

مراجع

[1] Ad Hominem

[2] How Susceptible Are You to the Sunk Cost Fallacy?

[3] 15 Logical Fallacies to Know, With Definitions and Examples

اترك تعليقاً